الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلا اليوم، فنزل منه ملك، فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض، لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال: ابشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك ــ فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة ــ لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته" (1)، وفي هذا دلالة صريحة على اختصاص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأمته بالفاتحة، ومن خصّ بشيء زاد حرصه عليه، لاختصاصه به لنفاسته دون سواه، فليعتن المسلم بسورة الفاتحة، فهما لدلالاتها وتجويدا لتلاوتها.
النظرة التاسعة
الفاتحة تحاور بين العبد وربه:
ما أعظم مناجاة العبد لربه عز وجل واستشعاره محاورته لمولاه جل وعلا من خلال فاتحة الكتاب، هنا يدرك العبد لذة المناجاة حينما يحزبه أمر فيلجأ إلى خالقه وباريه، يطلب منه اللطف والرحمة والعفو والمغفرة هكذا كان يفعل سيد الخلق صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر لجأ إلى الصلاة (2)، وإذا حان وقت الفريضة قال:
(يا بلال أرحنا بالصلاة)(3).
(1) حديث (254).
(2)
أخرجه أبو داو ود في سننه (2/ 78 ـ رقم 1319) من حديث حديقة (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حز به أمر صلى) ويشهد له الذي بعده، وأخرجه أحمد في مسنده (5/ 388) هذا قول حذيفة وفي سنده محمد بن عبد الله الدؤلي مقبول.
(3)
أخرجه الطبراني (6/ 340) من حديث صحابي من أسلم.
قال الهيثمي في المجمع (1/ 145): فيه أبو حمزة الثمالي ضعيف واهي الحديث، وأخرجه أبو داود (5/ 2، 62، ) والإمام أحمد في المسند (5/ 364، 371) وفي إتحاف السادة المتقنين (3/ 137) قال: إسناده صحيح.
أخرج الإمام مسلم حديث أبي هريرة رضي الله عنه وفيه: سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: مالك يوم الدين، قال: مجّدني عبدي، وقال مرة: فوض إليّ عبدي، فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)(1).
(1) في صحيحه (1/ 296 ـ رقم 39) وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (5/ 292 ـ رقم 2146) وأطال المحقق في تخريجه فليعد إليه الراغب.