المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌717 - (6) والتاسع عشر منها باب فضائل الأنصار والتخيير بين دورهم وحسن صحبتهم ودعائه لغفار وأسلم رضي الله عنهم ودعائه على بعض القبائل من العرب - الكوكب الوهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج - جـ ٢٤

[محمد الأمين الهرري]

فهرس الكتاب

- ‌712 - (1) والرابع عشر منها باب فضائل جليبيب رضي الله عنه وأبي ذر الغفاري رضي الله عنه

- ‌713 - (2) والخامس عشر منها باب فضائل جرير وابن عباس وابن عمرو وابن مالك رضي الله تعالى عنهم أجمعين

- ‌(714) - (3) (والسادس عشر منها باب فضائل عبد الله بن سلام وحسَّان بن ثابت رضي الله عنهما

- ‌715 - (4) والسابع عشر منها باب فضائل أبي هريرة وقصة حاطب بن أبي بلتعة مع بيان فضله وفضل أهل بدر وفضائل أهل بيعة الرضوان

- ‌فضائل حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه

- ‌716 - (5) والثامن عشر منها باب فضائل الأشعريين وأبي سفيان بن حرب وفضائل أهل السفينة من جعفر بن أبي طالب وأسماء بنت عميس وأهل سفينتهم وفضائل سلمان وصهيب وبلال رضي الله عنهم

- ‌فضائل أبي سفيان بن حرب

- ‌فضائل جعفر بن أبي طالب

- ‌فضائل أسماء زوجة جعفر

- ‌فضائل سلمان رضي الله عنه

- ‌فضائل صهيب رضي الله عنه

- ‌717 - (6) والتاسع عشر منها باب فضائل الأنصار والتخيير بين دُورهم وحسن صحبتهم ودعائه لغفار وأسلم رضي الله عنهم ودعائه على بعض القبائل من العرب

- ‌718 - (7) "والعشرون منها باب فضائل بعض قبائل العرب وبيان خيار الناس وفضائل نساء قريش ومؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه رضي الله عنهم

- ‌719 - (8) والحادي والعشرون منها باب قول النبي صلى الله عليه وسلم أنا أمنة لأصحابي وأصحابي أمنة لأمتي وخير القرون أصحابي ثم الذين يلونهم إلخ وقوله صلى الله عليه وسلم لا تمضي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم

- ‌720 - (9) الباب الثاني والعشرون منها باب وجوب احترام أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والنهي عن سبهم وفضل أويس القرني رضي الله عنه وما ذُكر في مصر وأهلها وفي فضل عمان

- ‌حكم سبّ الصحابة رضي الله عنهم

- ‌فضل: أويس القرني رضي الله تعالى عنه

- ‌وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر

- ‌721 - (10) الباب الثالث والعشرون منها بابُ ذكر كذّاب ثقيف ومُبيرها وفضل فارس وقوله صلى الله عليه وسلم الناس كمائة إبل لا تجد فيها راحلةً

- ‌ كتاب البر والصلة

- ‌722 - (11) باب برّ الوالدين وتقديمه على التطوع بالصلاة

- ‌723 - (12) باب المبالغة في بر الوالدين عند الكبر وبرّ أهل وُدّهما وتفسير البرّ والإثم ووجوب صلة الرحم وثوابها والنهي عن التحاسد والتدابر والتباغض وإلى كم يجوز الهجران

- ‌724 - (13) باب النهي عن الظن السيِّيء والتجسس ونحوهما وما يحرم على المسلم من المسلم والنهي عن الشحناء وفضْل الحبّ في الله وفضْل عيادة المرضى

- ‌725 - (14) باب ثواب المؤمن على ما يصيبه من مرض أو غيره وتحريم الظلم والتحذير منه وأخذ الظالم بظلمه

- ‌726 - (15) بابُ نصر الرجل أخاه ظالمًا أو مظلومًا وكون المؤمنين كالبنيان وتراحمهم والنهي عن السباب واستحباب التواضع وتحريم الغيبة وبشارة من ستره الله في الدنيا بستره في الآخرة ومداراة من يتقى فحشه وفضل الرفق

- ‌727 - (16) بابُ النهي عن لعن الدَّواب وغيرها ومن لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبَّه أو دعا عليه وذمّ ذي الوجهين وتحريم فعله وتحريم الكذب وبيان المباح منه وتحريم النميمة وقبح الكذب وحسن الصدق وفضله

- ‌728 - (17) باب فضل من يملك نفسه عند الغضب وخَلْق الإنسان خلقًا لا يتمالك والنهي عن ضرب الوجه والوعيد الشديد لمن عذَّب الناس بغير حقٍّ وأمر منْ يمرُّ بسلاحٍ في مجامع الناس بإمساك نصالها والنهي عن الإشارة إلى مسلم بسلاح

- ‌729 - (18) باب فضل إزالة الأذى من الطريق وحرمة تعذيب الهرَّة ونحوها وحُرمة الكبر والنهي عن تقنيط الإنسان من رحمة الله

- ‌730 - (19) باب فضل من يموت له ولد فيحتسبه وإذا أحبّ الله عبدًا حببّه لعباده والأرواح جنود مجنّدة والمرء مع من أحبّ وإذا أُثني على الصالح فهي بشرى فلا تضرّه

- ‌ كتاب القدر

- ‌731 - (20) باب كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته وكل إنسان ميسر لما خلق له

- ‌732 - (21) باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام وأنّ الله كتب المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض وتصريف الله القلوب كيف شاء وأن كل شيء بقدر وأن الله قدر على ابن آدم حظه من الزنا وغيره

- ‌733 - (22) باب معنى كل مولود يُولد على الفطرة وما جاء في أولاد المشركين وغيرهم وبيان أن الآجال والأرزاق لا يزيدان ولا ينقصان عمَّا سبق به القدر وبيان الأمر بالقوة وترك العجز والاستعانة بالله تعالى

- ‌كتاب العلم

- ‌734 - (23) باب النهي عن اتباع متشابه القرآن وعن الاختلاف فيه وكون الألدّ الخصم أبغض الناس إلى الله واتباع سنن اليهود والنصارى وقوله صلى الله عليه وسلم هلك المتنطِّعون

- ‌735 - (24) باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان ومنْ سَنَّ سنّةً حسنةً أو سيئة إلخ

الفصل: ‌717 - (6) والتاسع عشر منها باب فضائل الأنصار والتخيير بين دورهم وحسن صحبتهم ودعائه لغفار وأسلم رضي الله عنهم ودعائه على بعض القبائل من العرب

‌717 - (6) والتاسع عشر منها باب فضائل الأنصار والتخيير بين دُورهم وحسن صحبتهم ودعائه لغفار وأسلم رضي الله عنهم ودعائه على بعض القبائل من العرب

6258 -

(2488)(45) حدَّثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ، (وَاللَّفْظُ لإِسْحَاقَ)، قَالا: أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ جَابرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ. قَال: فِينَا نَزَلَتْ: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} [آل عمران: 122] بَنُو سَلِمَةَ وَبَنُو حَارِثَةَ، وَمَا نُحِبُّ أَنَّهَا لَمْ تَنْزِلْ، لِقَوْلِ اللهِ عز وجل:{وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} [آل عمران: 122]

ــ

717 -

(6) والتاسع عشر منها باب فضائل الأنصار والتخيير بين دُورهم وحسن صحبتهم ودعائه لغفار وأسلم رضي الله عنهم ودعائه على بعض القبائل من العرب

ثم استدل المؤلف على الجزء الأول من الترجمة بحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما فقال:

6258 -

(2488)(45)(حدثنا إسحاق بن إبرا هيم) بن راهويه (الحنظلي) المروزي (وأحمد بن عبدة) بن موسى الضبي البصري ثقة من (10) روى عنه في (8) أبواب (واللفظ لإسحاق قالا أخبرنا سفيان) بن عيينة (عن عمرو) بن دينار الجمحي المكي (عن جابر بن عبد الله) رضي الله عنهما وهذان السندان من رباعياته (قال) جابر (فينا) معشر الأنصار (نزلت) آية ({إِذْ هَمَّتْ}) وقصدت أي واذكر يا محمد قصة إذ همّت وقصدت {طَائِفَتَانِ} أي فرقتان {مِنْكُمْ} أيها المؤمنون ({أَنْ تَفْشَلَا}) وتجبنا عن القتال وترجعا مع من رجع من المنافقين ({وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا}) أي والحال أن الله وليهما وناصرهما والطائفتان هما (بنو سلمة) بفتح السين وكسر اللام قوم جابر وهم من الخزرج (وبنو حارثة) فهم أقاربه من الأوس قال جابر (وما نحب أنها لم تنزل لقول الله عز وجل فيها ({وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا}) ففي هذا منقبة عظيمة لنا يعني أن الآية وإن كان في ظاهرها غضَّ من هاتين الطائفتين حيث ذكر الله تعالى أنهما همّتا بالفشل في غزوة أحد ولكن في آخر الآية غاية الشرف لهم حيث ذكر الله تعالى أنه وليهما وإنما همّتا بالفشل بعدما انفصل عبد الله بن أُبي ومن معه عن عسكر المسلمين فخافت هاتان الطائفتان من قلة عدد المسلمين

ص: 147

6259 -

(2489)(46) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ. قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنسٍ، عَنْ زَيدِ بْنِ أَرْقَمَ. قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلأَنَصَارِ، وَلأَبْنَاءِ الأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ"

ــ

وعددهم ثم ثبتهما الله تعالى ولم تعملا بهمهما قال القرطبي وذلك الفشل أنه لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم في يوم أحد للقاء المشركين رجع عنه عبد الله بن أبي بجمع كثير فشلًا عن الحرب ونكولًا وإسلامًا للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه للعدو وهمت بنو سلمة وبنو حارثة بالرجوع فحماهم الله تعالى من ذلك مما يضرهم من قبل ذلك وعظيم إثمه فلحقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وبالمسلمين إلى أن شاهدوا الحرب وكان من أمر أحد ما قد ذكر "وقول جابر ما نحب أن لا تنزل " إنما قال ذلك لما في آخرها من تولي الله تعالى لتينك الطائفتين بلطفه بهما وعصمته إياهما مما حل بعبد الله بن أبي من الإثم والعار والذمِّ وذلك قوله تعالى {وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا} أي متولي حفظهما وناصرهما اهـ من المفهم.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في المغازي باب إذ همّت طائفتان [4051] وفي التفسير باب إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا إلخ [4558] ثم استشهد المؤلف لحديث جابر بحديث زيد بن أرقم رضي الله عنهما فقال:

6259 -

(2489)(46)(حدثنا محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر) المعروف بغندر (وعبد الرحمن بن مهدي قالا حدثنا شعبة عن قتادة عن النضر بن أنس) بن مالك الأنصاري البصري ثقة من (3) روى عنه في (5) أبواب (عن زيد بن أرقم) بن زيد بن قيس بن النعمان الأنصاري الخزرجي الكوفي رضي الله عنه روى عنه في (6) أبواب وله تسعون (90) حديثًا وهذا السند من سداسياته (قال) زيد (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار وأبناء أبناء الأنصار) قال القرطبي ظاهره إنتهاؤه إلى البطن الثالث فيمكن أن يكون ذلك من القرون الذين قال فيهم صلى الله عليه وسلم "خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" متفق عليه ويمكن أن تشمل بركة هذا الاستغفار المؤمنين من نسل الأنصار إلى يوم القيامة مبالغة في إكرام الأنصار ويؤيده قوله في الرواية الأخرى ولذراري الأنصار قال الأبي وإلى الأول كان يذهب الشيخ والأظهر

ص: 148

6260 -

(00)(00) وحدّثنيه يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ، (يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ). حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، بِهَذَا الإِسْنَادِ.

6261 -

(2490)(47) حدّثني أَبُو مَعْنٍ الرَّقَاشِيُّ. حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ. حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ، (وَهُوَ ابْنُ عَمَارٍ)، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، (وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ)؛ أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَغْفَرَ لِلأَنْصَارِ. قَال: وَأَحْسِبُهُ قَال: "وَلِذَرَارِيِّ الأَنْصَارِ، وَلِمَوَالِيّ الأَنْصَارِ" لَا أَشُكُّ فِيهِ

ــ

الثاني لما في الرواية الأخرى كما ذكر اهـ من المفهم وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث [4/ 369] والبخاري في تفسير سورة المنافقين [4906] والترمذي في المناقب باب مناقب الأنصار [3905 و 3898] ثم ذكر المؤلف المتابعة في هذا الحديث فقال:

6260 -

(00)(00)(وحدثنبه يحيى بن حبيب) بن عربي الحارثي البصري ثقة من (10) روى عنه في (9) أبواب (حدثنا خالد يعني ابن الحارث) بن عبيد بن سليم الهجيمي البصري ثقة من (8) روى عنه في (13) بابا (حدثنا شعبة بهذا الإسناد) يعني عن قتادة عن النضر عن زيد بن أرقم غرضه بسوق هذا السند بيان متابعة خالد بن الحارث لمحمد بن جعفر وعبد الرحمن بن مهدي وجاء في صحيح البخاري وجامع الترمذي أن زيد بن أرقم كتب بهذا الحديث إلى أنس رضي الله عنهما حين بلغه أن أنسًا رضي الله عنه اشتدَّ حزنه على من أصيب يوم الحرّة من الأنصار ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث جابر بحديث أنس رضي الله عنهما فقال:

6261 -

(2490)(47)(حدثني أبو معن الرقاشي) زيد بن يزيد الثقفي البصري ثقة من (11) روى عنه في (6) أبواب (حدثنا عمر بن يونس) بن القاسم الحنفي اليمامي ثقة من (9) روى عنه في (9) أبواب. (حدثنا عكرمة وهو ابن عمار) العجلي الحنفي اليمامي صدوق من (5) روى عنه في (9) أبواب (حدثنا إسحاق وهو ابن عبد الله بن أبي طلحة) زيد بن سهل الأنصاري المدني ثقة من (4) روى عنه في (7) أبواب (أن أنسًا) ابن مالك الأنصاري رضي الله عنه (حدّثه) أي حدّث لإسحاق بن عبد الله وهذا السند من خماسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفر للأنصار قال) إسحاق (وأحسبه) أي وأظن أنسًا (قال) لفظة (ولذراري الأنصار) أي ولأولادهم (ولموالي الأنصار) أي لعتقائهم أي أظن قوله ذلك ظنًّا مؤكدًا (لا أشك فيه) أي في قوله ذلك وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى.

ص: 149

6262 -

(2491)(48) حدّثني أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَزُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ. جَمِيعًا عَنِ ابْنِ عُلَّيَةَ، (وَاللَّفْظُ لزُهَيرٍ)، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ، (وَهُوَ ابْنُ صُهَيبٍ)، عَنْ أَنَسٍ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى صِبيانًا وَنِسَاءَ مُقْبِلِينَ مِنْ عُرْسٍ. فَقَامَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُمْثِلًا

ــ

ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث جابر بحديث آخر لأنس رضي الله عنهما فقال:

6262 -

(2491)(48)(حدثني أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب جميعًا عن) إسماعيل بن إبراهيم الأسدي البصري المعروف بـ (ـابن علية) اسم أمه (واللفظ لزهير) قال زهير (حدثنا (سماعيل) بن إبراهيم بصيغة السماع (عن عبد العزيز وهو ابن صهيب) البناني البصري الأعمى ثقة من (4) روى عنه في (6) أبواب (عن أنس) بن مالك رضي الله عنه وهذا السند من رباعياته (أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى صبيانا ونساء) للأنصار (مقبلين) أي راجعين (من عُرس) أي من وليمة عرس وزواج (فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم ممثلًا) بضم الميم الأولى وسكون الثانية وكسر الثاء المثلثة وفتحها وذكر القاضي أن جمهور الرواة على فتح الثاء وهي في البخاري بالكسر ومعناهما قائمًا منتصبًا وعند الجياني وابن ماهان "مقبلًا" وللبخاري في كتاب النكاح "ممتنا" أي قام قيامًا قويًّا مأخوذ من المنة بضم الميم وتشديد النون وهي القوة أي قام إليهم مسرعًا مشتدًا في ذلك فرحًا بهم وفسره القرطبي بأنه من الامتنان لأن من قام له النبي صلى الله عليه وسلم وأكرمه بذلك فقد امتن عليه ووقع في رواية أُخرى ممتنًا بكسر التاء وتخفيف النون أي قام قيامًا طويلًا مستويًا منتصبًا والأشبه عندي الأول بدليل قوله في الآخر فمثل قائمًا يقال مثل يمثل مثولًا إذا انتصب قائمًا واسم الفاعل ماثل ولكنه يكون بمعنى ممثلًا وممثلًا معناه مكلفًا نفسه بذلك فعدّي فعله (قلت لا فيه القيام للمكرم كما في الآخر "قوموا لسيدكم" وسئل الشيخ عز الدين فقيل ما تقول أئمة الدين في هذا القيام الذي أحدثه الناس الآن ولم يكن في السلف فكتب قال صلى الله عليه وسلم "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا" فلو ترك القيام اليوم لأفضى إلى المقاطعة والمدابرة ولو قيل بوجوبه لم يبعد قال القرافي وهو ناظر لقول عمر بن عبد العزيز تحدث للناس أقضية بقدر ما أحدثوا من الفجور فإنه لما احدثت هذه الأشياء وكان تركها يؤدي إلى المقاطعة المحرّمة تعارض مكروه ومحرم فيقدّم المكروه وهذه قاعدة الشرع.

ص: 150

فَقَال: "اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِليَّ، اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِليَّ" يَعْنِي الأَنْصَارَ.

6263 -

(2492)(49) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشارٍ. جَمِيعًا عَنْ غُنْدَرٍ. قَال ابْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ زيدٍ. سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ

ــ

ثم قال القرافي وأقسام القيام خمسة فيحرم إن فعل تعظيمًا لمن يحبه تجبرًا أي تكبرًا على الناس من غير ضرورة ويكره إن فعل تعظيمًا لمن لا يحبه لرفع فساد قلب الذي يقام له ويباح إذا فعل إجلالًا لمن لا يريده ويندب للقادم من سفر فرحًا بقدومه ليسلم عليه أو يفعل شكرًا لإحسان أو لذي مصيبة لتعزيته بمصيبته وبهذا التقسيم يقع الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم "من أحب أن يتمثل له الناس قيامًا فليتبوأ مقعده من النار" وبين قيامه صلى الله عليه وسلم لعكرمة بن أبي جهل حين قدم من اليمن فرحًا بقدومه وقيام طلحة لكعب بن مالك ليهنئه بتوبة الله عليه ولم ينهه النبي صلى الله عليه وسلم وكان كعب يقول لا أنساها لطلحة وقوله صلى الله عليه وسلم للأنصار قوموا لسيدكم تعظيمًا له وقيل إنما أمرهم بذلك ليعينوه على النزول عن الدابة قال القرافي والنهي عن محبة القيام ينبغي أن يحمل على من يريده تجبرًا وأمّا من يريده لدفع الضرر والتقية فلا ينهى عنه لأن دافع الأسباب المؤلمة مأذون فيه اهـ من الأبي (فقال) النبي صلى الله عليه وسلم (اللهم) أنت تعلم سري وعلانيتي (أنتم) يا معشر الأنصار (من أحبِّ الناس إليَّ) أي عندي (اللهم أنتم من أحبِّ الناس إليَّ) كرّره للتأكيد قال أنس (يعني) النبي صلى الله عليه وسلم بضمير المخاطبين (الأنصار) وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [3/ 175 - 176] والبخاري في مناقب الأنصار باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار أنتم أحب الناس إلي [3785] وفي النكاح باب ذهاب الناس النساء والصبيان إلى العُرْس [5180].

ثم استشهد المؤلف رابعًا لحديث جابر بحديث أنس بن مالك رضي الله عنهما فقال:

6263 -

(2492)(49)(حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار جميعً عن غندر) محمد بن جعفر ربيب شعبة (قال ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن هشام بن زيد) بن أنس بن مالك الأنصاري البصري (قال) هشام (سمعت) جدّي (أنس بن

ص: 151

مَالِكٍ يَقُولُ: جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأنصَارِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَال: فَخَلا بِهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وَقَال: "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّكُمْ لأحَبُّ النَّاسِ إلَيَّ" ثَلاثَ مَرَّاتٍ.

6264 -

(00)(00) حدّثنيه يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ. حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ. ح وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَأَبُو كُرَيبٍ. قَالا: حَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ. كِلاهُمَا عَنْ شُعْبَةَ، بِهَذَا الإِسْنَادِ.

6265 -

(2493)(50) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، (وَاللَّفْظُ لابْنِ

ــ

مالك) الأنصاري رضي الله عنه (يقول) وهذا السند من خماسياته (جاءت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحافظ في الفتح [7/ 114] لم أقف على اسمها ولم أر أحدًا من الشرّاح عيَّن اسمها اهـ تنبيه المعلم قال النووي هذه المرأة فإما محرم له صلى الله عليه وسلم كأم سليم وأختها وإما المراد بالخلوة أنها سألته سؤالًا خفيفًا بحضرة ناس ولم تكن خلوة محرَّمة وهي الخلوة المنهي عنها اهـ دهني (وقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (والذي نفسي بيده إنكم) أيها الأنصار (لأحبّ الناس إليّ) أي عندي قالها (ثلاث مرات) تأكيدًا للكلام.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري [3786].

ثم ذكر المؤلف المتابعة في هذا الحديث فقال:

6264 -

(00)(00)(حدثنيه يحيى بن حبيب) بن عربي الحارثي البصري ثقة من (10) روى عنه في (9) أبواب (حدثنا خالد بن الحارث) بن عبيد بن سُليم الهجيمي البصري ثقة من (8) روى عنه في (13) بابا (ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا) عبد الله (بن إدريس) بن يزيد الأودي الكوفي ثقة من (8) روى عنه في (17) بابا (كلاهما) أي كل من خالد وعبد الله رويا (عن شعبة) غرضه بسوق هذين السندين بيان متابعتهما لمحمد بن جعفر وساقا (بهذا الإسناد) يعني عن هشام عن أنس.

ثم استشهد المؤلف خامسًا لحديث جابر بحديث آخر لأنس رضي الله عنهما فقال:

6265 -

(2493)(50) (حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار واللفظ لابن

ص: 152

الْمُثَنَّى)، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ. سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:"إِن الأَنْصَارَ كَرِشِي وَعَيبَتِي. وَإِنَّ النَّاسَ سَيَكْثُرُونَ ويَقِلُّونَ. فَاقْبَلُوا مِنْ مُحْسِنِهِمْ وَاعْفُوا عَنْ مُسِيئِهِمْ"

ــ

المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر أخبرنا شعبة سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته (أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الأنصار كرشي) بفتح الكاف وكسر الراء وبكسر الكاف وسكون الراء لغتان ككبد وكبد قال القاضي الكرش للإنسان كالحوصلة للطائر قال الخطابي ضرب مثل الأنصار بالكرش لأنه مستقر غذاء الحيوان الذي يكون به بقاؤه وهم كانوا كذلك للنبي صلى الله عليه وسلم (وعيبتي) بفتح العين وسكون الياء والعيبة وعاء معروف أكبر من المخلاة يحفظ الإنسان فيها ثيابه وفاخر متاعه ويصونها ضرب بها مثل الأنصار لأنهم أهل سرّه وخفي أحواله وتجمع العيبة على عيب كبدرة وبدر قال العلماء معناه هم جماعتي وخاصتي الذين أثق بهم وأعتمد عليهم في أموري وفي النهاية معنى هم عيبتي أي خاصتي وموضع سري والعرب تكني عن القلوب والصدور بالعياب لأنها مستوح السرائر كما أن العياب مستوح الثياب والعيبة معروفة ومنه الحديث "وإن بيتهم عيبة مكفوفة" أي بيتهم صدر نقي من الغل والخداع مطوي على الوفاء بالصُّلح اهـ (وإن الناس) غيرهم (يكثرون و) هم (يقلون) أي الأنصار يقلون (فاقبلوا من محسنهم) أي من محسن الأنصار حسناته (واعفوا عن مسيئهم) أي واسمحوا عن مسيء الأنصار إساءته قال الأبي الأظهر أنه يعني المباشرين لنصرته صلى الله عليه وسلم لا أبناءهم اهـ وقد جاء في صحيح البخاري بيان سبب هذا الحديث ولفظه "مرَّ أبو بكر والعباس رضي الله عنهما بمجلس من مجالس الأنصار وهم يبكون فقال ما يبكيكم قالوا ذكرنا مجلس النبي صلى الله عليه وسلم منا فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك قال فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وقد عصب على رأسه حاشية برد قال فصعد المنبر ولم يصعده بعد ذلك اليوم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أوصيكم بالأنصار فإنهم كرشي وعيبتي وقد قضوا الذي عليهم وبقي الذي لهم فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [3/ 176] والبخاري في مناقب الأنصار باب قول النبي صلى الله عليه وسلم اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم [3799 و 3801].

ثم استدل المؤلف على الجزء الثاني من الترجمة بحديث أبي أُسيد رضي الله عنه فقال:

ص: 153

(44)

- باب: في خير دور الأنصار، رضي الله عنهم

6266 -

(2494)(51) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشَّارٍ، (وَاللَّفْظُ لابْنِ الْمُثَنَّى)، قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ. سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي أُسَيدٍ، قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيرُ دُورِ الأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ. ثُمَّ بَنُو عَبْدِ الأَشْهَلِ، ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ. وَفِي كُلِّ دُورِ الأنْصَارِ خَيرٌ". فَقَال سَعْدٌ: مَا أَرَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلا قَدْ فَضلَ عَلَينَا. فَقِيلَ: قَدْ فَضلَكُمْ عَلَى كَثِيرٍ

ــ

6266 -

(2494)(51)(حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت قتادة يحدِّث عن أنس بن مالك عن أبي أسيد) مصغرًا الأنصاري الخزرجي الساعدي مالك بن ربيعة بن البدن بفتح الموحدة والمهملة بعدها المدني الصحابي المشهور بكنيته رضي الله عنه روى عنه في (3) أبواب وهذا السند من خماسياته (قال) أبو أسيد (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير دور الأنصار) أي أفضل قبائلهم وكانت كل قبيلة تسكن محلة فتسمى تلك المحلة دار بني فلان ولذلك جاء في كثير من الروايات بنو فلان من غير ذكر دار اهـ نووي قال العلماء وتفضيلهم على قدر سبقهم إلى الإسلام ومآثرهم فيه (بنو النجار) هم من الخزرج والنجار هو تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج أخي الأوس سمي بذلك لأنه ضرب رجلًا فنجره فقيل له النجار وبنو النجار هم أخوال جدِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن والدة عبد المطلب منهم وعليهم نزل لما قدم المدينة وكان أنس بن مالك منهم (ثم بنو عبد الأشهل) بن جشم بن الحارث بن الخزرج الأصغر بن عمرو وهم قوم سعد بن معاذ رضي الله عنه (ثم بنو الحارث بن الخزرج) بن عمرو بن مالك بن أوس (ثم بنو ساعدة) هم الخزرج أيضًا وساعدة هو ابن كعب بن الخزرج الأكبر وهم قوم سعد بن عبادة رضي الله عنه اهـ من العيني باختصار (وفي كل دور الأنصار خير) أي فضل وإن تفاوتت مراتبهم (فقال سعد) بن عبادة (ما أرى) ولا أظن (رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا) أنه (قد فضل علينا) الآخرين لأن قومه بنو ساعدة وهم آخر الأربع المذكورين (فقيل) له (قد فضلكم) معاشر ابن ساعدة (على كثير) أي على كل من سوى هذه الأربعة من دور الأنصار.

ص: 154

6267 -

(00)(00) حدّثناه مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا أبُو دَاوُدَ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ. سَمِعْتُ أَنَسًا يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَهُ.

6268 -

(00)(00) حدَّثنا قُتَيبَةُ وَابْنُ رُمْحٍ، عَنِ اللَّيثِ بْنِ سَعْدٍ. ح وَحَدَّثَنَا قُتَيبَةُ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ، (يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ). ح وَحَدَّثَنَا ابْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ أَبِي عُمَرَ. قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ. كُلُّهُمْ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم،

ــ

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [3/ 496] والبخاري في مواضع منها باب فضل دور الأنصار [3789 و 3790] والترمذي [3907].

ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث أبي أسيد رضي الله عنه فقال:

6267 -

(00)(00)(حدثناه محمد بن المثنى حدثنا أبو داود) الطيالسي سليمان بن داود بن الجاورد البصري ثقة من (9) روى عنه في (15)(حدثنا شعبة عن قتادة سمعت أنسًا) ابن مالك رضي الله عنه (يحدِّث عن أبي أسيد الأنصاري) رضي الله عنه (عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا السند من سداسياته غرضه بيان متابعة أبي داود لمحمد بن جعفر وساق أبو داود (نحوه) أي نحو حديث محمد بن جعفر.

ثم ذكر المؤلف المتابعة ثانيًا في حديث أبي أسيد الساعدي رضي الله عنه فقال:

6268 -

(00)(00)(حدثنا قتيبة) بن سعيد الثقفي البلخي (و) محمد (بن رمح) بن المهاجر التجيبي المصري (عن الليث بن سعد) بن عبد الرحمن الفهمي المصري (ح وحدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز يعني ابن محمد) بن عبيد الدراوردي الجهني المدني صدوق من (8) روى عنه في (9) أبواب (ح وحدثنا) محمد (بن المثنى و) محمد بن يحيى (بن أبي عمر) العدني المدني (قالا حدثنا عبد الوهاب) بن عبد المجيد (الثقفي) البصري ثقة من (8) روى عنه في (6) أبواب (كلهم) أي كل من هؤلاء الثلاثة يعني ليث بن سعد وعبد العزيز بن محمد وعبد الوهاب الثقفي رووا (عن يحيى بن سعيد) بن قيس الأنصاري المدني ثقة من (5) روى عنه في (16) بابا (عن أنس) بن مالك عن أبي أسيد الأنصاري رضي الله عنهما (عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الأسانيد الثلاثة

ص: 155

بِمِثْلِهِ. غَيرَ أَنَّهُ لَا يَذْكُرُ فِي الْحَدِيثِ قَوْلَ سَعْدٍ.

2669 -

(00)(00) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ مِهْرَانَ الرَّازِيُّ، (وَاللَّفْظُ لابْنِ عَبَّادٍ)، حَدَّثَنَا حَاتِمٌ، (وَهُوَ ابْنُ إِسْمَاعِيلَ)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حُمَيدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ بْنِ طَلْحَةَ. قَال: سَمِعْتُ أَبَا أُسَيدٍ خَطِيبًا عِنْدَ ابْنِ عُتْبَةَ. فَقَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيرُ دُورِ الأَنصَارِ دَارُ بَنِي النَّجَّارِ،

ــ

كلها من خماسياته غرضه بسوقها بيان متابعة يحيى بن سعيد لقتادة بن دعامة وساق يحيى (بمثله) أي بمثل حديث قتادة (غير أنَّه) أي لكن أن يحيى (لا يذكر في الحديث قول سعد) بن عبادة يعني قوله في الرواية الأولى "فقال سعد ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلّا قد فضّل علينا".

ثم ذكر المؤلف المتابعة ثالثًا في حديث أبي أسيد رضي الله عنه فقال:

2669 -

(00)(00)(حدثنا محمد بن عبَّاد) بن الزبرقان المكي نزيل بغداد صدوق من (10) روى عنه في (8) أبواب (ومحمد بن مهران) الجمال بالجيم أبو جعفر الرازي ثقة من (10) روى عنه في (6) أبواب (واللفظ لابن عباد) قالا (حدثنا حاتم وهو ابن إسماعيل) العبدري المدني صدوق من (8) روى عنه في (12) بابا (عن عبد الرحمن بن حميد) بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني ثقة من (6) روى عنه في (4) أبواب (عن إبراهيم بن محمد بن طلحة) بن عبيد الله القرشي التيمي أبي إسحاق المدني روى عن أبي أسيد الساعدي في الفضائل وأبي هريرة وابن عباس ويروي عنه (م عم) وعبد الرحمن بن حميد الزهري وطلحة بن يحيى وسعد بن إبراهيم وثقه العجلي وقال في التقريب ثقة من الثالثة مات سنة [110] مائة وعشر وله أربع وسبعون (74)(قال سمعت أبا أسيد) الساعدي (خطيبًا) بكسر الطاء اسم فاعل من خطب الثلاثي وفي بعض النسخ "خطبنا" بفتحها على صيغة الماضي (عند) الوليد (بن عتبة) بالمثناة فوق بن أبي سفيان عامل عمّه معاوية بن أبي سفيان على المدينة (فقال) أبو أسيد في خطبته (قال رسول الله صلى الله عليه وسم) وهذا السند من خماسياته غرضه بيان متابعة إبراهيم لأنس بن مالك في الرواية عن أبي أسيد (خير دور الأنصار) وقبائلهم (دار بني النجار) أي قبيلتهم قال

ص: 156

وَدَارُ بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ، وَدَارُ بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ، وَدَارُ بَنِي سَاعِدَةَ". وَاللهِ، لَوْ كُنْتُ مُؤْثِرًا بِهَا أَحَدا لآثَرْتُ بِهَا عَشِيرَتِي.

270 -

(00)(00) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ. أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ. قَال: شَهِدَ أَبُو سَلَمَةَ لَسَمِعَ أَبَا أُسَيدٍ الأَنْصَارِيَّ يَشْهَدُ؛ أَن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:

ــ

القرطبي وأصل الدّار المنزل الذي يقام فيه ويجمع في القلّة على أدور بضم الواو وقد أبدلوا من الضمة همزةً استثقالًا للضمة على الواو ويجمع في الكثرة على ديار ودور والدار مؤنثة ثم قد يعبر بالدار عن ساكنها كما جاء في هذا الحديث فإنه أراد بالديار القبائل وخير يعني أخير أي أكثر خيرًا وتفضيلُ بعض هذه القبائل على بعض إنما هو بحسب سبقهم إلى الإسلام وأفعالهم الحسنة فيه وتفضيلهم خبر من الشارع عمّا لهم عند الله تعالى من المنازل والمراتب فلا يقدم من أخر ولا يؤخر من قدم وقد اختلفت الروايات في بني النجار وبني عبد الأشهل ففي رواية أبي أسيد تقديم بني النجار على بني عبد الأشهل ومن بعدهم وفي رواية أبي هريرة تقديم بني عبد الأشهل علي بني النجار ومن بعدهم وهذا تعارض مشكل غير أن الأولى رواية أبي أسيد لقرابة بني النجار من رسول الله صلى الله عليه وسلم دون غيرهم فإنهم أخواله كما قدمنا ولاختصاص نزوله صلى الله عليه وسلم بهم وكونه عندهم وهذه مزية لا يلحقهم أحدٌ فيها اهـ من المفهم (ودار بني عبد الأشهل ودار بني الحارث بن الخزرج ودار بني ساعدة) قال أبو أسيد (والله لو كنت مؤثرًا بها) أي بهذه المزية والمرتبة أي مختارًا بها (أحدًا) من الناس أي لو كان الأمر بيدي (لآثرت) أي لاخترت (بها) أي بهذه الخيرية (عشيرتي) أي أقاربي بني ساعدة ولكن الأمر ليس بيدي فلذلك ذكرتهم كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ثم ذكر المؤلف المتابعة رابعًا في هذا الحديث فقال:

6270 -

(00)(00)(حدثنا يحيى بن يحيى التميمي) النيسابوري (أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن) بن عبد الله بن حزام القرشي الحزامي المدني ثقة من (7) روى عنه في (6)(عن أبي الزناد) عبد الله بن ذكوان المدني (قال) أبو الزناد (شهد أبو سلمة) بن عبد الرحمن بن عوف أي أقسم إنَّه (لسمع أبا أسيد الأنصاري يشهد) أي يخبر (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) وهذا السند من خماسياته غرضه بيان متابعة أبي سلمة لأنس

ص: 157

"خَيرُ دُورِ الأَنْصَارِ بَنُو النَّجَّارِ. ثمَّ بَنُو عَبْدِ الأَشْهَلِ. ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ. وَفِي كُلِّ دُورِ الأَنصَارِ خَيرٌ".

قَال أَبُو سَلَمَةَ: قَال أَبُو أُسَيدٍ: أُتَّهَمُ أَنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ لَوْ كُنْتُ كَاذِبًا لَبَدَأْتُ بِقَوْمِي، بَنِي سَاعِدَةَ. وَبَلَغَ ذَلِكَ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ فَوَجَدَ فِي نَفْسِهِ. وَقَال: خُلِّقنَا فَكُنَّا آخِرَ الأربَعِ. أَسْرِجُوا لِي حِمَارِي آتِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وَكَلَّمَهُ ابْنُ أَخِيهِ، سَهْلٌ. فَقَال: أَتَذْهَبُ لِتَرُدَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَعْلَمُ

ــ

وإبراهيم بن محمد في الرواية عن أبي أسيد أي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير دور الأنصار بنو النجار ثم بنو عبد الأشهل ثم بنو الحارث بن الخزرج ثم بنو ساعدة وفي كل دور الأنصار خير قال أبو سلمة) بالسند السابق (قال أبو أسيد أُتَّهمُ أنا) بضم الهمزة وتشديد التاء المفتوحة وفتح الهاء على صيغة المضارع المبني للمفعول وأنا تأكيد لنائب فاعله المستتر أي وأتهم بالكذب (على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رويت عنه من تخيير الأنصار بعضهم على بعض فـ (ـلو كنت كاذبًا) في ذلك التخيير (لبدأت بقومي بني ساعدة) قال أبو أسيد (وبلغ ذلك) التخيير (سعد بن عبادة فوجد) أي غضب (في نفسه) أي في قلبه (وقال) سعد بلسانه (خُلّفنا) بالبناء للمجهول أي جعلنا خلف الناس وآخرهم في الفضل (فكنا آخر الأربع) المخيرة من أدوار الأنصار وقال (أسرجوا لي حماري) أي اجعلوا يا خدمي السرج على ظهر حماري لأركبها و (آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأساله عن سبب تأخيرنا في التخيير وكأنَّ سعد بن عبادة يعني أن قومه بني ساعدة مذكور في هذا الكلام في الدرجة الرابعة فشك سعد بن عبادة في أول الأمر أن يكون أبو أسيد قد أخطأ في بيان هذا الترتيب فارأد أن يستوثق ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ترك ذلك خشية أن يكون فيه صورة معارضة لكلام النبي صلى الله عليه وسلم (وكلّمه) أي وكلم سعدًا (ابن أخيه) أي أخي سعد لم أقف على اسم هذا الأخ وقوله (سهل) بالرفع بدل من الابن أو عطف بيان له (فقال) له سهل (أتذهب) يا عم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (لترد) وتنكر (على رسول الله صلى الله عليه وسلم و) الحال أن (رسول الله أعلم) بمراتب القوم ودرجاتهم ويا

ص: 158

أَوَلَيسَ حَسْبُكَ أَنْ تَكُونَ رَابعَ أَرْبَعٍ. فَرَجَعَ وَقَال: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. وَأَمَرَ بِحِمَارِهِ فَحُلَّ عَنْهُ.

6271 -

(00)(00) حدَّثنا عَمْرُو بْنُ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ. حَدَّثَنِي أَبُو دَاوُدَ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ. حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ؛ أَنَّ أَبَا أُسَيدٍ الأنصَارِيَّ حَدَّثَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"خَيرُ الأَنْصَارِ، أَوْ خَيرُ دُورِ الأَنْصَارِ". بِمِثْلِ حَدِيثِهِمْ. فِي ذِكْرِ الدُّورِ. وَلَمْ يَذْكُرْ

ــ

عم (أ) ترد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قاله (وليس حسبك) أي كافيك في المزية (أن تكون رابع أربع) من الأدوار المخيرة وأن تذكر معهم (فرجع) سعد عن قصد ذهابه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم (وقال) لمن عنده (الله ورسوله أعلم) بمراتب الكل (وأمر) سعد الخادم (بحماره) أي بحل سرج حماره (فحل) السرج (عنه) أي عن حماره.

ثم ذكر المؤلف المتابعة خامسًا في حديث أبي أسيد الساعدي رضي الله عنه فقال:

6271 -

(00)(00)(حدثنا عمرو بن علي بن بحر) بفتح الموحدة وسكون المهملة بن كنيز بنون وزاي مصغرًا أبو حفص الفلّاس الصيرفي الباهلي البصري ثقة من (10) روى عنه في (5) أبواب (حدثني أبو داود) سليمان بن داود بن الجارود الطيالسي البصري ثقة من (9) وفسّره الأصبهاني سليمان بن معبد السنجي وهو من الحادية عشرة فهو خطأ منه والصواب ما فسرناه به (حدثنا حرب بن شداد) اليشكري أبو الخطاب البصري ثقة من (7) روى عنه في (3) أبواب (عن يحيى بن أبي كثير) صالح بن المتوكل الطائي اليمامي ثقة من (5) روى عنه في (17) بابا (حدثني أبو سلمة) بن عبد الرحمن (أن أبا أسيد الأنصاري) رضي الله عنه (حدّثه) أي حدّث لأبي سلمة (أنه) أي أن أبا أسيد (سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) وهذا السند من سداسياته غرضه بيان متابعة يحيى بن أبي كثير لأبي الزناد (خير الأنصار أو) قال لي أبو سلمة (خير دور الأنصار) والشك من يحيى بن أبي كثير وساق يحيى بن أبي كثير "بمثل حديثه" أي بمثل حديث أبي الزناد وفي أغلب النسخ (بمثل حديثهم) وهو تحريف من النساخ (في ذكر) ترتيب (الدورو) لكن (لم يذكر) يحيى بن أبي كثير في

ص: 159

قِصَّةَ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ رضي الله عنه.

6272 -

(2495)(52) وحدَّثني عَمْرٌو النَّاقِدُ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيدٍ. قَالا: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، (وَهُوَ ابْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ)، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ. قَال: قَال أَبُو سَلَمَةَ وَعُبَيدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ. سَمِعَا أَبَا هُرَيرَةَ يَقُولُ: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ فِي مَجْلِسٍ عَظِيمٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ:"أُحَدِّثُكُمْ بِخَيرِ دُورِ الأَنْصَارِ؟ " قَالُوا: نَعَمْ. يَا رَسُولَ اللهِ. قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "بَنُو عَبْدِ الأَشْهَل" قَالُوا: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؛ قَال: "ثُمَّ بَنُو النَّجَّارِ" قَالُوا: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَال: "ثُمَّ بَنُو الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ" قَالُوا: ثُمَّ مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ" قَال: "ثُمَّ بَنُو سَاعِدَةَ" قَالُوا: ثُمَّ مَنْ

ــ

روايته (قصة سعد بن عبادة رضي الله عنه يعني قوله وبلغ ذلك سعد بن عبادة فوجد في نفسه إلى آخر قصة سعد بن عبادة.

ثم استشهد المؤلف لحديث أبي أسيد بحديث أبي هريرة رضي الله عنهما فقال:

6272 -

(2495)(52)(وحدثني عمرو) بن محمد بن بكير (الناقد) البغدادي (وعبد بن حميد) الكسي (قالا حدثنا يعقوب وهو ابن إبراهيم بن سعد) بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني ثقة من (9) روى عنه في (5) أبواب (حدَّثنا أبي) إبراهيم بن سعد ثقة من (8) روى عنه في (14) بابا (عن صالح) بن كيسان الغفاري المدني ثقة من (4) روى عنه في (10) أبواب (عن ابن شهاب) الزهري ثقة من (4) روى عنه في (23) بابا (قال) ابن شهاب (قال) لي (أبو سلمة) بن عبد الرحمن (وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود) الهذلي المدني ثقتان من (3)(سمعا أبا هريرة) رضي الله عنه (يقول) وهذا السند من سباعياته (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو) صلى الله عليه وسلم (في مجلس عظيم) أي كثير الجمع (من المسلمين) أ (أُحدثكم بخير دور الأنصار) بتقدير همزة الاستفهام أي أحدثكم بخبرهم (قالوا) أي قال الحاضرون (نعم) حدَّثنا (يا رسول الله) فـ (ـقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرهم (بنو عبد الأشهل قالوا ثم) خيرهُم (من يا رسول الله قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثم) خيرهم (بنو النجار قالوا ثم من يا رسول الله قال ثم بنو الحارث بن الخزرج قالوا ثم من يا رسول الله قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثُمَّ) خيرهم (بنو ساعدة قالوا ثُمَّ) خيرهم (مَنْ

ص: 160

يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَال: "ثُمَّ فِي كُلِّ دُورِ الأَنْصَارِ خَيرٌ" فَقَامَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ مُغْضَبًا. فَقَال: أَنَحْنُ آخِرُ الأَرْبَعِ؟ حِينَ سَمَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَارَهُمْ. فَأَرَادَ كَلامَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَال لَهُ رِجَالٌ مِنْ قَوْمِهِ: اجْلِسْ، أَلا تَرْضَى أَنْ سَمَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَارَكُمْ فِي الأربَعِ الدُّورِ الَّتِي سَمَّى؛ فَمَنْ تَرَكَ فَلَمْ يُسَمِّ أَكْثَرُ مِمَّنْ سَمَّى. فَانْتَهى سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ كَلامِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

ــ

يا رسول الله قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثُمَّ في كل دور الأنصار خير فقام سعد بن عبادة مغضبًا) بصيغة اسم المفعول من أغضب الرباعي أي حالة كونه غضبان على تأخير قومه بني ساعدة درجة وفضلًا (فقال) سعد (أنحن) أي هل نحن (آخر) الأدوار (الأربع) الذين خيّرهم من الأنصار بالاستفهام الإنكاري (حين سمى) وذكر (رسول الله صلى الله عليه وسلم دارهم) أي قومهم أخيرًا (فأراد) سعد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم أي تكليمه وسؤاله عن سبب تأخيرهم في ترتيب التخيير (فقال له) أي لسعد (رجال من قومه) بني ساعدة قال الحافظ في الفتح [7/ 116] رقم [3789] لم أقف على اسم الذي قال له ذلك ويحتمل أن يكون هو ابن أخيه المذكور آنفًا في حديث أبي أسيد يعني سهلًا.

(اجلس) يا سعد ولا تذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسأله عن سبب ذلك (ألا ترضى) يا سعد (أن سمَّى) وذكر (رسول الله صلى الله عليه وسلم داركم) أي قومكم بني ساعدة (في) جملة (الأربع الدور التي سما) هم وذكرهم في التخيير (فمن ترك) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فلم يسمِّ) أي لم يذكرهم في التخيير (كثر ممن سمَّا) هم وذكر (فانتهى) أي ارتاع وانزجر (سعد بن عبادة عن كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وسؤاله عن ذلك التأخير قال القرطبي وغضب سعد بن عبادة لما ذكرت داره آخر الديار بادرة أصدرها عنه منافسته في الخير وحرصه على تحصيل الثواب والأجر فلما نبه على ما ينبغي له سلم السبق لأهله وشكر الله تعالى على ما آتاه من فضله اهـ من المفهم.

وقوله في هذا الحديث "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بنو عبد الأشهل" أولًا هذا معارض لما سبق في حديث أبي أسيد من أن بني النجار مقدمون علي بني عبد

ص: 161

6273 -

(2496)(53) حدَّثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشارٍ. جَمِيعًا عَنِ ابْنِ عَرْعَرَةَ، (وَاللَّفْظُ لِلْجَهْضَمِيِّ)، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَال: خَرَجْتُ مَع جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَجَلِيِّ فِي سَفَرٍ، فَكَانَ يَخْدُمُنِي. فَقُلْتُ لَهُ: لَا تَفْعَلْ. فَقَال: إِني قَدْ رَأَيتُ الأَنْصَارَ تَصْنَعُ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

ــ

الأشهل ووقع الاختلاف فيه على أبي سلمة في إسناده هل شيخه فيه أبو أسيد أو أبو هريرة وفي متنه هل قدّم عبد الأشهل علي بني النجار أو بالعكس وأما رواية أنس في تقديم بني النجار فلم يختلف عليه فيها ومال الحافظ في الفتح [7/ 116] إلى ترجيح الرواية التي فيها تقديم بني النجار علي بني عبد الأشهل وهو الظاهر والله أعلم وهذا الحديث مما انفرد به المؤلف عن أصحاب الأمهات.

ثم استدل المؤلف على الجزء الثالث من الترجمة بحديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه فقال:

6273 -

(2496)(53)(حدثنا نصر بن علي) بن نصر الأزدي البصري (الجهضمي) ثقة من (10) روى عنه في (16) بابا (ومحمد بن المثنى وابن بشار جميعًا عن) محمد (بن عرعرة) بن البرند بكسر الموحدة والراء وسكون النون النعمان القرشي السامي بمهملة أبي عمرو البصري الناجيّ روى عن شعبة في الفضائل وعُمر بن أبي زائدة وطائفة ويروي عنه (خ م د) ونصر بن علي وابن المثنى وابن بشار وغيرهم قال أبو حاتم ثقة صدوق وقال النسائي ليس به بأس وذكره ابن حبان في الثقات وقال الحاكم وابن قانع ثقة وقال في التقريب ثقة من صغار التاسعة مات سنة ثلاث عشرة ومائتين [213](واللفظ) الآتي (لـ) ـنصر بن علي (الجهضمي) قال الجهضمي (حدثني محمد بن عرعرة حدثنا شعبة عن يونس بن عبيد) بن دينار العبدي مولاهم أبي عبيد البصري ثقة من (5) روى عنه في (13) بابا (عن ثابت) بن أسلم (البناني) ثقة من (4) روى عنه في (14) بابا (عن أنس بن مالك) رضي الله عنه وهذا السند من سداسياته (قال) أنس (خرجت) من المدينة (مع جرير بن عبد الله البجلي في سفر) من الأسفار رضي الله عنهما (فكان) جرير (يخدمني فقلت له) أي لجرير (لا تفعل) هذه الخدمة لي.

(فقال) جرير (إني قد رأيت الأنصار تصنع برسول الله صلى الله عليه وسلم

ص: 162

شَيئًا، آلَيتُ أَنْ لَا أَصْحَبَ أَحَدًا مِنْهُمْ إلا خَدَمْتُهُ.

زَادَ ابْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشارٍ في حَدِيثِهمَا: وَكَانَ جَرِيرٌ أَكْبَرَ مِن أَنَسٍ. وَقَال ابْنُ بَشارٍ: أَسَنَّ مِنْ أَنَسٍ.

6274 -

(2497)(54) حدَّثنا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ. حَدَّثَنَا سُلَيمانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ. حَدَّثَنَا حُمَيدُ بْنُ هِلالٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ. قَال: قَال أَبُو ذَرٍّ: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "غِفَارُ غَفَرَ اللهُ لَهَا. وَأَسْلَمُ سَالمَهَا اللهُ"

ــ

شيئًا) من حسن الصحبة والمعاشرة والخدمة فـ (ـآليت) أي حلفت بسبب ما رأيته منهم من حسن صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم على (أن لا أصحب) ولا أُرافق (أحدًا منهم) أي من الأنصار سفرًا ولا حضرًا (إلا خدمته) وفيه بيان ما كانت الصحابة عليه من تعظيم قدر الأنصار وتوقيرهم وحبهم وذلك لفرط حبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم (زاد ابن المثنى وابن بشار في حديثهما) أي في روايتهما أي زاد علي الجهضمي لفظة (وكان جرير) بن عبد الله (كبر) سنًّا (من أنس) بن مالك (وقال ابن بشار) لفظة وكان جرير (أسن) أي أكبر سنًّا (من أنس) بدل قول ابن المثنى أكبر والمعنى واحد ولشدة إتقانه وحفظه وتورعه من الكذب يبين ما اختلفت فيه الروايات ولو كلمة بل ولو حرفًا جزاه الله خيرًا عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ونفعنا بعلومه آمين.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري [2888].

ثم استدل المؤلف على دعائه صلى الله عليه وسلم لغفار وأسلم بحديث أبي ذر رضي الله عنه فقال:

6274 -

(2497)(54)(حدثنا هذاب بن خالد) بن الأسود القيسي البصري ثقة من (9) روى عنه في (7) أبواب (حدثنا سليمان بن المغيرة) القيسي البصري ثقة من (7) روى عنه في (9) أبواب (حدثنا حميد بن هلال) العدوي البصري ثقة من (3) روى عنه في (9) أبواب (عن عبد الله بن الصامت) الغفاري البصري ثقة من (3) روى عنه في (5) أبواب (قال) ابن الصامت (قال أبو ذر) الغفاري رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته (قال رسول الله غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله) تعالى.

قوله "غفار غفر الله لها" أي بنو غفار بكسر الغين المعجمة وهم قوم أبي ذر وسبق منهم إلى الإسلام أبو ذر وأخوه أُنيس وقد تقدمت قصة إسلامهما في باب مستقل ورجع

ص: 163

6275 -

(00)(00) حدَّثنا عُبَيدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشارٍ. جَمِيعًا عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ. قَال: قَال ابْنُ الْمُثَنَّى: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ. قَال: قَال لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "ائْتِ قَوْمَكَ فَقُلْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال: "أَسْلَمُ سَالمَهَا اللهُ، وَغِفَارُ غَفَرَ اللهُ لَهَا"

ــ

أبو ذر إلى قومه فأسلم الكثير منهم وقد تقدم أنهم كانوا معروفين بقطع الطريق فلما أسلموا تركوا ذلك ولعل رسول الله صلى الله عليه وسلم استغفر لهم خصوصًا من أجل ذلك ولا يخفى ما في هذا الدعاء من المحسنات اللفظية البديعية من الجناس فكان غفارًا مشتق من المغفرة.

قوله "وأسلم سالمها الله" ماخوذة من المسالمة وهو ترك الحرب أي أمر الله رسول الله صلى الله عليه وسلم بترك الحرب معها وبالمصالحة معها وقيل دعاء لها بالسلامة وقيل إخبار عن حالها أي سالمها الله من الحرب بالإسلام قال القاضي في المشارق هو من أحسن الكلام مأخوذ من سالمته إذا لم تر منه مكروهأ فكأنه دعا لهم بان يصنع الله بهم ما يوافقهم فيكون سالمها بمعنى سلمها وقد جاء فاعل بمعنى فعل كقاتله الله أي قتله اهـ نووي وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم عن أصحاب الأمهات الست ولكنه شاركه أحمد [/ 1745] ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث أبي ذر رضي الله عنه فقال:

6275 -

(00)(00)(حدثنا عبيد الله بن عمر) بن ميسرة الجشمي (القواريري) البصري ثقة من (10) روى عنه في (10) أبواب (ومحمد بن المثنى وابن بشار جميعًا) أي كل من الثلاثة رووا (عن) عبد الرحمن (بن مهدي) بن حسان الأزدي البصري ثقة من (9) روى عنه في (14) بابا (قال) المؤلف (قال) لنا (ابن المثنى حدثني عبد الرحمن بن مهدي) بصيغة صريح السماع (حدثنا شعبة عن أبي عمران الجوني) عبد الملك بن حبيب الأزدي البصري مشهور بكنيته ثقة من كبار الرابعة روى عنه في (13)(عن عبد الله بن الصامت) الغفاري (عن أبي ذر) الغفاري رضي الله عنهما وهذا السند من سداسياته غرضه بيان متابعة أبي عمران لحميد بن هلال (قال) أبو ذر (قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ائت قومك) أي ارجع إليهم (فقل) لهم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها).

ثم ذكر المؤلف المتابعة ثانيًا في حديث أبي ذر رضي الله عنه فقال:

ص: 164

6276 -

(00)(00) حدّثناه مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشارٍ. قَالا: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ. حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، فِي هَذَا الإِسْنَادِ.

6277 -

(00)(00) حدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَابْنُ بَشارٍ وَسُوَيدُ بْنُ سَعِيدٍ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ. قَالُوا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، ح وحدّثنا عُبَيدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ. قَالا: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، ح وحدَّثني مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ. حَدَّثَنَا شَبَابَةُ

ــ

6276 -

(00)(00)(حدّثناه محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا أبو داود) سليمان بن داود الطيالسي (حدثنا شعبة في هذا الإسناد) أي بهذا الإسناد المذكور يعني عن أبي عمران عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر الغفاري غرضه بيان متابعة أبي داود لعبد الرحمن بن مهدي.

ثم استشهد المؤلف لحديث أبي ذر بحديث أبي هريرة وحديث جابر رضي الله عنهم فقال:

6277 -

(00)(00)(حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار وسويد بن سعيد) بن سهل الهروي الأصل أبو محمد الحدثاني نسبة إلى الحدثية بلدة على الفرات صدوق من (10) روى عنه في (7) أبواب (و) محمد بن يحيى (بن أبي عمر) العدني المكي (قالوا حدثنا عبد الوهاب) بن عبد المجيد (الثقفي) البصري ثقة من (8)(عن أيوب) السختياني البصري ثقة من (5) روى عنه في (17) بابا (عن محمد) بن سيرين الأنصاري البصري ثقة من (3) روى عنه في (16) بابا (عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته (ح وحدثنا عبيد الله بن معاذ) العنبري (حدَّثنا أبي) معاذ بن معاذ العنبري (ح وحدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قالا) أي قال كل من معاذ بن معاذ وعبد الرحمن بن مهدي (حدثنا شعبة عن محمد بن زياد) الجمحي مولاهم أبي الحارث المدني ثم البصري ثقة من (3) روى عنه في (9) أبواب (محن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذان السندان أيضًا من خماسياته (ح وحدثني محمد بن رافع) القشيري النيسابوري ثقة من (11) روى عنه في (11) بابا (حدثنا شبابة) بن سوّار المدائني أبو عمرو الفزاري ثقة

ص: 165

حَدَّثَنِي وَرْقَاءُ، عَنْ أبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، ح وحدّثنا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ. حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ. ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيرٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيدٍ، عَنْ أَبِي عَاصِمٍ. كِلاهُمَا عَنِ ابْنِ جُرَيجٍ، عَنْ أَبِي الزُّبَيرِ، عَنْ جَابِرٍ. ح وحدَّثني سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ. حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَعْيَنَ. حَدَّثَنَا مَعْقِلٌ، عَنْ أَبِي الزُّبَيرِ، عَنْ جَابِرٍ. كُلُهُمْ قَال: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَال: "أَسْلَمُ سَالمَهَا اللهُ

ــ

من (9) روى عنه في (10)(حدثني ورقاء) بن عمر بن كليب اليشكري أبو بشر الكوفي صدوق من (7) روى عنه في (4) أبواب (عن أبي الزناد) عبد الله بن ذكوان الأموي المدني ثقة من (5) روى عنه في (9) أبواب (عن الأعرج) عبد الرحمن بن هرمز الهاشمي المدني ثقة من (3) روى عنه في (7) أبواب (عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من سداسياته (ح وحدثنا يحيى بن حبيب) بن عربي الحارثي البصري ثقة من (10) روى عنه في (9) أبواب (حدثنا روح بن عبادة) بن العلاء القيسي البصري ثقة من (9) روى عنه في (14) بابا (ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وعبد بن حميد) الكسي (عن أبي عاصم) النبيل الضحاك بن مخلد الشيباني البصري ثقة ثبت من (9) روى عنه في (12) بابا (كلاهما) أي كل من روح بن عبادة وأبي عاصم رويا (عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر) بن عبد الله رضي الله عنهما وهذان السندان من خماسياته وحديث جابر هذا شاهد ثان لحديث أبي ذر (ح وحدثني سلمة بن شبيب) المسمعي النيسابوري نزيل مكة ثقة من (11) روى عنه في (5) أبواب (حدثنا الحسن) بن محمد (بن أعين) الأموي مولاهم الحرّاني صدوق من (9) روى عنه في (7) أبواب (حدثنا معقل) بن عبيد الله العبسي بالموحدة والمهملة أبو عبد الله الجزري صدوق من (8) روى عنه في (9) أبواب (عن أبي الزبير عن جابر) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته وغرضه بسوق هذا السند بيان متابعة معقل لابن جريج (كلهم) كلُّ من روى عن أبي هريرة من محمد بن سيرين ومحمد بن زياد والأعرج وروى عن جابر وهو أبو الزبير (قال عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو قال "كلاهما" أي كل من أبي هريرة وجابر "قالا عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكان أوضح وأصوب بل هو الصواب لأن المراد بهذين الحديثين الاستشهاد بهما لحديث أبي ذر (قال) النبي صلى الله عليه وسلم (أسلم سالمها الله) تعالى وصالحها

ص: 166

وَغِفَارُ غَفَرَ اللهُ لَهَا".

6278 -

(2499)(56) وحدَّثني حُسَينُ بْنُ حُرَيثٍ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى، عَنْ خُثَيمِ بْنِ عِرَاكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَن رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال:"أَسْلَمُ سَالمَهَا اللهُ وَغِفَارُ غَفَرَ اللهُ لَهَا. أَمَا إِنِّي لَمْ أَقُلْهَا. وَلَكِنْ قَالهَا اللهُ عز وجل"

ــ

وهادنها بترك المحاربة معها (وكفار كفر الله لها) وعفا عنها عما ارتكبت من سرقة الحجاج وقطع الطريق بإسلامها بسبب دعوة أبي ذر رضي الله عنه لأن الإسلام يجب ما قبله قال القسطلاني قوله "غفار غفر الله لها" أي ذنب سرقة الحاج في الجاهلية وفيه إشعار بأن ما سلَف منها مغفور لها لا تُؤاخذ بها اهـ منه وهذان الحديثان أعني حديث أبي هريرة وحديث جابر انفرد بهما الإمام مسلم رحمه الله تعالى.

ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي ذر بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنهما فقال:

6278 -

(2499)(56)(وحدثني حسين بن حريث) بن الحسن بن ثابت الخزاعي المروزي ثقة من (10) روى عنه في (5) أبواب (حدثنا الفضل بن موسى) الرازي المروزي ثقة من (9) روى عنه في (8) أبواب (عن خثيم بن عراك) بن مالك الغفاري المدني قال النسائي ثقة وذكره ابن حبان في الثقات وقال في التقريب لا بأس به من (6) روى عنه في (3) أبواب (عن أبيه) عراك بن مالك الغفاري المدني ثقة من (3) روى عنه في (7) أبواب وليس في مسلم عراك إلا هذا (عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أسلم) أي قبيلة أسلم (سالمها) أي سلَّمها (الله) تعالى من المحاربة (وغفار) أي قبيلتها (غفر الله لها) ما اقترفته في الجاهلية من قطع طريق وسرقة الحجاج بسبب الإسلام ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أما) بفتح الهمزة وتخفيف الميم أي انتبهوا واستمعوا ما أقول لكم (إني لم أقلها) أي لم أقل هذه الكلمات (ولكن قالها الله عز وجل وأُمرت بتبليغها.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [2/ 20] والبخاري في المناقب باب ذكر أسلم وغفار ومزينة وجهينة وأشجع [3514].

ص: 167

6279 -

(2500)(57) حدّثني أَبُو الطَّاهِرِ. حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنِ اللَّيثِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ، عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءَ الْغِفَارِيِّ. قَال: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِي صَلاةٍ:"اللَّهُمَّ الْعَنْ بَنِي لَحْيَانَ وَرِعْلًا وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ عَصَوُا اللهَ وَرَسُولَهُ. غِفَارُ غَفَرَ اللهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالمَهَا اللهُ"

ــ

ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث أبي ذر بحديث خُفاف بن إيماء رضي الله عنه فقال:

6279 -

(2500)(57)(حدثني أبو الطاهر) أحمد بن عمرو المصري (حدثنا) عبد الله (بن وهب) المصري (عن الليث) ابن سعد المصري (عن عمران بن أبي أنس) القرشي العامري المصري ثقة من (5) روى عنه في (4) أبواب (عن حنظلة بن علي) بن الأسقع الأسلمي المدني ثقة من (3) روى عنه في (3) أبواب (عن خُفاف) بضم الخاء وتخفيف الفاء (بن إيماء) بكسر الهمزة وسكون الياء بن رحضة بكسر المهملتين ثم المعجمة (الغفاري) سيد قومه وإمامهم الصحابي المشهور رضي الله عنهما له ولأبيه صحبة روى عنه في (2) بابين الصلاة والفضائل وهذا السند من سداسياته (قال) خفاف (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في) قنوت (صلاة) من الصلوات الخمس وهي صلاة الفجر (اللهم العنْ) واطرد عن رحمتك (بني لحيان) بفتح اللام وكسرها بطن من هذيل (و) العنْ (رعْلًا وذكوان وعصية) لأنّهم (عصوا الله ورسوله) وخالفوهما لأنهم الذين قتلوا القزاء ببئر معونة بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فقتلوهم وكان يقنت عليهم في صلاته ويلعن رعْلا وذكوان ويقول عصيّة عصت الله ورسوله اهـ عيني قال القسطلاني وهذا إخبار ولا يجوز حمله على الدعاء نعم فيه إشعار باظهار الشكاية منهم وهي تستلزم الدعاء عليهم بالخذلان لا بالعصيان وانظر ما أحسن هذا الجناس في قوله غفار غفر الله إلخ وألذّه على السمع وأعلقه بالقلب وأبعده من التكلف وهو من الاتفاقات اللطيفة وكيف لا يكون كذلك ومصدره عمن لا ينطق عن الهوى ففصاحة لسانه صلى الله عليه وسلم غاية لا يدرك مداها ولا يدانى منتهاها اهـ منه وقال صلى الله عليه وسلم (كفار كفر الله وأسلم سالمها الله) تعالى وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى.

ثم استشهد المؤلف رابعًا لحديث أبي ذر بحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقال:

ص: 168

6280 -

(2501)(58) حدَّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ويحْيَى بْنُ أَيُّوبَ وَقُتَيبَةُ وَابْنُ حُجْرٍ. (قَال يَحْيَى بْنُ يَحْيَى: أَخْبَرَنَا. وَقَال الآخَرُونَ: حَدَّثَنَا) إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ؛ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: قَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "غِفَارُ غَفَرَ اللهُ لَهَا. وَأَسْلَمُ سَالمَهَا اللهُ. وَعُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ".

6281 -

(00)(00) حدَّثنا ابْنُ الْمُثَنَّى. حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ. حَدَّثَنَا عُبَيدُ اللهِ. ح وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ سَوَّادٍ. أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي أُسَامَةُ. ح وحَدَّثَنِي زُهَيرُ بْنُ حَرْبٍ وَالْحُلْوَانِيُّ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيدٍ،

ــ

6280 -

(2501)(58)(حدثنا يحيى بن يحيى) بن بكير التميمي النيسابوري (ويحيى بن أيوب) المقابري البغدادي (وقتيبة) بن سعيد البلخي الثقفي (و) علي (بن حجر) السعدي المروزي (قال يحيى بن يحيى أخبرنا وقال الآخرون حدثنا إسماعيل بن جعفر) بن أبي كثير الزرقي مولاهم أبو إسحاق المدني ثقة من (8) روى عنه في (12)(عن عبد الله بن دينار) العدوي مولاهم المدني ثقة من (4) روى عنه في (6) أبواب (أنه سمع ابن عمر) رضي الله عنهما وهذا السند من رباعياته حالة كونه (يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله وعصية عصت الله ورسوله) قد مرّ ما فيه مرارًا.

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [2/ 130] والبخاري [3513].

ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث ابن عمر رضي الله عنهما فقال:

6281 -

(00)(00)(حدثنا) محمد (بن المثنى) العنزي البصري (حدثنا عبد الوهاب) بن عبد المجيد الثقفي البصري (حدثنا عبيد الله) بن عمر بن حفص بن عاصم العمري المدني (ح وحدثنا عمرو بن سوّاد) بتشديد الواو بن الأسود بن عمرو بن أبي سرح العامري السرحي المصري ثقة من (11) روى عنه في (3) أبواب (أخبرنا) عبد الله (بن وهب) بن مسلم القرشي المصري (أخبرني أسامه) بن زيد الليثي المدني صدوق من (7) روى عنه في (8) أبواب (ح وحدثني زهير بن حرب و) حسن بن علي (الحلواني) الخلّال المكي ثقة من (11) روى عنه في (8) أبواب (وعبد بن حميد) بن نصر الكسي

ص: 169

عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ. حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ. كُلُّهُمْ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بِمِثْلِهِ، وَفِي حَدِيثِ صَالِحٍ وَأُسَامَةَ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَال ذَلِكَ عَلَى الْمِنْبَرِ.

6282 -

(00)(00) وحدّثنيه حَجَّجُ بْنُ الشاعِرِ. حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسيُّ. حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ شَدَّادٍ، عَنْ يَحْيَى. حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ. حَدَّثَنِي ابْنُ عُمَرَ. قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:

ــ

ثقة من (11) روى عنه في (12) بابا (عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد) الزهري المدني ثقة من (9) روى عنه في (5) أبواب (حدثنا أبي) إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ثقة من (8) روى عنه في (14) بابا (عن صالح) بن كيسان الغفاري المدني ثقة من (4) روى عنه في (10) أبواب (كلهم) أي كل من عبيد الله وأسامة بن زيد وصالح بن كيسان رووا (عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذه الأسانيد الثلاثة كلها من خماسياته غرضه بيان متابعة نافع لعبد الله بن دينار أو بيان متابعة هؤلاء الثلاثة لإسماعيل بن جعفر ولكنها متابعة ناقصة وساقوا (بمثله) أي بمثل حديث إسماعيل بن جعفر. (و) لكن (في حديث صالح) بن كيسان (وأسامة) بن زيد وروايتهما (أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك) الدعاء المذكور (على المنبر) النبوي بزيادة لفظة على المنبر.

ثم ذكر المؤلف المتابعة ثانيًا في حديث ابن عمر رضي الله عنهما فقال:

6282 -

(00)(00)(وحدثنيه حجاج) بن يوسف بن حجاج الثقفي البغدادي المعروف بـ (ـابن الشاعر) ثقة من (11) روى عنه في (13) بابا (حدثنا أبو داود) سليمان بن داود بن الجارود (الطيالسي) البصري ثقة من (9) روى عنه في (15) بابا (حدثنا حرب بن شداد) اليشكري البصري ثقة من (7) روى عنه في (3) أبواب (عن يحيى) بن سعيد بن قيس الأنصاري المدني ثقة من (5) روى عنه في (16) بابا (حدثني أبو سلمة) عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري المدني ثقة من (3) روى عنه في (14) بابا (حدثني ابن عمر) رضي الله عنهما (قال) ابن عمر (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) وهذا السند من سداسياته غرضه بيان متابعة يحيى بن سعيد لعبد الله بن دينار وعبيد الله بن عمر وأسامة بن زيد وصالح بن كيسان في رواية هذا الحديث عن ابن

ص: 170