الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النظرة الخامسة
عدد آياتها:
اجمعت الأمة على أن فاتحة الكتاب سبع آيات، ولم يخالف فيه إلا من لا عبرة بقوله، لشذوذه (1).
قال الطبري: وقد اتفق القراء والعلماء على أنها سبع آيات، وحصل الخلاف في الآية التي صارت بها سبع آيات، فقال جماعة من الأصحاب والتابعين وعُظْم (2)، أهل الكوفة: هي: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} وقال عُظْم قُراة (3)، أهل المدينة ومتقنيهم:{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} (4).
قال الخطابي: قال قوم هي آية من فاتحة الكتاب، وهو قول ابن عباس، وأبي هريرة، وسعيد بن جبير، وعطاء، وابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبي عبيد، وقال آخرون: ليست التسمية من فاتحة الكتاب
…
(5)، ونقل ابن كثير رواية ابن مردويه بسنده من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحمد لله رب
(1) انظر: (الجامع لأحكام القرآن 1/ 114).
(2)
بضم العين: وعظم الشيء، أو الناس: معظمهم وأكثرهم.
(3)
بالتخفيف: جمع قارئ.
(4)
جامع البيان (1/ 109).
(5)
معالم السنن مع سنن أبي داود 1/ 513.
العالمين سبع آيات: بسم الله الرحمن الرحيم إحداها، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم، وهي أم الكتاب، وفاتحة الكتاب) (1)، قال ابن كثير رحمه الله: رواه الدارقطني (2)، أيضا عن أبي هريرة، مرفوعا بنحوه أو مثله، وقال: كلهم ثقات. وهذا رأي ابن عباس رضي الله عنه (3).
وقد ألف في وجوب قراءة البسملة في الصلاة الإمام أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي كتابا سماه "الرسالة المقنعة في وجوب قراءة البسملة في الصلاة" وألف أبو شامة المقدسي "البسملة الكبير" في مجلد، و "البسملة الصغير".
وقد أثبت السلف البسملة في المصحف، مع توصيتهم بتجريد القرآن، ولذلك لم يثبتوا آمين، فلولا أنها من القرآن لما أثبتوها (4)، فليعلم أن البسملة آية من الفاتحة وهو قول الجمهور، {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} آية واحدة، هي الآية السابعة، تمام الفاتحة.
(1) انظر: (تفسير القرآن العظيم 1/ 22 ـ وأنوار التنزيل 1/ 5).
(2)
سنن الدارقطني، حديث (36).
(3)
تفسير القرآن العظيم (1/ 22).
(4)
انظر: (الكشاف 1/ 4) ومصحف المدينة النبوية.