الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَاب الشِّرَاءِ وَالْبَيْعِ مَعَ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلِ الْحَرْبِ
2077 -
حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنهما قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَيْعًا أَمْ عَطِيَّةً أَوْ قَالَ أَمْ هِبَةً قَالَ لَا بَلْ بَيْعٌ فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً
بَاب شِرَاءِ الْمَمْلُوكِ مِنْ الْحَرْبِيِّ وَهِبَتِهِ وَعِتْقِهِ
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
ــ
الشرط الثاني تأكيد للأول. وفيه أنه يستحب الدعاء في حال الكرب والتوسل بصالح العمل إلى الله كما في الإستقساء وفيه فضل بر الوالدين وفضل خدمتهما على من سواهما من الأولاد والزوجة. وفيه فضل العفاف والإنكفاف عن المحرمات لاسيما بعد القدرة عليها وجواز الإجارة بالطعام وفضيلة أداء الأمانة وإثبات كرامات الأولياء. فإن قلت هل فيه حجة على جواز بيع الفضولي؟ قلت لا إذا اختلفوا في أن شرع من قلبنا حجة لنا أم لا، وعلى الحجية فيحتمل أنه استأجره بفرق في الذمة ولم يسلمه إليه بل عرضه عليه فلم يقبضه لرداءته فبقي على ملك المستأجر لأن ما في الذمة لا يتعين إلا بقبض صحيح ثم إن المستأجر تصرف فيه وهو ملكه وصح تصرفه سواء اعتده لنفسه أو للأجير ثم تبرع بما اجتمع منه على الأجير بتراضيهما، الخطابي: إنما تطوع به صاحبه وتقرب به إلى الله تعالى ولذلك توسل به للخلاص ولم يكن يلزمه في الحكم أن يعطيه أكثر من الفرق الذي استأجره عليه فلذلك حمد فعله، ((باب الشراء والبيع مع المشركين وأهل الحرب)) وفي بعضها أهل الحرب بدون الواو بدلا أو بيانا و ((أبو عثمان)) ألنهدي بفتح النون و ((عبد الرحمن)) هو ابن أبي بكر الصديق. قوله ((مشعان)) بضم الميم وسكون المعجمة وأهمل العين وبالنون المشددة منتفش الشعر متفرقة. الجوهري: يقال أشعان شعره أشعينانا إذا كان ثائر الرأس أشعث وبيعا منصوب على المصدرية أي أتبع بيعا. قوله ((بل بيع)) أي هو مبيع وأطلق البيع عليه باعتبار العاقبة، وفي الحديث جواز بيع الكافر وإثبات ملكه على ما في يده وجواز قبول الهدية
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَلْمَانَ كَاتِبْ وَكَانَ حُرًّا فَظَلَمُوهُ وَبَاعُوهُ وَسُبِيَ عَمَّارٌ وَصُهَيْبٌ وَبِلَالٌ وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى
2078 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هَاجَرَ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام بِسَارَةَ
ــ
منه. قوله ((سلمان)) أي الفارسي و ((كاتب)) أي اشتر نفسك من مولاك بنجمين أو أكثر ولفظ «حرا» حال من قال لا من كاتب. وقصته أنه هرب من أبيه لطلب الحق وكان مجوسيا فلحق براهب ثم براهب ثم بآخر وكان يصحبهم إلى وفاتهم حتى دله الأخير على الحجاز واخبره بظهور رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصده مع بعض الأعراب فغدروا به فباعوه في وأدى القرى ليهودي ثم اشتراه منه يهودي آخر من نبي قريظة فقدم به المدينة فلما قدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأى علامات النبوة أسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتب عن نفسك عاش مائتين وخمسين سنة ومات سنة ست وثلاثين بالمدائن مر في باب الدهن للجمعة فإن قلت كيف أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكتابة وهو حر؟ قلت أراد بالكتابة صورتها لا حقيقتها فكأنه قال افد عن نفسك وتخلص عن ظلمة. قوله ((سمى)) أي أسر و ((عمار)) بفتح المهملة وشدة الميم ((ابن ياسر)) ضد اليامن العنسي بالنون وأمة سمية بلفظ التصغير جارية لأبي حذيفة ابن الغيرة المخزومي وزوجها ياسرا فولدت له عمارا فأعتقها أبو حذيفة فهو مولاه ((وصهيب} بضم المهملة ابن سنان بالنونين الرومي وأصله من العرب ابن النمر بن قاسط بالقاف والمهملتين وكان مبارك قومه بأرض الموصل فأغارت الروم على تلك الناحية فسبت صهيبا وهو غلام صغير فابتاعته منهم كلب ثم قدمت به مكة فاشتراه عبد الله بن جدعان بضم الجيم وسكون المهملة الأولى فأعتقه و ((بلال بن رباح)) بفتح الراء وخفة الموحدة وبالمهملة الحبشي اشتراه الصديق من بني جحجح بضم الجيم وسكون المهملة الأولى فأعتقه، وهؤلاء الثلاث كانوا مأسورين بحكم تحت حكم الكفار ممن عذبوا في الإسلام كثيرا، قوله ((سارة)) بتخفيف الراء هي أم إسحاق أصغر من إسماعيل بأربع عشرة سنة، فإن قلت كيف جاز لرسول الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم أن يكذب؟ قلت
فَدَخَلَ بِهَا قَرْيَةً فِيهَا مَلِكٌ مِنْ الْمُلُوكِ أَوْ جَبَّارٌ مِنْ الْجَبَابِرَةِ فَقِيلَ دَخَلَ إِبْرَاهِيمُ بِامْرَأَةٍ هِيَ مِنْ أَحْسَنِ النِّسَاءِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ مَنْ هَذِهِ الَّتِي مَعَكَ قَالَ أُخْتِي ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهَا فَقَالَ لَا تُكَذِّبِي حَدِيثِي فَإِنِّي أَخْبَرْتُهُمْ أَنَّكِ أُخْتِي وَاللَّهِ إِنْ عَلَى الْأَرْضِ مُؤْمِنٌ غَيْرِي وَغَيْرُكِ فَأَرْسَلَ بِهَا إِلَيْهِ فَقَامَ إِلَيْهَا فَقَامَتْ تَوَضَّأُ وَتُصَلِّي فَقَالَتْ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلَّا عَلَى زَوْجِي فَلَا تُسَلِّطْ عَلَيَّ الْكَافِرَ فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ قَالَ الْأَعْرَجُ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ
ــ
أراد أنها أخته من الدين «إنما المؤمنون إخوة» أو أراد بها واحدة منهم. قال في الكشاف في قوله تعالى «يا أخت هارون» وإنما قيل: أخت هارون، كما يقال: يا أخا همدان أي يا واحد منهم والتزم أهون الضررين دفعا لأعظمهما، وقال الفقهاء لو طالب وديعة لإنسان ليأخذها غصبا وجب الإنكار عليه والكذب في أنه لا يعلم موضعها، فإن قلت ما الفائدة في كونها أختا إذ الظالم يريدها أختا أو زوجة أو غيرهما؟ قلت قيل كان من ديدن هذا الجبار أو من دأبه أن لا يتعرض إلا لذوات الأزواج أو أراد أنه إن علم ذلك ألزمني بالطلاق أو قصد قتلى حرصا عليها، الخطابي.، فيه أن من قال لامرأته أنت أختي ولا يريد طلاقها لا يكون ظاهرا، ((إن على الأرض)) إن هي النافية وفي بعضها ((غيرك)) بالرفع بدلا عن المحل وفي بعضها ((من مؤمن)) بكلمة من الموصولة وصدر صلنها محذوف. قوله ((إن كنت)) شرط مدخول إن كونه مشكوكا فيه والإيمان مقطوع به. قلته لكنها ذكرته على سبيل الفرض هضما لنفسها، قوله ((فغظ)) أي أخذ مجرى نفسه حتى سمع له غطيط، يقال غط المخنوق إذا سمع غطيطه و ((ركض برجله)) أي حركها وضربها على الأرض، قوله ((يقل)) في بعضها يقال، فإن قلت ما وجهه إذ الظاهر وجوب الجزم فيه؟ قلت إما أن الألف حصلت من إشباع الفتحة وإما أنه كقوله تعالى «أينما تكونوا يدرككم الموت» على قراءة الرفع. قال الزمخشري: قيل هو بتقدير الفاء ويجوز أ، يقال حمل على ما يقع موقع أينما تكونوا وهو أينما كنتم كما حمل ولا باعث على ما يقع موقع مصلحين وهو بمصلحين في قول الشاعر:
وما تيم ليسوا مصلحين عشيرة ولا باعث إلا بشؤم عرابها
ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَتْ اللَّهُمَّ إِنْ يَمُتْ يُقَالُ هِيَ قَتَلَتْهُ فَأُرْسِلَ ثُمَّ قَامَ إِلَيْهَا فَقَامَتْ تَوَضَّأُ تُصَلِّي وَتَقُولُ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ آمَنْتُ بِكَ وَبِرَسُولِكَ وَأَحْصَنْتُ فَرْجِي إِلَّا عَلَى زَوْجِي فَلَا تُسَلِّطْ عَلَيَّ هَذَا الْكَافِرَ فَغُطَّ حَتَّى رَكَضَ بِرِجْلِهِ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ أَبُو سَلَمَةَ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ فَقَالَتْ اللَّهُمَّ إِنْ يَمُتْ فَيُقَالُ هِيَ قَتَلَتْهُ فَأُرْسِلَ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الثَّالِثَةِ فَقَالَ وَاللَّهِ مَا أَرْسَلْتُمْ إِلَيَّ إِلَّا شَيْطَانًا ارْجِعُوهَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَأَعْطُوهَا آجَرَ فَرَجَعَتْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ عليه السلام فَقَالَتْ أَشَعَرْتَ أَنَّ اللَّهَ كَبَتَ الْكَافِرَ وَأَخْدَمَ وَلِيدَةً
2079 -
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ اخْتَصَمَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَعَبْدُ بْنُ زَمْعَةَ فِي غُلَامٍ فَقَالَ سَعْدٌ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنُ أَخِي عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّهُ ابْنُهُ انْظُرْ إِلَى شَبَهِهِ وَقَالَ عَبْدُ
ــ
قال وهو قول نحوي سيبوي، قوله ((عبد الرحمن)) أي الأعرج و ((شيطانا)) أي متمردا من الجن وكانوا يهابون الجن ويعظمون أمرهم. قوله ((آجر)) بفتح الجيم وقيل أصله هاجر أبدل من الهاء همزة وهي جارية قبطية هي أم إسماعيل، قوله ((كبت)) أي صرفه وأذله ورده خائبا خاسرا و ((أخدم)) أي مكن من الخدمة أي أعطاها وليدة أي أمة تخدمها، وفيه جواز أتهاب المسلم من الكافر وقبول هدية السلطان الظالم. قوله ((عبد)) ضد الحر ((ابن زمعة)) بفتح الزاي والميم وسكونها وبالمهلة و ((ابن أخي)) أي هو ابن أخي ((عتبة)) بضم المهملة وسكون الفوقانية وبالموحدة و ((شبهه)) أي
ابْنُ زَمْعَةَ هَذَا أَخِي يَا رَسُولَ اللَّهِ وُلِدَ عَلَى فِرَاشِ أَبِي مِنْ وَلِيدَتِهِ فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى شَبَهِهِ فَرَأَى شَبَهًا بَيِّنًا بِعُتْبَةَ فَقَالَ هُوَ لَكَ يَا عَبْدُ بْنَ زَمْعَةَ الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ وَلِلْعَاهِرِ الْحَجَرُ وَاحْتَجِبِي مِنْهُ يَا سَوْدَةُ بِنْتَ زَمْعَةَ فَلَمْ تَرَهُ سَوْدَةُ قَطُّ
2080 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رضي الله عنه لِصُهَيْبٍ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تَدَّعِ إِلَى غَيْرِ أَبِيكَ فَقَالَ صُهَيْبٌ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي كَذَا وَكَذَا وَأَنِّي قُلْتُ ذَلِكَ وَلَكِنِّي سُرِقْتُ وَأَنَا صَبِيٌّ
2081 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَالَ
يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ أُمُورًا كُنْتُ أَتَحَنَّثُ أَوْ أَتَحَنَّتُ بِهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ صِلَةٍ وَعَتَاقَةٍ وَصَدَقَةٍ هَلْ لِي فِيهَا أَجْرٌ قَالَ حَكِيمٌ رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
ــ
مشابهة الغلام بعتبة و ((للعاهر)) أي للزاني ((الحجر)) أي الخيبة والحرمان و ((سودة)) بفتح المهملة وسكون الواو زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومر شرح الحديث في أوائل البيع في باب تفسير الشبهات. فإن قلت كيف دل على الترجمة؟ قلت لما ثبت أن الولد ازمعة وأمه مستولدة. قوله ((سعد)) أي ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ((ولا تدعي)) بإشباع كسرة العين ياء وفي بعضها لا تدع أي تنتسب ((وذلك)) أي الإدعاء إلى غير الأب ((ولكني سرقت في الصغر)) فلهذا كان لساني كلسان الأعاجم وكان صهيب يدعي أنه عربي نمري. وقال عمر رضي الله عنه أنك تنتسب عربيا ولسانك أعجمي فقال أنا رجل من النمر بن قاسط وأن الروم سبتتى صغيرا فأخذت لسانهم. فإن قلت ما وجه دلالته على ترجمة