الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هداية الآيتين
من هداية الآيتين:
1-
الإيمان والعمل الصالح موجبان لدخول الجنة مقتض للكرامة في الدارين.
2-
لا مشقة لا تحتمل في الدين الصحيح الذي جاءت به الرسل إلا ما كان عقوبة.
3-
لا عداوة ولا حسد في الجنة.
4-
الهداية هبة من الله فلا تطلب إلا منه، ولا يحصل عليها إلا بطلبها منه تعالى.
5-
صدقت الرسل فيما أخْبَرَتْ به من شأن الغيب وغيره.
وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ
(44)
الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ (45) وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47)
شرح الكلمات:
فأذن مؤذن: أي أعلن بأعلى صوته أن لعنة الله على الظالمين.
لعنة الله: أي أمره بطرد الظالمين من الرحمة إلى العذاب.
يصدون عن سبيل الله: سبيل الله هي الإسلام والصد: الصرف فهم صرفوا أنفسهم وصرفوا غيرهم.
ويبغونها عوجاً: يطلبون الشريعة أن تميل مع ميولهم وشهواتهم فتخدم أغراضهم.
وبينهما حجاب. أي باب أهل الجنة وأهل النار حاجز فاصل وهو سور الأعراف.
وعلى الأعراف: سور بين الجنة والنار قال تعالى من سورة الحديد {فضرب بينهم بسور} .
يعرفون كلاً بسيماهم: أي كل من أهل الجنة وأهل النار بعلاماتهم.
صرفت أبصارهم: أي نظروا إلى الجهة التي فيها أصحاب النار.
معنى الآيات:
مازال السياق في الحديث عن أصحاب الجنة وأصحاب النار فيخبر تعالى أن أصحاب الجنة نادوا أصحاب النار قائلين لهم إنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا به هن الجنة ونعيمها حقاً، فهل1 وجدتم أنتم ما وعدكم ربكم من النار وعذابها حقاً؟ فأجابوهم: نعم2 إنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً، وهنا أذن مؤذن قائلاً: لعنة3 الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله التي هي الإسلام الموصل إلى رضا الله تعالى والجنة، ويبغونها عوجاً أي يريدون سبيل الله معوجة تدور معهم حيث داروا في شرورهم ومفاسدهم، وشهواتهم وأهوائهم، وهم بالآخرة كافرون أيضاً فهؤلاء يلعنونهم: لعنة الله على الظالمين الذين تلك صفاتهم قال تعالى في الآية الثالثة: {وبينهما} أي بين أهل الجنة وأهل النار {حجاب} فاصل أي حاجز وهو مكان على مرتفع، وعليه رجال من بني آدم استوت سيئاتهم وحسناتهم فحبسوا هناك حتى يقضي بين أهل الموقف فيحكم فيهم بدخولهم الجنة إن شاء الله تعالى.
وقوله: {يعرفون كلاً بسيماهم} أي يعرفون أهل الجنة بسيماهم وهي بياض الوجوه ونضرة النعيم، ويعرفون أهل النار بسواد الوجوه وزرقة العيون.
{ونادوا أصحاب الجنة} أي نادى أصحاب الأعراف أصحاب الجنة قائلين: سلام عليكم يتطمعون بذلك كما قال تعالى {لم يدخلوها وهم يطمعون. وإذا صرفت أبصارهم تلقاء4 أصحاب النار} أي نظروا إلى جهة أهل النار فرأوا أهلها مسودة وجوههم زرق أعينهم يكتنفهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم، رفعوا أصواتهم قائلين:{ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين} أي أهل النار لأنهم دخلوها بظلمهم والعياذ بالله.
1 هذا سؤال توبيخ وتعيير لا استفهام واستخبار.
2 في نعم لغات: فتح النون والعين نعم وكسر العين للفرق بينها وبين النعم التي هي الإبل والبقر والغنم، وهي حرف إجابة وتكون للعدة والتصديق فمثال العدة نحو: أيقوم زيد؟ فتقول: نعم أي لله بقيامه ومثال التصديق قولك: هل جاء زيد؟ فتقول: نعم فتصدقه في مجيئه.
3 يروى أن طاووسا دخل على هشام بن عبد الملك فقال له: اتق الله واحذر يوم الأذان فقال: وما يوم الأذان؟ قال: قوله تعالى: {فأذّن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين} فصعق هشام فقال طاووس: هذا ذلٌ الصفة فكيف ذل المعاينة.
4 قال أهل اللغة: لم يأت مصدر على تِفعال سوى حرفين: تِلقاء وتبيان. وما عداهما فبالفتح نحو تَسيار وتَذكار وتَهمام، أما الأسماء فكثرة نحو تِمثال ومِفتاح ومِصباح ومِعراج.