الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَأَبُو بكر التَّيْمِيّ الْمَكِّيّ الْأَحول مُؤذن الْحرم قَاضِي مَكَّة لِابْنِ الزبير روى عَن جده أبي ملكية وَله صُحْبَة وَعَن عَائِشَة وَأم سَلمَة وَابْن عَبَّاس وَعبد الله بن عَمْرو وَطَائِفَة وثقة غير واحدٍ وَالصَّحِيح أَنه أدْرك ثَلَاثِينَ من الصَّحَابَة وَتُوفِّي سنة سبع عشرَة وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة
الجندعي الْمَكِّيّ عبد الله بن عبيد بن عُمَيْر اللَّيْثِيّ الْمَكِّيّ روى عَن أَبِيه وَعَائِشَة وَابْن عَبَّاس وَابْن عمر وَجَمَاعَة وَهُوَ من أفْصح أهل مَكَّة قَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة توفّي سنة ثَلَاث عشرَة وَمِائَة
الْهُذلِيّ عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود الْهُذلِيّ رأى النَّبِي صلى الله عليه وسلم وروى عَنهُ حَدِيثا)
وَتُوفِّي أَربع وَسبعين لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة
3 -
(عبد الله بن عُثْمَان)
أَبُو بكر الصّديق رضي الله عنه عبد الله بن عُثْمَان بن عَامر بن عَمْرو بن
كَعْب بن سعد بن تيم بن مرّة ابْن كَعْب بن لؤَي بن غَالب بن فهر الْقرشِي التَّيْمِيّ أَبُو بكر الصّديق رضي الله عنه ابْن أبي قُحَافَة أمه أم الْخَيْر بنت صَخْر بن عَامر بن كَعْب بن سعد بن تيم بن مرّة وَاسْمهَا سلمى قَالَ ابْن عبد الْبر لَا يَخْتَلِفُونَ أَن أَبَا بكرٍ شهد بَدْرًا بعد مهاجرته مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة وَلم يكن رَفِيقه غَيره وَهُوَ كَانَ مؤنسه فِي الْغَار وَهُوَ أول من أسلم من الرِّجَال فِي قَول طَائِفَة من أهل الْعلم بالسير وَالْخَبَر وَأول من صلى مَعَ رَسُول اله صلى الله عليه وسلم
وَكَانَ يُقَال لَهُ عَتيق لجماله وعتاقة وَجهه وَقيل لِأَنَّهُ لم يكن فِي نسبه شَيْء يعاب بِهِ وَقيل كَانَ لَهُ أَخَوان أَحدهمَا عَتيق بِفَتْح الْعين وَالْآخر عَتيق بِضَم الْعين فَمَاتَ عَتيق قبله فَسُمي باسمه وَقيل لِأَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ من سره أَن ينظر إِلَى عتيقٍ من النَّار فَلْينْظر إِلَى هَذَا يَقُول حسان بن ثَابت من الْبَسِيط
(إِذا تذكرت شجواً من أخي ثقةٍ
…
فاذكر أَخَاك أَبَا بكرٍ بِمَا فعلا)
(خير الْبَريَّة أتقاها وأعدلها
…
بعد النَّبِي وأوفاها بِمَا حملا)
(وَالثَّانِي التَّالِي الْمَحْمُود مشهده
…
وَأول النَّاس مِنْهُم صدق الرسلا)
(وَالثَّانِي اثْنَيْنِ فِي الْغَار المنيف وَقد
…
طَاف الْعَدو بِهِ إِذْ صعدوا الجبلا)
(وَكَانَ حب رَسُول الله قد علمُوا
…
خير الْبَريَّة لم يعدل بِهِ رجلا)
وَقَالَ أَبُو الْهَيْثَم بن التيهَان من الطَّوِيل
(وَإِنِّي لأرجو أَن يقوم بأمرنا
…
ويحفظه الصّديق والمرء من عدي)
(أولاك خِيَار الْحَيّ فَهُوَ بن مالكٍ
…
وانصار هَذَا الدّين من كل معتدي)
وَقَالَ أَبُو محجن الثَّقَفِيّ من الطَّوِيل
(وَسميت صديقا وكل مهاجرٍ
…
سواك يُسمى باسمه غير مُنكر)
(سبقت إِلَى الْإِسْلَام وَالله شاهدٌ
…
وَكنت جَلِيسا بالعريش المشهر)
(وبالغار إِذْ سميت بِالْغَارِ صاحباً
…
وَكنت رَفِيقًا للنَّبِي المطهر)
)
وَسمي الصّديق لبداره إِلَى تَصْدِيق رَسُول الله صلى الله عليه وسلم على مَا جَاءَ بِهِ وَقيل لتصديقه فِي خبر الْإِسْرَاء وَكَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة وجيهاً رَئِيسا كَانَت الأشناق وَهِي الدِّيات إِلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّة وَأسلم على يَدَيْهِ الزبير وَعُثْمَان وَطَلْحَة وَعبد الرحمان بن عَوْف وَأسلم وَله أَرْبَعُونَ ألفا أنفقها كلهَا على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَفِي سَبِيل الله وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا نَفَعَنِي مالٌ مَا نَفَعَنِي مَال أبي بكرٍ وَأعْتق سَبْعَة كَانُوا يُعَذبُونَ فِي الله مِنْهُم بِلَال وعامر بن فهَيْرَة وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم دعوا لي صَاحِبي فَإِنَّكُم قُلْتُمْ كذبت وَقَالَ لي صدقت وَقَالَ إِن من أَمن النَّاس عَليّ من صحبته وَمَاله أَبَا بكر وَلَو كنت متخذاً خَلِيلًا لَا تخذت أَبَا بكر خَلِيلًا وَلَكِن أخوة الْإِسْلَام لَا تبقين فِي الْمَسْجِد خوخةٌ إِلَّا خوخة أبي بكر وَقَالُوا لأسماء مَا أَشد مَا رَأَيْت الْمُشْركين بلغُوا من رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَت كَانَ الْمُشْركُونَ قعُودا فِي الْمَسْجِد الْحَرَام فتذاكروا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مَا يَقُول فِي آلِهَتهم فَبينا هم كَذَلِك إِذْ دخل رَسُول الله صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِد فَقَامُوا إِلَيْهِ وَكَانُوا إِذا سَأَلُوهُ عَن شَيْء صدقهم فَقَالُوا أَلَسْت تَقول آلِهَتنَا كَذَا وَكَذَا قَالَ بلَى قَالَت فتشبثوا بِهِ بأجمعهم فَأتى الصَّرِيخ إِلَى أبي بكر فَقيل لَهُ أدْرك صَاحبك فَخرج أَبُو بكر حَتَّى دخل الْمَسْجِد فَوجدَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَالنَّاس مجتمعون عَلَيْهِ فَقَالَ وَيْلكُمْ أَتقْتلونَ رجلا أَن يَقُول رَبِّي الله وَقد جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ من ربكُم فلهوا عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَقْبلُوا على أبي بكر رضي الله عنه يضربونه قَالَت فَرجع إِلَيْنَا فَجعل لَا يمس شَيْئا من غدائره إِلَّا جَاءَ مَعَه وَهُوَ يَقُول تَبَارَكت يَا ذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام وَقَالَ أَبُو بكر قلت للنَّبِي صلى الله عليه وسلم وَنحن فِي الْغَار لَو أَن أحدهم ينظر إِلَى قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرنَا تَحت قَدَمَيْهِ فَقَالَ يَا أَبَا بكر مَا ظَنك بِاثْنَيْنِ الله ثالثهما وَعَن مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم عَن أَبِيه قَالَ أَتَت امْرَأَة إِلَى النَّبِي صلى الله عليه وسلم فَسَأَلته عَن شَيْء فَأمرهَا أَن ترجع إِلَيْهِ فَقَالَت يَا رَسُول الله أَرَأَيْت إِن جِئْت وَلم أجدك تَعْنِي الْمَوْت فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لم تجديني فَأتي أَبَا بكر قَالَ الشَّافِعِي فِي
هَذَا دليلٌ على أَن الْخَلِيفَة بعد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَبُو بكر وَعَن حُذَيْفَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم اقتدوا باللذين من بعدِي أَبُو بكر وَعمر واهتدوا بِهَدي عمار وتمسكوا بِعَهْد ابْن أم عبد وَعَن عبد الله بن مَسْعُود قَالَ كَانَ رُجُوع الْأَنْصَار يَوْم سَقِيفَة بني سَاعِدَة بكلامٍ)
قَالَه عمر بن الْخطاب أنشدتكم الله هَل تعلمُونَ أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَمر أَبَا بكر أَن يُصَلِّي بِالنَّاسِ قَالُوا اللَّهُمَّ نعم قَالَ فَأَيكُمْ تطيب نَفسه أَن يُزِيلهُ عَن مقامٍ أَقَامَهُ فِيهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا كلهم كلنا لَا تطيب نَفسه ونستغفر الله وَقَالَ قيس بن عباد قَالَ لي عَليّ بن أبي طَالب أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مرض ليَالِي وأياماً يُنَادى بِالصَّلَاةِ فَيَقُول مروا أَبَا بكر يصل بِالنَّاسِ فَلَمَّا قبض رَسُول الله صلى الله عليه وسلم نظرت فَإِذا الصَّلَاة علم الْإِسْلَام وقوام الدّين فرضينا لدنيانا من رَضِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لديننا فَبَايعْنَا أَبَا بكر وَعَن عبد الله بن زَمعَة ابْن الْأسود قَالَ كنت عِنْد رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عليلٌ فَدَعَاهُ بِلَال إِلَى الصَّلَاة فَقَالَ لنا مروا من يُصَلِّي بِالنَّاسِ قَالَ فَخرجت فَإِذا عمر فِي النَّاس وَكَانَ أَبُو بكر غَائِبا فَقلت قُم يَا عمر فصل بِالنَّاسِ فَقَامَ عمر فَلَمَّا كبر سمع رَسُول الله صلى الله عليه وسلم صَوته وَكَانَ مجهراً فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَأَيْنَ أَبُو بكر يَأْبَى الله ذَلِك والمسلمون فَبعث إِلَى أبي بكر فجَاء بعد أَن صلى عمر تِلْكَ الصَّلَاة وَصلى بِالنَّاسِ طول علته حَتَّى مَاتَ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ مَسْرُوق حب أبي بكرٍ وَعمر وَمَعْرِفَة فضلهما من السّنة وَكَانَ أَبُو بكر رجلا نحيفاً أَبيض خَفِيف العارضين أجنى لَا تسْتَمْسك أزرته تسترخي عَن حقْوَيْهِ معروق الْوَجْه غائر الْعَينَيْنِ نأتىء الْجَبْهَة عاري الأشاجع كَذَا وَصفته انته عَائِشَة بُويِعَ بالخلافة فِي الْيَوْم الَّذِي مَاتَ فِيهِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي سَقِيفَة بني سَاعِدَة ثمَّ بُويِعَ الْبيعَة الْعَامَّة يَوْم الثُّلَاثَاء من غَد ذَلِك الْيَوْم وتخلف عَن بيعَته سعد بن عبَادَة وطائفةٌ من الْخَزْرَج وفرقةٌ من قُرَيْش ثمَّ بَايعُوهُ بعد غير سعد وَقيل لم يتَخَلَّف أحد وَقيل تخلف عَليّ وَالزُّبَيْر وَطَلْحَة وخَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ ثمَّ بَايعُوهُ وَقيل إِن عليا لم يبايعه إِلَّا بعد موت فَاطِمَة
وَلم يزل سَامِعًا مُطيعًا لَهُ يثني عَلَيْهِ ويفضله وَعَن مُحَمَّد بن سِيرِين قَالَ لما بُويِعَ أَبُو بكر أَبْطَأَ عَليّ عَنهُ بيعَته وَجلسَ فِي بَيته فَبعث إِلَيْهِ أَبُو بكر مَا بطأ بك عني أكرهت إمارتي فَقَالَ عَليّ مَا كرهت إمارتك وَلَكِنِّي آلَيْت أَن لَا أرتدي رِدَائي إِلَّا إِلَى صَلَاة حَتَّى اجْمَعْ الْقُرْآن قَالَ ابْن سِيرِين فبلغني أَنه كتبه على تَنْزِيله وَلَو أُصِيب ذَلِك الْكتاب لوجد فِيهِ علم كثير وَعَن ابْن أبجر قَالَ لما بُويِعَ لأبي بكر جَاءَ أَبُو سُفْيَان بن حَرْب إِلَى عَليّ فَقَالَ غَلَبَكُمْ على هَذَا الْأَمر أرذل بَيت فِي قُرَيْش أما وَالله لأَمْلَأَنهَا خيلاً ورجالاً فَقَالَ عَليّ مازلت عَدو الْإِسْلَام وَأَهله)
فَمَا ضرّ ذَلِك الْإِسْلَام وَأَهله شَيْئا إِنَّا رَأينَا أَبَا بكر أَهلا وَرَوَاهُ عبد الرَّزَّاق عَن ابْن الْمُبَارك
وَعَن زيد بن أسلم عَن أَبِيه أَن عليا وَالزُّبَيْر كَانَا حِين بُويِعَ لأبي بكر يدخلَانِ على فَاطِمَة فيشاورانها ويتراجعان فِي أَمرهم فَبلغ ذَلِك عمر فَدخل عَلَيْهَا فَقَالَ يَا بنت سَوَّلَ الله مَا كَانَ من الْخلق أحدٌ أحب إِلَيْنَا من أَبِيك وَمَا أحدٌ أحب إِلَيْنَا بعده مِنْك وَقد بَلغنِي أَن هَؤُلَاءِ النَّفر يدْخلُونَ عَلَيْك وَلَئِن بَلغنِي لَأَفْعَلَنَّ وَلَأَفْعَلَن ثمَّ خرج وجاءوها فَقَالَت لَهُم إِن عمر قد جَاءَنِي وَحلف لَئِن عدتم ليفعلن وأيم الله ليفين بهَا فانظروا فِي أَمركُم وَلَا ترجعوا إِلَيّ فانصرفوا فَلم يرجِعوا حَتَّى بَايعُوا أَبَا بكر وَعَن عبد الله بن أبي بكر أَن خَالِدا بن سعيد لما قدم من الْيمن بعد وَفَاة سَوَّلَ الله صلى الله عليه وسلم تربص ببيعته شَهْرَيْن وَلَقي عَليّ بن أبي طَالب وَعُثْمَان بن عَفَّان وَقَالَ يَا بني عبد منَاف لقد طبتم نفسا عَن أَمركُم يَلِيهِ غَيْركُمْ فَأَما أَبُو بكر فَلم يحفل بهَا وَأما عمر فأضطغنها عَلَيْهِ فَلَمَّا بعث أَبُو بكر خَالِدا أَمِيرا على ربعٍ من أَربَاع الشَّام وَكَانَ أول من اسْتعْمل عَلَيْهَا فَجعل عمر يَقُول أتؤمره وَقد قَالَ مَا قَالَ فَلم يزل بِأبي بكر حَتَّى عَزله وَولى يزِيد بن أبي سُفْيَان وَقَالَ ابْن أبي عزة الجُمَحِي من الْكَامِل
(شكرا لمن هُوَ بالثناء خليق
…
ذهب اللجاج وبويع الصّديق)
(من بَعْدَمَا دحضت بسعدٍ نَعله
…
وَرَجا رَجَاء دونه العيوق)
(جَاءَت بِهِ الْأَنْصَار عاصب رَأسه
…
أَتَاهُم الصّديق والفاروق)
(وَأَبُو عُبَيْدَة وَالَّذين إِلَيْهِم
…
نفس المؤمل للبقاء تتوق)
(كُنَّا نقُول لَهَا عليٌ وَالرِّضَا
…
عمرٌ وأولاهم بِذَاكَ عَتيق)
(فدعَتْ قُرَيْش باسمه فَأَجَابَهُ
…
إِن المنوه باسمه الموثوق)
وَلما قبض رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ارتجت مَكَّة فَسمع بذلك أَبُو قُحَافَة فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا قبض رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ أمرٌجلل فَمن ولي بعده قَالُوا ابْنك قَالَ فَهَل رضيت بذلك بَنو عبد منَاف وَبَنُو الْمُغيرَة قَالُوا نعم قَالَ لَا مَانع لما أعْطى الله وَلَا معطي لما
مَنعه الله وَمكث أَبُو بكر فِي خِلَافَته سنتَيْن وَثَلَاثَة أشهر إِلَّا خمس ليالٍ وَقيل سنتَيْن وَثَلَاثَة أشهر وَسبع ليالٍ وَقَالَ ابْن إِسْحَاق توفّي أَبُو بكر على رَأس سنتَيْن وَثَلَاثَة أشهر واثنتي عشرَة لَيْلَة من متوفى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَقَالَ غَيره وَعشرَة أَيَّام وَقَالَ غَيره وَعشْرين يَوْمًا وَقَالَ أَبُو معشر سنتَيْن وَأَرْبَعَة أشهر إِلَّا ربع ليالٍ وَقَالَ غَيره)
سنتَيْن وَمِائَة يَوْم وَكَانَ يَوْم الثُّلَاثَاء لثمان بَقينَ من جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث عشرَة لِلْهِجْرَةِ
وَسبب مَوته أَنه اغْتسل فِي يومٍ باردٍ فَحم خَمْسَة عشر يَوْمًا لَا يخرج للصَّلَاة وَيَأْمُر عمر بِالصَّلَاةِ وَعُثْمَان ألزم النَّاس لَهُ وَقَالَ ابْن إِسْحَاق توفّي يَوْم الْجُمُعَة لسبع ليالٍ بَقينَ من جُمَادَى الْآخِرَة وَقيل عشي يَوْم الِاثْنَيْنِ وَأوصى أَن تغسله أَسمَاء بنت عُمَيْس فغسلته وَصلى عَلَيْهِ عمر بن الْخطاب وَنزل فِي قَبره عمر وَعُثْمَان وَطَلْحَة وَعبد الرحمان ابْن أبي بكر وَدفن لَيْلًا فِي بَيت عَائِشَة مَعَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَلم يخْتَلف أَن سنه انْتَهَت إِلَى ثَلَاث وَسِتِّينَ سنة إِلَّا مَا لَا يَصح وَكَانَ نقش خَاتمه نعم الْقَادِر الله وَقيل عبد ذليل لرب جليل وَكَانَ قد حرم الْخمر فِي الْجَاهِلِيَّة هُوَ وَعُثْمَان رضي الله عنهما وَقَالَ عُرْوَة عَن عَائِشَة إِن أَبَا بكر لم يقل بَيت شعرٍ فِي الْإِسْلَام وَقد أورد لَهُ ابْن رَشِيق فِي أول الْعُمْدَة قَالَ قَالَ أَبُو بكر رضي الله عنه فِي غَزْوَة عُبَيْدَة بن الْحَارِث رَوَاهُ بن إِسْحَاق وَغَيره من الطَّوِيل
(أَمن طيف سلمى بالبطاح الدمائث
…
أرقت وأمرٍ فِي الْعَشِيرَة حَادث)
(ترى من لؤَي فرقة لَا يصدها
…
عَن الْكفْر تذكيرٌ وَلَا بعث باعث)
(رسولٌ أَتَاهُم صَادِق فتكذبوا
…
عَلَيْهِ وَقَالُوا لست فِينَا بماكث)
(إِذا مَا دعوناهم إِلَى الْحق أدبروا
…
وهروا هرير المجحرات اللواهث)
(فكم قد متْنا فيهم بقرابةٍ
…
وَترك التقى شَيْء لَهُم غير كارث)
(فَإِن يرجِعوا عَن كفرهم وعقوقهم
…
فَمَا طَيّبَات الْحل مثل الحبائث)
(وَإِن يركبُوا طغيانهم وضلالهم
…
فَلَيْسَ عَذَاب الله عَنْهُم بلابث)
(وَنحن أناسٌ من ذؤابة غالبٍ
…
لنا الْعِزّ مِنْهَا فِي الْفُرُوع الأثائث)
(فأولي بِرَبّ الراقصات عشيةٍ
…
حراجيج تخدي فِي السريح الرثائث)
(كأدم ظباء حول مَكَّة عكفٍ
…
يردن حِيَاض الْبِئْر ذَات النبائث)
(لَئِن لم يفيقوا عَاجلا من ضلالهم
…
وَلست إِذا آلَيْت قولا بحانث)
(لتبتدرنهم غارةٌ ذَات مصدقٍ
…
تحرم أطهار النِّسَاء الطوامث)
(تغادر قَتْلَى تعصب الطير حَولهمْ
…
وَلَا يرأف الْكفَّار رأف ابْن حَارِث)
(فأبلغ بني سهمٍ لديك رِسَالَة
…
وكل كفورٍ يَبْتَغِي الشَّرّ باحث)
(فَإِن تشعثوا عرضي على سوء رَأْيكُمْ
…
فَإِنِّي من أعراضكم غير شاعث)
)
قلت مَا أَظن أَن لحسان بن ثابتٍ الْأنْصَارِيّ مثل هَذِه الأبيات لِأَنَّهَا فِي هَذِه القافية الثائية وَهِي فِي غَايَة الفصاحة والعذوبة وانسجام التَّرْكِيب فَرضِي الله عَنهُ وَقَالَ أَبُو الْحُسَيْن عَاصِم بن الْحسن بن عَاصِم العَاصِي من الْبَسِيط
(قَالُوا تحب أَبَا بكر فَقلت لَهُم
…
لم لَا أحب الَّذِي أرجوه يشفع لي)
(نعم وَمن مذهبي أَنِّي أقدمه
…
على الإِمَام مبيد الْكَافرين عَليّ)
(وَجُمْلَة الْأَمر أَن الله قدمه
…
فالفعل من قبل الرحمان لَا قبلي)
أَبُو عبد الرحمان الْعَتكِي عبد الله بن عُثْمَان بن جبلة بن أبي راود مَيْمُون
الْأَزْدِيّ الْعَتكِي أَبُو عبد الرحمان الْمروزِي عَبْدَانِ أَخُو عبد الْعَزِيز شَاذان وهما سبطا عبد الْعَزِيز بن أبي رواد روى عَن عبد الله البُخَارِيّ وروى مسلمٌ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ عَن رجلٍ عَنهُ وَجَمَاعَة كَثِيرُونَ كَانَ ثِقَة إمامأً تصدق فِي حَيَاته بِأَلف ألف دِرْهَم وَكتب كتب ابْن الْمُبَارك بقلمٍ وَاحِد وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ مَا سَأَلَني أحدٌ حَاجَة إِلَّا قُمْت لَهُ بنفسي فَإِن تمّ وَإِلَّا قُمْت لَهُ بِمَالي فَإِن تمّ وَإِلَّا استعنت بالإخوان فَإِن تمّ وَإِلَّا استعنت بالسلطان
أَبُو عَمْرو الْأمَوِي عبد الله بن عُثْمَان أَبُو عَمْرو الْأمَوِي الْبَغْدَادِيّ صَدُوق سم عَليّ ابْن الْمَدِينِيّ وَتُوفِّي سنة ثَلَاث عشرَة وثلاثمائة
أَسد الشَّام اليونيني عبد الله بن عُثْمَان بن جَعْفَر بن مُحَمَّد اليونيني الزَّاهِد أَسد الشَّام رحمه الله كَانَ شيخأً طوَالًا مهيباً حاد الْحَال كَأَنَّهُ نَار جمع خطيب زملكا مناقبه وَتُوفِّي سنة سبع عشرَة وسِتمِائَة وسَاق الشَّيْخ شمس الدّين تَرْجَمته فِي نصف كراسة
أَبُو بِمُحَمد الواثقي الصادع بِالْحَقِّ عبد الله بن عُثْمَان بن عمر بن عبد الرَّحِيم بن إِبْرَاهِيم بن الواثق بن المعتصم بن الرشيد بن الْمهْدي بن الْمَنْصُور أَبُو مُحَمَّد الواثقي حدث بخراسان عَن جده وَكَانَ اديباً شَاعِرًا وَجَرت لَهُ أحوالٌ وتقلبت بِهِ أمورٌ وعجائب كَانَ يخْطب بنصيبين وَيشْهد عِنْد الْحُكَّام ففسق فَخرج مِنْهَا إِلَى بَغْدَاد وَأقَام بهَا مُدَّة وَتوجه إِلَى بِلَاد مَا وَرَاء النَّهر واتصل بِالْملكِ بغراخان)
وَصَارَت لَهُ عِنْده منزلَة وَكَانَ أَبُو الْفضل التَّمِيمِي الْفَقِيه قد قصد بِلَاد الْخَانِية وَاجْتمعَ مَعَ الواثقي وكتبا كتبا عَن الإِمَام الْقَادِر بتقليد الواثقي الْعَهْد بعده وَأظْهر ذَلِك وَتقدم بِأَن يخْطب لَهُ فِي بِلَاده بعد الْخَلِيفَة وتلقب بالصادع بِالْحَقِّ وشاع هَذَا الحَدِيث ووردت الْأَخْبَار إِلَى الْقَادِر فانرعج وخطب بِولَايَة الْعَهْد لوَلَده أبي