الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحديث التاسع والثلاثون
عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمَّى"، رواه الشيخان البخاري ومسلم.
وفي لفظ لمسلم: "المسلمون كرجل واحد إن اشتكى عينه اشتكى كله، وإن اشتكى رأسه اشتكى كله"(1).
الحديث الأربعون
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمِنُ مِرْآةُ المؤمن، المؤمنُ أَخو المؤمن حيثُ لَقِيهُ يَكُفُّ عَلَيه ضَيْعتَه ويحفظُه من وَرَائِه ويحُوطُه"، رواه الطبراني (2).
= إخلاصًا في الدعاء وأكثر خضوعًا في العبادة؛ لخلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا مما يقطع عن الله، فجعلوا همهم واحدًا، فتركت أعمالهم وأجيب دعاؤهم، واستدل الشافعية على ندب إخراج الشيوخ والصبيان في الاستسقاء.
وبين قوله "بدعوتهم": أنه لا يلزم من الضعف والصعلكة عدم القوة في البدن، ولا عدم القوة في القيام بالأوامر الإِلهية، فلا يعارض الأحاديث التي مدح فيها الأقوياء، ولا خبر:"إن المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف".
انتهى من فيض القدير شرح الحديث رقم (9591).
(1)
حديث النعمان بن بشير عند البخاري، ومسلم (2586) باب تراجم المؤمنين، والرواية الأخرى عند مسلم (2586/ 67).
(2)
الحديث عند الطبراني في مكارم الأخلاق (92) وفيه عبد العزيز بن محمد الدراوردي، قال في الميزان (5125):(صدوق من علماء المدينة، وقال أبو حاتم: لا يحتج به). انتهى. وقال الزين العراقي: إسناده جيد، عن فيض =
وفي البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أو مَظْلومًا"، فقال رجل: يا رسول الله؟ أنصره إذا كان مظلومًا، أفرأيت إن كان ظالمًا كيف أنصره؟ قال:"تَحجِزُه أو تَمْنعُه من الظُّلمِ فإنَّ ذَلِك نَصْرُه"، وفي لفظ: كيف أنصره؟ قال: "تَأْخُذُ فَوقَ يَدِه"(1).
* * *
= القدير 6/ 252، وأخرجه أبو داود عن أبي هريرة في الأدب (باب في النصيحة)، والبزار والقضاعي وابن المبارك في البر. مقاصد (1228).
* معنى الحديث:
قوله: (مرآة المؤمن
…
إلخ) كل إنسان مشهده عائد عليه، ومن ثم قالوا: من مشهدك يأتيك روح مددك، قال بعض العارفين: كن رداء وقميصًا لأخيك المؤمن، وحطه من ورائه واحفظه في نفسه وعرضه وأهله، فإنك أخوه بالنص القرآني، فاجعله مرآة ترى يها نفسك، فكما يزيل عنك كل أذى تكشفه لك المرآة، فأزل عنه كل أذى به عن نفسه. من فيض القدير 6/ 252.
(1)
حديث أنس عند البخاري في باب اللقطة (2443) و (2444)، وفي باب الإِكراه (6952)، قال الحافظ: قوله: "تأخذ فوق يديه" كنى به عن كفه عن الظلم بالفعل إن لم يكن بالقول، وعبر بالفوقية: إشارة إلى الأخذ والاستعلاء والقوة
…
قال ابن بطال: النصر عند العرب: الإِعانة، وتفسيره لنصر الظالم بمنعه من الظلم: من تسمية الشيء بما يؤول إليه، وهو من وجيز البلاغة. قال ابن المنير: فيه إشارة إلى أن الترك كالفعل في باب الضمان وتحته فروع كثيرة.
لطيفة: ذكر المفضل الضبي في كتابه "الفاخر": أن أول من قال (انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا) جندب بن العنبر بن عمرو بن تميم، وأراد بذلك ظاهره، وهو ما اعتاده من حمية الجاهلية، لا على ما فسره النبي صلى الله عليه وسلم، وفي ذلك يقول شاعرهم:
إذا أنا لم أنصر أخي وهو ظالم
…
على القوم لم أنصر أخي حين يظلم
انتهى، من فتح الباري 5/ 388.