الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
موضع الأساس، وأمعن في الاحتفار أصاب كهيئة البيت، فدخله فإذا رجل على سرير من رخام، وعند رأسه كتابة: أنا عبد المسيح بن بقيلة:
حلبت الدهر أشطره حياتي
…
ونلت من المنى بُلَغَ المزيد
وكافحت الأمور وكافحتني
…
فلم أحفل بمعضلة كثود
وكدت أنال في الشرف الثريا
…
ولكن لا سبيل إلى الخلود1
وأدخلوا "النابغة الجعدي"، واسمه "قيس بن عبد الله بن عدس" في المعمّرين. ولكنه لم ينل من أهل الأخبار عمرًا يستحق الذكر. إذ منحوه أقصر ما يمكن من العمر بالنسبة للمعمرين. وهو عشرون ومائة سنة. وتفضل "أبو حاتم السجستاني" عليه فمنحه مائتي سنة2. وأبو حاتم من الكرماء جدًا بالنسبة لمنح الأعمار إلى المعمرين. وقد أدرك الإسلام فأسلم. ومدح الإسلام بشعر. ويذكر أنه جاء الرسول وأنشده من شعره3.
وذكر "الجاحظ" نقلًا عن المتقدمين عليه، أنهم "ذكروا أنهم وجدوا أطول أعمار الناس في ثلاثة مواضع: أولها سرو حمير، ثم فرغانة، ثم اليمامة، وإن في الأعراب لأعمارًا أطول، على أن لهم في ذلك كذبًا كثيرًا"4.
1 أمالي المرتضى "1/ 263".
2 أمالي المرتضى "1/ 263 وما بعدها"، جمهرة أشعار العرب "301 وما بعدها".
3 أمالي المرتضى "1/ 265 وما بعدها"، أخبار المعمرين "64 وما بعدها"، ابن قتيبة، الشعر والشعراء "247 وما بعدها"، الإصابة "6/ 218 وما بعدها"، الأغاني "4/ 127 وما بعدها".
4 الحيوان "1/ 157"، "أطول الناس أعمارًا"، "عبد السلام محمد هارون".
أصحاب العاهات:
والعمى من العاهات المعروفة بين الجاهليين. منهم من ولد أعمى، أو أصيب بالعمى في طفولته، ومنهم من أصابه وهو على كبر. وذكروا أن من أشراف العميان "زهرة بن كلاب" و "عبد المطلب بن هاشم" و "العبّاس بن عبد المطلب"، وغيرهم.
و"العور" من العاهات التي كان الجاهليون يعيبون من أصيب به. وكانوا
يرمون العوران باللؤم والخبث. وقد أصيب به بعضهم في الحروب. "كأبو سفيان" فقد أصيب يوم الطائف بالعَوَر، وأصيب غيره في معارك أخرى1.
وأصيب بعض الناس بالبرص. وقد ذكر "السكري" أسماء جماعة من "البرص الأشراف"2، ومن هؤلاء:"جذيمة الأبرش"، الملقب ب"الوضاح"، وذكر أن "الوضح" كناية عن "البرص"3،وكانت قريش تخاف البرص خشية العدوى. فأخرجت "أبا عزة عمرو بن عبد الله بن عمير بن وهب" عنها، مخافة العدوى. فكان يكون بالليل في شعف الجبال، وبالنهار يستظل في الشجر، وسقي بطنه، فأخذ مدية فوجأ بها في معدته. فسال ذلك الماء، فبرأ برصه، ورجع إلى مكة4.
ومن العاهات "الفقم"، وهو تقدم الثنايا العليا، فلا تقع على السفلى، إذا ضم الرجل فاه. ثم كثر حتى صار كل معوج أفقم5 و "العرج"، ومن أشهر "العرجان الأشراف" الحارث بن أبي شمر الغساني"، و "عبد الله بن جدعان"، و "الحوفزان بن شريك الشيباني"، و "النابغة الذبياني"، وغيرهم6.
ومن المعيبات في الإنسان، ألا يكون للرجل شعر في وجهه. ويقال لمن عرى وجهه من الشعر "الكوسج". وذكر أنه الذي عرى وجهه من الشعر إلا كطاقات في أسف حنكه، كالأثط والثط. والثط هو القليل شعر اللحية والحاجبين. ويقال: رجل ثط، وامرأة ثطة الحاجبين7. ومن الثط "الحارث بن أبي شمر الغساني"، و "المنذر بن النعمان بن ماء السماء اللخمي"، و "عبد الله بن جدعان" و "قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري"8.
1 المحبر "302"، "العوران الأشراف".
2 المحبر "299".
3 تاج العروس "2/ 247"، "وضح".
4 المحبر "301".
5 المحبر "304"، تاج العروس "9/ 14".
6 المحبر "304".
7 تاج العروس "2/ 91".
8 المحبر "305".