الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4-
وجوب1 عبادة الله تعالى والتوكل عليه.
سورة
يوسف
مكية
وآياتها مائة وإحدى عشرة
بسم الله الرحمن الرحيم
الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ
(1)
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)
شرح الكلمات:
ألر: تكتب آلر وتقرأ: ألف، لام، را، والله أعلم بمراده بذلك.
الكتاب المبين: أي القرآن المظهر للحق في الاعتقادات والعبادات والشرائع.
قرآنا عربيا: أي بلغه العرب العدنانيّون والقحطانيون سواء.
نحن نقص: نحدثك متتبعين آثار الحديث على وجهه الذي كان عليه وتم به.
بما أوحينا: أي بإيحائنا إليك فالوحي هو أداة القصص.
من قبله: أي من قبل نزوله عليك.
لمن الغافلين: أي من قبل إيحائنا إليك غافلا عنه لا تذكره ولا تعلم منه شيئاً.
1 إذ لأجلها خلق الخلق كله، قال تعالى:{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} الآية وفي الحديث القدسي: "يا ابن آدم لقد خلقت كل شيء من أجلك وخلقتك من أجلي". إذاً فِعلُهُ الحياة كلها ليُعْبَدَ الله تعالى.
معنى الآيات:
إن المناسبة بين سورتي هود ويوسف عليهما السلام أن الثانية تتميم للقصص الذي اشتملت عليه الأولى إذ سورة يوسف اشتملت على أطول قصص في القرآن الكريم أوله {إذ قال يوسف لأبيه} رابع آية وآخره {وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم} الآية الثانية بعد المائة وأما سبب نزول هذه السورة فقد قيل للرسول1 صلى الله عليه وسلم لو قصصت علينا فأنزل الله تعالى {ألر تلك آيات الكتاب المبين} إلى قوله {وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم} فقص أحداث أربعين سنة تقريباً، فقوله تعالى {ألر} من هذه الحروف المقطعة تألفت آيات القرآن الكريم، فأشار إليها بقوله {تلك آيات الكتاب المبين} أي المبيّن للحق المُظهر له ولكل ما الناس في حاجة إليه مما يصلح دينهم ودنياهم. وقوله تعالى {إنا أنزلناه} أي القرآن {قرآنا عربيّاً} 2 أي بلسان العرب ليفهموه ويعقلوا معانيه فيهتدوا عليه فيكملوا ويسعدوا. وقوله {لعلكم تعقلون3} أي ليمكنكم فهمه ومعرفة ما جاء فيه من الهدى والنور. وقوله تعالى {نحن نقص عليك} يا رسول الله {أحسن القصص4} أي أصحه وأصدقه وأنفعه وأجمله {بما أوحينا إليك هذا القرآن} أي بواسطة إيحائنا إليك هذا القرآن، {وإن كنت من قبله} أي من قبل إتيانه إليك {لمن الغافلين} عنه لا تذكره ولا تعلمه.
هداية الآيات:.
من هداية الآيات:
1-
تقرير إعجاز القرآن إذ هو مؤلف من مثل ألر، وطس، وق، ومع هذا لم يستطع العرب أن يأتوا بسورة مثله.
2-
بيان الحكمة في نزول القرآن باللغة العربية وهي أن يعقله العرب ليبلغوه إلى غيرهم.
1 روى ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما: قالوا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو قصصت علينا فنزلت: {نحن نقص عليك أحسن القصص} الآية.
2 قرآناً عربياً حال من الضمير في أنزلناه وعربياً صفة له فلم يكن على نهج الأشعار- والقصص التي تقص وإنما هو كتاب منظم يقرأ ويحفظ ويعلم ما فيه ويعمل به لسعادة الدارين.
3 أي جعلناه قرآناً عربياً بلغتكم التي تتخاطبون بها وتفهمون أساليبها الكلامية ومعانيها الإفرادية والتركيبية رجاء أن تتمكنوا من فهمه ومعرفة ما يدعو إليه من الحق والصراط المستقيم.
4 القصص منقول من قص الأثر إذا تتبع آثار الأقدم ليعرف منتهى سير صاحبها فالقصص تتبع الأخبار للمعرفة والعظة والاعتبار.