الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
التعريف بالمؤلّف
هو ناصر الدين شافع بن علي بن عباس بن إسماعيل بن عساكر بن شافع ابن رافع بن عبد الظاهر بن نشوان بن عبد الظاهر السعدي، الرواحي، الزنباعي.
هكذا ذكر نسبه - مطوّلا - المؤرّخ «ابن الجزري» نقلا عن كراسة كتبها «شافع» بخطّه، وفيها مولده، فهو، إذن، ينتسب إلى جدّهم الأعلى «روح بن زنباع» الجذامي، الفلسطيني، الأمير على جند فلسطين في عهد «يزيد بن أبي سفيان» ، المتوفّى سنة 84 هـ
(1)
.
ونسبة المؤلّف: الكناني، العسقلاني، المصري.
ولد ليلة الجمعة الخامس والعشرين من ذي الحجّة سنة 649 هـ. (1252 م). كان أبوه يعرف بالمولى القاضي نور الدين علي. وجدّه يعرف بالخطيب الفقيه عماد الدين أبي الفضل خطيب قلعة الجبل، ونائب دار العدل الصالحية النجمية الأيوبية.
أمّا هو فعرف بسبط القاضي محيي الدين بن عبد الظاهر، ووصف ب: القاضي، الإمام، العالم، الفاضل، الكامل، الأديب.
روى عن الشيخ جمال الدين بن مالك، وغيره.
روى عنه الشيخ أثير الدين أبو حيّان، والشيخ علم الدين البرزالي، وجمال الدين إبراهيم الغانمي، وغيره من الطلبة.
له النظم الكثير، والنثر الكثير، وكتب الخطّ المنسوب فأحسن وأجاد. وباشر كتابة ديوان الإنشاء بمصر زمانا إلى أن أضرّ. ويعود الفضل للأمير سيف الدين
(1)
تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، للذهبي - بتحقيقنا - طبعة دار الكتاب العربي، بيروت - (حوادث ووفيات 80 - 100 هـ) ص 61 - 63 رقم 28.
بلبان الرومي الظاهري بتقديمه لخدمة السلطان، حيث عوّل عليه في المكاتبات، سرها وجهرها، مع صغر سنّه وكبر قدر وسنّ من في ديوان الإنشاء
(1)
.
وكان كثير المحاضرت ويعنى بأخبار الناس والتأريخ وفنّ الأدب والنحو والترسّل والنظم.
أصيب في وقعة حمص سنة 680 هـ. بسهم نشّاب خالط دماغه، وفقد منه بصره، وبقي أعمى خمسين عاما حتى مات في شهر شعبان سنة 730 هـ. وقد خلّف نحو العشرين خزانة ملأى بالكتب الأدبية النفيسة، إذ كان جمّاعة للكتب في حياته، وكان «شهاب الدين البوتيجي الكتبي بالقاهرة» يخبر أنه كان إذا لمس الكتاب وجسّه قال: هذا الكتاب الفلاني وهو لي ملكته في الوقت الفلاني، وكان إذا أراد أيّ مجلّد، قام إلى خزانة وتناوله منها كأنه الآن وضعه هناك بيده.
زاره المؤرّخ «شمس الدين محمد بن عبد الله الجزري» في داره بالقاهرة سنة 713 هـ. فكتب عن لقائه ما نصّه:
«طلعت إلى عنده إلى داره، فلما دخلت عليه قام قائما وهو يومئذ ضرير
(2)
. وكان تحته طرّاحة صغيرة لا تقع لأحد غيره، فشالها من تحته وقال: لا بدّ أن تضعها تحتك، فحلفت بالله تعالى أني ما أفعل. وقال لي: عندي خبر مجيئك القاهرة، ولي مدّة أشتهي مجيئك إلى عندي، وقد وقعت على رخيص. وأخرج دراهم وزعق لعبده حتى يشتري شيئا، فحلفت أنه ما يشتري شيئا فأذوقه
(3)
، وقلت له: ما قصدي إلاّ رؤيتك وفوائدك. فقال: كان تاريخك الذي عند الأمير نجم الدين ابن المحفدار له عندي مدّة، [فقلت]: ونحن نستفيد من فوائدك. وكنت أخذت معي كرّاسة بيضاء حتى أكتب من نظمه شيئا، فحلف أنه ما يكتب إلاّ في ورق من عنده حتى أكون أذكره بذلك، فقمت وجئت إليه بعد أيام فوجدته قد خلّى ابن حماه قد كتب لي كرّاسة فيها نسبه ومولده وشيء
(4)
من نظمه ونظم غيره، وحلّفني أنّ مدّة مقامي بالقاهرة لا أنقطع عنه أكثر من يومين والثالث أكون عنده، فسألته عن سبب عماه فقال: في وقعة حمص سنة ثمانين دخلت أنا وشمس الدين ابن قريش رفيقي أحد كتّاب الإنشا إلى بستان وجمعة كبيرة، فما كان إلاّ ساعة
(1)
الفضل المأثور، ورقة 24 ب.
(2)
في أصل النص: «ضريرا» .
(3)
في أصل النص: «شي فادوقه» .
(4)
في أصل النص: «وشيا» .