الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مِثْلَ حَدِيثِ هَؤُلاءِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
718 - (7) "والعشرون منها باب فضائل بعض قبائل العرب وبيان خيار الناس وفضائل نساء قريش ومؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه رضي الله عنهم
"
ــ
عمر ولكنها متابعة ناقصة وساق يحيى بن سعيد (مثْل حديث هولاء) الأربعة (عن ابن عمر) رضي الله عنهما.
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا الباب أربعة عشر حديثًا الأول منها حديث جابر ذكره للاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة والثاني حديث زيد بن أرقم ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة والثالث حديث أنس الأول ذكره للاستشهاد والرابع حديث أنس الثاني ذكره للاستشهاد والخامس حديث أنس الثالث ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة والسادس حديث أنس الرابع ذكره للاستشهاد والسابع حديث أنس الخامس ذكره للاستدلال به على الجزء الثاني من الترجمة وذكر فيه خمس متابعات والثامن حديث أبي هريرة ذكره للاستشهاد والتاسع حديث أنس السادس ذكره للاستدلال به على الجزء الثالث من الترجمة والعاشر حديث أبي ذر الغفاري ذكره للاستدلال به على الجزء الرابع من الترجمة وذكر فيه متابعتين والحادي عشر حديث أبي هريرة وجابر ذكرهما للاستشهاد بهما والثاني عشر حديث أبي هريرة ذكره للاستشهاد والثالث عشر حديث خفاف بن إيماء ذكره للاستشهاد والرابع عشر حديث ابن عمر ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعتين والله سبحانه وتعالى أعلم.
718 -
(7)" والعشرون منها باب فضائل بعض قبائل العرب وبيان خيار الناس وفضائل نساء قريش ومؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه رضي الله عنهم"
قال القرطبي: هؤلاء القبائل وأسلم وغفار ومن كان نحوهم كانوا في الجاهلية خاملين لم يكونوا من صادات العرب ولا من رؤسائهم كما كانت بنو تميم وبنو عامر وبنو أسد وغطفان ألا ترى قول الأقرع بن حابس للنبي صلى الله عليه وسلم إنما بايعك سرّاق الحجيج من أسلم وغفار ومزينة وجهينة لكن هؤلاء القبائل سبقوا إلى الإسلام وحسن
6283 -
(2502)(59) حدّثني زُهيرُ بْنُ حَربٍ. حَدَّثَنَا يَزِيدُ، (وَهُوَ ابْنُ هارُونَ)، أَخْبَرَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِي، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِي أيوبَ. قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "الأَنْصَارُ وَمُزَينَةُ وَجهينَة وَغِفَارُ وَأَشْجَعُ، وَمَنْ كَانَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الله،
ــ
بلاؤهم فشرّفهم الله تعالى به وفضّلهم على من ليس بمؤمن من سادات العرب بالإسلام وعلى من تأخَّر إسلامه بالسبق كما شرّف بلالًا وعمّارًا وصهيبًا وسلمان على صناديد قريش وعلى أبي سفيان ومعاوية وغيرهم من المؤلفة قلوبهم كما تقدم فأعزَّ الله بالإسلام الأذلاء وأذل به الأعزّاء بحكمته الإلهية وقسمته الأزلية قال تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ (26)} [آل عمران: 26]، وعلى هذا فقوله صلى الله عليه وسلم مزينة وجهينة وغفار وأشجع ومن كان من بني عبد الله موالي دون الناس جبرٌ لهم من كسرهم وتنويه بهم من خمولهم وتفخيم لأمر الإسلام وأهله وتحقير لأهل الشرك ولمن دخل في الإسلام ولم يخلص فيه كالأقرع بن حابس وغيره ممن كان على مثل حاله وهذا التفضيل والتنويه إنما ورد جوابًا لمن استحقر هذه القبائل بعد إسلامها وتمسك بفخر الجاهلية وطغيانها فحيث ورد تفضيل هذه القبائل مطلقًا فإنه محمول على أنهم أفضل من هذه القبائل المذكورين معهم في محاورة الأقرع بن حابس اهـ من المفهم.
ثم استدل المؤلف على الجزء الأول من الترجمة بحديث أبي أيوب رضي الله عنه فقال:
6283 -
(2502)(59)(حدثني زهير بن حرب حدثنا يزيد وهو ابن هارون) بن زاذان السلمي الواسطي ثقة من (9) روى عنه في (19) بابا (أخبرنا أبو مالك) سعد بن طارق بن أشيم بوزن أكرم (الأشجعي) ثقة من (4) روى عنه في (6) أبواب (عن موسى بن طلحة) بن عبيد الله التيمي المدني ثقة من (2) روى عنه في (5) أبواب (عن أبي أيوب) خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة الأنصاري النجاري المدني شهد بدرًا والعقبة نزل عليه النبي صلى الله عليه وسلم حين دخل المدينة وله مناقب كثيرة رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته (قال) أبو أيوب (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار ومزينة وجهينة وغفار وأشجع ومن كان من بني عبد الله) قال القاضي والمراد ببني عبد
مَوَالِي دُونَ الناسِ. واللهُ وَرَسُولُهُ مَوْلاهم"
ــ
الله هنا بنو عبد العزى من غطفان سمّاهم النبي صلى الله عليه وسلم ببني عبد الله فسمتهم العرب بني محولة لتحويل اسم أبيهم كذا في شرح النووي أي هذه القبائل هم (موال) أي هم أنصاري وخاصتي (دون الناس) غيرهم.
(والله ورسوله مولاهم) أي أنا الذي أنصرهم وأتولى أمورهم ومصالحهم كلّها فلا ينبغي لهم أن يلجؤوا بشيء من أمورهم إلى أحد غيري من الناس وهذا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر "أنا أولى بكل مؤمن من نفسه من ترك مالًا فلورثته ومن ترك دينًا أو ضياعًا فعلي أو إلّي" رواه أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه اهـ من المفهم قوله: "الله ورسوله مولاهم" كذا الرواية بإفراد مولاهم أي لم يقل هما مولان لهم بصيغة التثنية نظير قوله تعالى: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} [التوبة: 62]، فوحدَ الضمير لأنه عائد على الله ورفع رسوله بالابتداء وخبره مضمر تقديره والله أحق أن يرضوه ورسوله كذلك وعلى هذا فتقدير الحديث هنا والله مولاهم ورسوله كذلك اهـ منه وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث الترمذي في المناقب باب في غفار وأسلم وجهينة ومزينة [3936].
قال الحافظ في الفتح [6/ 543] قوله: "الأنصار ومزينة وأشجع وجهينة وغفار" هذه خمس قبائل كانت في الجاهلية في القوة والمكانة دون بني عامر بن صعصعة وبني تميم بن عامر وغيرهما من القبائل فلما جاء الإسلام كانوا أسرع دخولًا في الإسلام من أولئك فانقلب الشرف إليهم بسبب ذلك.
وأمّا "مزينة" فبضم الميم وفتح الزاي وسكون الياء بعدها نون وهو اسم امرأة عمرو بن آد بن طابخة وهي مزينة بنت كلب بن وبرة وهي أم أوس وعثمان ابني عمرو فولد هذين يقال لهم بنو مزينة والمزنيون ومن قدماء الصحابة منهم عبد الله بن مغفل بن عبد نهم المزني وعمّه خزاعى بن عبد نهم وإياس بن هلال وابنه قرة بن إياس وهذا جد القاضي إياس بن معاوية بن قرة وآخرون وأما "جهينة" فهم بنو جهينة بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بضم اللام من مشهوري الصحابة منهم عقبة بن عامر الجهني وأما "أشجع" فبالمعجمة والجيم بوزن أحمر وهم أشجع بن ريث بفتح الراء وسكون التحتانية من مشهوري الصحابة منهم نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف اهـ منه.
6284 -
(2503)(60) حدثنا مُحَمدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ نُمَيرٍ. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عن عَبْدِ الرحمَنِ بْنِ هُرمزَ، الأَعرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ. قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "قُرَيشٌ وَالأنصَارُ وَمُزَينَةُ وَجهينَةُ وَأَسْلَمُ وَغِفَارُ وَأَشْجَعُ، مَوَالِيَّ. لَيسَ لَهُم مَوْلَى دُونَ الله وَرَسُولهِ".
6285 -
(00)(00) حدثنا عُبَيدُ الله بْنُ مُعَاذ. حَدَثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا شُعبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، بِهذَا الإِسْنَادِ، مِثْلَهُ. غَيرَ أَن فِي الْحَدِيثِ: قَال سَعد
ــ
ثم استشهد المؤلف لحديث أبي أيوب الأنصاري بحديث أبي هريرة رضي الله عنهما فقال:
6284 -
(2503)(60)(حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير) الهمداني الكوفي (حدثنا أبي) عبد الله (حدثنا سفيان) بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي (عن سعد بن إبراهيم) بن عبد الرحمن بن عوف الزهريّ المدني (عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج) الهاشمي المدني (عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من سداسياته (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قريش) قال الزبير قالوا قريش اسم فهر بن مالك وما لم يلد فهر فليس من قريش قال الزبير قال عفي فهر هو قريش وفهر لقبه اهـ نووي (والأنصار) يعني بالأنصار الأوس والخزرج ابني حارثة بن ثعلبة (ومزينة) هي بنت كلب بن وبرة بن ثعلب (وجهينة) بن زيد بن ليث بن سود (وأسلم وغفار وأشجع موالي) أي أنصاري وخواصي (ليس لهم مولى) أي ناصر (دون الله ورسوله) أي غير الله ورسوله أما تفضيل هذه القبائل فلسبقهم إلى الإسلام وآثارهم الحميدة فيه اهـ نووي قال القسطلاني لسبقهم إلى الإسلام مع ما اشتملوا عليه من رقة القلوب ومكارم الأخلاق وكلّها من مضر اهـ وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري [2504] والترمذي [3945] ثم ذكر المؤلف المتابعة في هذا الحديث فقال:
6285 -
(00)(00)(حدثنا عبيد الله بن معاذ) العنبري البصري (حدثنا أبي) معاذ بن معاذ (حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم بهذا الإسناد) يعني عن الأعرج عن أبي هريرة وهذا السند من سداسياته غرضه بيان متابعة شعبة لسفيان الثوري وساق شعبة (مثله) أي مثل حديث سفيان (غير أن في الحديث) أي حديث شعبة لفظة (قال) لنا (سعد) بن
فِي بعضِ هذَا: فِيمَا أعلَمُ.
6286 -
(00)(00) حدَّثنا مُحَمدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَمُحَمدُ بْنُ بَشَّارٍ. قَال ابْنُ الْمُثَنى: حَدَّثَنَا مُحَمدُ بْنُ جعفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ. قَال: سَمِعْتُ أَبَا سَلَمَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم؛ أَنهُ قَال: "أَسْلَمُ وَغفَارُ وَمُزَينَةُ، وَمَنْ كَانَ مِنْ جُهينَةَ، أَوْ جُهينَةُ، خَيرٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَبَنِي عَامِرٍ، وَالْحَلِيفَينِ،
ــ
إبراهيم (في بعض هذا) المذكورين من القبائل ذكره لنا الأعرج (فيما أعلم) وأظن في نفسي يعني أن سعد بن إبراهيم لم يكن جازمًا في ذكر بعض هذه القبائل في هذا السياق فذكر بعضها وقال فيما أعلم وأظن.
ثم ذكر المؤلف المتابعة ثانيًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
6286 -
(00)(00)(حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قال ابن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم قال) سعد (سمعت) عمّي (أبا سلمة) بن عبد الرحمن بن عوف (يحدّث عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من سداسياته غرضه بيان متابعة أبي سلمة للأعرج (عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أسلم) بن أفعى (وغفار) بن مليل مصغرًا ابن ضمرة بن بكر بن عبد مناف بن كنانة منهم أبو ذر الغفاري والمعنى بنو أسلم وغفار (ومزينة) أي بنو مزينة وهي اسم امرأة عمرو بن أُدّ بضم الهمزة وتشديد الدال المهملة ابن طابخة بالموحدة وبالخاء المعجمة بن إلياس بن مضر اهـ قسطلاني وهي مزينة بنت كلب بن وبرة كما سبق آنفًا (ومن كان من جهينة) بضم الهاء وفتح الجيم ابن زيد بن ليث بن سُود بن أسلم بضم اللام ابن إلحاف بالمهملة والفاء بوزن إلياس ابن قضاعة منهم عقبة بن عامر الجهني اهـ قسطلاني وقال سعد بن إبراهيم (أو) قال لنا أبو سلمة ومزينة و (جهينة) بحذف كان وحرف الجر قال شعبة والشك من سعد بن إبراهيم فيما قاله أبو سلمة والجزم في الرواية السابقة ينفي الشك اهـ قسطلاني (خير) عند الله لسبقهم إلى الإسلام (من بني تميم) بن مُرّ بضم الميم وتشديد الراء ابن أُدّ بضم الهمزة وتشديد الدال المهملة ابن طابخة بن إلياس بن مضر (و) خير من (بني عامر) بن صعصعة (و) خير من بني (الحليفين) أي المحالفين من الحلف وهو
أَسَدٍ وَغَطَفَانَ".
6287 -
(00)(00) حدثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ، (يعنِي الْحِزَامِي)، عَنْ أَبي الزنَادِ، عَنِ الأَعرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم. ح وحدّثنا عَمرو النَّاقِدُ وَحَسَن الْحُلْوَانِي وَعَبْدُ بن حُمَيدٍ. (قَال عَبْذ: أَخْبَرَنِي. وَقَال الآخَرَانِ: حَدَّثَنَا) يَعقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ الأعرَجِ، قَال: قَال أَبُو هُرَيرَةَ: قَال رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيهِ وَسَنمَ: "وَالذِي نَفْسُ مُحَمَّدِ بِيَدِهِ، لَغِفَارُ وَأَسْلَمُ وَمُزَينَةُ، وَمَنْ كَانَ مِنْ جُهينَةَ، أَوْ قَال:
ــ
التعاهد الذي كان في الجاهلية وقوله بني (أسد) بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر (و) بني عبد الله بن (غطفان) بفتح الغين المعجمة والطاء المهملة والفاء مخففة ابن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بدل من قوله الحليفين بدل تفصيل من مجمل.
ثم ذكر المؤلف المتابعة ثالثًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
6287 -
(00)(00)(حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة) بن عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد بن حزام وقوله (يعني الحزامي) نسبة إلى الجد المذكور (عن أبي الزناد) عبد الله بن ذكوان الأموي المدني (عن الأعرج عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته غرضه بيان متابعة أبي الزناد لسعد بن إبراهيم في روايته عن الأعرج ولو قدّم هذه المتابعة على ما قبلها من السندين قبلها لكان كلامه أوضح وأوفق (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ح وحدّثنا عمرو) بن محمد بن بكير (الناقد) البغدادي (وحسن) بن علي الهذلي (الحلواني) الخلّال المكي (وعبد بن حميد) الكسي (قال عبد) بن حميد (أخبرني وقال الآخران) عمرو وحسن (حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد) الزهريّ المدني (حدثنا أبي) إبراهيم بن سعد (عن صالح) بن كيسان الغفاري المدني (عن الأعرج قال قال أبو هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من سداسياته غرضه بيان متابعة صالح لأبي الزناد (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لغفار) بكسر الغين المعجمة وتخفيف الفاء بلا تنوين للعلمية والتأنيث المعنوي وكذا قوله (وأسلم) وقوله (ومزينة) للتأنيث اللفظي وكذا قوله (ومن كان من جهينة أو قال) صالح
جُهينَةُ، وَمَنْ كَانَ مِنْ مُزَينةَ، خَيرٌ عِنْدَ الله يَومَ الْقِيَامَةِ، مِنْ أَسَدِ وَطَيِّيءِ وَغَطَفَانَ".
6288 -
(00)(00) حدّثني زُهيرُ بْنُ حَرْبٍ ويعقُوبُ الدوْرَقي. قَالا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، (يَعنِيَانِ ابْنَ عُلَيةَ) حَدَّثَنَا أيوبُ، عَنْ مُحَمدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لأَسْلَمُ وَغِفَارُ، وَشَيءٌ مِنْ مُزَينَةَ وَجُهينَةَ، أَوْ شَيء مِنْ جُهينَةَ وَمُزَينَةَ، خَيرٌ عِنْدَ الله -قَال: أَحسِبُهُ قَال- يَومَ الْقِيَامَةِ، مِنْ أَسَدِ وَغَطَفَانَ وَهوَازِنَ وَتَمِيمٍ"
ــ
(جهينة ومن كان من مزينة) والشك من إبراهيم فيما قاله صالح (خير عند الله يوم القيامة) وفيه فضيلة ظاهرة لهذه القبائل لسبقها إلى الإسلام (من) بني (أسد) بن خزيمة أما بنو أسد فقد ظهر مصداق ذلك فيهم عقيب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فارتد هؤلاء مع طليحة بن خالد وارتدّ الذين قبلهم وهم بنو تميم مع سجاح وقد تقدم أن بني تميم وبني أسد كانوا أكثر عددًا وأقوى مكانة من مزينة وجهينة وغيرهم ولكن انقلب الشرف إلى مزينة وجهينة وغيرهم لإسراعهم إلى الإسلام اهـ تكملة (و) بني (طيئ) بوزن سيد قبيلة مشهورة (و) من بني عبد الله بن (غطفان).
ثم ذكر المؤلف المتابعة رابعًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
6288 -
(00)(00)(حدثني زهير بن حرب ويعقوب) بن إبراهيم بن كثير العبدي (الدورقي) البغدادي ثقة من (10) روى عنه في (6) أبواب (قالا حدثنا إسماعيل) بن إبراهيم بن مقسم الأسدي البصري (يعنيان ابن علية حدثنا أيوب) السختياني البصري (عن محمد) بن سيرين البصري (عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته (قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسلم) اللام للابتداء أو موطئة للقسم وفي رواية البخاري إسقاطها (وغفار وشيء) أي بعض والمراد به المسلمون منهم (من مزينة وجهينة أو) قال محمد و (شيء من جهينة ومزينة) والثك من أيوب فيما قاله محمد (خير عند الله قال) أيوب (أحسبه) أي أحسب محمدًا وأظنه (قال) لفظة (يوم القيامة من أسد) متعلق بخير (وغطفان وهوازن وتميم) معطوفان على أسد قال القسطلاني وقد ذكر في هذه الرواية هوازن بدل ابن عامر بن صعصعة وبنو عامر بن صعصعة من بني هوازن من غير عكس فذكر هوازن أشمل من ذكر بني عامر اهـ.
6289 -
(2504)(61) حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا غُنْدَر، عَنْ شُعبَةَ. ح وَحَدثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثنَّى وَابْنُ بَشار. قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمدُ بْنُ جَعفَرٍ. حَدَّثَنَا شُعبَةُ، عَنْ مُحَمدِ بْنِ أَبِي يعقُوبَ. سَمِعْتُ عَبْدَ الرحمَنِ بْنَ أَبِي بَكْرَةَ يُحَدِّثُ، عَنْ أبِيهِ؛ أَن الأقرَعَ بْنَ حَابِسِ جَاءَ إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فَقَال: إنَّمَا بَايَعَكَ سُراقُ الْحَجِيجِ مِنْ أَسْلَمَ وَغِفَارَ وَمُزَينَةَ. وَأحسِبُ جُهينَةَ (مُحَمَّدٌ
ــ
ثم استشهد المؤلف ثانيًا لحديث أبي أيوب بحديث أبي بكرة رضي الله عنهما فقال:
6289 -
(2504)(61)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر) محمد بن جعفر (عن شعبة ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن محمد) بن عبد الله (بن أبي يعقوب) نسب إلى جده لشهرته به التميمي الضبي البصري ثقة من (6) روى عنه في (2) بابين الوضوء والفضائل قال (سمعت عبد الرحمن بن أبي بكرة) نفيع بن الحارث الثقفي البصريّ ثقة من (2) روى عنه في (8) أبواب (يحدّث عن أبيه) أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي البصري رضي الله عنه وهذا السند من سداسياته (أنّ الأقرع بن حابس) وهو من بني تميم وكان حكمًا في الجاهلية وكان من المؤلفة قلوبهم وهو المنادي من وراء الحجرات وقد رُوي عنه أشياء في إبداء بعض الشبهات على أحكام الإسلام ولكنه حسن إسلامه بعد ذلك وشهد فتح مكة وحنينًا والطائف ثم شهد اليمامة مع خالد بن الوليد وقال ابن دريد أسلم الأقرع بن حابس فرأس وإنما قيل له الأقرع لقرع كان برأسه وكان شريفأ في الجاهلية والإسلام واستعمله عبد الله بن عامر على جيش سيّره إلى خراسان فأصيب بالجوزجان هو والجيش وكان ذلك زمن عثمان وذكر ابن الكلبي أنه كان مجوسيًا قبل أن يسلم وقال الحافظ في الإصابة [1/ 73] وقرأت بخط الرضي الشاطبي قتل الأقرع بن حابس باليرموك في عشر من بنيه رضي الله عنه (جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنما بايعك) على الإسلام (سُراق) جمع سارق (الحجيج) وقطّاع الطريق الذين كانوا بين مكة والمدينة (من أسلم وغفار ومزينة) بيان للسراق حال منهم قال محمد بن أبي يعقوب (وأحسب) أي أظن عبد الرحمن قال ومن (جهينة) مع ذكر هذه القبائل قال شعبة بن الحجاج (محمد) بن أبي يعقوب الراوي في هو
الذي شَكَّ) فَقَال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَرَأَيتَ إِنْ كَانَ أَسْلَمُ وَغِفَارُ وَمُزَينَةُ -وَأحسِبُ جُهينَةُ- خَيرًا مِنْ بَنِي تَمِيم وَبَنِي عَامِرٍ وَأَسَدٍ وَغَطَفَانَ، أَخَابُوا وَخَسِرُوا؟ " فَقَال: نَعَم. قَال: "فَوَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إنهم لأَخْيَرُ مِنْهُم". وَلَيسَ فِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي شَيبَةَ: محمد الذي شَك
ــ
(الذي شك) في قوله "جهينة" والجزم في الراوية الأولى ينفي الشك هنا اهـ قسطلاني وقوله "إنما بايعك سراق الحجيج" يعني الذي كانوا يقطعون الطريق على الحجاج أو يسرقون أموالهم ويمكن أن يكون بعض الناس من هذه القبائل قد ارتكب هذه الفضيحة قبل إسلامه وقد تقدم أن بني غفار كانوا معروفين بقطع الطريق قبل إسلامهم ولكن الأقرع بن حابس عمم هذا الطعن فنسبه إلى جميع الناس من هذه القبائل (فقال) له (رسول الله صلى الله عليه وسلم أوأيت) أي أخبرني والخطاب للأقرع بن حابس (إن كان أسلم وغفار ومزينة وأحسب) محمدًا قال و (جهينة خيرًا من بني تميم وبني عامر وأسد وغطفان أخابوا) بالباء الموحدة أي هل خابوا في ظنهم من المكانة (وخسروا) في فخرهم فهو بمعنى ما قبله أي هل خاب بنو تميم ومن ذكر معهم في ظنهم وخسروا في صفقتهم هذه أم لا (فقال) الأقرع (نعم) خابوا وخسروا فـ (قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فوالذي نفسي بيده إنهم) أي إن أسلم وغفار ومن ذكر معها الأخير) أي لأفضل (منهم) أي من بني تميم ومن ذكر معهم بسبقهم إلى الإسلام قوله "لأخير" بزيادة الهمزة بوزن أفعل هي لغة قليلة في خير وشر والكثير في خير وشر بلا همزة وفي رواية الترمذي لخير بلا همزة وهي الكثيرة كرواية مسلم الآتية (وليس في حديث أبي بكر بن أبي شيبة) لفظة (محمد الذي شك) قال القرطبي قوله: "أخابوا وخسروا" يعني النبي صلى الله عليه وسلم كفار هذه القبائل لا مسلميها لأن الخيبة والخسران المطلق لا يكون إلَّا لأهل الكفر ويدل عليه مدح المسلمين من بني تميم في الحديث الآتي بعد هذا والله تعالى أعلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [5/ 48] والبخاري في المناقب باب
ذكر أسلم وغفار ومزينة إلخ [3515 و 3516] وفي الأيمان والنذور [6635] والترمذي في المناقب باب مناقب غفار وأسلم وجهينة ومزينة [3971 و 3952].
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث أبي بكرة رضي الله عنه فقال:
6290 -
(00)(00) حدّثني هارُونُ بْنُ عَبْدِ الله. حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ. حَدَّثَنَا شُعبَةُ. حَدّثَنِي سَيِّدُ بَنِي تَمِيمٍ، مُحَمدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ أَبِي يَعقُوبَ الضبِّي، بِهذَا الإِسْنَاد، مِثْلَهُ. وَقَال:"وَجهينَةُ" وَلَم يَقُلْ: أَحسِبُ.
6291 -
(00)(00) حدَّثنا نَصرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِي. حَدَّثَنَا أَبِي. حَدَّثَنَا شُعبَةُ، عَنْ أَبِي بشْرٍ، عَنْ عَبْدِ الرحمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، قَال:"أَسْلَمُ وَغِفَارُ وَمُزَينَةُ وَجُهينَةُ خَير مِنْ بَنِي تَمِيمٍ وَمِنْ بَنِي عَامِرٍ، وَالْحَلِيفَينِ بَنِي أَسَدٍ وَغَطَفَان"
ــ
6290 -
(00)(00)(حدثني هارون بن عبد الله) بن مروان البغدادي ثقة من (10) روى عنه في (9) أبواب (حدثنا عبد الصمد) بن عبد الوارث العنبري البصري صدوق من (9) روى عنه في (16) بابا (حدثنا شعبة حدثني سيد بني تميم محمد بن عبد الله بن أيوب بن أبي يعقوب الضبي) البغدادي ثقة من (6) ويروي عنه في (3) أبواب (بهذا الإسناد) يعني عن عبد الرحمن عن أبي بكرة وهذا السند من سداسياته غرضه بيان متابعة عبد الصمد لمحمد بن جعفر وساق عبد الصمد (مثله) أي مثل حديث محمد بن جعفر (وقال) عبد الصمد (وجهينة) بلا شك (ولم يقل) عبد الصمد لفظة (أحسبُ).
ثم ذكر المؤلف المتابعة ثانيًا في حديث أبي بكرة رضي الله عنه فقال:
6291 -
(00)(00)(حدثنا نصر بن علي) بن نصر بن علي بن صهبان (الجهضمي) أبو عمرو البصري ثقة ثبت من (11) روى عنه في (16) بابا (حدثنا أبي) علي بن نصر الجهضمي الكبير أبو الحسن البصري ثقة من كبار (9) روى عنه في (11) بابا (حدثنا شعبة عن أبي بشر) بيان بن بشر الأحمسي الكوفي ثقة من (5) روى عنه في (8) أبواب (عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه) أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي البصري رضي الله عنه وهذا السند من سداسياته غرضه بيان متابعة أبي بشر لمحمد بن أبي يعقوب (عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أسلم وغفار ومزينة وجهينة خير من بني تميم ومن بني عامر و) من (الحليفين) أي ومن المتحالفين من الحلف وهو التعاهد الذي كان في الجاهلية اهـ سنوسي اللذين كانا من (بني أسد و) بني (غطفان) بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر.
6292 -
(00)(00) حدثنا مُحَمدُ بْنُ الْمُثَنى وَهارُونُ بْنُ عَبْدِ الله. قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ. ح وَحَدَّثَنِيهِ عَمرو الناقِدُ. حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوار. قَالا: حَدَّثَنَا شُعبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، بِهَذَا الإِسْنَادِ.
6293 -
(00)(00) حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَأَبُو كُرَيبٍ، (وَاللفْظُ لأَبِي بَكْرٍ)، قَالا: حَدَّثَنَا وَكِيع، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيرٍ، عَنْ عَبْدِ الرحمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ. قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أَرَأَيتم إنْ كَانَ جهينَةُ وَأَسْلَمُ وَغِفَارُ خَيْرًا مِنْ بَنِي تَمِيمِ وَبَنِي عَبْدِ الله بْنِ غَطَفَانَ وَعَامِرِ بْنِ صعصَعَةَ" وَمَدَّ بِها صَوْتَهُ. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله، فَقَد خَابُوا
ــ
ثم ذكر المؤلف المتابعة ثالثًا في حديث أبي بكرة رضي الله عنه فقال:
6292 -
(00)(00)(حدثنا محمد بن المثنى وهارون بن عبد الله) بن مروان البغدادي (قال حدثنا عبد الصمد) بن عبد الوارث العنبري (ح وحدثنيه عمرو) بن محمد بن بكير (الناقد) البغدادي (حدثنا شبابه بن سوار) المدائني أبو عمرو الفزاري مولاهم ثقة من (9) روى عنه في (10) أبواب (قال) أي قال عبد الصمد وشبابة (حدثنا شعبة عن أبي بشر) الأحمسي الكوفي وهذان السندان من سداسياته غرضه بيان متابعة عبد الصمد وشبابة لعلي بن نصر وساقا (بهذا الإسناد) يعني عن عبد الرحمن عن أبي بكرة.
ثم ذكر المؤلف المتابعة رابعًا في حديث أبي بكرة رضي الله عنه فقال:
6293 -
(00)(00)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب واللفظ لأبي بكر قال حدثنا وكيع عن سفيان) الثوري (عن عبد الملك بن عمير) مصغرًا الفرسي اللخمي أبي عمر الكوفي ثقة من (3) روى عنه في (15) بابا (عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه) رضي الله عنه وهذا السند من سداسياته غرضه بيان متابعة عبد الملك بن عمير لمحمد بن أبي يعقوب وأبي بشر (قال) عبد الملك (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للحاضرين عنده (أرأيتم) أي أخبروني (إن كان جهينة وأسلم وغفار خيرًا من بني تميم وبني عبد الله بن غطفان وعامر بن صعصعة) أخابوا وخسروا (و) الحال أنه صلى الله عليه وسلم قد (مدَّ) ورفع (بها صوته) أي بهذه المقالة صوته. (فقالوا) له (يا رسول الله فقد خابوا
وَخَسِرُوا. قَال: "فَإِنهم خَيرٌ". وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيبٍ: "أَرَأَيتُم إِنْ كَانَ جُهينَةُ وَمُزَينَةُ وَأَسْلَمُ وَغِفَار".
6294 -
(00)(00) حدّثني زُهيرُ بْنُ حَربٍ. حَدَّثَنَا أَحمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ. حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَن عَامِرٍ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ. قَال: أَتَيتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطابِ فَقَال لِي: إِن أوَّلَ صَدَقَةٍ بيَّضَتْ وَجْه رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم
ــ
وخسروا قال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (فإنهم) أي فإن جهينة وأسلم وغفار (خير) من بني تميم وغطفان (وفي رواية أبي كريب أرأيتم إن كان جهينة ومزينة وأسلم وغفار).
ثم استشهد المؤلف ثالثًا لحديث أبي أيوب بحديث عدي بن حاتم رضي الله عنهما فقال:
6294 -
(00)(00)(حدثني زهير بن حرب) بن شدّاد الحرشي النسائي (حدثنا أحمد بن إسحاق) بن زيد بن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي بفتح الحاء والراء بينهما ضاد ساكنة نسبة إلى حضرموت بلدة بأقصى اليمن مولاهم أبو إسحاق البصري ثقة من (9) روى عنه في (7) أبواب (حدثنا أبو عوانة) الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي ثقة من (7) روى عنه في (19) بابا (عن منيرة) بن مقسم الضبي أبي هشام الكوفي ثقة من (6) روى عنه في (6) أبواب (عن عامر) بن شراحيل الحميري الشعبي الكوفي ثقة من (3) روى عنه في (19) بابا (عن عدي بن حاتم) بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بفتح المهملة وسكون المعجمة آخره جيم ابن امرئ القيس بن عدي الطائي ولد الجواد المشهور أبي طريف أسلم في سنة تسع وقيل سنة عشر وكان نصرانيًّا قبل ذلك وثبت على إسلامه حين ارتد قومه وأحضر صدقة قومه إلى أبي بكر وشهد فتح العراق ثم سكن الكوفة وشهد صفين مع علي ومات بعد الستين وقد أسنّ قال خليفة بلغ عشرين ومائة سنة وقال أبو حاتم السجستاني بلغ مائة وثمانين سنة قال محل بن خليفة عن عدي بن حاتم ما أقيمت الصلاة منذ أسلمت إلا وأنا على وضوء الصحابي المشهور رضي الله عنه روى عنه في (7) أبواب وهذا السند من سداسياته (قال) عدي (أتيت عمر بن الخطاب) رضي الله عنه في زمن خلافته في أناس من قومي فجعل عمر يعرض الرجل منا ويعرض عني فاستقبلته فقلت أتعرفني قال نعم آمنت إذ كفروا وعرفت إذ أنكروا ووفيت إذ غدروا وأقبلت إذ أدبروا (فقال لي إن أوّل صدقة بيضت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم)
وَوُجُوهَ أَصحَابِهِ، صَدَقَةُ طَيِّيءِ، جِئْتَ بِها إِلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم.
6295 -
(2506)(63) حدثنا يحيى بْنُ يحيى. أَخْبَرَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرحمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأعرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ. قَال: قَدِمَ الطفَيلُ وَأَصحَابُهُ
ــ
أي أنارته وأضاءته لفرحه بها (و) بيَّضت (وجوه أصحابه) صلى الله عليه وسلم أي أفرحتهم وسرّتهم وضده سواد الوجه عندما يكره ويحزن (صدقة طيئ) قومك حين (جئت بها) منهم (إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمن حياته وفيه بيان فضيلة لطيئ اهـ من الأبي وهذا لحديث انفرد به الإمام مسلم رحمه الله عن أصحاب الأمهات الست ولكنه شاركه أحمد [1/ 45].
ثم استشهد المؤلف رابعًا لحديث أبي أيوب بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنهما فقال:
6295 -
(2506)(63)(حدثنا يحيى بن يحيى) بن بكير التميمي النيسابوري (أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن) بن عبد الله بن خالد بن حزام الأسدي الحزامي ثقة من (7) روى عنه في (6) أبواب (عن أبي الزناد) عبد الله بن ذكوان الأموي مولاهم المدني ثقة من (5) روى عنه في (9) أبواب (عن الأعرج) عبد الرحمن بن هرمز الهاشمي مولاهم المدني القارئ ثقة ثبت من (3) روى عنه في (7) أبواب (عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته (قال) أبو هريرة (قدم الطفيل) بن عمرو الدوسي ويقال له ذو النور إنما سمي بذلك لأنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن دوسًا قد غلب عليهم الزنا والربا فادع الله عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اهد دوسًا قال يا رسول الله ابعثني إليهم واجعل لي آية يهتدون بها فقال اللهم نور له فسطع نور بين عينيه فقال يا ربّ أخاف أن يقولوا مثلة فتحول إلى طرف سوطه فكانت تضيء في الليلة المظلمة فسمي ذا النور.
أي قدم الطفيل بن عمرو الدوسي (وأصحابه) أي رفقته الذين جاؤوا معه من قومه وهذا قدومه الثاني مع أصحابه وقد كان قدم أولًا على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة وأسلم وصدّقه ثم رجع إلى بلاد قومه من أرض دوس فلم يزل مقيمًا بها حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر
فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله، إِن دَوْسًا قَدْ كَفَرَت وَأَبَتْ. فَادع الله عَلَيها. فَقِيلَ: هلَكَتْ دَوْس. فَقَال: "اللَهُم اهْدِ دَوْسا وَائْتِ بِهِم".
6296 -
(2507)(64) حدثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا جَرِير، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنِ الْحَارِثِ،
ــ
بمن تبعه من قومه فلم يزل مقيمًا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض صلى الله عليه وسلم كذا في العيني (فقالوا يا رسول الله إن دوسًا) هو دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد وينسب إليه الدوس أي قالوا إن قومنا دوسًا (قد كفرت) بالله ولم يسمعوا من كلام الطفيل حين دعاهم إلى الإسلام (وأبت) عن الإيمان بالله (فادع الله) عليها أي على قبيلة دوس بالهلاك (فقيل) أي فقال بعض الناس ظنا منه بأن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا عليهم ولم أر اسم هذا القائل (هلكت دوس) بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم (فقال) رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهم اهد دوسًا وأْتِ بهم) ووقع مصداق ذلك فذكر ابن الكلبي أن حبيب بن عمرو بن حثمة الدوسي كان حاكمًا على الدوس وكذا كان أبوه من قبله وعُمر ثلاثمائة سنة وكان حبيب يقول إني لأعلم أن للخلق خالقًا لكني لا أدري من هو فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم خرج إليه ومعه سبعة وخمسون رجلًا من قومه فأسلم وأسلموا كذا في فتح الباري.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [2/ 243] والبخاري في المغازي باب قصة دوس والطفيل بن عمرو الدوسي [4392] وفي الجهاد باب الدعاء للمشركين بالهدى [9237] وفي الدعوات باب الدعاء للمشركين [6397].
ثم استشهد المؤلف خامسًا لحديث أبي أيوب بحديث آخر لأبي هريرة أيضًا رضي الله عنهما فقال:
6296 -
(2507)(64)(حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير) بن عبد الحميد الضبي ثقة من (8) روى عنه في (16) بابا (عن مغيرة) بن مقسم الضبي مولاهم أبي هشام الكوفي الأعمى ثقة من (6) روى عنه في (8) أبواب (عن الحارث) بن يزيد العكلي أبي يزيد الكوفي روى عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير في الفضائل والشعبي وإبراهيم ويروي عنه (خ م س ق) ومغيرة بن مقسم وأبو شبرمة وأقرانه مات شابا ووثقه ابن معين وقال
عَنْ أَبِي زُرعَةَ. قَال: قَال أَبُو هُرَيرَةَ: لَا أَزَالُ أُحِب بَنِي تَمِيمٍ مِنْ ثَلاثٍ سَمِعتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "هُم أَشَدُّ أُمتِي عَلَى الدجالِ". قَال: وَجَاءَتْ صَدَقَاتُهم فَقَال النبِي صلى الله عليه وسلم: "هذِهِ صَدَقَاتُ قَوْمِنَا". قَال: وَكَانَتْ سَبِيةٌ مِنْهُم عِنْدَ عَائِشَةَ. فَقَال
ــ
العجلي كان فقيهًا من أصحاب إبراهيم من عليتهم وكان ثقة في الحديث وقال ابن سعد كان ثقة قليل الحديث وقال في التقريب ثقة فقيه من السادسة إلا أنه قديم الموت (عن أبي زرعة) هرم بن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي ثقة من (3) رأى عليًّا روى عنه في (3) أبواب تقريبًا (قال) أبو زرعة (قال أبو هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من سداسياته (لا أزال أُحبُّ بني تميم من) أجل (ثلاث) مقالات (سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأنهم وزاد أحمد من وجه آخر عن أبي زرعة عن أبي هريرة وما كان قوم من الأحياء أبغض إلى منهم فأحببتُهم وكان ذلك لما يقع بينهم وبين قومه في الجاهلية من العداوة الأولى منها ما ذكره بقوله (سمعت رسول الله على الله عليه وسلم يقول هم) أي بنو تميم (أشد أمتي) إنكارًا (على الدجال) وفي رواية آتية "أشد الناس قتالًا في الملاحم" وهي أعم من هذه الرواية ويمكن أن يحمل العام في ذلك على الخاص فيكون المراد بالملاحم أكبرها وهو قتال الدجال أو ذكر الدجال ليدخل غيره بطريق الأولى كذا في فتح الباري [5/ 172] والثانية منها ما ذكره بقوله (قال) أبو هريرة (وجاءت صدقاتهم) أي صدقات بني تميم وزكواتهم (فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذه صدقات قومنا) قال العيني إنما نسبهم إليه لاجتماع نسبهم بنسبه صلى الله عليه وسلم في إلياس بن مضر ووقع عند الطبراني في الأوسط من طريق الشعبي عن أبي هريرة في هذا الحديث "وأتى النبي صلى الله عليه وسلم بنعم من صدقة بني سعد فلما راعه حسنها قال: هذه صدقة قومي وبنو سعد بطن كبير شهير من بني تميم" والثالثة ما ذكره بقوله (وكانت سبية) كائنة (منهم عند عائشة) رضي الله عنها والسبية الجارية المسبية واسمها أم سمرة اهـ تنبيه المعلم وتفصيل هذه القصة ما أخرجه الإسماعيلي عن جرير وكانت على عائشة نسمة من بني إسماعيل فقدم سبي خولان فقالت عائشة يا رسول الله أبتاع منهم قال لا فلما قدم سبي بني العنبر بن عمرو بن تميم وقد وقع التصريح في رواية للطبراني في الأوسط أن عائشة رضي الله عنها كانت نذرت أن تعتق محررًا من بني إسماعيل (فقال
رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "أَعتِقِيها فَإِنها مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ".
6297 -
(00)(00) وحدّثنيه زُهيرُ بْنُ حربٍ. حَدَّثَنَا جَرِير، عَنْ عُمَارَةَ، عن أَبِي زُرعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، قَال: لا أَزَالُ أُحِبُّ بَنِي تَمِيمٍ بَعدَ ثَلاثٍ سَمِعتهُن مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، يَقُولُها فِيهِم، فَذَكَرَ مِثْلَهُ
ــ
رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة (أعتقيها) أي حرِّريها (فإنّها) أي فإن هذه المسبية (من ولد إسماعيل) بن إبراهيم الخليل عليهما السلام أي من نسله ففيه فضيلة ظاهرة لبني تميم وقوله: صلى الله عليه وسلم "أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل" قال الأبي لم يعن بذلك كونهم عربًا لأنهم عرب حقًّا بل يعني بذلك أنهم من ولد إسماعيل عليه السلام لا من اليمن وقد تقدم الكلام على حديث جابر في كتاب الإيمان أنه اختلف هل العرب كلها من ولد إسماعيل أو هم عربان إسماعيل ويمنية واليمن كلها من ولد قحطان قبل إسماعيل عليه السلام اهـ. قال القرطبي: "قوله صلى الله عليه وسلم في بني تميم هم أشد أمتي على الدجال" تصريح بأن بني تميم لا ينقطع نسلهم إلى يوم القيامة وبأنهم يتمسكون في ذلك الوقت بالحق ويقاتلون عليه اهـ من المفهم وما ورد في هذا الحديث من فضل تميم لا يعارض ما سبق من فضيلة مزينة وجهينة وأسلم وغفار وأشجع على هؤلاء لأن محصل ما سبق أن هذه القبائل الخمس أفضل من بني تميم ولا يلزم منه أن لا يكون لبني تميم فضلٌ أصلًا والله سبحانه وتعالى أعلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [2/ 390] والبخاري في العتق باب من ملك رقيقًا من العرب [2543] وفي المغازي باب وفد بني تميم [4366].
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث أبي هريرة هذا رضي الله عنه فقال:
6297 -
(00)(00)(وحدّثنيه زهير بن حرب حدثنا جرير) بن عبد الحميد الضبي الكوفي (عن عمارة) بن القعقاع بن شبرمة الضبي الكوفي ثقة من (6) روى عنه في (5) أبواب (عن أبي زرعة) هرم بن عمرو (عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته غرضه بيان متابعة عمارة للحارث في الرواية عن أبي زرعة (قال) أبو هريرة (لا أزال أُحبُّ بني تميم بعد ثلاث) مقالات (سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولها) أي يقول تلك الثلاث (فيهم) أي في مدح بني تميم (فذكر) عمارة (مثله) أي مثل حديث الحارث.
2698 -
(00)(00) وحدّثنا حَامِدُ بْنُ عُمَرَ الْبَكْرَاوي. حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ الْمَازِني، إِمَامُ مَسْجِدِ دَاوُدَ. حَدَّثَنَا دَاوُدُ، عَن الشعبِي، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ. قَال: ثَلاثُ خِصَالٍ سَمِعتُهُن مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم فِي بَنِي تَمِيمٍ. لَا أَزَالُ أُحِبهُم بعدُ، وَسَاقَ الْحَدِيثَ بِهذَا الْمَعنَى. غَيرَ أنهُ قَال:"هُم أَشَدُّ الناسِ قِتَالا فِي الْمَلاحِمِ" وَلَم يَذْكُرِ الدجال
ــ
ثم ذكر المؤلف المتابعة ثانيًا في هذا الحديث فقال:
2698 -
(00)(00)(وحدثنا حامد بن عمر) بن حفص بن عمر بن عبيد الله بن أبي بكرة الثقفي (البكراوي) نسبة إلى أبي بكرة جدّه الأعلى الصحابي المشهور رضي الله عنه أبو عبد الرحمن البصري قاضي كرمان ثقة من (10) روى عنه في (6) أبواب (حدثنا مسلمة بن علقمة المارني) أبو محمد البصري (إمام مسجد داود) بن أبي هند روى عن أبي داود بن أبي هند في الفضائل وإياس بن دغفل ويزيد الرقاشي ويروي عنه (م ت س ق) وحامد بن عمر البكراوي وابن المديني والحسن بن عرفة وقيس بن حفص الدارمي وغيرهم وثقه ابن معين وابن حبان وقال أحمد ضعيف له مناكير عن داود وقال أبو زرعة لا بأس به وقال أبو حاتم لا بأس به وقال في التقريب صدوق له أوهام من الثامنة وليس في مسلم من اسمه مسلمة إلا هذا (حدثنا داود) بن أبي هند دينار القشيري مولاهم أبو بكر البصري ثقة من (5) روى عنه في (8) أبواب (عن الشعبي) عامر بن شراحيل الحميري الشعبي الكوفي ثقة من (3) روى عنه في (19) بابا (عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته غرضه بيان متابعة الشعبي لأبي زرعة (قال) أبو هريرة (ثلاث خصال) مبتدأ خبره جملة (سمعتهن من رسول الله على الله عليه وسلم) يذكرهن (في بني تميم لا أزال أحبهم بعد) أي بعد سماع تلك الخصال (وساق) الشعبي (بهذا المعنى) أي بمعنى هذا الحديث السابق لا بلفظه (غير أنه) أي لكن أن الشعبي (قال) في روايته (هم) أي بنو تميم (أشدّ الناس قتالًا في الملاحم) أي في معارك القتال والتحامه جمع ملحمة وهي المعركة والقتال قال القرطبي يعني الملاحم التي تكون بين يدي الدجال أو مع الدجال اهـ من الفهم (ولم يذكر) الشعبي في روايته (الدجّال) وهذا بيان قال المخالفة بين الروايتين والله أعلم.
2699 -
(2508)(65) حدّثني حَرْمَلَةُ بْنُ يَحيَى. أَخبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنَا يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ. حَدَثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيبِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛ أَن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال: "تَجِدُونَ النَّاسَ مَعَادِنَ. فَخِيَارُهُم فِي الْجَاهِلِيةِ خِيَارُهم فِي الإِسْلامِ إِذَا فَقِهُوا. وَتَجِدُونَ مِنْ خَيرِ النَاسِ فِي هذَا الأَمرِ،
ــ
ثم استدل المؤلف على الجزء الثاني من الترجمة بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنه فقال:
2699 -
(2508)(65)(حدثني حرملة بن يحيى) التجيبي المصري (أخبرنا) عبد الله (بن وهب) المصري (أخبرني يونس) بن يزيد الأموي الأيلي (عن ابن شهاب حدثني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من سداسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تجدون الناس معادن) أي كالمعادن ففي الكلام تشبيه بليغ أي تجدون أيها المخاطبون أجناس النّاس وأنواع بني آدم أصولًا مختلفة وأجناسًا متجنسة وشعوبًا متشعبة وقبائل متنوعة في الخلق والأخلاق والطبائع والألوان كالمعادن التي تستخرج من الأرض المختلفة الأجناس من الذهب والفضة والنحاس والرصاص والحديد والنفط والبارود المختلفة الألوان والضفات والمنافع والضرر قال القرطبي وهو مثل وقد جاء في حديث رواه أحمد [2/ 539] الناس معادن كمعادن الذهب والفضة أي مختلفة في شرف أصولهم وأنسابهم ووجه التمثيل أن المعادن مشتملة على جواهر مختلفة منها النفيس ومنها الخسيس وكل من المعادن يخرج ما في أصله وكذلك الناس كل منهم يظهر عليه ما في أصله فمن كان ذا شرف وفضل في الجاهلية فأسلم لم يزده الإسلام إلا شرفًا فإن تفقه في دين الله فقد وصل إلى غاية الشرف إذ قد اجتمعت له أسباب الشرف كلها فيصدق عليه قوله (فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا) والحاصل أن الفضيلة في الإسلام وإن كانت بالتقوى والفقه في الدين ولكن إذا انضّم إليهما شرف النسب ازدادت فضلًا وفي قوله "إذا فقهوا" إشارة إلى أن الشرف الإسلامي لا يتم إلا بالتفقه في الدين والمعادن جمع معدن بكسر الدال لأنه موضع العدن أي الإقامة اللازمة ومنه جنّات عدن وسمي المعدن بذلك لأن الناس يقيمون فيه صيفًا وشتاء قاله الجوهري (وتجدون من خير الناس) فمن زائدة على مذهب الكوفيين لأنهم يجيزون زيادتها في الإثبات أي وتجدون خير الناس وأفضلهم وأولاهم (في هذا الأمر) أي في الولايات
أكرَهُهم لَهُ قَبْلَ أَنْ يَقَعَ فِيهِ، وَتَجِدُونَ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ ذَا الْوَجْهينِ. الذي يَأتِي هؤُلاءِ بِوَجْهٍ وهؤُلاءِ بِوَجْهٍ".
6300 -
(00)(00) حدّثني زُهيرُ بْنُ حَربٍ. حَدَّثَنَا جَرِير،
ــ
والخلافات (أكرههم) وأبغضهم (لها قبل أن يقع فيه) يعني إذا كانت كراهية لها لعلّة تعظيم حقوقها وصعوبة العدل فيها ولخوفه من مطالبة الله تعالى بالقيام بذلك كله ولذلك قال فيها (نعمت المرضعة وبئست الفاطمة) رواه أحمد [2/ 448 و 476] والبخاري [7148] ويؤيد ذلك ما تقدم من قوله صلى الله عليه وسلم "ما من أمير عشيرة إلا يؤتى يوم القيامة مغلولًا حتى يفكه العدل أو يوبقه الجور" رواه أحمد [2/ 431 و 5/ 285](وتجدون من شرار النَّاس) فمن زائدة أيضًا على مذهبهم أي تجدون أخس الناس وأضرهم وأقبحهم وأظلمهم في هذا الأمر (ذا الوجهين) وفسّره بقوله أي (الذي يأتي هؤلاء) الخصوم (بوجه وهؤلاء بوجه) آخر وإنما كان ذو الوجهين شرّ الناس لأنّ حاله حال المنافقين إذ هو متملّق بالباطل والكذب يدخل الفساد بين الناس والشرور والتقاطع والعداوة والبغضاء اهـ من المفهم.
ويحتمل أن يكون المراد من الأمر هنا الإسلام والمعنى أن من أكره الناس للإسلام في الجاهلية فمن زائدة أيضًا أي إن أمره الناس للإسلام في الجاهلية إذا وفقه الله للإسلام كان إسلامه خيرًا من إسلام غيره كما كان ذلك من عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو وغيرهم من مسلمة الفتح وغيرهم ممن كان يكره الإسلام كراهيةَ شديدةَ ثمّ لما دخل فيه أخلص وأحبّه وجاهد فيه حق جهاده قوله "وتجدون من شرّ الناس ذا الوجهين" سببه ظاهر لأنه نفاق محض وكذب وخداع وتحيل على اطلاعه على أسرار الطائفتين وهو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها ويظهر لها أنه منها في خير أو شر وهي مداهنة محرمة اهـ نووي.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [2/ 524] والبخاري في مواضع منها في الأنبياء [3383] وفي التفسير [3353 و 3374 و 3382 و 4689].
ثم ذكر المؤلف المتابعة في هذا الحديث فقال:
6305 -
(00)(00)(حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير) بن عبد الحميد الضبي
عَنْ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِي زُرعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ. ح وحدّثنا قُتَيبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرحمَنِ الْحِزَامِيُّ، عَنْ أَبِي الزنَادِ، عَنِ الأَعرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ. قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "تَجِدُونَ الناسَ مَعَادِنَ" بِمِثْلِ حَدِيثِ الزهْري، غَيرَ أَن فِي حَدِيثِ أَبِي زُرعَةَ وَالأَعرَجِ:"تَجِدُونَ مِنْ خَيرِ الناسِ فِي هذَا الشأنِ أَشَدهم لَهُ كَرَاهِيَةً حَتَّى يَقَعَ فِيه".
6301 -
(2509)(66) حدثنا ابْنُ أَبِي عُمَرَ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَينَةَ، عَنْ أَبِي الزَّنَادِ، عَنِ الأَعرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، وَعَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي
ــ
الكوفي (عن عمارة) بن القعقاع الضبي الكوفي (عن أبي زرعة) هرم بن عمرو (عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته غرضه بيان متابعة أبي زرعة لسعيد بن المسيب (ح وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي) المدني (عن أبي الزناد) عبد الله بن ذكوان المدني (عن الأعرج) عبد الرحمن بن هرمز المدني (عن أبي هريرة) رضي الله عنه غرضه بيان متابعة الأعرج لسعيد بن المسيب (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجدون الناس معادن) أي قبائل وشعوبًا مختلفة الأخلاق والطبائع وساق أي ساق أبو زرعة والأعرج (بمثل حديث الزهريّ) هذا تحريف من النساخ والصواب "بمثل حديث سعيد بن المسيب" كما يدل عليه قوله في الاستثناء عن المماثلة (غير أن في حديث أبي زرعة والأعرج) روايتهما (تجدون من خير النَّاس في هذا الشأن) أي في شأن الولاية والخلافة أي في الإسلام (أشدهم له كراهية حتى يقع فيه) بدل قوله في حديث ابن المسيب "في هذا الأمر أكرههم له قبل أن يقع فيه" ومعنى الروايتين واحد.
ثم استدل المؤلف على الجزء الثالث من الترجمة بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنه فقال:
6301 -
(2509)(66)(حدثنا) محمد (بن أبي عمر) العدني المكي (حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته وقوله (وعن) عبد الله (بن طاوس) بن كيسان الحميري مولاهم الفارسي الأصل ثقة من (3) روى عنه في (7) أبواب معطوف على قوله عن أبي الزناد (عن أبيه عن أبي
هُرَيرَةَ. قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "خَيرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإبِلَ (قَال أَحَدُهُمَا: صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيش. وَقَال الآخَرُ: نِسَاءُ قُرَيش) أَحْنَاهُ عَلَى يَتِيمٍ فِي صِغَرِهِ. وَأرعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ"
ــ
هريرة) رضي الله عنه وهذا السند أيضًا من خماسياته (قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرُ نساء ركبن الإبل) أي خير نساء العرب لأنهم الذين يكثر منهم ركوب الإبل وبما أن العرب يفضلون على غيرهم فمن كان خير العرب كان خير سائر الناس من باب أولى لا محالة وحاصله تفضيل نساء قريش على جميع النساء في زمنهن وقيل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما وصف النساء بركوب الإبل لإخراج مريم عليها السلام فإنها لم تركب بعيرًا قط كما صرّح به أبو هريرة في الرواية الآتية والمراد أن نساء قريش أفضل من جميع النساء سوى مريم عليها السلام ولكن هذا التوجيه استبعده العلماء نظرًا إلى سياق الحديث فإن النبي صلى الله عليه وسلم إنما ذكر نساء عصره ولا تدخل فيهن مريم حتى يحتاج إلى إخراجها ثم إنّ بيان أفضلية نساء قريش إنما جاء من حيث المجموع فلا يستلزم أن تكون كل امرأة من قريش أفضل من كل امرأة من غيرهن اهـ من التكملة (قال أحدهما) أي أحد الروايين عن أبي هريرة وهما الأعرج وطاوس (صالحُ نساء قريش) بزيادة لفظة صالح (وقال الآخر) منهما (نساء قريش) بإسقاط لفظة صالح وهو على الروايتين خبر عن قوله "خير نساء ركبن".
قال القرطبي قوله: "صالح نساء قريش" هذا تفضيل لنساء قريش على نساء العرب خاصة لأنهم أصحاب الإبل غالبًا وقد جاء في الرواية الأُخرى "خير نساء ركبن الإبل: نساءُ قريش" ولم يذكر "صالح" وهو مراد حيث سكت عنه ويحمل مطلق إحدى الروايتين على مقيد الأخرى ويعني بالصلاح هنا صلاح الدين وصلاح المخالطة للزوج وغيره كما يدل عليه قوله (أحناه) أي أحنى ما ذكر من نساء ركبن الإبل (على يتيم) وولد (في صغره) وهو صيغة تفضيل من الحنو وهو الشفقة وهو بدل من المبتدإ وكان القياس أن يقول "أحناهنّ" بضمير جمع الإناث لأنه يعود على نساء ركبن الإبل ولكن العرب كثيرًا ما يتكلمون به مفردًا كما تقدم في فضائل أبي سفيان والحانية على ولدها هي التي تقوم عليهم في حال يتمه فلا تتزوج فإن تزوجت فليست بحانية قاله الهروي أو مبتدأ خبره محذوف وكذا قوله: (وأرعاه) أي أرعى نساء ركبن الإبل وأحفظهن (على زوج في ذات يده) أي
6302 -
(00)(00) حدثنا عَمرو الناقِدُ. حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزنَادِ، عَنِ الأَعرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ. يَبْلُغُ بِهِ النبِي صلى الله عليه وسلم، وَابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، بِمِثْلِهِ. غَيرَ أنهُ قَال:"أرعَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صغَرِهِ" وَلَم يَقُلْ: يَتِيمٍ.
6303 -
(00)(00) حدّثني حَرمَلَةُ بْنُ يَحيَى. أَخْبَرَنَا
ــ
أشفق نساء ركبن الإبل على ولدهن اليتيم في صغره إذا مات أبوه بترك زواجهن لأجل تربيته وحضانته وأحفظ نساء ركبن الإبل لزوج في ماله وأصونهن له في مال في يده وملكه بالأمانة فيه والصيانة له وترك التبذير في الإنفاق صالحاتُ نساء قريش وقوله "ذات يده" معناه ماله المضاف إليه ومنه قولهم فلان قليل ذات اليد وسيأتي بيان سبب هذا الحديث بعد روايتين وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [2/ 269] والبخاري في الأنبياء باب إذ قالت الملائكة يا مريم إلخ [3434] وفي النكاح باب إلى من ينكح وأي النساء خير [5082] النفقات باب حفظ المرأة زوجها في ذات يده والنفقة [5365].
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
6302 -
(00)(00)(حدثنا عمرو) بن محمد بن بكير (الناقد) البغدادي (حدثنا سفيان) بن عيينة (عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة) رضي الله عنه حالة كون أبي هريرة (يبلغ به) أي يرفع بهذا الحديث ويوصله (النبي صلى الله عليه وسلم و) قال سفيان بن عيينة أيضًا حدثنا عبد الله (بن طاوس عن أبيه) حالة كون أبيه (يبلغ به) أي يصل بهذا الحديث إلى (النبي صلى الله عليه وسلم بواسطة أبي هريرة وهذان السندان من خماسياته غرضه بيان متابعة عمرو الناقد لابن أبي عمر في الرواية عن سفيان بن عيينة وساق عمرو الناقد (بمثله) أي بمثل حديث ابن أبي عمر (غير أنّه) أي لكن أن عمرًا الناقد (قال) في روايته (أرعاه) أي أرعى نساء ركبن الإبل وأحفظهن وأشفقهن (على ولد) يتيم (في صغره) ويتمه وأقومهن بتربيته (ولم يقل) عمرو الناقد لفظة (يتيم) وهذا بيان قال المخالفة بين الراويين.
ثم ذكر المؤلف المتابعة ثانيًا في حديث أبي هريرة هذا رضي الله عنه فقال:
6303 -
(00)(00)(حدثني حرملة بن يحيى) التجيبي المصري (أخبرنا) عبد الله
ابْنُ وَهْبٍ. أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهابٍ. حَدَثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيبِ؛ أَن أَبَا هُرَيرَةَ قَال: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "نِسَاءُ قُرَيشٍ خَيرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإِبِلَ. أَحْنَاهُ عَلَى طِفْلٍ. وَأَرْعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِهِ".
قَال: يَقُولُ أَبُو هُرَيرَةَ عَلَى إِثْرِ ذَلِكَ: وَلَم تَركَبْ مَريَمُ بِنْتُ عِمرَانَ بَعِيرًا قَط.
6304 -
(00)(00) حدّثني مُحَمدُ بْنُ رَافِعٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيدٍ (قَال عَبدٌ: أَخْبَرَنَا. وَقَال ابْنُ رَافِعٍ: حَدَّثَنَا) عَبْدُ الرزاقِ. أَخْبَرَنَا مَعمَر، عَنِ الزهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ؛
ــ
(بن وهب) المصري القرشي (أخبرني يونس) بن يزيد الأيلي (عن ابن شهاب حدثني سعيد بن المسيب) بن حزن المخزومي المدني (أن أبا هريرة) رضي الله عنه (قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول) وهذا السند من سداسياته غرضه بيان متابعة سعيد بن المسيب للأعرج وطاوس بن كيسان (نساءُ قريش خيرُ نساء ركبن الابل) وقوله (أحناه) أي أشفقهن (على طفل) أي على ولد صغير يتيم بترك الزواج لحضانته خبر ثان لقوله نساء قريش وقوله (وأرعاه) أي أحفظهن (على زوج في ذات يده) أي لزوج في ماله معطوف على أحناه على كونه خبرًا للمبتدإ (قال) سعيد بن المسيب (يقول أبو هريرة على إثر ذلك) الحديث أي عقب رواية هذا الحديث (ولم تركب مريم بنت عمران بعيرًا قط) أي في زمن مضى من عمرها فلا تدخل مريم في المفضولات وقد اعترض بعضهم قول أبي هريرة "ولم تركب مريم بعيرًا" فقال كأن أبا هريرة ظن أن البعير لا يكون إلا من الإبل وليس كما ظن بل يطلق البعير على الحمار وقال ابن خالويه لم تكن إخوة يوسف ركبانًا إلا على أحمرة ولم يكن عندهم إبل وكذا قال مجاهد هنا البعير الحمار وهي لغة حكاها الكواشي كذا في فتح الباري [1/ 473].
ثم ذكر المؤلف المتابعة ثالثًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
6304 -
(00)(00)(حدثني محمد بن رافع) القشيري النيسابوري (وعبد بن حميد) القياسي (قال عبد أخبرنا وقال ابن رافع حدثنا عبد الرزاق) بن همام الصنعاني (أخبرنا معمر) بن راشد (عن الزهريّ عن ابن المسيب عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا
أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم خَطَبَ أمَّ هانِئٍ، بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ. فَقَالتْ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي قَدْ كَبرتُ. وَلِيَ عِيَالٌ. فَقَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:"خَيرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ" ثُمَّ ذَكَرَ بِمِثْلِ حَدِيثِ يُونُسَ. غَيرَ أَنَّهُ قَال: "أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صِغَرِهِ".
6305 -
(00)(00) حدّثني مُحَمدُ بْنُ رَافِعٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيدٍ. (قَال ابْنُ رَافِعٍ: حَدَّثَنَا. وَقَال عَبْدٌ: أَخْبَرَنَا) عَبْدُ الرزاقِ. أَخْبَرَنَا مَعمَر، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن أَبِي هُرَيرَةَ. ح وحدّثنا مَعمَر، عَنْ همامِ بْنِ مُنَبِّهٍ،
ــ
السند من سداسياته غرضه بيان متابعة معمر ليونس (أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب) أي طلب للزواج (أمَّ هانئ) فاختة (بنت أبي طالب فقالت يا رسول الله إني قد كبرت) الآن سنًّا وكنت عجوزًا (ولي عيال) أي أولاد صغار يُشوشك إذا تزوجتني ولو تركتني لكان خيرا لي ولك تريد أن صبيتها ربما يتأذى بهم النبي صلى الله عليه وسلم وقد أخرج أحمد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب امرأة من قومه يقال لها سودة وكان لها خمسة صبيان أو ستة من بعل لها مات فقالت له ما يمنعني منك أن لا تكون أحبَّ البرية إنّي إلا إني أُكرمك أن تضغو هذه الصبية عند رأسك فقال لها يرحمك الله إن خير نساء ركبن أعجاز الإبل صالح نساء قريش الحديث وسنده حسن ذكره الحافظ في الفتح [9/ 512] وقال وهذه المرأة يحتمل أن تكون أم هانئ المذكورة في حديث أبي هريرة فلعلها كانت تلقب سودة فإن المشهور أن اسمها فاختة وقيل غير ذلك ويحتمل أن تكون امرأة أخرى وليست سودة بنت زمعة رضي الله عنها (فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير نساء ركبن ثم ذكر) معمر (بمثل حديث يونس غير أنه) أي لكن أن معمرًا (قال) في روايته (أحناه) أي أشفقهنَّ (على ولد في) حال (صغره) ويتمه.
ثم ذكر المؤلف المتابعة رابعًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
6305 -
(00)(00)(حدثني محمد بن رافع وعبد بن حميد قال ابن رافع حدثنا وقال عبد أخبرنا عبد الرزاق) ابن همام الصنعاني (أخبرنا معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من سداسياته غرضه بيان متابعة طاوس لابن المسيب (ح و) قال عبد الرزاق (حدثنا معمر عن همام بن منبه) بن كامل بن سريج اليماني
عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ. قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "خَيرُ نِسَاءٍ رَكِبْنَ الإبِلَ، صَالِحُ نِسَاءِ قُرَيشٍ. أَحْنَاهُ عَلَى وَلَدٍ فِي صغَرِهِ، وَأَرعَاهُ عَلَى زَوْجٍ فِي ذَاتِ يَدِه".
6306 -
(00)(00) حدّثني أَحمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِي. حَدَّثَنَا خَالِدٌ، (يَعنِي ابْنَ مَخْلَدٍ)، حدثَنِي سُلَيمَانُ، (وَهُوَ ابْنُ بِلالٍ)، حَدثَنِي سُهيلٌ، عن أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ، عَنِ النبِي صلى الله عليه وسلم. بِمِثلِ حَدِيثِ مَعمَرِ هذَا. سَوَاءً.
6307 -
(2510)(67) حدّثني حجَّاجُ
ــ
(عن أبي هريرة) رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته غرضه بيان متابعة همام بن منبه لطاوس بن كيسان (قال) أبو هريرة (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير نساء ركبن الإبل صالح نساء قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده).
ثم ذكر المؤلف المتابعة خامسًا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه فقال:
6306 -
(00)(00)(حدثني أحمد بن عثمان بن حكيم) بن دينار (الأودي) الكوفي ثقة من (11) روى عنه في (4) أبواب (حدثنا خالد يعني ابن مخلد) البجلي الكوفي صدوق من (10) روى عنه في (9) أبواب (حدّثني سليمان وهو ابن بلال) التيمي أبو محمد المدني ثقة من (8) روى عنه في (13) بابا (حدثني سهيل) بن أبي صالح السمّان القيسي مولاهم أبو يزيد المدني ثقة من (6) روى عنه في (13) بابا (عن أبيه) أبي صالح ذكوان الزيات المدني ثقة من (3) روى عنه في (8) أبواب (عن أبي هريرة) رضي الله عنه (عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا السند من سداسياته غرضه بيان متابعة سليمان بن بلال لمعمر بن راشد في رواية هذا الحديث عن أبي هريرة ولكنها متابعة ناقصة وساق سليمان بن بلال (بمثل حديث معمر هذا) المذكور عن همام بن منبه حالة كون ذلك المثل (سواء) أي مساويًا لحديث معمر لفظًا ومعنى أتى بالتسوية تأكيدًا لمعنى المماثلة.
ثم استدل المؤلف على الجزء الرابع من الترجمة بحديث أنس رضي الله عنه فقال:
6307 -
(2510)(67)(حدثني حجاج) بن يوسف بن حجاج الثقفي البغدادي
ابْنُ الشاعِرِ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ. حَدَّثَنَا حَمَّاد، (يَعنِي ابْنَ سَلَمَةَ)، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ؛ أَن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم آَخى بَينَ أَبِي عُبَيدَةَ بْنِ الْجَراحِ وَبَينَ أَبِي طَلْحَةَ
ــ
المعروف بـ (ـابن الشاعر) ثقة من (11) روى عنه في (13) بابا (حدثنا عبد الصمد) بن عبد الوارث العنبري البصري صدوق من (9) روى عنه في (16) بابا (حدثنا حماد يعني ابن سلمة) بن دينار الربعي البصري ثقة من (8) روى عنه في (16) بابا (عن ثابت) بن أسلم البناني البصري ثقة من (4) روى عنه في (14) بابا (عن أنس) بن مالك رضي الله عنه وهذا السند من خماسياته (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى) أي جعل أخوة كأخوة النسب (بين أبي عبيدة) عامر بن عبد الله (بن الجرَّاح) بن هلال القرشي الفهري المدني أمين هذه الأمة وأحد العشرة المبشرة بالجنة (وبين أبي طلحة) زيد بن سهل بن الأسود بن حرام بن عمرو الأنصاري النجاري المدني رضي الله عنهما مشهوران بكنيتهما قال القرطبي قوله "آخى" من المؤاخاة مفاعلة من الأخوة ومعناها أن يتعاقد الرجلان على التناصر والمواساة والتوارث حتى يصيرا كالأخوين نسبًا وقد يسمى ذلك حلفًا كما قال أنس رضي الله عنه في الحديث الآتي: قد حالف رسول الله صلى الله عليه وسلم بين قريش والأنصار في داره بالمدينة وكان ذلك أمرًا معروفًا في الجاهلية معمولًا به عندهم ولم يكونوا يسمّونه إلا حلفًا ولما جاء الإسلام عمل النبي صلى الله عليه وسلم به وورث به على ما حكاه أهل السير وذلك أنهم قالوا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين أصحابه مرتين بمكة قبل الهجرة وبعد الهجرة قال أبو عمر والصحيح عند أهل السير والعلم بالآثار والخبر في المؤاخاة التي عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار حين قدومه إلى المدينة بعد بنائه المسجد على المواساة والحق وكانوا يتوارثون بذلك دون القرابات حتى نزلت {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [الأنفال: 75]، فآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين علي بن أبي طالب ونفسه فقال له: أنت أخي وصاحبي رواه أحمد [1/ 230] وفي رواية أنت أخي في الدنيا والآخرة رواه الترمذي [3720] وكان على رضي الله عنه يقول أنا عبد الله وأخو رسوله لم يقلها أحد قبلي ولا يقولها أحد بعدي إلا كذاب مفتر وهذا الحديث مما انفرد به الإمام مسلم رحمه الله تعالى عن أصحاب الأمهات.
6308 -
(2511)(68) حدّثني أَبُو جَعفَرٍ، مُحَمدُ بْنُ الصباحِ. حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ. حَدَّثَنَا عَاصِم الأَحوَلُ. قَال: قِيلَ لأنَسِ بْنِ مَالِكٍ: بَلَغَكَ أَن رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَال: "لَا حِلْفَ فِي الإِسْلامِ؟ " فَقَال أَنَس: قَدْ حَالفَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بَينَ قُرَيشٍ وَالأنصَارِ، فِي دَارِهِ
ــ
ثم استشهد المؤلف لحديث أنس هذا بحديث آخر له أيضًا رضي الله عنه فقال:
6308 -
(2511)(68)(حدّثني أبو جعفر محمد بن الصباح) الدولابي الرّازي ثم البغدادي ثقة من (10) روى عنه في (7) أبواب (حدثنا حفص بن غياث) بن طلق بن معاوية النخعي الكوفي ثقة من (8) روى عنه في (14) بابا (حدثنا عاصم) بن سليمان (الأحول) التميمي المصري ثقة من (4) روى عنه في (17) بابا (قال) عاصم (قيل لأنس بن مالك) وهذا السند من رباعياته لم أر من ذكر اسم هذا القائل وظاهر هذا اللفظ أن القائل لأنس هو غير عاصم الأحول لكن وقع في رواية إسماعيل بن زكريا عند البخاري في الكفالة أن عاصمًا الأحول قال قلت لأنس بن مالك فظهر أن القائل هو عاصم نفسه أ (بلغك) بتقدير همزة الاستفهام أي هل وصلك يا أنس (أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا حلف في الإسلام) بكسر الحاء وسكون اللام أي لا تعاهد على التناصر سواء كان على الحق أو الباطل وعلى التوارث وكان عاصمًا أشار بذلك إلى ما سيأتي من حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه من قوله صلى الله عليه وسلم لا حلف في الإسلام ومعنى ذلك أنه قد نسخ من الحلف المعروف في الجاهلية أشياء كانوا يتعاهدون عليها مثل التوارث والتناصر على كل حال سواء كان الحليف ظالمًا أو مظلومًا أما التناصر والمواساة في الخير فهو باقٍ إلى يوم القيامة وهو المراد بما ذكره بقوله (فقال أنس) في جواب السائل نعم (قد حالف) وتعاهد (رسول الله على الله عليه وسلم بين قريش) يعني المهاجرين (و) بين (الأنصار) على التناصر على الحق والمواساة في الخير (في داره) بالمدينة يعني بعد الهجرة قال الطبري ما استدل به أنس على إثبات الحلف لا ينافي حديث جبير بن مطعم في نفسه فإن الإخاء المذكور كان في أول الهجرة وكانوا يتوارثون به ثم نسخ من ذلك الميراث وبقي ما لم يبطله القرآن وهو التعاون على الحق والنصر والأخذ على يد الظالم كما قال ابن عباس إلا النصر والنصيحة والرفادة والوصية له وقد ذهب الميراث كذا في فتح الباري [4/ 473] وقول ابن عباس قد أخرجه البخاري مع حديث أنس في الكفالة.
6309 -
(00)(00) حدثنا أبُو بَكرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ وَمُحَمدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ نُمَيرٍ. قَالا: حَدَّثَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيمَانَ، عن عَاصِمٍ، عَنْ أنس، قَال: حَالفَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بَينَ قُرَيشٍ وَالأنصَارِ، فِي دَارِهِ التِي بِالمَدِينَةِ
ــ
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث البخاري في الكفالة [2294] وفي الأدب [6083] وفي الاعتصام [7340]، وأبو داود في الفرائض باب في الحلف [2926].
ثم ذكر المؤلف المتابعة في حديث أنس رضي الله عنه فقال:
6309 -
(00)(00)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا عبدة بن سليمان) الكلاعي الكوفي ثقة من (8) روى عنه في (12) بابا (عن عاصم) الأحول (عن أنس) رضي الله عنه وهذا السند من رباعياته غرضه بيان متابعة عبدة بن سليمان لحفص بن غياث (قال) أنس (حالف رسول الله صلى الله عليه وسلم أي آخى (بين قريش) يعني المهاجرين (و) بين (الأنصار في داره) أي في دار النبي صلى الله عليه وسلم (التي) كانت (بالمدينة) المنورة يعني حالف بينهم بعد الهجرة.
قال القرطبي آخى بين أبي بكر الصديق وبين خارجة بن زيد وبين عمر بن الخطاب وعتبان بن مالك وبين عثمان بن عفان وأوس بن ثابت أخي حسان بن ثابت وبين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع وبين الزبير وسلمة بن سلامة بن وقش وبين طلحة وكعب بن مالك وبين أبي عبيدة وسعد بن معاذ "وفي مسلم من حديث أنس أنه آخى بين أبي عبيدة بن الجرّاح وبين أبي طلحة وقال أبو عمر إنه آخى بين أبي عبيدة وبين سعد بن معاذ" والصحيح ما في كتب مسلم كما تقدم آنفًا وبين سعد بن أبي وقاص ومحمد بن مسلمة وبين سعيد بن زيد وأبي بن كعب وبين مصعب بن عمير وأبي أيوب وبين عمار وحذيفة حليف بني عبد الأشهل وقيل بين عمار وثابت بن قيس وبين أبي حذيفة بن عتبة وعبّاد بن بشر وبين أبي ذر والمنذر بن عمرو وبين ابن مسعود وسهل بن حنيف وبين سلمان الفارسي وأبي الدرداء وبين بلال وأبي رويحة الخثعمي وبين حاطب بن أبي بلتعة وعويم بن ساعدة وبين عبد الله بن جحش وعاصم بن ثابت وبين عبيدة بن الحارث وعمير بن الحمام وبين الطفبل بن الحارث أخيه وسفيان بن بشر وبين سفيان بن الحارث أخيهما وعبد الله بن جبير وبين عثمان بن مظعون والعباس بن عبادة وبين عتبة بن غزوان ومعاذ بن ماعص وبين صفوان بن بيضاء ورافع بن المعلّى وبين المقداد بن عمرو وعبد
6310 -
(2512)(69) حدثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيبَةَ. حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ نُمَيرٍ وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ زَكَرِياءَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جُبَيرِ بْنِ مُطْعِمٍ. قَال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لَا حِلفَ فِي الإسْلامِ. وَأَيُّمَا حِلْفٍ، كَانَ فِي الْجَاهِلِيةِ، لَمْ يَزِدهُ الإسْلامُ إلا شِدّةً"
ــ
الله بن رواحة وبين ذي الشمالين ويزيد بن الحارث من بني خارجة وبين أبي سلمة بن عبد الأسود وسعد بن خيثمة وبين عمير بن أبي وقاص وخبيب بن عدي وبين عبد الله بن مظعون وقطبة بن عامر وبين شماس بن عثمان وحنظلة بن أبي عامر وبين الأرقم بن أبي الأرقم وطلحة بن زيد الأنصاري وبين زيد بن الخطاب ومعن بن عدي وبين عمرو بن سراقة وسعد بن زيد من بني عبد الأشهل وبين عاقل بن البكير ومبشر بن عبد المنذر وبين عبد الله بن مخزومة وفروة بن عمرو البياضيّ وبين خنيس بن حذيفة والمنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحية بن الجلّاح وبين أبي سبرة بن أبي رهم وعبادة بن الحسحاس وبين مسطح بن أثاثة وزيد بن المزين وبين أبي مرثد الغنوي وعبادة بن الصامت وبين عكاشة والمجذر بن زياد حليف الأنصار وبين عامر بن فهيرة والحارث بن الصمّة وبين مهجع مولى عمر وسراقة بن عمرو النجَّاري اهـ من المفهم.
ثم استشهد المؤلف لحديث أنس بحديث جبير بن مطعم رضي الله عنهما فقال:
6310 -
(2512)(69)(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة) حمّاد بن أسامة بن أبي زائدة خالد بن ميمون الهمداني الكوفي ثقة من (6) روى عنه في (13) بابا (عن سعد بن إبراهيم) بن عبد الرحمن بن عوف الزهريّ المدني ثقة من (5) روى عنه في (13) بابا (عن أبيه) إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهريّ المدني ثقة من (3) روى عنه في (3) أبواب (عن جبير بن مطعم) بن عدي بن نوفل بن عبد المناف القرشي النوفلي أبي محمد المدني الصحابي المشهور رضي الله عنه أسلم قبل حنين أو يوم الفتح روى عنه في (3) أبواب وهذا السند من سداسياته (قال) جبير بن مطعم (قال رسول الله على الله عليه وسلم لا حلف) ولا إخاء ولا تعاهد على التناصر على الباطل وعلى التوارث (في الإسلام وأيما حلف) وإخاء كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدّة) وقوة إذا كان على الحق.
قوله "لا حلف في الإسلام" أي لا يتحالف أهل الإسلام كما كان أهل الجاهلية
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
يتحالفون وذلك أن المتحالفين وإنا يتناصران في كل شيء حتى على الباطل والظلم فيمنع الرجل حليفه أي ينصره ويحفظه ولو كان ظالمًا ويقوم دونه ويدفع عنه بكل ممكن فيمنع الحقوق وينتصر به على الظلم والبغي والفساد وهذا هو المراد بالحلف المنفي في الحديث ولما جاء الشرع بالانتصاف من الظالم وأنه يؤخذ منه ما عليه من الحق ولا يمنعه أحد من ذلك وحدّ الحدود وبيَّن الأحكام أبطل ما كانت عليه الجاهلية من ذلك وبقي التعاقد والتحالف على نصرة الحق والقيام به وأوجب ذلك بأصل الشريعة إيجابًا عامًا على من قدر عليه من المكلفين وهذا هو المراد بالحلف المثبت في الحديث فلا تعارض بين حديث أنس وحديث جبير بن مطعم رضي الله عنهما ثم إنه صلى الله عليه وسلم خصّ أصحابه من ذلك بأن عقد بينهم حلفًا على ذلك مرتين كما تقدم تأكيدًا للقيام بالحق والمواساة وسمّى ذلك أخوَّة مبالغة في التأكيد والتزام الحرمة ولذلك حكم فيه بالتوارث حتى تمكن الإسلام واطمانت القلوب فنسخ الله تعالى ذلك بميراث ذوي الأرحام قوله "وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة" يعني من نصرة الحق والقيام به والمواساة وهذا كنحو الفضول الذي ذكره ابن إسحاق قال اجتمعت قبائل من قريش في دار عبد الله بن جدعان لشرفه ونسبه فتعاقدوا وتعاهدوا على أن لا يجدوا بمكة مظلومًا من أهلها أو غيرهم إلا قاموا معه حتى ترد عليه مظلمته فسمّت قريش ذلك الحلف حلف الفضول أي حلف الفضائل والفضول هنا جمع فضل للكثرة كفلس وفلوس وروى ابن إسحاق عن ابن شهاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد شهدت على دار عبد الله بن جدعان حلفًا ما أحبّ أن لي به حمر النعم ولو أُدعى به في الإسلام لأجبت رواه البيهقي [6/ 167] وقال ابن إسحاق تحامل الوليد بن عتبة على حسين بن عليّ في مال له لسلطان الوليد فإنه كان أميرًا على المدينة فقال له حسين أحلف بالله لتنصفني من حقي أو لآخذنّ سيفي ثم لأقومن في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لأدعونَّ بحلف الفضول قال عبد الله بن الزبير وأنا أحلف بالله لئن دعاني لآخذن سيفي ثم لأقومن معه حتى ينتصف من حقه أو نموت جميعًا وبلغت المسور بن مخرمة فقال مثل ذلك وبلغت عبد الله بن عثمان بن عبيد الله التيمي فقال مثل ذلك فلمّا بلغ ذلك الوليد أنصفه اهـ من المفهم.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
قوله (وأيما حلف كان في الجاهلية) إلخ قال الخطابي يريد أن معنى الحلف في الجاهلية معنى الأخوة في الإسلام لكنه جار على أحكام الدين وحدوده وحلف الجاهلية جرى على ما كانوا يتواضعونه بينهم بآرائهم فبطل منه ما خالف حكم الإسلام وبقي ما عدا ذلك على حاله اهـ.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث أحمد [4/ 83] وأبو داود [2925].
وجملة ما ذكره المؤلف في هذا من الأحاديث أحد عشر حديثًا الأول حديث أبي أيوب الأنصاري ذكره للاستدلال به على الجزء الأول من الترجمة والثاني حديث أبي هريرة الأول ذكره للاستشهاد وذكر فيه أربع متابعات والثالث حديث أبي بكرة ذكره للاستشهاد وذكر فيه أربع متابعات والرابع حديث عدي بن حاتم ذكره للاستشهاد والخامس حديث أبي هريرة الثاني ذكره للاستشهاد والسادس حديث أبي هريرة الثالث ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعتين والسابع حديث أبي هريرة الرابع ذكره للاستدلال به على الجزء الثاني من الترجمة وذكر فيه متابعة واحدة والثامن حديث أبي هريرة الخامس ذكره للاستدلال به على الجزء الثالث من الترجمة وذكر فيه خمس متابعات والتاسع حديث أنس ذكره للاستدلال على الجزء الأخير من الترجمة والعاشر حديث أنس الثاني ذكره للاستشهاد وذكر فيه متابعة واحدة والحادي عشر حديث جبير بن مطعم ذكره للاستشهاد والله سبحانه وتعالى أعلم.
***