الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَال أُسَيرٌ: وَكَسَوْتُهُ بُرْدَةً. فَكَانَ كُلَّمَا رَآهُ إِنْسَانٌ قَال: مِنْ أَينَ لأُوَيسٍ هذِهِ الْبُرْدَةُ؟
وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر
6338 -
(2525)(83) حدّثني أَبُو الطَّاهِرِ، أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي حَرْمَلَةُ
ــ
وشرد منهم خوفًا من الشهرة بينهم (قال أسير) بن جابر (وكسوته) أي وكسوت أويسًا وألبسته (بردة) لي أي كساء مخططًا تلبسه الأعراب من صوف لما رأيت عليه لباسًا خسيسًا (فكان) الشأن والحال بعد ذلك (كلما رآه) أي كما رأى أويسًا (إنسان) وعليه تلك البردة (قال) الإنسان الذي رآه (من أين) حصلت (لأُويس هذه البردة) تعجبًا من حسنها بالنسبة إلى لباسه الأول يعني كان أويس يعيش أولًا في ثياب رثة خسيسة فلما رأوا عليه بردة جيدة تعجبوا منه.
قال القرطبي "قوله أكون في غبراء الناس" الرواية الجيدة فيه بفتح الغين المعجمة وسكون الباء الموحدة وهمزة ممدودة يعني به فقراء الناس وضعفاءهم والغبراء الأرض لما فيها من لون الغبرة ويقال للفقراء بنو غبراء كأن الفقر والحاجة ألصقتهم بها كما قال تعالى: {أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16)} [البلد: 16]، أي ذا حاجة ألصقته بالتراب ومن هذا سموا الفقر أبا متربة وقد رُوي هذا اللفظ في غبر الناس بضم الغين المعجمة وتشديد الباء جمع غابر نحو شاهد وشهد يعني به بقايا الناس ومتأخريهم وهم ضعفاء الناس لأن وجوه الناس ورؤساءهم يتقدمون للأمور وينهضون بها ويتفاوضون فيها ويبقى الضعفاء لا يُلتفت إليهم ولا يأبه بهم فأراد أويس أن يكون خاملًا بحيث لا يُلتفت إليه طالبًا السلامة وظافرًا بالغنيمة وحديث أُويس هذا دليل من أدلة صحة صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه أخبر عنه باسمه ونسبه وصفته وعلامته وأنه يجتمع بعمر رضي الله عنه وذلك كُله من باب الإخبار بالغيب الواقع على نحو ما أخبر به من غير ريبٍ.
وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر
6338 -
(2525)(83)(حدثني أبو الطاهر) أحمد بن عمرو الأموي المصري (أخبرنا) عبد الله (بن وهب) القرشي المصري (أخبرني حرملة) بن عمران بن قراد بضم
ح وَحَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيلِيُّ. حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ. حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ، (وَهُوَ ابْنُ عِمرَانَ التُّجِيبِيُّ)، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ. قَال: سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ أَرْضًا يُذْكَرُ فِيهَا الْقِيرَاطُ. فَاسْتَوْصُوا بِأَهْلِهَا خَيرًا
ــ
القاف التجيبي بضم المثناة وكسر الجيم بعدها ياء ساكنة ثم موحدة أبو حفص المصري المعروف بالحاجب روى عن عبد الرحمن بن شماسة في الجهاد والفضائل ويزيد بن حبيب وأبي يونس مولى أبي هريرة ويروي عنه (م د س ق) وابن وهب وجرير بن حازم وثقه ابن معين وأحمد وأبو داود وذكره ابن حبان في الثقات وقال في التقريب ثقة من السابعة (ح وحدثني هارون بن سعيد) بن الهيثم التميمي السعدي (الأيلي) أبو جعفر المصري ثقة من (10) روى عنه في (3) أبواب (حدثنا ابن وهب حدثني حرملة وهو ابن عمران التجيبي عن عبد الرحمن بن شماسة) بتثليث الشين المعجمة وتخفيف الميم (المهري) المصري ثقة من (3) روى عنه في (8) أبواب (قال) عبد الرحمن (سمعت أبا ذر) الغفاري جندب بن جنادة رضي الله عنه وهذان السندان من خماسياته حالة كون أبي ذر (يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم) أيها المسلمون (ستفتحون) وتغلبون (أرضًا يذكر فيها القيراط) أي لفظه قال العلماء هو جزء من أجزاء الدينار الأربعة والعشرين وجزء من أجزاء الدرهم السبعة عشر وكان أهل مصر يكثرون من استعماله والتكلم به اهـ نووي قال القرطبي ومعنى يُسمَّى فيها القيراط يعني به أنه يدور على ألسنتهم كثيرًا وكذلك هو إذ لا ينفك متعاملان من أهل مصر عن ذكره غالبًا بخلاف غيرهم من أهل الأقاليم فإنهم يسمون ذلك بأسماء أُخر فأهل العراق يسمون ذلك طوجًا ورزة وأهل الشام قرطيس ونحو ذلك اهـ مفهم قال الإمام التوربشي كنت أرى هذا الحديث مشكلًا لأن تسمية القيرط لم تكن مختصة بأهل مصر بل يشاركهم فيها البدو والحضر من بلاد العرب حتى وجدت في كتاب الطحاوي الموسوم بمشكل الآثار أنه قال إنما الإشارة بها إلى كلمة يستعملها أهل مصر في المسابّة وإسماع المكروه فيقولون أعطيت فلانًا قراريط أي أسمعته المكروه والسباب اهـ مبارق (فاستوصوا) أي فليوص بعضكم بعضًا أن تفعلوا (بأهلها خيرًا) بالرفق بهم والمسامحة لهم عن الإساءة في لسانهم يعني اطلبوا الوصية من أنفسكم بإتيان أهلها خيرًا أو المعنى فاقبلوا وصيتي فيهم بالرفق
فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا. فَإِذَا رَأَيتُمْ رَجُلَينِ يَقْتَتِلانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ فَاخْرُجْ مِنْهَا".
قَال: فَمَرَّ بِرَبِيعَةَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنَي شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ. يَتَنَازَعَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ. فَخَرَجَ مِنْهَا
ــ
في أمورهم يقال أوصيته فاستوصى أي قبل الوصية ولعل المناسبة بين تسمية القيراط وبين الوصية بهم أن القوم لهم دناءة وفحش في لسانهم فإذا استوليتم عليهم فأحسنوا إليهم بالعفو ولا يحملنكم سوء أقوالهم على الإساءة بهم اهـ مبارق (فإن لهم) أي لأهل مصر (ذمّة) أي أمانًا واحترامًا بعقد الذمة لهم بعد الفتح لها بالصلح قال القاضي عياض ويحتمل أنه أراد ذمة العهد التي دخلوا بها في ذمة الإسلام أيام عمر فإن مصر فتحت صلحًا إلا الإسكندرية اهـ إكمال المعلم.
قال القرطبي: الذمة الحرمة والذمام الاحترام وقد يكون لعهد سابق كعهد أهل الذمة وقد يكون ابتداء إكرام لهم وهذا هو المراد بالذمة والله أعلم إذ لم يكن من النبي صلى الله عليه وسلم لأهل مصر عهد سابق وإنما أراد أن لهم حقًّا لرحمهم أو صهرهم كما صرّح به بما عطف عليه من قوله (ورحمًا) وفي الرواية الآتية أو قال "ذمةً وصهرًا" قال النووي أما الرحم فلكون هاجر أم إسماعيل منهم وأما الصهر فلكون مارية أم إبراهيم منهم وفيه معجزات ظاهرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم منها إخباره بأن الأمة تكون لهم قوة وشوكة بعده بحيث يقهرون المعجم والجبابرة ومنها أنهم يفتحون مصر ومنها تنازع الرجلين في موضع اللبنة ووقع كل ذلك فله الحمد اهـ (فإذا رأيتم) فيها (رجلين يقتتلان) أي يتخاصمان (في) أرض (موضع لبنة) أي قدر طوبة لقلتها (فاخرج) أيها المخاطب وكان مقتضى السياق فاخرجوا منها ولكن أفرد الفعل إشارة إلى أن المأمور بالخروج الرائي فقط لا كل الناس إذ لا يمكن لتعطل الأرض عن إحيائها وكان الخطاب مع أبي ذر قال حرملة بن عمران (فمرّ) عبد الرحمن بن شماسة (بربيعة وعبد الرحمن ابني شرحبيل بن حسنة يتنازعان في موضع لبنة فخرج منها) أي من مصر.
قال القرطبي: قوله "فإن لهم ذمةً ورحمًا" ويحتمل أن يكون معناه أنهم يكون لهم عهد بما يعقد لهم من ذلك حين الفتح وهذا التأويل على بعده يعضده ما رواه ابن هشام من حديث عمر مولى غفرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله الله في أهل المدرة السوداء السحم الجعاد فإن لهم نسبًا وصهرًا ذكره ابن هشام في السيرة النبوية [1/ 6] قال
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
عمر فنسبهم أن أم إسماعيل منهم وصهرهم أن رسول الله تسرَّى منهم قال ابن لهيعة أم إسماعيل هاجر أم العرب من قرية كانت أمام الفرما وأُم إبراهيم مارية سرية النبي صلى الله عليه وسلم التي أهداها له المقوقس من حفن من كورة أنصنا والمدرة واحدة المدر والعرب تسمي القرية المدرة وأهل المدر القرى والسحم السود جمع أسحم وهو الشديد الأدمة وفوقه الصحمة بالصاد والجعاد المتكسرو الشعور وهذه أوصاف أهل صعيد مصر غالبًا وقد تقدم ذكر هاجر والفرما قرية من عمل سعيد مصر سميت باسم بانيها وهو الفرما بن قليقس ويقال ابن قليس ومعناه محب الغرس وهو أخو الإسكندر بن قليس اليوناني ذكره الطبري وذكر أن الإسكندر حين بنى الإسكندرية قال أبني مدينة فقيرة إلى الله تعالى غنية عن الناس وقال الفرما أبني مدينة غنية عن الله فقيرة إلى الناس فسلّط الله عليها الخراب سريعًا فذهب رسمها وبقيت الإسكندرية وسميت مصر بمصر بن النبيط ولد كوش بن كنعان وقال أبو العباس اشتقاق مصر من المصر وهو القطع كأنها قطعت من الخراب ومنه المصر الحاجز ومصور الدار حدودها وحفن قرية مارية سُرّية النبي صلى الله عليه وسلم بالصعيد معروفة وهي التي كلم الحسن بن علي معاوية أن يضع الخراج عن أهلها لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم ففعل معاوية ذلك ذكره أبو عبيد في الأموال وأنصنا مدينة السحرة وحفن من عملها والمقوقس هو ملك مصر بعث له رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطب بن أبي بلتعة وجبرًا مولى أبي رهم بكتاب فلم يبعد عن الإسلام وأهدى له مارية ويقال وأختها سيرين وبغلة تسمى الدلدل والدلدل القنفذ العظيم والمقوقس المطول للبناء يقال في المثل أنا في القوس وأنت بالقوقوس فمتى نجتمع اهـ من المفهم قوله "فإذا رأيتم رجلين يختصمان في موضع لبنة فاخرج منها" قال القرطبي أيضًا يعني بذلك كثرة أهلها ومشاحتهم في أرضها واشتغالهم بالزراعة والغرس عن الجهاد وإظهار الدين ولذلك أمره أي أمر أبا ذر بالخروج منها إلى مواضع الجهاد ويحتمل أن يكون ذلك لأن الناس إذا ازدحموا على الأرض وتنافسوا في ذلك كثرت خصومتهم وشرورهم وفشا فيهم البخل والشر فتعين الفرار من محل يكون كذلك إن وجد محلًا آخر خليًا عن ذلك وهيهات كان هذا في الصدر الأول وأما اليوم فوجود ذلك في غاية البعد إذ في كل واد بنو سعد واللبنة الطوبة وتجمع على لبن وفيه من الفقه الأمر بالرفق بأهل أرياف مصر وصعيدها والإحسان إليهم وخصوصًا أهل تينك القريتين لما ذكر
6339 -
(00)(00) حدّثني زُهيرُ بْنُ حَرْبٍ وَعُبَيدُ الله بْنُ سَعِيدٍ. قَالا: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. سَمِعْتُ حَرْمَلَةَ الْمِصْرِيَّ يُحَدِّثُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُمَاسَةَ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ. قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكُمْ سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ. وَهِيَ أَرْضٌ يُسَمَّى فِيهَا الْقِيرَاطُ، فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا فَأحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا. فَإنَّ لَهُم ذمَّةً وَرَحِمًا" أَوْ قَال: "ذِمَّةً وَصِهْرًا، فَإِذَا رَأَيتَ رَجُلَينِ يَخْتَصِمَانِ فِيهَا
ــ
من خصوص تينك الخصوصيتين اهـ من المفهم وهذا الحديث انفرد به المؤلف عن أصحاب الأمهات.
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث أبي ذر رضي الله عنه فقال:
6339 -
(00)(00)(حدثني زهير بن حرب وعبد الله بن سعيد) بن يحيى اليشكري النيسابوري ثقة من (10) روى عنه في (8) أبواب (قالا حدثنا وهب بن جرير) بن حازم بن زيد الأزدي البصري ثقة من (9) روى عنه في (7) أبواب (حدثنا أبي) جرير بن حازم الأزدي البصري ثقة من (6) روى عنه في (19) بابا قال (سمعت حرملة) بن عمران التجيبي (المصري يحدّث عن عبد الرحمن بن شماسة عن أبي بصرة) حميل بوزن حميد آخره لام وقيل بفتح أوله مكبرًا وقيل جميل بالجيم مكبرًا ابن بصرة بفتح الموحدة ابن وقاص بن حاجب الغفاري المصري وداره بها ودفن في مقبرتها الصحابي المشهور رضي الله عنه روى عنه في (2) بابين الصلاة والفضائل (عن أبي ذر) الغفاري رضي الله عنه وهذا السند من سباعياته غرضه بيان متابعة جرير بن حازم لعبد الله بن وهب وفي هذا السند نزول بمرتبتين وفيه رواية صحابي عن صحابي (قال) أبو ذر (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم) أيها المسلمون (ستفتحون) وتغلبون (مصر وهي أرض يسمى) أي يذكر (فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها) وارفقوا بهم في شؤونهم (فإن لهم ذمة) أي احترامًا بسبب القرابة بينهم وبين العرب لأن أم أبيكم إسماعيل منهم وقوله (ورحمًا) أي قرابة عطف تفسير لقوله ذمة (أو قال) النبي صلى الله عليه وسلم فالشك من أبي ذر أو قال أبو ذر فالشك ممن روى عنه أي أو قال لفظة (ذمة وصهرًا) أي مصاهرة لأن مارية مستولدته صلى الله عليه وسلم منهم (فإذا رأيت) الخطاب لأبي ذر أو لأي مخاطب (رجلين يختصمان) أي يتنازعان (فيها) أي في مصر في قطعة صغيرة من الأرض
فِيِ مَوْضِعِ لَبِنَةٍ، فَاخْرُجْ مِنْهَا". قَال: فَرَأَيتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شُرَحْبِيلَ بْنِ حَسَنَةَ وَأَخَاهُ رَبِيعَةَ، يَخْتَصِمَانِ فِي مَوْضِعِ لَبِنَةٍ، فَخَرَجْتُ مِنْهَا.
6340 -
(2526)(84) حدَّثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيمُونٍ، عَنْ أَبِي الْوَازعِ، جَابرِ بْنِ عَمْرٍو الرَّاسِبِيِّ. سَمِعْتُ أَبَا بَرْزَةَ يَقُولُ: بَعَثَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم رَجُلًا إِلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ. فَسَبُّوهُ وَضَرَبُوهُ. فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ. فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لَوْ
ــ
(موضع لبنة) أي قدر لبنة (فاخرج منها) أي من مصر إلى موضع فيه الجهاد لأنهم شغلوا بحراثة الأرض عن الجهاد وإظهار الدين (قال) عبد الرحمن بن شماسة (فرأيت عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة وأخاه ربيعة يختصمان في موضع لبنة فخرجت منها) أي من مصر.
ثم استدل المؤلف على الجزء الرابع من الترجمة وهو فضل أهل عمان بحديث أبي برزة رضي الله عنه فقال:
6340 -
(2526)(84)(حدثنا سعيد بن منصور) بن شعبة الخراساني ثم المكي ثقة من (10) روى عنه في (15) بابا (حدَّثنا مهديُّ بن ميمون) الأزدي البصري ثقة من (9) روى عنه في (7) أبواب (عن أبي الوازع) البصري (جابر بن عمرو الرَّاسبي) روى عن أبي برزة الأسلمي في الفضائل وإماطة الأذى عن الطريق ويروي عنه (م ت س ق) ومهدي بن ميمون وأبان بن صمعة وأبو بكر بن شعيب بن الحبحاب وثقه ابن معين ويحيى بن سعيد وقال في التقريب صدوق يهم من الثالثة قال جابر بن عمرو (سمعت أبا برزة) الأسلمي نضلة بن عبيد البصري الصحابي المشهور بكنيته رضي الله عنه أسلم قبل الفتح روى عنه في (3) أبواب حالة كونه (يقول بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا) لم أر من ذكر اسمه (إلى حيّ من أحياء العرب) أي إلى قبيلة من قبائل العرب لم أو من عين اسم ذلك الحي والله أعلم أي بعثه إليهم لأخذ الزكوات مثلًا (فسبّوه) أي سب الحي ذلك الرجل المبعوث إليهم وشتموه (وضربوه فـ) ـشرد منهم و (جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما خرج من بينهم (فأخبره) أي فأخبر الرجل رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى منهم (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجل (لو
أَنَّ أَهْلَ عُمَانَ أَتَيتَ، مَا سَبُّوكَ وَلَا ضَرَبُوك"
ــ
أن أهل عمان) بضم العين وتخفيف الميم معروف من قبل اليمن وهي الآن دولة مستقلة عاصمتها مسقط وقد ضبطه بعضهم بفتح العين وتشديد الميم وأراد به عمان البلقاء التي كانت بالأردن ولكنه أخطأ والصحيح أن المراد به هنا عمان باليمين (أتيت) ودعوتهم إلى الحق (ما سبُّوك) أي ما شتموك (ولا ضربوك) يعني أنك لو ذهبت إلى عمان اليمن ما عاملك أهلها هذه المعاملة السيئة يعني أن أهل عمان فيهم علم وعفاف وتثبّت لأنهم ألين قلوبًا وأرق أفئدة وأما أهل عمَّان الشام فسلامة لك منهم وسلام وأهل هذين الاسمين من عمن بالمكان إذا أقام به ويقال أعمن الرجل إذا سار إلى عُمان وهذا الحديث مما انفرد به المؤلف عن أصحاب الأمهات.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب خمسة أحاديث الأول حديث أبي هريرة ذكره للاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة والثاني حديث أبي سعيد الخدري ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة، والثالث حديث عُمر ذكره للاستدلال به على الجزء الثاني من الترجمة وذكر فيه متابعتين والرابع حديث أبي ذر ذكره للاستدلال به على الجزء الثالث من الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة والخامس حديث أبي برزة الأسلمي ذكره للاستدلال به على الجزء الأخير من الترجمة والله سبحانه وتعالى أعلم.
***