الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
القدس واسكندرونة وأنطاكية، وهؤلاء لمولانا السلطان الملك الظاهر.
فامتعط
(1)
لهذا الأمر وصعب عليه، وظهر عليه الغضب إلى أن كاد. وعدّها الملك الظاهر ممّا للكتاب من إنكاد، / 108 أ / ولكزه لكزة خفيّه، إلاّ أنّها بالغرض وفيّه.
فالتفت الأتابك وقال: يا محيي الدين صدقت، وهذا الاسم هو لمولانا السلطان، وقد وهبه لهذا كما وهبه حصنه وبلاده ورعيّته. وأنا أضمن هذا الأمر له، فحينئذ كتب له وبيّن الإبرنس.
ولمّا انفصلوا، ووصل الملك الظاهر إلى مقرّ دهليزه حكاها لأمراء دولته، وتضاحكوا منها. وقال له: يا ابن عبد الظاهر: هذا كان وقته، لعن الله الإبرنس».
كذا حكا
(2)
لي رحمه الله تعالى.
ونعود إلى أمر طرابلس ومهادنتها مع مولانا السلطان.
[محاججة رسول بوهموند صاحب طرابلس]
ولمّا حضرت رسل الإبرنس بين يدي مولانا السلطان، وحضر الصاحب فتح الدّين وأنا معه، أخذ السلطان يسأل الرسل فيم
(3)
جاءوا، بالتّركي،
فنهض الوزير غراب، وكان محجاجا داهية متمحّلا، فكان جوابه عن سؤال مولانا السلطان بما صورته: إنّ محبّ دولته والمتوالي في عزّ سلطانه بيمند يسأل عزّ سلطانه في استمرار المودّة التي كانت بينه وبين الملك الظاهر / 108 ب / والنّسج على منوال هدنته.
فكان جواب مولانا السلطان: أين المال الذي جئتم
(4)
به، وأيّ شيء تعطونني من البلاد؟
فأحسن هذا غراب السّفارة إلى أن ليّن عريكة مولانا السلطان بحسن مداراته، ولطيف عباراته. ولم يزل يذلّ إلى أن أتى بما أطاب به النفس، وأقرّ به العين،
(1)
كذا، والصواب:«فامتعض» .
(2)
كذا، والصواب:«حكى» .
(3)
في الأصل: «فيما» .
(4)
في الأصل: «جبتم» .