الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما "الومي""أمي؟ "، فطبقة من الطبقات الدنيا كذلك، من هذه الطبقات العاملة البائسة التاعسة التي لا تحصل على عيشها إلا بشق الأنفس. ولعلّها الطبقة التي يقال لها "شفلوت" في العربية الجنوبية في هذه الأيام1. ويجوز أن تكون للكلمة صلة بلفظة "أمي" في عربيتنا التي تعني الجاهل والشخص الذي لا يقرأ ولا يكتب.
وفي العربية لفظة "الحشم"، قيل إنها تعني المماليك والأتباع، مماليك كانوا أو أحرارًا2. وورد أن الحشم الأحرار، والقطين: المماليك3.
1 A. Grohmann، S. 125.
2 اللسان "12/ 136".
3 اللسان "13/ 343".
رؤوس وأذناب
…
رءوس وأذناب:
ونجد التفاوت الاجتماعي في ذروته عند العرب الجنوبية كما بينت ذلك من إيرادي للمصطلحات الاجتماعية المتقدمة. ويقع هذا التفاوت في الدولة وفي المجتمع عند الحضر وعند "أعربن" الأعراب. ويقع بين القبائل كما يقع في القبيلة الواحدة. فالقبائل أيضا منازل ودرجات. وعلى رأس القبائل التي ينتسب لها المكربون أو الملوك. مثل "معين" و "سبأ" و "قتبان" و "حضرموت"، و "أوسان". ولهذا ذكرت مع الآلهة والحكّام ونسبت إليها الحكومات. ثم ذكر بعدها القبائل الأخرى التي هي أقل أهمية منها. أما في القبيلة الواحدة، فنجد تفاوتًا بين أبنائها، وقد رتبوا وصنفوا في درجات ومنازل. أعلاها عند السبئيين مثلا أعضاء ال "مزود" و "حسود؟ "، أصحاب المشورة والرأي والذين يستشيرهم الملوك، وهم طبقة ممتازة كانت فوق القانون، ذات امتيازات خاصة. يليها أصحاب الأملاك والأرض والمال المسمّون ب "مسحنن" في السبئية، وب "طبنن" في القتبانية. ثم تليها طبقات أخرى تتدنى حتى تصل إلى أسفل، وهي طبقة "الأدومت" "أدم":"طبقة "الأوادم" أي الخدم.
ويعد المقربون إلى الملوك من أشراف الناس ومن أصحاب الحظوة والجاه.
وهذا شيء طبيعي، بالنسبة لكل مكان وزمان، فالذي يصل إلى الملك أو الحاكم لا بد وأن يكون من ذوي الجاه والمنزلة والمكانة. وقد عرف من اختص بالملوك ب "أصفياء الملوك" وب "أحباء الملك" وب "ندماء الملوك"، وهم من الخاصة بالطبع. ويعبر عنهم ب "مودد ملكن" في العربيات الجنوبية.
وأدنى الطبقات منزلةً في المجتمع، هي طبقة العبيد، هي طبقة تقوم بالخدمة وبسائر الأعمال التي يأنف الإنسان الحر من ممارستها. وقد يكون معظم أفرادها من الزنوج المستوردين من إفريقية. وأما الباقون فمن الرقيق الأبيض المستورد من أسواق العراق ومن أسواق بلاد الشأم. وقد كان العبيد ملكًا يباع ويشترى بيع الأموال المنقولة، ويتصرف صاحب العبد به تصرفه بملكه الخاص، ولم يخول القانون العبد حق إبداء رأيه في مستقبله في أي حال من الأحوال، لأنه ملك وبضاعة مملوكة، وكالماشية، وإن كان إنسانًا حيًّا له ما لكل إنسان من روح وإدراك وشعور.
ويعرف العبد بلفظة "عبدم" في الكتابات العربية الجنوبية، أي "عبد" وبلفظة "عبدن"، أي "العبد"1. وتشمل كل العبيد، مهما اختلفت ألوان بشرتهم. وترد هذه اللفظة في عربية القرآن الكريم كذلك، وفي سائر اللهجات العربية الأخرى مثل اللهجة "اللحيانية"2؛ كما ترد في لغة بني إدم "عبدو" وفي اللغة العبرانية3. وتستعمل اللفظة للتعبير أيضًا عن العبودية المعنوية، مثل نسبة عبودية الإنسان إلى الآلهة أو للملوك أو الكبار وللأشراف والسادات.
وتؤدي لفظة "قن" معنى عبد؛ أما "قنت""قنيت""قنية"، فتؤدي معنى عبدة. وردت بهذا المعنى في الكتابات الصفوية4. وتعبر عن طبقة العبيد التي كانت منتشرة في كل أنحاء جزيرة العرب، وفي كل أنحاء العالم إذ ذاك. إذ كانت القوانين الحكومية والقوانين الدولية تعد الإتجار ببيع الرقيق تجارة
1 Rep. Epig، VII، P. 148، Num. 4217، P. 155، Num. 4230، Southarabian Inscriptions، P. 444.
2 Lihyan und lihyanisch، S. 143.
3 Hastings، P. 864.
4 Littmann، Safa، P. 139.