المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(عبد الله بن إسماعيل) - الوافي بالوفيات - جـ ١٧

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌(الْجُزْء السَّابِع عشر)

- ‌(عبد الله)

- ‌(عبد الله بن إِبْرَاهِيم)

- ‌ابْن الخشاب النَّحْوِيّ عبد الله بن أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الله بن نصر بن الخشاب أَبُو محمدٍ ابْن أبي الْكَرم النَّحْوِيّ

- ‌(عبد الله بن الأرقم الْكَاتِب)

- ‌(عبد الله بن ادريس)

- ‌(عبد الله بن إِسْحَاق)

- ‌(عبد الله بن أسعد)

- ‌(عبد الله بن إِسْمَاعِيل)

- ‌(عبد الله بن أبي بكر)

- ‌(عبد الله بن جَابر)

- ‌(عبد الله بن جَعْفَر)

- ‌(عبد الله بن الْحَارِث)

- ‌(عبد الله بن حبيب)

- ‌(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

- ‌(رب أعن)

- ‌(عبد الله بن الْحر)

- ‌(عبد الله بن الْحسن)

- ‌(عبد الله بن الْحُسَيْن)

- ‌(عبد الله بن حمدَان)

- ‌(عبد الله بن حمْرَان)

- ‌(عبد الله بن خازم)

- ‌(عبد الله بن رِفَاعَة)

- ‌(بن عدي بن عَليّ بن أبي عمر بن الذَّيَّال بن ثَابت بن نعيم)

- ‌(عبد الله بن الزبير)

- ‌(عبد الله بن زيد)

- ‌(عبد الله بن سَالم)

- ‌(عبد الله بن السَّائِب)

- ‌(عبد الله بن سعد)

- ‌(عبد الله بن سعيد)

- ‌(عبد الله بن سُلَيْمَان)

- ‌(عبد الله بن شبْرمَة بن الطُّفَيْل)

- ‌(أَبُو شبْرمَة الضَّبِّيّ الْكُوفِي الْفَقِيه)

- ‌(عبد الله بن شُرَحْبِيل بن حَسَنَة)

- ‌(عبد الله بن صَالح)

- ‌(عبد الله بن طَاهِر)

- ‌(عبد الله بن عَامر)

- ‌(عبد الله بن عَبَّاس)

- ‌(عبد الله بن عبد الْبَاقِي)

- ‌(عبد الله بن عبد الرحمان)

- ‌(عبد الله بن عبد الْعَزِيز)

- ‌(عبد الله بن عبد الله)

- ‌(بن الْحَارِث بن نَوْفَل)

- ‌(عبد الله بن عبد الْملك)

- ‌(عبد الله بن عبيد الله)

- ‌(عبد الله بن عُثْمَان)

- ‌(عبد الله بن عدي)

- ‌(عبد الله بن عقيل)

- ‌(عبد الله بن عَليّ)

- ‌(عبد الله بن عمر)

- ‌(عبد الله بن عَمْرو)

- ‌(عبد الله بن عمرَان)

- ‌(عبد الله بن عون)

- ‌(عبد الله بن عَيَّاش)

- ‌(عبد الله بن عِيسَى)

- ‌(عبد الله بن غَانِم)

- ‌(عبد الله بن فروخ)

- ‌(عبد الله بن الْقَاسِم)

- ‌(عبد الله بن أبي قَتَادَة)

- ‌(عبد الله بن كثير)

- ‌(عبد الله بن كَعْب)

- ‌(عبد الله بن كيسَان)

- ‌(عبد الله بن الْمُبَارك)

- ‌(بن وَاضح الْحَنْظَلِي)

- ‌(عبد الله بن الْمثنى)

- ‌(بن عبد الله بن أنس بن مَالك بن نصر الْأنْصَارِيّ الْبَصْرِيّ)

- ‌(عبد الله بن مُحَمَّد)

- ‌(عبد الله بن مَرْوَان)

- ‌(عبد الله بن مَسْعُود)

- ‌(عبد الله بن مُسلم)

- ‌(عبد الله بن مسلمة)

- ‌(عبد الله بن مُصعب)

- ‌(عبد الله بن مُطِيع بن رَاشد)

- ‌(عبد الله بن المظفر)

- ‌(عبد الله بن معاوبة)

- ‌(عبد الله بن مَنْصُور)

- ‌(عبد الله بن مُوسَى)

- ‌(عبد الله بن مُوسَى الجون)

- ‌(بن عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ ابْن أبي طَالب)

- ‌(عبد الله بن نَافِع)

- ‌(عبد الله بن هَارُون)

- ‌(عبد الله بن هبة الله)

- ‌(عبد الله بن يحيى)

- ‌(عبد الله بن يزِيد)

- ‌(عبد الله بن يَعْقُوب)

- ‌(عبد الله بن يعلى الصليحي)

- ‌(عبد الله بن يُوسُف)

- ‌(عبد الله بن يُونُس)

- ‌(الْجُزْء الثَّامِن عشر)

الفصل: ‌(عبد الله بن إسماعيل)

(إِذا مَا بلوت الْغَيْث قَالَت عراصها

لَك الْفضل لَيْسَ الْفضل للمتقدم)

(وسارٍ أَتَانِي الْعرف عَنهُ مبشراً

فَقُمْت إِلَيْهِ أهتدي بالتبسم)

(أَتَى بعد وهنٍ عاطلاً متلثماً

مَخَافَة حليٍ مَخَافَة مبسم)

(وناولني كأساً أَزَال فدامها

ورد فمي عَن لثم كأسٍ مفدم)

(فليتك إِذْ حلأتني عَن محللٍ

من الْخمر مَا عللتني بِمحرم)

(أيا لَذَّة الدُّنْيَا وَمِنْه بلاؤها

وَيَا جنَّة فِيهَا عَذَاب جَهَنَّم)

(وَيَا قَاتلا مَا مد كفا لقتلتي

وَمَا زَالَ مخضوب الأنامل من دمي)

(وَكُنَّا اغتنمنا لَذَّة الْعَيْش ليتها

وَإِن أوبقت لذاتها لم تصرم)

)

وَقَالَ من الْخَفِيف

(عاتباه فِي فرط ظلمي وهجري

واسألاه عساه يقبل عُذْري)

(والطفا مَا قدرتما فِي حَدِيثي

واحرصا أَن تغنياه بشعري)

واذكراني فَإِن بدا لَكمَا منهذا نفارٌ فأجريا غير ذكري

(وَدَعَانِي وشقوتي فِي رِضَاهُ

فلحيني عشقت عاشق هجري)

(وهواه لَو كَانَ ذَنبي إِلَيْهِ

غير حبي لَهُ لأوضحت عُذْري)

(قد كتمت الجوى وَإِن نم دمعي

وحملت الجفا وَإِن عيل صبري)

(مَا درى جسمي الْمَعْنى لمن يض

نى وَلَا مدمعي لمن بَات يجْرِي)

(سره فِي الحشا عَن الْخلق مستو

رٌ فَمَاذَا عَلَيْهِ فِي هتك ستري)

لَيْت أيامنا ببرزة فالنيرب مِنْهَا يعود يَوْمًا بعمري

(صمت من بعْدهَا برغمي عَن الله

وفهل لي بعودها عبد فطر)

(لست أَنْفك من تذكر قوم

لَيْسَ يجْرِي ببالهم قطّ ذكري)

(يَا غزالاً قد لج فِي الهجر عمدا

كم دمٍ قد سفكت لَو كنت تَدْرِي)

(قد حمى ثغره بناعس طرفٍ

يَا لَهُ ناعساً وحارس ثغر)

وبفيه مدامة كلما حليت عَن شرب كأسها دَامَ سكري

(ظالمٌ لج فِي القطيعة حَتَّى

لَا مَزَار يدنو وَلَا طيف يسري)

(كَانَ لَا يَسْتَطِيع عني صبرا

لَيْت شعري لم ملني لَيْت شعري)

3 -

(عبد الله بن إِسْمَاعِيل)

ص: 42

أَبُو مُحَمَّد الميكالي عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن مُحَمَّد بن ميكال بن عبد الْوَاحِد بن جِبْرِيل بن الْقَاسِم بن بكر بن سور بن سور بن سور بن سور أَرْبَعَة من الْمُلُوك ابْن فَيْرُوز يزدْ جرد بن بهْرَام جور أَبُو مُحَمَّد هُوَ عَم أبي الْفضل عبد الله بن أَحْمد الميكالي كَانَ رَئِيس نيسابور وَمَات بِمَكَّة فِي ذِي الْحجَّة سنة تسعٍ وَسبعين وثلاثمائة وَكَانَ مَذْكُورا بالأدب وَالْكِتَابَة وَحفظ دواوين الْعَرَب ودرس الْفِقْه على قَاضِي الْحَرَمَيْنِ وَكَانَ أوحد زَمَانه فِي معرفَة الشُّرُوط

أكره غير مرةٍ على وزارة السُّلْطَان فَامْتنعَ وتضرع حَتَّى أعفي وَكَانَ يخْتم الْقُرْآن فِي رَكْعَتَيْنِ ويعول المستورين بِبَلَدِهِ سرا ثمَّ تقلد الرياسة وَبَقِي مُنْفَردا بهَا بِلَا مانعٍ وَلَا منازعٍ نيفاً وَعشْرين سنة وَكَانَ يفتح بَابه بعد فَرَاغه من صَلَاة الصُّبْح إِلَى أَن يُصَلِّي الْعَتَمَة لَا يحجب عَنهُ أحدا وَعقد لَهُ مجْلِس الذّكر فِي حَيَاة إمامي الْمَذْهَب أبي الْوَلِيد الْقرشِي وَأبي الْحُسَيْن القَاضِي وحضرا جَمِيعًا مَجْلِسه وَكَانَ قد حج سنة سبعٍ وَأَرْبَعين وثلاثمائة ثمَّ تأهب سنة سبعٍ وَسبعين وثلاثمائة واستصحب شيئاًَ من مسموعاته من أبي حَامِد ابْن الشَّرْقِي وأقرانه وَحدث بنيسابور والدامغان والري وهمذان وبغداد والكوفة وَمَكَّة وَدخل مَكَّة وَهُوَ ابْن اثْنَتَيْنِ وَسبعين سنة وَقد حكم لَهُ المنجمون أَنه يَمُوت وَهُوَ ابْن أَربع وَسبعين سنة فَدَعَا بِمَكَّة فِي المشاعر الشَّرِيفَة يَقُول اللَّهُمَّ إِن كنت قابضي بعد سنتَيْن فاقبضني فِي حَرمك فَاسْتَجَاب الله دعاءه وَتُوفِّي بِمَكَّة فِي آخر أَيَّام الْمَوْسِم نَام وَأصْبح فوجدوه مَيتا مُسْتَقْبل الْقبْلَة فغسلوه وكفنوه وَصلى عَلَيْهِ أَكثر من مائَة ألف رجل وَدفن بالبطحاء بَين سُفْيَان بن عُيَيْنَة والفضيل ابْن عِيَاض

العباسي عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عِيسَى بن الْخَلِيفَة الْمَنْصُور إِمَام الْجَامِع بغدادي شرِيف نبيل ذُو قعدد وَثَّقَهُ الْخَطِيب وَتُوفِّي سنة خمسين وثلاثمائة

الْملك المسعود بن الصَّالح عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن أَيُّوب الْملك

ص: 43

المسعود ابْن الْملك الصَّالح رَئِيس جليل وَهُوَ أَخُو الْملك الْمَنْصُور مَحْمُود وَالْملك السعيد أبي الْكَامِل توفّي بِدِمَشْق سنة أربعٍ وَسبعين)

وسِتمِائَة

ابْن الجبنياني عبد الله بن إِسْمَاعِيل بن ابي إِسْحَاق الجبنياني قَالَ ابْن رَشِيق فِي الأنموذج متعبد الْمغرب لم يكن فِيهِ قطّ مثله وَلَا أرَاهُ يكون يَعْنِي أَبَا إِسْحَاق إِبْرَاهِيم جده وَكَانَ عبد الله شَاعِرًا ظريفاً يخفي شعره وَهُوَ مَعَ ذَلِك قليلٌ ويصنعه وَلَا يتَجَاوَز المقطعات إِلَى شيءٍ من التَّطْوِيل وَكَانَت لَهُ نباهةٌ وحدة خاطرٍ ولطافة فِي جَمِيع أَحْوَاله ونزاهة نفسٍ وعزوف همةٍ وفرط حياءٍ وغض طرفٍ وَلَا يكَاد يمْلَأ عينه من وَجه أحدٍ رَأَيْته سنة تسعٍ وَأَرْبَعمِائَة بِمَدِينَة سفاقس وَهِي موطنه وَبهَا مشؤه أَنْشدني لنَفسِهِ وَهُوَ يتململ كاللديغ وَكَانَ مُتَعَلق النَّفس بجاريةٍ أم ولدٍ تَركهَا بموضعه من الوافر

(سأضرب فِي بِلَاد الله برا

وبحراً بالسفائن والركاب)

(إِلَى أَن تنكر الأحباب مني

ثوائي بالمغارب واغترابي)

(لأكسب ثروةً وأفيد مَالا

وأبلو عذر نَفسِي فِي الطلاب)

(فَإِن نلْت المُرَاد فَذَاك حسبي

وَإِن أحرم فَإِنِّي ذُو احتساب)

(وَمَا فَارَقت إخْوَانِي وَأَهلي

وَمن أَحْبَبْت إِلَّا عَن غلاب)

وَتُوفِّي عبد الله إِسْمَاعِيل بميورقة سنة خمس عشرَة وَأَرْبَعمِائَة وَقد بلغ الْأَرْبَعين

الْجُهَنِيّ عبد الله بن أنيس الْجُهَنِيّ ثمَّ الْأنْصَارِيّ حَلِيف بني سَلمَة كَانَ مُهَاجرا أَنْصَارِيًّا عقبياً وَشهد أحدا وَمَا بعْدهَا روى عَنهُ أَبُو أُمَامَة وَجَابِر بن عبد الله وروى عَنهُ من التَّابِعين بشر بن سعيد وَبَنوهُ عَطِيَّة وَعَمْرو وضمرة وَعبد الله بَنو عبد الله بن أنيسٍ وَهُوَ الَّذِي سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي لَيْلَة الْقدر وَقَالَ يَا رَسُول الله إِنِّي شاسع الدَّار فمرني بليلةٍ أنزل فِيهَا فَقَالَ إنزل لَيْلَة ثلاثٍ وَعشْرين وتعرف تِلْكَ اللَّيْلَة بليلة الْجُهَنِيّ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ أحد الَّذين كسروا آلِهَة بني سَلمَة توفّي سنة أَربع وَخمسين وروى لَهُ مُسلم

ص: 44

وَالْأَرْبَعَة وَقَالَ دَعَاني رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ بَلغنِي أَن سُفْيَان بن نُبيح الْهُذلِيّ جمع النَّاس ليغزوني وَهُوَ بعرنة فاقتله قَالَ قلت يَا رَسُول الله إنعته لي حَتَّى أعرفهُ قَالَ إِذا رَأَيْته ذكرك الشَّيْطَان وَإِذا رَأَيْته وجدت لَهُ قشعريرة قَالَ فَخرجت متوشحاً سَيفي حَتَّى دفعت إِلَيْهِ)

وَهُوَ فِي ظعائن لَهُ يرتاد لَهُنَّ منزلا وَكَانَ وَقت الْعَصْر فَلم رَأَيْته وجدت مَا وصف لي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم من القشعريرة وخشيت أَن تكون بيني وَبَينه مجاولة تشغلني عَن الصَّلَاة فَصليت وَأَنا أَمْشِي وأومئ برأسي فَلَمَّا انْتَهَيْت إِلَيْهِ قَالَ من الرجل قلت رجلٌ من الْعَرَب سمع بك ويجمعك لهَذَا الرجل فجَاء لذَلِك فَقَالَ أجل أَنا فِي ذَلِك فمشيت مَعَه حَتَّى إِذا أمكنني حملت عَلَيْهِ بِالسَّيْفِ حَتَّى قتلته ثمَّ خرجت وَتركت ظعائنه منكباتٍ عَلَيْهِ فَلَمَّا قدمتُ على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ أَفْلح الْوَجْه قلت قتلته يَا رَسُول الله قَالَ صدقت ثمَّ قَامَ معي فَدخل بِي بَيته وَأَعْطَانِي عَصا فَقَالَ أمسك هَذِه الْعَصَا عنْدك يَا عبد الله ابْن أنيس فَخرجت بهَا على النَّاس فَقَالُوا مَا هَذِه الْعَصَا قلت أعطانيها رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَأَمرَنِي أَن أمْسكهَا قَالُوا أَفلا ترجع إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فتسأله لم ذَلِك قَالَ فَرَجَعت إِلَيْهِ فَقلت يَا رَسُول الله لم أَعْطَيْتنِي هَذِه الْعَصَا قَالَ آيةٌ بيني وَبَيْنك يَوْم الْقِيَامَة إِن أقل النَّاس المتخصرون يومئذٍ فقرنها عبد الله بِسَيْفِهِ فَلم تزل مَعَه حَتَّى إِذا مَاتَ أَمر بهَا فضمت مَعَه فِي كَفنه ثمَّ دفنا جَمِيعًا

الْخُزَاعِيّ عبد الله بن أبي أوفى الْخُزَاعِيّ الْأَسْلَمِيّ أحد من بَايع بيعَة الرضْوَان قَالَ غزونا مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزواتٍ نَأْكُل الْجَرَاد وَهُوَ أخر من مَاتَ من الصَّحَابَة بِالْكُوفَةِ وَمِمَّنْ مَاتَ فِي عشر الْمِائَة أَو تجاوزها توفّي سنة ستٍ وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة

وَقيل توفّي سنة ثمانٍ وَثَمَانِينَ وَهُوَ الْأَصَح وَاسم أبي أوفى عَلْقَمَة بن خَالِد ويكنى أَبَا مُعَاوِيَة وَقيل أَبَا إِبْرَاهِيم وَقيل أَبَا مُحَمَّد شهد

ص: 45

الْحُدَيْبِيَة وخيبر وَلم يزل بِالْمَدِينَةِ إِلَى أَن قبض رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ تحول إِلَى الْكُوفَة وكف بَصَره بأخرةٍ

التَّيْمِيّ الشَّاعِر عبد الله بن أَيُّوب التَّيْمِيّ مَوْلَاهُم كَانَ شَاعِرًا من شعراء الدولة العباسية من الوصافين للخمر قَالَ أَبُو العيناء خرج كوثر خَادِم الْأمين ليرى الْحَرْب فأصابته رجمة فِي وَجهه فَجَلَسَ يبكي فَوجه مُحَمَّد بِمن جَاءَ بِهِ وَجعل يمسح الدَّم عَن وَجهه وَيَقُول من مجزوء الرمل

(ضربوا قُرَّة عَيْني

وَمن اجلي ضربوه)

(أَخذ الله لقلبي

من أناسٍ أحرقوه)

)

وَأَرَادَ زِيَادَة فِي الأبيات فَلم تواته فَقَالَ من هَاهُنَا من الشُّعَرَاء فَقيل عبد الله بن أَيُّوب التَّيْمِيّ فَقَالَ عَليّ بِهِ فَلَمَّا دخل أنْشدهُ الْبَيْتَيْنِ وَقَالَ أجز فَقَالَ من مجزوء الرمل

(مَا لمن أَهْوى شَيْبه

فبه الدُّنْيَا تتيه)

(وَصله حلوٌ وَلَكِن

هجره مرٌّ كريه)

(مذ رأى النَّاس لَهُ الْفضل

عَلَيْهِم حسدوه)

(مثل مَا قد حسد القا

ئم بِالْملكِ أَخُوهُ)

فَقَالَ أَحْسَنت وَالله هَذَا خيرٌ مِمَّا أردناه يَا عباسي أنظر فَإِن كَانَ جَاءَ على الظّهْر مَلَأت أحمال ظَهره دَرَاهِم وَإِن كَانَ جَاءَ فِي زورق ملأته لَهُ دَرَاهِم فأوقرت لَهُ ثَلَاثَة أبغالٍ دَرَاهِم

ابْن بري النَّحْوِيّ عبد الله بن بري بن عبد الْجَبَّار بن بري أَبُو مُحَمَّد الْمَقْدِسِي الأَصْل الْمصْرِيّ الدَّار كَانَ نحوياً لغوياً شايع الذّكر مَشْهُورا بِالْعلمِ لم يكن للمصريين مثله مَاتَ سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة قَرَأَ كتاب سِيبَوَيْهٍ على أبي بكر مُحَمَّد بن عبد

ص: 46

الْملك الشنتريني المغربي النَّحْوِيّ وتصدر للإقراء بِجَامِع عَمْرو بن الْعَاصِ وَكَانَت عنايته تَامَّة فِي تَصْحِيح الْكتب وَكتب الْحَوَاشِي عَلَيْهَا بأحمر فَإِذا رَأَيْت كتابا قد ملكه فَهُوَ الْغَايَة فِي الصِّحَّة والإتقان وَله على صِحَاح الْجَوْهَرِي حواشٍ أَخذ فِيهَا عَلَيْهِ وَشرح بعضه فِيهَا وزياداتٌ أخل بهَا وَلَو تمت لكَانَتْ عَجِيبَة وَكَانَ من علمه وغزارة فهمه ذَا غفلةٍ وسلامة صدرٍ وَكَانَ وسخ الثَّوْب زري الْهَيْئَة واللبسة يَحْكِي المصريون عَنهُ حكايات عَجِيبَة مِنْهَا أَنه اشْترى لَحْمًا وخبزاً وبيضاً وحطباً وَحمل الْجَمِيع فِي كميه وَجَاء إِلَى منزله فَوجدَ أَهله وَقد ذَهَبُوا لبَعض شَأْنهمْ وَالْبَاب مغلقاً فَتقدم إِلَى كوةٍ هُنَاكَ تُفْضِي إِلَى دَاره فَجعل يلقِي مِنْهَا الشَّيْء بعد الشَّيْء وَلم يفكر فِي تكسير الْبيض وَأكل السنانير اللَّحْم وَالْخبْز إِذا خلت بهقال ياقوت حَدثنِي بعض المصريين قَالَ كنت يَوْمًا أَسِير مَعَ الشَّيْخ أبي مُحَمَّد ابْن بري وَقد اشْترى عنباً وَجعله فِي كمه وَجعل يحادثني وَهُوَ يعبث بالعنب ويقبضه حَتَّى جرى على رجلَيْهِ فَقَالَ لي تحس الْمَطَر فَقلت لَا قَالَ فَمَا هَذَا الَّذِي ينقط على رجْلي فتأملته فَإِذا هُوَ من الْعِنَب فَأَخْبَرته فَخَجِلَ واستحيى وَمضى ويحكى عَنهُ من الحذق وَحسن الْجَواب عَمَّا يسْأَل عَنهُ ومواضع الْمسَائِل من كتب الْعلمَاء مَا يتعجب مِنْهُ فسبحان الْجَامِع بَين الأضداد وَله حواشٍ انتصر فِيهَا للحريري على)

ابْن الخشاب وَكَانَ لَهُ تصفح ديوَان الْإِنْشَاء فِي مَا يكتبونه ليزيل الْغَلَط واللحن مِنْهُ كَمَا كَانَ ابْن بابشاذ وَكَانَ قيمًا بِمَعْرِِفَة كتاب سِيبَوَيْهٍ وَعلله قيمًا باللغة والشواهد وَقَرَأَ عَلَيْهِ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْعَبَّاس ابْن الحطية كَانَ ثِقَة والجزولي من تلامذته وَأَجَازَ لجَمِيع من أدْرك عصره من الْمُسلمين قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين قَرَأت ذَلِك بِخَط أَحْمد بن الْجَوْهَرِي عَن خطّ حسن بن عبد الْبَاقِي الصّقليّ عَنهُ وَله مُقَدّمَة سَمَّاهَا اللّبَاب وحواشيه على الصِّحَاح سِتّ مجلدات قلت كَذَا رَأَيْته وَالصَّحِيح أَن ابْن بري رَحمَه الله تَعَالَى وصل فِي الْحَوَاشِي على صِحَاح الْجَوْهَرِي إِلَى وقش من بَاب الشين الْمُعْجَمَة من كتاب الصِّحَاح وَكَانَ ذَلِك مجلدين وَهِي ربع الْكتاب وكمل عَلَيْهِ الشَّيْخ عبد الله بن مُحَمَّد بن عبد الرحمان الْأنْصَارِيّ البسطي إِلَى آخر الْكتاب فجَاء التكملة فِي سنة مجلدات وَكَانَ جملَة هَذَا المُصَنّف ثَمَان مجلدات بِخَط البسطي وَقد ملكتها وَهِي جَمِيعًا بِخَط البسطي وَاسم هَذَا الْكتاب التَّنْبِيه والإفصاح عَمَّا وَقع فِي حَوَاشِي الصِّحَاح وَهُوَ كتابٌ جيد إِلَى الْغَايَة قَالَ أَبُو مُحَمَّد ابْن بري رحمه الله وَقد أنْشد قَول أبي صَخْر الْهُذلِيّ من الطَّوِيل

(تكَاد يَدي تندى إِذا مَا لمستها

وينبت فِي أطرافها الْوَرق الْخضر)

هَذَا الْبَيْت كَانَ سَبَب تعلمي الْعَرَبيَّة فَقيل لَهُ وَكَيف ذَاك فَقَالَ ذكر لي أبي أَنه رأى فِيمَا يرى النَّائِم قبل أَن يَرْزُقنِي كَأَن فِي يَده رمحاً طَويلا فِي رَأسه قنديل وَقد علقه على صَخْرَة

ص: 47

بَيت الْمُقَدّس فَعبر لَهُ بِأَن يرْزق ابْنا يرفع ذكره بِعلم يتعلمه فَلَمَّا رَزَقَنِي وَبَلغت خمس عشرَة سنة حضر إِلَى دكانه وَكَانَ كتبياً رجل يعرف بظافر الْحداد وَرجل يعرف بِابْن أبي حَصِينَة وَكِلَاهُمَا مَشْهُور بالأدب فَأَنْشد أبي الْبَيْت بِكَسْر الرَّاء فَضَحِك الرّجلَانِ عَلَيْهِ للحنه فَقَالَ لي يَا بني أَنا منتظرٌ تَفْسِير مَنَامِي لَعَلَّ الله تَعَالَى يرفع ذكري بك فَقلت لَهُ أَي الْعُلُوم تُرِيدُ أَن أَقرَأ فَقَالَ لي إقرأ فِي النَّحْو حَتَّى تعلمني فَكنت أَقرَأ على الشَّيْخ أبي بكر مُحَمَّد بن عبد الْملك ابْن السراج رحمه الله ثمَّ أجي فَأعلمهُ الخشوعي الرفاء عبد الله بن بَرَكَات بن إِبْرَاهِيم بن طَاهِر بن بَرَكَات أَبُو مُحَمَّد الخشوعي الدِّمَشْقِي الرفاء ولد سنة ثلاثٍ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة ثَمَان وَخمسين وسِتمِائَة سمع من أَبِيه وَيحيى الثَّقَفِيّ وَالقَاسِم بن عَسَاكِر وَعبد الرَّزَّاق بن نصرٍ الخشوعي وَإِسْمَاعِيل الجنزوي وَجَمَاعَة)

وَأَجَازَ لَهُ أَبُو طَاهِر السلَفِي وَأَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ وَأحمد بن ينَال التّرْك وَغَيرهم وروى عَنهُ الدمياطي وَابْن الخباز وَأَبُو الْمَعَالِي بن البالسي وَأَبُو الْفِدَاء ابْن عَسَاكِر وَأَبُو الْحُسَيْن الْكِنْدِيّ وَأَبُو عبد الله الزراد وَأَبُو عبد الله بن التوزي وحفيده عَليّ بن مُحَمَّد الخشوعي وَمُحَمّد بن الْمُحب وَمُحَمّد بن المهتار وَآخَرُونَ وَهُوَ من بَيت الرِّوَايَة والْحَدِيث

قَاضِي مرو عبد الله بن بُرَيْدَة بن الْحصيب أَبُو سهل الْأَسْلَمِيّ قَاضِي مرو بعد أَخِيه سُلَيْمَان وهما توأمان

روى عَن أَبِيه وَعَن أبي مُوسَى وَعَائِشَة وَعمْرَان بن حُصَيْن وَسمرَة وَابْن مسعودٍ والمغيرة بن شُعْبَة وَعبد الله بن مُغفل وَأبي الْأسود الدؤَلِي وَيحيى بن يعمر وَطَائِفَة قَالَ وَكِيع كَانُوا يقدمُونَ سُلَيْمَان بن بُرَيْدَة على أَخِيه عبد الله وَقد ولي قَضَاء مرو وَتُوفِّي سنة خمس عشرَة وَمِائَة وروى لَهُ الْجَمَاعَة

الْمَازِني عبد الله بن بسر بن أبي بسر الْمَازِني نزيل حمص لَهُ صُحْبَة

ص: 48