الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال: بآمين، فإنه إن ختم بآمين فقد أوجب" فانصرف الرجل الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اختم يا فلان بآمين وأبشر (1)، وفي هذا أخبار لا تخلو من مقال وقد يعضِّد بعضها بعضا (2).
النظرة الحادية والثلاثون
الجهر بآمين:
الصحيح من أقوال العلماء رحمهم الله الجهر بآمين للإمام والمأموم، والنصوص الدالة على ذلك كثيرة منها ما تقدم وعقد الإمام البخاري رحمه الله ترجمتين لذلك.
قال في الأولى: باب جهر الإمام بالتأمين وقال عطاء: آمين دعاء، أمن ابن الزبير ومن وراءه، حتى إن للمسجد للجة.
وكان أبو هريرة ينادي الإمام؛ لا تفتنى بآمين (3).
وقال في الثانية: باب جهر المأموم بآمين (4)، وذكر حديث أبي هريرة المتقدم في آخر المبحث الثالث.
(1) سنن أبي داود، حديث (938) وفي إسناده صبيح بن محرز مقبول.
(2)
انظر: (الجامع لأحكام القرآن 1/ 127 ـ 128).
(3)
صحيح الإمام البخاري، حديث (780).
(4)
صحيح الإمام البخاري، حديث (782).
وأخرج أبو داود، والدارقطني (1)، من حديث وائل بن حجر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا قرأ {وَلَا الضَّالِّينَ} قال:"آمين" ورفع بها صوته، وأخرجه الترمذي وقال: حديث حسن (2)، وقال أيضا عقب قول عطاء: وبه يقول غير واحد من أهل العلم، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن بعدهم، يرون أن يرفع الرجل صوته بالتأمين لا يخفيها، وبه يقول الشافعي، وأحمد، وإسحاق (3)، ولا حجة قائمة لمن قال بالإسرار بآمين، بدعوى أنها دعاء، والله عز وجل يقول:{ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} (4)؛ لأنه يقال له ثبت ذلك من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصحابة رضي الله عنهم، ثم إن إخفاء الدعاء إنما يكون أفضل لما يدخله من الرياء، أما ما يتعلق منه بصلاة الجماعة فشهودها، إشهار شعار ظاهر، وإظهار حق يندب العباد إلى إظهاره، وقد ندب الإمام إلى إشهار قراءة الفاتحة المشتملة على الدعاء والتأمين في آخرها،
(1) سنن أبي داوود (1/ 574) وانظر سنن الدارقطني (1).
(2)
سنن الترمذي، حديث (248).
(3)
انظر: (الجامع لأحكام القرآن 1/ 129).
(4)
الآية (55) من سورة الأعراف.