الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2-
لا منجى من الشدائد ولا منقذ من الكروب إلا الله سبحانه وتعالى.
3-
التحذير من الاختلاف المفضي1 إلى الانقسام والتكتل.
4-
{لكل نبأ مستقر} . أجري مجرى المثل، وكذا {سوف تعلمون} .
وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ
(68)
وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَلَكِن ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (69) وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَن تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِن تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَاّ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُواْ بِمَا كَسَبُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ (70)
شرح الكلمات:
يخوضون في آياتنا: يتكلمون في القرآن طعناً فيه ونقداً له ولما جاء فيه.
فأعرض عنهم: قم محتجاً على صنيعهم الباطل، غير ملتفت إليهم.
بعد الذكرى: أي بعد التذكر.
1 يحسن ذكر شاهد عظيم على معنى هذه الآية: {ويلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض} روى مسلم عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ الله زوى لي الأرض (أي جمعها) فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمّتي ألاّ يهلكهم بسنة عامة وألا يسلط عليهم عدواً من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإنّ ربي قال لي يا محمد: إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمّتك ألا أهلكهم بسنة عامة وألا أسلط عليهم عدوَّاً من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها، أو قال من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضاً".
ولكن ذكرى: أي موعظة لهم.
وذر الذين: أي اترك الكافرين.
لعبأ ولهوا: كونه لعباً لأنه لا يجنون منه فائدة قط، وكونه لهواً لأنهم يتلهون به وشغلهم عن الدين الحق الذي يكملهم ويسعدهم.
أن تبسل نفس: أي تسلم فتؤخذ فتحبس في جهنم.
كل عدل: العدل هنا: الفداء.
أبسلو: حبسوا في جنهم بما كسبوا من الشرك والمعاصي.
من حميم: الحميم الماء الشديد الحرارة الذي لا يطاق.
وعذاب أليم: أي شديد الألم والإيجاع وهو عذاب النار.
معنى الآيات:
ما زال السياق في الحديث مع أولئك العادلين المكذبين في! قول الله تعالى لرسوله {وإذا رأيت1 الذين يخوضون في آياتنا} يستهزئون بالآيات القرآنية ويسخرون مما دلت عليه من التوحيد والعذاب للكافرين {فأعرض عنهم} أي فصد عنهم وانصرف {حتى يخوضوا في حديث غيره} وإن أنساك الشيطان نهينا هذا فجلست ثم ذكرت فقم ولا تقعد مع القوم الظالمين، وقوله تعالى:{وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء} أي وليس على المؤمنين المتقين أنت وأصحابك يا رسولنا من تبعة ولا مسئولية ولكن إذا خاضوا في الباطل فقوموا ليكون ذلك ذكرى لهم فيكفون عن الخوض في آيات الله تعالى. وهذا كان بمكة قبل قوة الإسلام، ونزل بالمدينة النهي عن الجلوس مع الكافرين والمنافقين إذا خاضوا في آيات الله ومن جلس معهم يكون مثلهم وهو أمر عظيم قال تعالى:{وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم} هذا ما دلت عليه الآيتان الأولى والثانية.
1 الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأمته داخلة معه في هذا فمتى حصل لمؤمن أو مؤمنة مثل هذا تعيّن عليه أن يقوم احتجاجا وعدم رضا، وفي الآية دليل على أنّ مجالسة أهل الكبائر لا تجوز لاسيما في حال تلبسهم بالكبيرة، وهذه أقوال السلف في هذه المسألة قال ابن خويز منداد: من خاض في آيات الله تركت مجالسته وهجر مؤمنا كان أو كافراً قال القرطبي: منع أصحابنا الدخول على أرض العدو ودخول كنائسهم ومجالسة الكفار وأهل البدع وألا تعتقد مودّتهم ولا يسمع كلامهم ولا مناظرتهم. قال الفضيل بن عياض من أحبّ صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإيمان من قلبه.
أما الثالثة (70) فإن الله تعالى يأمر رسوله أن يترك الذين اتخذوا دينهم الحق الذي جاءهم به رسول الحق لعباً ولهواً يلعبون به أو يسخرون منه ويستهزئون به وغرتهم الحياة الدنيا قال تعالى: {وذر الذين اتخذوا دينهم1 لعباً ولهواً وغرتهم الحياة الدنيا} اتركهم فلا يهمك أمرهم وفي هذا تهديد لهم على ما هم عليه من الكفر والسخرية والاستهزاء، وقد أخبر تعالى في سورة الحجر أنه كفاه أمرهم إذ قال {إنا كفيناك المستهزئين} ، وقوله تعالى {وذكر به} أي بالقرآن {أن تبسل نفس} أي كي لا تبسل2 {بما كسبت} أي كي لا تسلم نفس للعذاب بما كسبت من الشرك والمعاصي، {ليس لها} يوم تسلم للعذاب {من دون الله ولي} يتولى خلاصها، {ولا شفيع} يشفع لها فينجيها من عذاب النار {وإن تعدل كل3 عدل لا يؤخذ منها} أي وإن تقدم ما أمكنها حتى ولو كان ملء الأرض ذهباً فداء لها لما نفعها ذلك ولما نجت من النار، ثم قال تعالى:{أولئك الذين أبلسوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم} أبلسوا: أسْلِمُوا وأخذوا إلى جهنم بما كسبوا من الذنوب والآثام لهم في جهنم شراب من ماء حميم حار وعذاب موجع اليم. وذلك بسبب كفرهم بالله وآياته ورسوله حيث نتج عن ذلك خبث أرواحهم فما أصبح يلائم وصفهم إلا عذاب النار قال تعالى من هذه السورة سيجزيهم وصفهم إنه حكيم عليم.
هداية الآيات
من هداية الآيات:
1-
حرمة الجلوس في مجالس يسخر فيها من الإسلام وشرائعه وأحكامه وأهله.
2-
وجوب القيام احتجاجاً من أي مجلس يعصى فيه الله ورسوله.
3-
مشروعية الإعراض في حال الضعف عن المستهزئين بالإسلام الذين غرتهم الحياة الدنيا من أهل القوة والسلطان وحسب المؤمن أن يعرض عنهم فلا يفرح بهم ولا يضحك لهم.
1 اختلف في الدين الذي اتخذه المشركون لهوا ولعباً، والظاهر أنّه الإسلام الذي جاءهم الرسول صلى الله عليه وسلم به إذ لا دين لله سواه وبعث الله تعالى إليهم رسوله به فهو دينهم ومع الأسف رفضوه واتخذوه لهوا ولعبا يسخرون ويستهزئوا به.
2 قال القرطبي تبسل أي ترتهن وتسلم للهلكة عن مجاهد وقتادة والحسن وعكرمة والإبسال تسليم المرء للهلاك. قال الشاعر:
وابسالي بنيِّ بغير جرم
…
بعوناه ولا بدم مراق
ومعنى بعوناه جنيناه. والشاهد في قوله وإبسالي بني حيث أسلم بنيه للهلاك.
3 العدل الفداء أو الفدية.