الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأصل الخامس: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر ودوره التربوي
المعروف: كل قول أو فعل أمر به الشرع.
والمنكر: كل قول أو فعل نهى عنه الشرع.
والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر وظيفة اجتماعية، يحتمها واقع الناس، وما يعيشونه مما يغريهم فيبعدهم عن الحلال، ويزين لهم الحرام فيقعوا فيه، فهم جميعًا في حاجة إلى التذكير، بعضهم في حاجة إلى التنبيه، وآخرون في حاجة إلى الزجر.
لذلك كانت هذه الخطة من أسباب وصف أمة الإسلام بالخيرية. قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} 1.
ولئن كانت هذه الآية في صيغة الخبر فإن الآية التالية في صيغة الإنشاء، وقد أمرت بالدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر. قال تعالى:{مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ} 2.
وورد الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر في الآية التالية وصفًا للمؤمنين في جملة خلال حميدة.
ولاختلاف الناس في تقبلهم النصح والتنبيه، ولتباين الظروف بين بلد وآخر، وعصر والذي بعده، بين الرسول صلى الله عليه وسلم طرق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لتستعمل كل طريقة استعمالًا ملائمًا لكل شخصٍ، وللظروف العامة.
عن أبي سعيد، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"3.
وجاء في رواية أخرى عن أبي سعيد نفسه تقديم الاستطاعة على التغيير، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
أصناف القائمين بهذه المهمة:
1-
جمهور المسلمين، ومهمتهم التناصح بينهم فيما لهم به علم مع وجوب مراعاة حالة المتنصح.
2-
العلماء، ومهمتهم أوكد من العامة، والأمر بالنسبة إليهم واجب في الحال المناسبة.
3-
المباشرون لهذا المهمة، وهؤلاء إما موظفون تكلفهم السلطة القيام
1 سورة التوبة: 71.
2 صحيح مسلم1، الإيمان 20، باب كون النهي عن المنكر من الإيمان، حديث 78 ج1:50.
سنن النسائي 47، والإيمان 17، باب تفاضل أهل الإيمان ج7:111.
3 سنن أبي داود 36، الملاحم 17، باب الأمر بالمعروف والنهي ج4:13.
بهذه المسؤولية، أو هم كل صاحب سلكة تخولع له سلطته القيام به.
شروط القائمين بها:
1-
العلم بالحلال والحرام حتى لا ينهي القائم بهذا الأمر عن حلال، ولا يأمر بحرام.
2-
التوسع في هذا العلم بالتفريق بين الواجب والمندوب من الأحكام.
3-
المعرفة باحوال الناس الاجتماعية، وتأثيرها في سلوكهم.
4-
العلم باختلاف الطباع.
ويكتسب الشرطان الثالث والرابع من الخبرة الحياتية المتأتية من معاشرة الناس والتعامل معهم، ومن دراسة قسم من علم الاجتماع وعلم النفس.
5-
الصبر.
6-
السلوك المستقيم.
7-
المعاملة اللينة التي تجمع بين الرفق بالمتنصح، أو المعاقب، وبين القيام بحدود الله تعالى.