الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 - باب ما يقول إذا دخل الخلاء
حدثنا قتَيبةُ وهنَّاد، قالا: ثنا وكيع عن شعبة عن عبد العزيز بن صُهيْب عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء، قال: اللهم إني أعوذ بك.
قال شعبة: وقد قال مرة أخرى: أعوذُ بالله من الخُبُث والخَبِيث، أو الخُبُث والخَبائث.
قال أبو عيسى: وفي الباب عن علي، وزيد بن أرقَم، وجابر، وابن مسعود.
قال أبو عيسى: حديث أنس، أصح شيء في [هذا](1) الباب وأحسن.
وحديث زيد بن أرْقَم، في إسناده اضطراب، روى هشام الدَّسْتَوَائِي، وسعيد بن أبي عَرُوبة عن قَتادة، [فقال: سعيد: عن القاسم بن عَوْف الشَّيْباني عن زيد بن أرقم، وقال هشام الدَّسْتَوائي: عن قتادة عن زيد بن أَرْقَم، ورواه شعبة ومعمر عن قتادة] (2) عن
(1) زيادة من ط شاكر 1/ 11.
(2)
ما بين المعكوفَين ساقط من الأصل وأثبتَّه من ط شاكر 1/ 11 وسيأتي نقل الشارح نحوه عن العلل الكبير للترمذي.
النَّصْر بن أنس، فقال (1) شعبة: عن زيد بن أرقم، وقال معمر: عن النَضْر بن أنس عن أبيه [عن النبي صلى الله عليه وسلم].
قال أبو عيسى: سألت محمدًا عن هذا، فقال: يَحتمل أن يكون قتادة روى عنهما جميعًا] (2).
حدثنا (3) أحمد بن عَبْدَة الضَّبِّي [البصري](4) قال: ثنا حماد بن زيد عن عبد العزيز بن صُهَيْب، عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال اللهم إنّي أعوذ بك من الخُبُث والخبائث. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
[الكلام عليه]
[التخريجُ والصِّنَاعةُ الحديثية]:
حديث عبد العزيز بن صهيب عن أنس هذا، أخرجه الشيخان في صحيحيهما:-
فرواه البخاري في الطهارة (5): ثنا آدم، وفي الدعوات (6) عن ابن عَرْعَرة، كلاهما (7) عن شعبة عنه.
(1) بالأصل "وقال" وما أثبته من ط شاكر 1/ 11 وعليه يستقيم المعنى.
(2)
ما بين المعكوفبن من ط شاكر 1/ 11.
(3)
في ط شاكر "أخبرنا" 1/ 11.
(4)
من ط شاكر 1/ 11.
(5)
باب ما يقول عند الخلاء/ البخاري مع الفتح 1/ 243 ح 142.
(6)
باب الدعاء عند الخلاء/ البخاري مع الفتح 11/ 129 ح 6322.
(7)
يعني: آدم وعَرْعَرة.
ومُسلم في الطهارة (1): ثنا يحيى بن يحيى قال: ثنا حمادبن زيد، وهُشَيم [كلاهما](2) عنه، قال (3) وثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وزهير، عن ابن عُلَيَّة عنه (4).
ورواه أيضًا النسائي (5) وابن ماجه (6).
وحديث علي، رواه ابن ماجه (7) ورواه الترمذي، في أواخر كتاب الصلاة (8) وسيأتي/ الكلام عليه هناك (9).
(1) كتاب الحيض - باب ما يقول إذا أراد دخولَ الخَلاء 1/ 283 ح 122.
(2)
زيادة من مسلم الموضع السابق.
(3)
يعني مسلم 1/ 284.
(4)
في ط فؤاد عبد الباقي لمسلم 1/ 284 قالا: حدثنا إسماعيل (وهو ابن عُلَيَّة) عن عبد العزيز
…
(5)
في السنن الصغرى - كتاب الطهارة - باب القول عند دخول الخلاء 1/ 20. وفي الكبرى/ كتاب النعوت - باب ذكر أسماء الله تعالى، مع زيادة في آخره / ل/ 200 وفي عمل اليوم والليلة بنفس السند ص 170، ح 74 وانظر تحفة الأشراف 1/ 279 ح 1047.
(6)
كتاب الطهارة - باب ما يقول إذا دخل الخلاء 1/ 109 ح 298.
(7)
الموضع السابق ح 297 بسند الترمذي الآتي بيان درجتُه بَعْد.
(8)
باب ما ذُكِر من التسمية عند دخول الخلاء 2/ 503 ح 606 وقال: هذا حديث غريب لا نَعرِفه إلا من هذا الوجه، وإسناده ليس بذاك القوى. وقد روى عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أشياء في هذا. هـ. وأشار الشيخ شاكر رحمه الله إلى أن هذا الباب وعِدَّة أبواب بعده موضِعُها المناسب هو الطهارة؛ لا الصلاة/ جامع الترمذي ط شاكر 2/ 552.
(9)
تقدم أن المؤلف لم يُوقَفْ من شرحه إلا على قطعة من بداية الجامع إلى أثناء "باب =
وحديث زيد بن أرقم، رواه الإمام أحمد (1) وأبو داود والنسائي، وابن ماجه من حديث النَّضْر بن أنس، ومن حديث القاسم بن عَوْن الشَّيْباني عنه.
فأما حديث النَّضْر بن أنس، فرواه أبو داود، في الطهارة (2) عن عمرو بن مرزوق، عن شعبة عن قَتادة عن النَّضْر عن زيد.
ورواه النسائي في اليوم والليلة "عن ابن المثنى عن غُنْدَر وابن مهدي، [كلاهما](3) عن شعبة.
وعن مُؤَمِّل بن هِشَام عن إسماعيل بن عُلَيَّة عن سعيد بن أبي عَروُبة، عن [قَتَادة عن النَّضْر بن أَنس عن زيد بن أرقم](4).
= ما جاء أنَّ الأرضَ كُلَّها مسجدُ إلّا المقبرة والحمام وهو باب 119 من كتاب الصلاة، بينما الحديث المشار إليه في باب ما ذُكِر في التسمية عند دخول الخلاء، وهو متأخر عن الباب السابق بقرابة مائتي باب/ انظر جامع الترمذي ط شاكر 2/ 131، 503؛ لكن المؤلف أحال عليه باعتبار ما كان يَعْتَزِمه من تكملة الشرح لو امتد به الأجل؛ لكن الأعمار بيد الله تعالى وحده لا بيد أصحابها، ونسأل الله حسن الختام.
(1)
مسند أحمد 4/ 369، 373، ولفظه: إن الحُشُوش مُحْتَضرة، فإذا دخَلَ أحدكم فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخُبُث والخبائث، وذلك من طريق النضر، و 4/ 373 من طريق القاسم، بلفظ: فإذا أراد أحدكم أن يدخل .. (الحديث).
(2)
باب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء 1/ 16، 17 ح 6.
(3)
من تحفة الأشراف 2/ 203 ح 3685 وعند النسائي: قالا: حدثنا شعبة/ عمل اليوم والليلة، للنسائي ص 170 ح 75.
(4)
بالأصل جاء السند هكذا: عن سعيد بن أبي عَرُوبة عن شعبة عن قَتادة عن
وأما حديث قاسم بن عوف الشَّيْباني الكوفي عن زيد، فرواه النسائي في "اليوم والليلة" عن إسماعيل بن مسعود، عن زيد بن زُرَيع، وعن هارون بن إسحق عن عَبدة بن سليمان -جميعًا- عن سعيد بن أبي عَرُوبة عن قتادة عن القاسم، به (1).
ورواه ابن ماجه في الطهارة (2) عن جميل (3) بن الحسن العَتَكِي، عن عبد الأعلى عن ابن عبد الأعلى، وعن هارون بن إسحق، عن عَبْدَة -جميعًا- عن سعيد، به.
وقال الترمذي في كتاب العلل (4): حدثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر، وابن مهدي، ثنا شعبة، عن قتادة عن النضر بن أنس، عن زيد بن أرقم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن هذه الحُشُوش محْتَضَرة، فإذا دخل أحدكم الخلاء، فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخَبُث والخبائث (5): قال: سألت محمدًا عن هذا
= قاسم بن عوف، والصواب ما أَثبتُّه كما في عمل اليوم والليلة - باب ما يقول إذا دخل الخلاء ص 171 ح 76 وتحفة الأشراف 2/ 203 ح 3685.
(1)
عمل اليوم والليلة - للنسائي باب ما يقول إذا دخل الخلاء 171 ح 77، 78.
(2)
باب ما يقول الرجل اذا دخل الخلاء 1/ 108 ح 296 مكرر، ولم يسق لفظ الحديث بل ذكر الإسناد فقط وأحال بالمتن على رواية النَّضْر بن أنس قبله.
(3)
بالأصل "حميد" والتصويب من ابن ماجه في الموضع السابق وتحفة الأشراف 3/ 200 ح 3681.
(4)
ترتيب العلل الكبير للترمذي، لأبي طالب/ ل 3 أ.
(5)
بهامش ترتيب العلل ما نصه: "حديث زيد هذا أخرجه البُسْتِي في صحيحه" / ل 3 أاهـ. أقول وهو فعلًا مُخَرج في صحيح ابن حبان كما في موارد الظمآن -كتاب الطهارة- باب ما يقول إذا دخل الخلاء، ص 61.
الحديث، وقلت له: روى هشام الدستوائي مثل رواية سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قتادة، عن القاسم بن عوف (1) الشَّيْبَانِي عن زيد بن أرقم -يعني الحديث-، [وقال هشام: عن قَتادة عن زيد، وقال شعبة: عن زيد: وقال مَعْمر: عن النضر عن أبيه] (2) وقد رواه معمر مثلما روى شعبة: عن قتادة عن النضر بن أنس عن زيد، فأي الروايات، عندك أصح؟ قال (3) لعل قتادة سمع منهما (4) جميعًا [عن زيد بن أَرْقم](5) ولم يَقْضِ في هذا بشيء.
قال البيهقي (6): قال الإمام أحمد: وقيل عن مَعْمَر عن قتادة عن النَّضْر بن أنس، عن أنس، وهو وَهْم (7).
(1) بالأصل "عمرو" والتصويب من ترتيب العلل/ 3 أوهو الموافق لما تقدم من أسانيد الحديث.
(2)
ما بين المعكوفين ساقط من ترتيب العلل ومسْتَدرَك بهامشه ل 3 أ، وبه يستقيم قول الترمذي بعد: فأي الروايات أصح؟ بلفظ الجمع؛ لأن المذكور بدون هذه الزيادة روايتان فقط، مع ملاحظة أن جواب البخاري؟ منْصَب على الروايتين المذكورتين في الأصل فقط كما ترى، وقد أضاف المؤلف فيما يلي جواب البيهقي عن جانب، وجوابه هو عن الجانب الثاني.
(3)
أي البخاري.
(4)
أي من النضر والقاسم/ انظر تحفة الأحوذي 1/ 45، 46 وعمدة القاري -الطهارة- باب ما يقول عند الخلاء 2/ 253.
(5)
من ترتيب العلل/ 3 أ، وسنن البيهقي 1/ 96.
(6)
في سننه الكبرى 1/ 96.
(7)
بهامش الأصل تعليقًا على هذا نَصُّه: حاشية: البيهقي إنما قال هذا من عند نفسه، وقوله في نُسَخ البيهقي: قال الإمام أحمد، المراد به البيهقي هـ. قلت =
وأما حديث قتادة عن زيد، فمنقطع (1).
وفي الباب مما لم يذكره (2) عن أبي أُمامة، أن رسول الله/ صلى الله عليه وسلم قال: لا يعجَز أحدكم إذا دخل مَرفِقَه أن يقول: اللهم إني أعوذ بك من الرِّجْس النجس الخبيث، الشيطان الرجيم، رواه ابن ماجه (3) من حديث عبيد الله بن زَخر عن علي بن يزيد عن القاسم، عن أبي أُمامة. فأما عُبيد الله، فضعفه أحمد ويحيى (4)، وأما علي، فقال البخاري: مُنكَر الحديث (5) وقال النسائي: متروك (6).
= وعليه فالشارح وَهِم في هذا فظن أن البيهقي يحكى هذا الكلام عن الإمام أحمد بن حنبل؛ ولكن المراد بالإمام أحمد، هو البيهقي نفسه؛ لأن اسمه "أحمد بن الحسين" وهذا التعبير من رواة السنن عنه، وهو يَرِد كثيرًا في كتب المتقدمين والمتأخرين، والكلام موجود بنصه في سنن البيهقي 1/ 96.
(1)
ويؤيد ذلك قول الحاكم وغيره: إن قتادة لم يسمع من صحابي غير أنس/ تهذيب التهذيب 8/ 355، وبمجموع كلام البخاري والبيهقي والمؤلف، يمكن دفع الاضطراب، واعتماد رواية قتادة عن النضر والقاسم، كلاهما عن زيد.
(2)
انتقل المؤلف الى بيان ما يذكره الترمذي في الباب، مع أنه لم يستوف تخريج ما أشار إليه الترمذي، حيث ترك تخريج حديثي جابر وابن مسعود، وقد ذكر العيني حديث ابن مسعود بلفظ: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الغائط قال: أعوذ بالله من الخُبث والخبائث، وعزاه الى الإسماعيلي في معجمه، بسند جيد/ عمدة القارئ 2/ 255 أما حديث جابر، فلم أقف عليه، وكذا قال صاحب تحفة الأحوذي 1/ 44.
(3)
كتاب الطهارة - باب ما يقول اذا دخل الخلاء 1/ 109 ح 299.
(4)
تاريخ عثمان الدارمي / 174 والميزان 3/ 6 وتهذيب الكمال 1/ 877.
(5)
تهذيب الكمال 2/ 995 وعليه قال البوصيري في الزوائد عن الحديث: إسنادُه ضعيف، قال ابن حبان: إذا اجتمع في إسنادِ خَبر: عُبيد الله بن زَحْر، وعلي بن يزيد، والقاسم، فذاك مما عملته أيديهم هـ. حاشية السِّندي على ابن ماجه 1/ 128.
(6)
تهذيب الكمال 2/ 995 وعليه قال البوصيري في الزوائد عن الحديث: =
وفيه أيضًا عن عبد الله بن بُرَيْدة، عن أبيه، كان إذا دخل الخلاء قال: اللهم إني أعوذ بك من الرِّجْس النَّجِس، المُخبَّث. رواه حفص بن عُمر العَدَني عن المُنذِر بن ثعلبة عن عِلباء بن أحمر، عن علي.
وعن عبد الله بن بُرَيْدة عن أبيه، ذكره ابن عَدِي في "باب حَفْص" من كتابه (1) وقال: قد جمع بين صحابيين: [عَلِيٍّ وبُريدة] وما أظُن رواه غيرُ حفص [بن عمر] هذا، وهو غير ثقة.
[المعاني والأحكام]:
"والخلاء" بفتح الخاء، والمد، موضع قضاء الحاجة (2) وكذلك
= إسنادُه ضعيف، قال ابن حبان: إذا اجتمع في إسنادِ خَبر: عُبيد الله بن زَحْر، وعلي بن يزيد، والقاسم، فذاك مما عملته أيديهم هـ. حاشية السِّندي على ابن ماجه 1/ 128.
أقول: وعقَّب الحافظ ابن حجر على قول ابن حبان هذا، بأنه ليس في الثلاثة من اتُّهم إلا عَلِيّ بن يزيد، وأما الآخران فهما في الأصل صدوقان، وإن كانا يخطِئان/ تهذيب التهذيب 7/ 13 هـ وعليه فالحديث من طريقهم شديد الضعف لا موضوع.
(1)
الكامل في الضعفاء/ ل 278 ونص عبارته بعد ذكر الحديث عن علي وبُريدةَ معًا هكذا: هذا الحديث قد جَمع فيه صحابيين: عليّ، وبُريدة، وجَمعُهما غَيرُ بَيِّن في هذا الباب، وما أظن رواهما غير حفص بن عمر هذا
…
وعامة حديثه غير محفوظ، وأخاف أن يكون ضعيفًا، كما ذكره النسائي هـ. ويلاحَظ بعضُ الاختلاف في النص عن نقل المؤلف، وقد أثبَتُّ ما بين المعكوفين منه، لأن النص عليه أوضح.
(2)
لسان العرب 17/ 261.
"الكنيف" بفتح الكاف وكسر النون، وهو الساتر، فأصلهما من الخَلْوة، والسَّتر (1)، لأنه يُقصَد لذلك، و"الخلاء" مقصور.
والحَشيش، والحُشوش: جمع/ حَش، مفتوح الحاء، وهو البُسْتان (2)؛ لأنهم كانوا يتَنَاوَبُونَها لذلك (3).
[والخُبُث](4)، قال الخطابي: الخُبُث، بضم الباء جمع خبيث، والخَبائث، جَمْعُ الخبيثة.
يريد ذُكْران الشياطين، وإناثَهم. وعامة أصحاب الحديث يقولون: الخُيْث، ساكنة الباء، وهو غلط، والصواب "الخبُث" مضمومة الباء. قال ابن الأعرابي: أصل الخُبث في كلام العرب: المكروه، فإن كان من الكلام، فهو الشَّتم، وإن كان من المِلَل فهو الكفر، وإن كان من الطعام، فهو الحرام، وإن كان من الشراب، فهو الضار (5).
وهذا الذي أنكره الخطابي، هو الذي حكاه أبو عُبَيد، القاسم بن سلَّام (6) وحسبك به جلالة. وقال القاضي أبو الفضل
(1) المصدر السابق 11/ 220، 221.
(2)
أو موضع الغائط وقضاء الحاجة منها/ لسان العرب 8/ 174 وهذا هو المعنى المقصود هنا/ انظر لسان العرب 2/ 447.
(3)
أي لقضاء الحاجة/ لسان العرب 8/ 174.
(4)
زيادة مني ليترتب عليها الشرح بَعدها.
(5)
المعالم 1/ 16 وانظر: إطلاح غلط المحدثين/ 48 - 50 وغريب الحديث 3/ 220، 221 كلاهما للخطابي.
(6)
ذكر القاسم بن سلام هذا الحديث في كتابه غريب الحديث وتكلم على معناه، =
عياض: أكثر روايات الشيوخ الإسكان (1)، وقال أبو العباس: رويناه بالضم والإسكان (2). قلت: لا ينبغي أن يعد مثلُ هذا غلطًا، لأن "فُعُلا" بضم الفاء والعين، تُسَكَّن عينُه، قياسًا، فلعل من سكَّنها سلك ذلك المسلك، ولم يُرد غيرَ ذلك، مما قد يخالف المعنى الأول. وقال الدَّاوُدِي: الخُبث: الشيطان، والخبائث: المعاصي (3) وأما بسكون "الباء" فقيل فيه: إنه المكروه مطلقًا، وقيل الخبث الكفر، والخبائث الشياطين. قاله ابنُ الأنباري (4)، وقيل: الخبائث: البول والغائط، وقد عبر عنهما في
= ولم يتكلم عن ضبطه مطلقًا 2/ 192 ولكن عزا النووي إليه ضبطه بإسكان الباء، وتبعه غيره كما هنا وكما في الفتح 1/ 243، ولم تخْفَ على الخطابي حكاية أبي عبيد للاسكان، حيث ذكرها بنفسه، ثم عقب عليها بالجزم بالضم/ إصلاح غلط المحدثين، وغريب الحديث/ الموضعين السابقين.
(1)
مشارق الأنوار للقاضي عياض/ ونص عبارته/ أكثر الروايات فيه بالسكون 1/ 228.
(2)
المفهم 1/ 98 ب ونص عبارته: رويناه ساكن الباء ومضمومها. وقوله: "روينا" يُضبَط بالبناء للفاعل، أي تحملناه بالرواية عن بعض شيوخنا بإسنادهم، ويُضبَط بالبناء للمفعول: أي رُوِي لنا، ورَوَّانا مشايخُنا، أي صيَّرونا رواة عنهم.
وذكر الكازروني وابن المعز الحجازي: أن المشهور هو الأول/ الفتوحات الربانية على الأذكار النووية، لابن علان الصديقي 1/ 29، 30.
(3)
قول الداودي في المشارق 1/ 228 وكذا المفهم 1/ 99 أمع اختلاف.
(4)
هو أبو بكر محمد بن القاسم بن محمد بن بشار بن الحسن، ابن الأنباري البغدادي، ثقة صدوق، قارئ، مفسر، لغوي، إمام في ذلك، توفي ببغداد، يوم الأضحى سنة 328 هـ، وقيل سنة 327 هـ. وله ثمان وستون سنة/ غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري 2/ 231، 232 وقوله هذا نقله صاحب لسان العرب 2/ 447.
موضع آخر بالأخبَثين (1) في حديث مدافعة الأخبثين (2).
وقوله: إذا دخل "الخلاء" يحتفل أن يراد به: إذا أراد الدخول (3)، نحو قوله [تعالى] (4):
{إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} (5).
أي إذا أردتم القيام، و، فإذا قرأت القرآن (6). أي إذا أردت القراءة، وكذلك وقع في صحيح البخاري (7).
(1) لسان العرب 2/ 449، 450.
(2)
أخرجه مسلم من حديث عائشة بلفظ: "لا صلاة بحضرة الطعام، ولا وهو يدافعه الأخبثان/ صحيح مسلم - كتاب المساجد ومواضع الصلاة - باب كراهة الصلاة بحضرة الطعام الذي يريد أكله في الحال، ومع مدافعة الأخبثين 1/ 393 ح 67.
(3)
وهو مذهب الجمهور/ فتح الباري 1/ 255 ط مصطفى الحلبي.
(4)
زيادة مني لتناسب الآية.
(5)
سورة المائدة آية 7.
(6)
بالأصل "وإذا" والمثبت هو المطابق لأول الآية وبقيتها: "فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم" سورة النحل آية 98.
(7)
أخرجه البخاري معلقًا مجزومًا عن سعد بن زيد حدثنا عبد العزيز: إذا أراد أن يدخل/ البخاري - كتاب الوضوء - باب ما يقول عند الخلاء 1/ 45.
ووصله المؤلف في الأدب المفرد - باب دعوات النبي صلى الله عليه وسلم فقال: حدثنا أبو النعمان، حدثنا سعيد بن زيد، حدثنا عبد العزيز بن صهيب، قال: حدثني أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يدخل الخلاء (الحديث) / الأدب المفرد ص 101، وذكر الحافظ ابن حجر أن سعيد بن زيد لم ينفرد بهذا اللفظ، فقد =
ويحتمل أن يراد به ابتداء الدخول. وينبني عليه، من دخل ونسي التعوذ، فهل يتعوذ أم لا؟ كرهه (1) جماعة من السلف، منهم: ابن عباس، وعطاء (2) والشعبي (3). فيحمل الحديث عندهم على المعنى الأول.
واختار جماعة [جوازَه]، (4)، منهم: ابن عمر، وابن سيرين (5) والنخعي (6). أخذًا يقول عائشة رضي الله عنها؛ كان رسول الله
= تابعه عليه عبد الوارث (بن سعيد التميمي) كما روى ذلك عنه مسَدَّد، وإخرجه البيهقي من طريقه/ السنن 1/ 95، وقال ابن حجر عن عبد الوارث: إنه على شرط البخاري/ فتح الباري 1/ 255 ط الحلبي وتهذيب التهذيب 6/ 441.
(1)
ذكر الامام النووي أن هذه كراهة تنزيه لا تحريم، فلا إثم على فاعله، وذكر أن هذا القول بالكراهة هو مذهب الشافعية والأكثرين من غيرهم/ شرح النووي على مسلم آخر باب التيمم 4/ 65.
(2)
أخرج بن أبي شيبة في المصنف قول ابن عباس وعطاء - كتاب الطهارة - باب الرجل يذكر الله وهو على الخلاء، أو وهو يجامع 1/ 144 هـ.
(3)
لكن أخرج ابن أبي شيبة عنه في الرجل يعطس على الخلاء، قال: يَحمد الله/ المصنف - الطهارة باب الرجل يعطس وهو على الخلاء 1/ 114، والحمدُ نوع من ذكر الله/ انظر شرح النووي على مسلم باب التيمم 4/ 65.
(4)
زيادة مني للتوضيح ويؤيده ما في الفتح 1/ 473 ط مصطفى الحلبي.
(5)
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف - كتاب الطهارة - باب الرجل يعطس وهو على الخلاء 1/ 114، 115 وأخرج الدارمي قول ابراهيم النخعي - الطهارة باب الحائض تذكر الله ولا تقرأ القرآن - سنن الدارمي 1/ 188، 189، وانظر شرح النووي على مسلم آخر باب التيمم 4/ 65.
(6)
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف - كتاب الطهارة - باب الرجل يعطس وهو على الخلاء 1/ 114، 115 وأخرج الدارمي قول ابراهيم النخعي - الطهارة باب الحائض تذكر الله ولا تقرأ القرآن - سنن الدارمي 1/ 188، 189، وانظر شرح النووي على مسلم آخر باب التيمم 4/ 65.
-صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أَحيانه (1) ولم يَحْتَجْ هؤلاء
(1) وعلى قول الجمهور بكراهة الذكر حال الجلوس على البول أو الغائط أو في حالة الجماع يكون هذا الحديث مخصوصًا بما عدا هذه الأحوال/ انظر شرح النووي على مسلم - كتاب الحيض - باب ذكر الله تعالى في حال الجنابة وغيرها 4/ 68. وحديث عائشة هذا علقه البخاري بلفظ: "وكان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله في كل أحيانه - كتاب الحيض - باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف/ البخاري مع الفتح 1/ 407، وعلقه أيضًا، بلفظ: "قالت عائشة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله تعالى على كل أحيانه - كتاب الآذان - باب هل يتتبع المؤذن فاه هاهنا، وهاهنا؟ البخاري 1/ 156.
وأخرجه مسلم موصولًا مرفوعًا، بهذا اللفظ، من حديث عائشة - كتاب الحيض - باب ذكر الله تعالى في حال الجنابة وغيرها/ صحيح مسلم 1/ 282 ح 117، وعزاه المزي إلى مسلم في كتاب الفضائل، ولكني لم أجد فيه، وتعقبه الحافظ ابن حجر أيضًا بعدم وجود الحديث عند مسلم في هذا الكتاب المذكور من صحيحه/ تحفة الأشراف وبهامشه النكت الظراف 2/ 14.
وأخرجه أبو داود بإسناد مسلم ولفظه - كتاب الطهارة - باب الرجل يذكر الله تعالى على غير طهر/ سنن أبي داود 1/ 24 ح 18.
وأخرجه الترمذي - أبواب الدعوات - باب دعوة المسلم مستجابة - بسند مسلم ولفظه أيضًا، وقال: هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث يحيى بن زكريا بن أبي زائدة/ الترمذي مع التحفة 9/ 325، 326.
وأخرجه أحمد في مسنده، بسند مسلم ولفظه/ المسند 6/ 70، 153.
وأخرجه ابن ماجه في سننه بإسناد مسلم ولفظه/ كتاب الطهارة - باب ذكر الله عز وجل على الخلاء، والخاتم في الخلاء 1/ 110 ح 302.
أقول/ وفي إسناد مسلم هذا الذي صححه وحسنه الترمذي كما مر "عبد الله البهَيّ" وهو عبد الله بن يسار، مولى مصعب بن الزبير قال عنه الحافظ في التقريب 1/ 463: صدوق يخطئ وتحفة الأحوذي 9/ 326، وقال الذهبي: وُثِّق/ الكاشف 2/ 146.
إلى حَمل الحديث على مَجازِه، من العبارة بالدخول عن إرادته. وقد نُقل القولان معًا، عن مالك (1).
هذا كله في الكُنُف المتخذة في البيوت، لا في الصحراء (2) وهو ظاهر في لفظه وجَلي، ومن قوله: إن هذه الحُشُوش محتضَرة يأْوي إليها الشياطين، وكذلكَ اختلفوا أيضًا في دخوله الخلاء بالخاتم فيه اسم الله تعالى. وسيأتي ذلك عند ذكر حديث (3) أنس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء وضع خاتمه (4).
…
(1) الذي عزاه الحافظ ابن حجر لمالك: القول بالجواز مطلقًا فقط/ فتح الباري 1/ 255 ط مصطفى الحلبي، لكنه عزا إليه في قراءة القرآن عند الخلاء قول بجواز قراءة آية فقط، وقول بجواز القراءة مطلقًا ولو أكثر من آية، وقول بجواز ذلك للحائض فقط/ فتح الباري - كتاب الحيض - باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف 1/ 423 ط مصطفى الحلبي.
(2)
بل أجرى الحافظ ابن حجر ذلك في غير الأمكنة المعدة لقضاء الحاجة، وأن من أجاز الذكر قال: إن الشخص يقول هذا الدعاء في أول الشروع في قضاء الحاجة كتشمير ثيابه مثلًا/ فتح الباري - الطهارة - باب ما يقول عند الخلاء 1/ 255 ط مصطفى الحلبي، وقال النووي: سواء في ذلك البناء والصحراء/ المجموع 2/ 76.
(3)
بالأصل "حديث ذكر" ولا يستقيم المعنى عليه.
(4)
أخرجه الترمذي - أبواب اللباس - باب ما جاء في نقش الخاتم، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب/ الترمذي مع التحفة 5/ 426، لكنه لم يصل المؤلف في شرحه إلى موضع هذا الحديث كما تقدم بيانه، وهو داخل في تكملة العراقي لهذا الشرح، كما ستأتي بمشيئة الله وتوفيقه.