الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المسند إذا وقع إليه بعد "إذ الفجائية"1.
4-
أن يقع المسند في جواب عن سؤال محقق، أو مقدر، فالسؤال المحقق ما وجدت صورته في الكلام، والمقدر ما لم توجد له في الكلام صورة، فالأول كقوله تعالى:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} حذف فيه المسند إلى "لفظ الجلالة" لوقوعه في جواب السؤال المذكور، والتقدير:"خلقهن الله"، والثاني كقوله تعالى:{يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ، رِجَالٌ} في قراءة من بنى الفعل للمجهول فقد حذف المسند إلى "رجال" لوقوعه في جواب سؤال مقدر، وكأنه قيل: من يسبحه؟ فأجاب "رجال" أي يسبحه رجال.
إلى غير ذلك من الأغراض التي اقتضت هناك حذف المسند إليه كاختبار تنبه السامع، أو إيهام صونه عن اللسان، أو صون اللسان عنه، أو غير ذلك مما سبق عند ذكر دواعي حذف المسند إليه.
1 إنما حذف المسند بعد إذ الفجائية، لأنها تدل على مطلق الوجود فالقرينة على المسند قائمة، وهي إذ الفجائية حتى لو صرح به لكان عبثًا في ظاهر الأمر لدلالة إذ الفجائية عليه.
تعريف المسند:
يؤتى بالمسند معرفًا بإحدى طرق التعريف لواحد من أمرين:
1-
إفادة السامع حكمًا بأمر معلوم عنده بإحدى طرق التعريف على أمر معلوم له كذلك1.
بيان ذلك: أن الشيء قد يكون له صفتان من صفات التعريف، يعلم المخاطب اتصافه بإحداهما، دون الأخرى، فنخبره باتصافه بها، وحينئذ يجب تقديم المحكوم عليه، وجعله "مبتدأ"، وتأخير المحكوم به وجعله "خبرًا"، وذلك كقولك:"علي الخطيب" فإن للذات صفتي تعريف، إحداهما تسميها "بعلي"، والثانية وصفها "بالخطابة"، فإذا عرف المخاطب "عليًّا باسمه وشخصه، ثم علم أن هناك خطيبًا ذائع الصيت، ولكن لا يدري أن "عليًّا" هو ذلك الخطيب، صار كأنه.
1 سواء اتحدا طريقا التعريف فيهما كقولك: الواقف هو الفائز أو اختلفا كما في قولك: محمد الفائز.