المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حذف المسند: بحذف المسند لأغراض عدة، نذكر منها ما يلي: 1- ضيق - المنهاج الواضح للبلاغة - جـ ٢

[حامد عونى]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الثاني

- ‌علم المعانى

- ‌مدخل

- ‌تقسيم الكلام إلى خبر وإنشاء

- ‌مدخل

- ‌صدق الخبر وكذبه:

- ‌ما يقصده المخبر بخبره:

- ‌اختبار- تمرين

- ‌أَضْرُبُ الخَبَرِ:

- ‌إخراج الكلام على غير مقتضى الظاهر:

- ‌تمرين:

- ‌أحوال المسند إليه

- ‌ذكر المسند إليه

- ‌حذف المسند إليه:

- ‌تعريف المسند إليه:

- ‌تنكير المسند إليه:

- ‌تقديم وتأخير المسند إليه:

- ‌أحوال المسند

- ‌ذكر المسند

- ‌حذف المسند:

- ‌تعريف المسند:

- ‌تنكير المسند:

- ‌تقديم وتأخير المسند:

- ‌تمرينات منوعة:

- ‌أحوال متعلقات بالفعل:

- ‌تمرينات متنوعة:

- ‌القصر:

- ‌تعريفه:

- ‌تقسيم القصر:

- ‌اختبار1:

- ‌تمرين:

- ‌طرق القصر:

- ‌مواقع القصر:

- ‌اختبار2:

- ‌تمرينات:

- ‌الإنشاء

- ‌مدخل

- ‌مبحث الأمر:

- ‌مبحث النهي:

- ‌اختبار- تمرين1:

- ‌مبحث الاستفهام:

- ‌اختبار- تمرين2:

- ‌مبحث التمني:

- ‌مبحث النداء:

- ‌اختبار- تمرين3:

- ‌الفصل والوصل

- ‌مدخل

- ‌مواضع الفصل والوصل:

- ‌مواضع الوصل:

- ‌محسنات الوصل:

- ‌اختبار- تمرين4:

- ‌المساواة والإيجاز والإطناب

- ‌مبحث المساواة

- ‌مبحث الإيجاز:

- ‌مبحث الإطناب:

- ‌اختبار

- ‌نصوص أسئلة لامتحانات رسمية:

- ‌موضوعات الكتاب:

الفصل: ‌ ‌حذف المسند: بحذف المسند لأغراض عدة، نذكر منها ما يلي: 1- ضيق

‌حذف المسند:

بحذف المسند لأغراض عدة، نذكر منها ما يلي:

1-

ضيق المقام بسبب المتوجع من ألم، أو بسبب المحافظة على وزن كما في قول ضابعي بن الحارث.

ومن يك أمسى بالمدينة رجله

فإني وقيار بها لغريب

يشكو الشاعر ما يعانيه من مرارة الوحشة، وقد آلمه أشد الأم أن يرى نفسه غريب الدار، نائيًا عن الأهل والوطن، بينما يرى غيره ينعم باجتماع شمله بأهله ووطنه، و"قيار" اسم فرس أو جمل للشاعر، قدمه على قوله:"لغريب" لنكتة لطيفة، هي أن هذا الحيوان الأعجم قد ناله من كرب الغربة ما جعله يشاطر صاحبه هذا الألم، وقوله:"لغريب" خبر "أن" بدليل اقترانه بلام الابتداء، وأما المسند إلى "قيار" فمحذوف. والتقدير:"وقيار غريب" وهذا هو محل الشاهد، إذ قد حذف لضيق المقام بسبب ما يعانيه الشاعر من آلام الاغتراب وغصص النوي، قد يكون الحذف المذكور للمحافظة على وزن الشعر، ومثل قول ابن الحارث قول الشاعر:

نحن بما عندنا وأنت بما

عندك راض والرأي مختلف1

يقول كلانا قانع برأيه: راض به "وإن كنا على خلاف" فكل يرى ما يتفق مع حاله، فرب حسن عند دنيء الهمة قبيح عند عاليها، وقوله "راض" خبر أنت، وأما المسند إلى "نحن" فمحذوف، تقديره:"نحن رضوان" وهو محل الشاهد إذا قد حذف لضيق المقام بسبب تألم الشاعر

1 الفرق بين هذا المثال والذي قبله، أن المحذوف في البيت السابق خبر "قيار" إذ لا يجوز أن يكون "لغريب" خبرًا عنه، لأن لام الابتداء لا تدخل على خبر المبتدأ غير المنسوخ في فصيح الكلام، فقد حذف من الثاني لدلالة الأول عليه، وأن المحذوف في هذا البيت خبر "نحن" إذ لا يجوز أن يكون "راض" خبرًا عنه لعدم مطابقته للمبتدأ في الدلالة على الجمع، فقد حذف من الأول لدلالة الثاني عليه عكس الأول.

ص: 54

من احتدام الخلاف بينه وبين مناظره، أو بسبب المحافظة على وزن الشعر.

2-

الاحتراز عن العبث في ذكره، في بادئ الرأي1 كما في قوله تعالى:{قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي} فقد حذف الفعل المسند إلى ضمير المخاطبين وهو "أنتم" فأنتم إذا فاعل لفعل محذوف لأن "لو" لا تدخل إلا على الأفعال، وأصل الكلام: لو تملكون تملكون، حذف الفعل الأول احترازًا عن العبث في ذكره لوجود مفسره، وهو "تملكون""الثاني"، فانعصل الضمير الذي هو واو "الجماعة"، وصار "أنتم" وبقي على فاعليته كما كان الحل وهو متصل، ومثله قوله تعالى:{أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} أي ورسوله بريء منهم أيضًا، فقد حذف المسند إلى "رسوله"، لأن في ذكره عبثًا لقيام القرينة عليه.

3-

اتباع الاستعمال كما في قول الشاعر:

إن محلا وإن مرتحلا

وإن في السفر إذ مضوا مهلا2

يقول: إن لنا في الدنيا حلولا إلى حين، وإن لنا عنها إلى الأخرى ارتحالا، وإن الراحلين عنها أوغلوا في غيبتهم، فلم يعودوا، أي وهكذا نحن على الأثر، سنبقى إلى أمد، ثم نفنى فلا نعود، والشاهد فيه حذف المسند الذي هو خبر "إن" اتباعًا للاستعمال الوارد على حذف الخبر عند تكرار "إن" وتعدد اسمها كما في البيت المذكور، سواء كان الاسم نكرة كما في "هذا البيت، أو معرفة كأن يقول لك قائل: إن القوم ألب عليك3 فهل لك أحد؟ فيقول: "إن محمدًا وإن عليًّا" أي إن لي محمدًا، وإن لي عليًّا، ومثال الحذف تبعًا للاستعمال أيضًا قولهم: "خرجت فإذا رسول أبي" أي فإذا رسول أبي واقف بالباب، أو وافد علينا، فقد حذف المسند إلى رسول اتباعًا للاستعمال الوارد على ترك

1 إنما كان ذلك في بادئ الرأي، لأنه في الحقيقة لا عبث في ذكره إذا هو أحد ركني الإسناد.

2 محلًا ومرتحلًا مصدران ميميان بمعنى الحلول والارتحال، السفر بسكون الفاء اسم جمع "مسافر" بمعنى مسافر كركب وراكب والمهل بالتحريك مصدر بمعنى الإمهال وطول الغيبة.

3 أي مجتمعون على مناهضتك وعداوتك.

ص: 55