الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأصل السادس: طلب العلم ودوره في وعي المجتمع
طلب العلم أساس من أسس المجتمع المسلم، لذلك لم اعتبره النبي صلى الله عليه وسلم طريقًا إلى الجنة.
قال: "من سلك طريقًا يطلب به علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة"1. ودعا إلى التفقه في الدين بتعليم قواعده، وما يتصل بها من فروعه، وإدراك مقاصده، واستخراج المعاني الدقيقة لنصوصه.
فقال: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين"2.
ووعد الله تعالى برفع درجات العالم المؤمن بالاحترام في الدنيا، والثواب في الآخرة. قال تعالى:{يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} 3.
وأخبر بأن العلم طريق للخشوع لله تعالى، فقال:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} 4. قال ابن حجر: "المراد به العلم الشرعي الذي يفيد معرفة ما يجب على المكلف من أمره
ومعاملاته، والعلم.
1 صحيح البخاري 3، العلم 8، باب العلم قبل القول والعمل "تعليقًا" ج1: 23- 24.
سنن الترمذي 39، أبواب العلم 2، باب فضل طلب العلم ج4:137.
2 صحيح البخاري 96، الاعتصام 10، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق....". ج4: 263.
3 سورة المجادلة: 11.
4 سورة فاطر: 28.
بالله وصفاته، وما يحب له من القيام بأمره، وتنزيهه عن النقائص، ومدار ذلك على التفسير والحديث والفقه 1.
ولئن كان العلم الشرعي هو أول ما يجب طلبه لهذه الأغراض فإن الطلب ينبغي أن يشمل كل علم نافع للمجتمع المسلم من علوم الأحياء، والرياضيات، والطب، وسواها مما يحقق التقدم في مختلف مجالات الحياة، ويساعد المسلم على النجاح في أداء وظيفته الحياتية الفردية والاجتماعية.
لهذا كان على المجتمع أن يبادر ببناء المؤسسات التربوية والتعليمية في كل المستويات لتعليم أبنائه، وتثقيفهم، والوصول بهم إلى درجة من الوعي يعون بها واقعهم وما حولهم، وتساعدهم على تحقيق أهدافهم.
وعلى طالب العلم الشرعي وسواه من العلوم النافعة كما ذكرنا أن ينوي بعلمه التقرب إلى الله تعالى، وسيحصل له إن شاء الله بهذه النية، وبالطلب الجاد الثواب من الله تعالى ونفع نفسه وغيره.
1 ابن حجر، فتح الباري 1:141.