المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌الزواج: - الترغيب فيه: وردت آيات وأحاديث ترغب في الزواج. قال تعالى: {فَانكِحُوا - المجتمع والأسرة في الإسلام

[محمد طاهر الجوابي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌القسم الأول:‌‌ المجتمعالمسلم

- ‌ المجتمع

- ‌منهج بناء المجتمع المسلم

- ‌الأصل الأول من الأصول التي ترتكز عليها عقيدة المسلم: عقيدة التوحيد وصلتها بالسلوك الإنساني

- ‌الأصل الثاني: العبادة وأثرها في الفرد والمجتمع

- ‌الأصل الثالث: تنظيم المعاملات حسب أحكام الشريعة الإسلامية

- ‌الأصل الرابع: الأخلاق الإسلامية وأثرها في العلاقات الاجتماعية

- ‌الأصل الخامس: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر ودوره التربوي

- ‌الأصل السادس: طلب العلم ودوره في وعي المجتمع

- ‌الأصل السابع: ضرورة العمل وقيمته

- ‌الأصل الثامن: الدعوى إلى الاعتزاز بالإسلام

- ‌وسائل تقوية الروابط الاجتماعية

- ‌معاجلة بعض المشكلات الاجتماعية

- ‌خصائص المجتمع المسلم

- ‌القسم الثاني:‌‌ الأسرةفي الإسلام

- ‌ الأسرة

- ‌الزواج:

- ‌أسس الزواج

- ‌عقد الزواج

- ‌المهر

- ‌الولاية في الزواج

- ‌الشهادة

- ‌النسوة المحرمات

- ‌تعدد الزوجات

- ‌دعائم الأسرة

- ‌المشكلات العائلية الناشئة عن الزواج وحلولها - المشكلة الأولى: الطلاق

- ‌المشكلة الثانية: الخلع

- ‌المشكلة الثالثة: الظهار

- ‌المشكلة الرابعة: الإيلاء

- ‌المشكلة الخامسة: اللعان

- ‌الخاتمة

- ‌فهارس

- ‌فهرس المصادر والمراجع

- ‌فهرس الموضوعات

- ‌التعريف بالمؤلف

الفصل: ‌ ‌الزواج: - الترغيب فيه: وردت آيات وأحاديث ترغب في الزواج. قال تعالى: {فَانكِحُوا

‌الزواج:

- الترغيب فيه:

وردت آيات وأحاديث ترغب في الزواج.

قال تعالى: {فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَاّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} 1.

تضمنت هذه الآية الأمر بالزواج وجاء الترغيب فيه في آيات أخرى كثيرة.

ووردت في السنة عدة أحاديث منها ما جاء عن عبد الله بن مسعود، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، واحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء "2

ففي هذا الحديث خطاب للشباب، لأنهم في حاجة إلى الزواج وأمر للمستطيع منهم، وبيان لأهدافه، ونصح للعاجز عنه بالصوم، ليعينه على الاستعفاف.

1 سورة النساء3.

2 صحيح البخاري 30، الصوم 10، باب الصوم لمن خاف على نفسه، العزوبة ج1:325.

صحيح مسلم 16، النكاح حديث 1 و 3 ج 4: 128، واللفظ له.

ص: 94

- حكمه:

الأصل أنه مندوب، وقرن الرسول- صلى الله عليه وسلم الأمر به بالاستطاعة الجنسية والمالية.

فهو واجب على القادر عليه الذي يخاف على نفسه الوقوع في الزنا، لأنه يلزمه إعفاف نفسه، وصونها عن الحرم، ويكون ذلك بالزواج.

ومستحب للقادر عليه الذي له شهوة يأمن معها الوقوع في محظور1. ومكروه أو حرام في حق من لا رغبة له في النساء، لأنه خلق كذلك أو لفقده رغبته تلك بسبب المرض أو الكبر.

فهذا زواجه يضر بالزوجة، وبقدر الضرر يكون الحكم.

ومن أسباب الكراهة والتحريم الحالة المالية للراغب في الزواج، فقد أشار إليها الحديث بقوله عليه الصلاة والسلام:"من استطاع منكم الباءة فليتزوج".

وفسرت الباءة بالقدرة الجنسية والمالية، وتعرض الفقهاء للحالة المالية في أحكام الطلاق، فكان منها الطلاق بالإعسار.

ومن الأولى اعتبار هذه الحالة في حكم الزواج، وارتباط الكراهة، أو التحريم بها، حماية للأسرة من أن تنحل بسبب عجز عائلها عن الإنفاق.

ويباح الزواج في حق من لا رغبة له فيه، ولا مانع يمنعه منه.

النهي عن التبتل

التبتل هو الانقطاع عن النساء، وقد منعه الرسول صلى الله عليه وسلم.

حدث سعد بن أبي وقاص، قال:"رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون التبتل، ولو أذن له لاختصينا"2.

1 ابن قدامة، المغني 6: 445- 448.

2 صحيح البخاري 67، النكاح 8، باب ما يكره من التبتل ج 3:239.

الخصاء: الشق على الانثيين وانتزاعهما.

ص: 95

رد هنا بمعنى نهى. وحكمة النهي الترغيب في الزواج حفاظًا على التناسل، وصيانة لخصائص الرجولة، ووقاية من الألم بسبب الخصاء ومنعًا من تحريم ما أحل الله من الطيبات.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} 1.

وقد نزلت هذه الآية بسبب استئذان بعض الصحابة الرسول في الاختصاء.

الغاية من الزواج

رغب الشرع في الزواج تحقيقًا لمصحلة الزوجين، وأبنائهما، والمجتمع بالوصول إلى الغايات التالية:

1 تلبية مطلب الغريزة الجنسية بطريقة شرعية، وفي ذلك وقاية من النظر المحرم، وحماية للمجتمع من مشاكل الزنا، والأولاد اللقطاء، وما شابه ذلك.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "...... فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج".

2 الحماية من الأمراض التي تنشأ عن العلاقات الجنسية غير الشرعية كالزهري، والسّفلس وفقد المناعة، وغيرها.

3 حفظ نسب الأولاد إلى آبائهم.

4 استمرار النوع الإنساني بالتناسل عن طريق الزواج.

وينشأ عن هذه الغاية عمارة الأرض، واستثمارها، وتحقيق الإنسان لخلافته فيها.

5 تحقيق الرغبة البشرية في الإنجاب، والتنعم بالأولاد.

سورة المائدة: 87.

ص: 96

قال تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ} 1.

6 استقرار الحياة الزوجية في ظروف هادئة مناسبة.

قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} 2.

وتأكيدًا للتلاحم بين الزوجين، قال تعالى:{هُنّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنّ} 3.

7 تحمل الزوجين لمسئوليتهما بقيام كل منهما بواجباته.

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ألا كلكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته، وهو مسئول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده، وهي مسئولة عنهم. والعبد راعٍ على مال سيده، وهو مسئول عنه، ألا فكلكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته"4.

8 تربية النشء الصالح في أسرة صالحة، ومنه تنشأ الأسر الصالحة، فيصلح للمجتمع.

9 ترابط الأسر بالمصاهرة.

من خلال هذه الغايات وغيرها يتبين أنه ينبغي التثبت عند الإقدام على الزواج، وتوفير ظروف استمراره كالانسجام بين الزوجين المتمثل في التقارب في البيئة، والمستوى، والسن، والتخلص من النظرة التي تقصره على الناحية الجنسية، أو التي لا تراعي حقوق الزوجة التي ضمنها الشرع.

1 سورة النحل: 72.

2 سورة الروم: 21.

3 سورة البقرة: 187.

4 صحيح البخاري 11، الجمعة 11، باب الجمعة في القرى والمدن ج1: 159- 160.

صحيح مسلم 33، الإمارة 5، باب فضيلة الإمام العادل حديث 20ج 6: 7-8 واللفظ له.

ص: 97