الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أدلته، ما لا يقل عما يَرد على غيره من الأجوبة التي ردها، ولذا قمت في التعليق على هذا الموضع بالرد لهذا الجواب ولأدلته، وذلك في أربعة نقاط أساسية، تجعله مرغوبًا عنه كسابِقِيه، ثم أتبعت ذلك ببيان أن الجواب الشافي عن جمع الترمذي بين تلك الأوصاف يكون بإحصائها في الجامع كله ودراسة أسانيدها، ثم وجدت من علماء المصطلح من أشار إلى ذلك، ولكنه استبعد وجود من ينهض بذلك (1) ثم أخبرني بعض زملائي الأفاضل وهو الدكتور/ محمود ميرة، بقيام بعض طلاب الدراسات العليا بالجامعة الإِسلامية بالمدينة المنورة، ببعض بحوث في هذا، وحققوا نتائج مرضية، فالحمد لله على ذلك، وأرجو الله تعالى أن يوفق غيرهم لاستمرار هذه البحوث بجدية وعمق حتى نتحصل على جواب شاف عن كل عبارات الترمذي المركبة، والمفردة أيضًا، بإذن الله.
ومهما يكن من تلك الملحوظات وغيرها، فإنها لا تقدح في مكانة هذا الشرح ومميزاته التي تقدمت، وآثاره التي سنوضحها بعد قليل، ولعل المؤلف رحمه الله لو أتيح له إكمال شرحه ومراجعته شكلًا ومضمونًا، لتلافي الكثير مما لوحظ عليه، سواء من الأئمة السابقين، أو مما بدا لي فيما تقدم، والكمال لله وحده.
أثر الكتاب فيما بعده:
1 -
من أهم آثار هذا الشرح إعطاء القدوة في التوسع عما في عارضة الأحوذي، سواء في الشرح أو في التخريج للأحاديث بجوانبه الثلاثة السابق ذكرها، مع بيان درجات الأحاديث المحتاجةِ إلى ذلك في كثير من الأحيان، فقد نسج على منواله من تصدوا لشرح الترمذي شرحًا مستقلًا، ومن أكمل على شرح من تقدمه.
2 -
أن ما ضمنه المؤلف فيه من آراء في علم مصطلح الحديث عمومًا، أو في مصطلحات الترمذي في جامعه خصوصًا، صار محورًا دارت حوله آراءُ
(1) الشرح/ ق 10 أ، ب مع التعليق.
العلماء من بعده، ما بين مقتبس منه، ومؤيد، ومعارض، كما مر معنا في نماذج آرائه وغيرها مما تضمنته تعليقاتي على النص في أكثر من موضع من هذا القسم المحقق.
3 -
نقول العلماء من بعده عنه، سواء فيما يتعلق بالصناعة الحديثية أو بالتخريج أو بالشرح، فالحافظ العراقي نقل عنه في ألفيته في المصطلح، وفي شرحها له (1).
وكذا نقل عنه في نكته المسماة بالتقييد والإيضاح لما أُطلِق وأُغلِق من مقدمة ابن الصلاح (2).
ونقل عنه الحافظ ابن حجر في نكته على ابن الصلاح والعراقي (3).
ونقل عنه الإمام العَيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري (4).
ونقل عنه السخاوي في شرحه لألفية العراقي السابق ذكرها، مع الإقرار، تارة والمعارضة أخرى (5).
ونقل عنه البقاعي في حاشيته على شرح العراقي لألفيته في المصطلح، وتُسَمى "النكت الوفيَّةِ بما في شرح الألفية"(6).
ونقل عنه السيوطي في تدريب الراوي (7) وفي قوت المغتذي على جامع الترمذي في مواضع تغني كثرتها عن الإحالة.
(1) انظر الألفية المسماة بالتبصرة والتذكرة مع شرحيها للعراقي وللأنصاري 1/ 86، 96، 98، 100، 110. ط. مصورة عن ط. فاس.
(2)
انظر ص 43، 45، 53، 54، 61، ط. عبد الرحمن عثمان.
(3)
1/ 432، 433، 476، 477.
(4)
كتاب الوضوء - باب ما يقع من النجاسات في السمن 3/ 159.
(5)
فتح المغيث للسخاوي 1/ 64، 65 بقوله (زعم بعض الحفاظ) ولعله أبهمه لموضع النقد 75، 76، 77، 78، 84، 90، 91، 92، 93، 170.
(6)
وهي مخطوطة لم تطبع حتى الآن فيما أعلم/ ق 59 أ، 62 أ، ب، 73 أ، ب.
(7)
التدريب 1/ 155، 156، 168، 169.
أما الإمام الشوكاني فقد قدمت أنه قرر اطلاعه على هذا الشرح بخط مؤلفه، وأُعجب بمضمونه العلمي، ولهذا فقد وقفتُ على نقله منه في نيل الأوطار في سبعة عشر موضعًا (1).
ونقل عنه المباركفوري في تحفة الأحوذي، في مواضع متعددة، ولكن معظمها بواسطة نيل الأوطار، كما صرح بذلك المباركفوري مرارًا (2) وبعضها من قوت المغتذي للسيوطي (3).
وبتلك الأمثلة يتضح لنا ما أفاده هذا الشرح بمادته العلمية المتنوعة، لما أُلف بعده في علم مصطلح الحديث، وفي شرح الترمذي، وفي شرح غيره من كتب الحديث .. وسيتسع تأثيره، والإفادة منه أكثر بعد نشره مطبوعًا إن شاء الله.
…
(1) انظر نيل الأوطار للشوكاني شرح منتقى الاخبار 1/ 98، 167، 168، 174، 178، 180، 185، 192، 195، 199، 278، 355، 356، 397، 401، 416، ج 2/ 44.
(2)
انظر تحفة الأحوذي 1/ 65، 115، 129، 150، 152، 360، 363، 416، 475، 512، 518، 541، 619، ج 3/ 235.
(3)
انظر التحفة 1/ 629.