الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
5-
مشروعية تحليف الشهود إذا ارتاب القاضي فيهم أو شك في صدقهم.
يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلَاّمُ الْغُيُوبِ
(109)
إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلَاّ سِحْرٌ مُّبِينٌ (110) وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111)
شرح الكلمات:
يوم1 يجمع الله الرسل: أي اذكر يوم يجمع الله الرسل وذلك ليوم القيامة.
الغيوب: جمع غيب: وهو ما غاب عن العيون فلا يدرك بالحواس.
أيدتك: قويتك ونصرتك.
بروح القدس: جبريل عليه السلام.
المهد: سرير الطفل الرضيع.
1 وجه اتصال هذه الآية بسابق
تها ظاهر، إذ أمرهم تعالى في الآية الأولى بالتقوى والسمع والطاعة لأوامره ونواهيه، وذكّرهم في هذه الآية بأهوال يوم القيامة ليكرر ذلك حافزاً لهم على التقوى مقوّيا لهم على السمع والطاعة.
الكهل: من تجاوز سن الشباب أي ثلاثين سنة.
الكتاب: الخط والكتابة.
والحكمة: فهم أسرار الشرع، والإصابة في الأمور كلها.
تخلق كهيئة الطير: أي توجد وتقدر هيئة كصورة الطير.
الأكمه والأبرص: الأكمه: من ولد أعمى، والأبرص: من به مرض البرص.
تخرج الموتى: أي أحياء من قبورهم.
كففت: أي منعت.
الحواريون: جمع حواري: وهو صادق الحب في السر والعلن.
معنى الآيات:
يحذر الله تبارك وتعالى عباده المؤمنين من أهوال البعث الآخر يوم يجمع1 الرسل عليهم السلام ويسألهم وهو أعلم بهم: {فيقول: ماذا أجبتم؟} أطاعتكم أممكم أم عصتكم؟ فيرتج عليهم ويذهلون ويفوضون الأمر إليه تعالى ويقولون: {لا علم لنا2: انك أنت علام الغيوب} ، إذا كان هذا حال الرسل فكيف بمن دونهم من الناس ويخص عيسى عليه السلام من بين الرسل بالكلام في هذا الموقف العظيم، لأن أمتين كبيرتين غوت فيه وضلت اليهود ادعوا أنه ساحر وابن زنى، والنصارى ادعوا أنه الله وابن الله، فخاطبه الله تعالى وهم يسمعون:{يا عيسى بن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك} فأنت عبدي ورسولي وأمك أمتي، وذكر له أنواع نعمه عليه فقال:{إذ أيدتك3 بروح القدس} ، جبريل عليه السلام {تكلم الناس في المهد} وأنت طفل. إذ قال وهو في مهده {إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً، وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً} وقوله {وكهلاً} أي وتكلمهم وأنت كهل أيضاً وفيه بشرى لمريم أن ولدها يكبر ولا يموت صغيراً وقد كلم الناس وهو شاب وسيعود إلى الأرض ويكلم الناس وهو كهل ويعدد نعمه عليه
1 {يومَ} منصوب على الظرفية معمول لـ اسمعوا لفعل محذوف يقدّر بـ اذكروا، أو اسمعوا، أو احذروا.
2 أي: لا علم لنا بباطن ما أجاب به أممنا، وشهد له حديث الصحيح:"يرد على أقوام الحوض فيختلجون فأقول: أمتي فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك".
3 أي: قويتك مأخوذ من الأيد الذي هو القوة ومنه قوله تعالى: {والسماء بنيناها بأيد} .
فيقول: {وإذ علمتك الكتاب والحكمة} ، فكنت تكتب الخط وتقول وتعمل بالحكمة، وعلمتك التوراة كتاب موسى عليه السلام والإنجيل الذي أوحاه إليه {وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني} فيكون طيراً بإذني أي اذكر لما طالبك بنو إسرائيل بآية على نبوتك فقالوا لك اخلق لنا طيراً فأخذت طيناً وجعلته على صورة طائر وذلك بإذني لك ونفخت فيه بإذني فكان طائراً، واذكر أيضاً {إذ تبرىء الأكمة} وهو الأعمى الذي لا عينين له، {والأبرص بإذني} أي بعوني لك وإقداري لك على ذلك {وإذ تخرج الموتى} من قبورهم أحياء فقد أحيا عليه السلام عدداً من الأموات بإذن الله تعالى ثم قال بنو إسرائيل أحيي لنا سام بن نوح فوقف على قبره وناداه فقام حياً من قبره وهم ينظرون، واذكر {إذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات1} فكذبوك وهموا بقتلك وصلبك، {فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين} . واذكر {إذ أوحيت إلى الحواريين2} على لسانك {أن آمنوا بي وبرسولي} أي بك يا عيسى {قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون} أي منقادون مطيعون لما تأمرنا به من طاعة ربنا وطاعتك.
هداية الآيات
من هداية الآيات:
1-
شدة هول يوم القيامة وصعوبة الموقف حتى إن الرسل ليذهلون.
2-
وجوب الاستعداد لذلك اليوم بتقوى الله تعالى.
3-
توبيخ اليهود والنصارى بتفريط اليهود في عيسى وغلو النصارى فيه.
4-
بيان إكرام الله تعالى لعيسى وما حباه به من الفضل والإنعام.
5-
ثبوت معجزات عيسى عليه السلام وتقريرها.
إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللهَ إِن كُنتُم
1 أي: الدلالات والمعجزات وهي المذكورة في هذه الآيات من إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى.
2 الوحي يكون بمعنى الإلهام لغير الرسول أمّا الرسول فطرق الوحي إليهم جاءت في آخر سورة الشورى.