الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(أيا قادم الزهر أَهلا وسهلاً
…
مَلَأت البرايا هَدَايَا أرج)
(فوقتك فض ختام السرُور
…
وعهدك فُرْجَة بَاب الْفرج)
فَكتبت إِلَيْهِ عِنْدَمَا قصّ عَليّ هَذِه الرُّؤْيَا من الْخَفِيف
(حاش لله أَن أكدر عهدا
…
لم يزل من وفائك الْمَحْض صفوا)
(وَإِذا مَا حَدِيث فضلك عِنْدِي
…
ضَاعَ مني فِي نشره كَيفَ يطوى)
وَاجْتمعَ يَوْمًا هُوَ وجمال الدّين مُحَمَّدًا ابْن نباتة فِي غِيَاض السفرجل فَقَالَ جمال الدّين بن نباتة من الْكَامِل
(قد أشبه الْحمام منزل لهونا
…
فالماء يسخن والأزاهر تحلق)
(فلذاك جسمي منشدٌ ومصحفٌ
…
عرقٌ على عرقٍ ومثلي يعرق)
قَالَ جمال الدّين ابْن غَانِم رَحمَه الله تَعَالَى من الْكَامِل
(مَا أشبه الْحمام منزل لهونا
…
إِلَّا لِمَعْنى راق فِيهِ الْمنطق)
(فالدوح مثل قبابه والزهر كال
…
جامات فِيهِ وماؤه يتدفق)
3 -
(عبد الله بن عمر)
ابْن عمر بن الْخطاب عبد الله بن عمر بن الْخطاب أَبُو عبد الرحمان صَاحب رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَابْن وزيره هَاجر بِهِ أَبوهُ قبل أَن يَحْتَلِم واستصغر عَن أحد وَشهد
الخَنْدَق وَمَا بعْدهَا وَهُوَ شَقِيق حَفْصَة أمهَا زَيْنَب بنت مَظْعُون روى علما كثيرا عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَعَن أبي بكر وَعمر شهد فتح مصر قَالَه ابْن يُونُس وَقَالَ غَيره شهد غَزْو فَارس كَانَ يخضب بالصفرة قَالَ عرضت على رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يَوْم أحد وَأَنا ابْن أَربع عشرَة سنة فَلم يجزني وأجازني يَوْم الخَنْدَق بلغ أَرْبعا وَثَمَانِينَ سنة وَتُوفِّي بِمَكَّة سنة ثَلَاث وَسبعين قيل إِنَّه قدم حَاجا فَدخل عَلَيْهِ الْحجَّاج وَقد أَصَابَهُ زج رمحٍ فَقَالَ من أَصَابَك قَالَ أصابني من أمرتوه بِحمْل السِّلَاح فِي مكانٍ لَا يحل فِيهِ حمله رَوَاهُ البُخَارِيّ وَقد روى الْجَمَاعَة كلهم لعبد الله بن عمر وَقد قيل إِن إِسْلَامه كَانَ قبل إِسْلَام أَبِيه وَلَا يَصح وَقيل إِنَّه أول من بَايع يَوْم الْحُدَيْبِيَة وَالصَّحِيح أَن أول من بَايع تَحت الشَّجَرَة بيعَة الرضْوَان أَبُو سِنَان الْأَسدي وَكَانَ شَدِيد التَّحَرِّي وَالِاحْتِيَاط فِي فتواه وكل مَا يَأْخُذ بِهِ نَفسه وَكَانَ لَا يتَخَلَّف عَن السَّرَايَا فِي حَيَاة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم ثمَّ كَانَ بعد مَوته مُولَعا بِالْحَجِّ قبل الْفِتْنَة وَفِي الْفِتْنَة وَيُقَال إِنَّه كَانَ أعلم الصَّحَابَة بمناسك الْحَج وَقَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لزوجته حَفْصَة بنت عمر إِن أَخَاك عبد الله رجلٌ صَالح لَو كَانَ يقوم من اللَّيْل فَمَا ترك بعْدهَا ابْن عمر قيام اللَّيْل وَكَانَ رضي الله عنه لورعه قد اشكلت عَلَيْهِ حروب عَليّ بن أبي طَالب فَقعدَ عَنهُ وَنَدم على ذَلِك حِين حَضرته الْوَفَاة وَسُئِلَ عَن تِلْكَ الْمشَاهد فَقَالَ كَفَفْت يَدي فَلم أقدم والمقاتل على الْحق أفضل وَقَالَ جَابر ابْن عبد الله مَا منا أحدٌ إِلَّا مَالَتْ بِهِ الدُّنْيَا وَمَال بهَا خلا عمر وَابْنه عبد الله وَأفْتى فِي الْإِسْلَام سِتِّينَ سنة وَنشر نَافِع عَنهُ علما جماً
قَاضِي نيسابور عبد الله بن عمر بن الرماح أَبُو مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي قاضيها روى عَنهُ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه مَعَ تقدمه والذهلي وَجَمَاعَة قَالَ الذهلي ثِقَة ثِقَة وَتُوفِّي سنة أربعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ
الْمدنِي ابْن ابْن عمر بن الْخطاب عبد الله بن عمر بن حَفْص بن عَاصِم أَمِير الْمُؤمنِينَ عمر الْمدنِي أحد أوعية الْعلم وَهُوَ أَخُو)
عبيد الله كَانَ صَالحا عَالما خيرا صَالح الحَدِيث قَالَ ابْن حَنْبَل لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ ابْن معِين صُوَيْلِح وَقَالَ ابْن الْمَدِينِيّ ضَعِيف توفّي سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَة وَقيل سنة ثلاثٍ وَسبعين وروى لَهُ الْأَرْبَعَة وَمُسلم مُتَابعَة
العبليُّ عبد الله بن عمر بن عبد الله بن عَليّ بن ربيعَة بن عبد الْعُزَّى بن عبد شمس أَبُو عدي الْقرشِي العبلي عرف بالعبلي وَلَيْسَ مِنْهُم لِأَن العبلات من ولد أُميَّة الْأَصْغَر بن عبد شمس وَسموا بذلك لِأَن أمّهم عبلة بنت عبيد بن جاذل بِالْجِيم بن قيس بن مَالك ابْن حَنْظَلَة وَهَؤُلَاء يُقَال لَهُم براجم بني تَمِيم ولدت لعبد شمس بن عبد منَاف أُميَّة الْأَصْغَر وَعبد أُميَّة ونوفلاً وَأُميَّة بني عبد شمس فَهَؤُلَاءِ يُقَال لَهُم العبلات وَلَهُم جَمِيعًا عقبٌ أما بَنو أُميَّة الْأَصْغَر فهم بالحجاز وَأما بَنو نَوْفَل فهم بِالشَّام كثير وَعبد الْعُزَّى بن عبد شمس كَانَ يُقَال لَهُ أَسد الْبَطْحَاء وَإِنَّمَا أدخلهم النَّاس فِي العبلات لما صَار الْأَمر لبني أُميَّة الْأَكْبَر وسادوا وَعظم شَأْنهمْ فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام فَجعل سَائِر بني عبد شمسٍ من لَا يعلم طبقَة وَاحِدَة فسموهم أُميَّة الصُّغْرَى ثمَّ قيل لَهُم العبلات لشهرة الِاسْم وَعلي بن عدي جد هَذَا الشَّاعِر شهد الْجمل مَعَ عَائِشَة وَله يَقُول شَاعِر بني ضبة من الرجز
(يَا رب اكبب بعلي جَمَلَهْ
…
وَلَا تبَارك فِي بعيرٍ حمله)
(إِلَّا عَليّ بن عدي لَيْسَ لَهُ)
وَأما العبلي هَذَا عبد الله بن عمر فَكَانَ فِي أَيَّام بني أُميَّة يمِيل إِلَى بني هَاشم ويذم بني أُميَّة وَلم يكن لَهُم إِلَيْهِ صنعٌ جميلٌ فَسلم بذلك إِلَى أَيَّام بني الْعَبَّاس ثمَّ خرج على الْمَنْصُور فِي أَيَّامه مَعَ مُحَمَّد بن عبد الله ابْن الْحسن وَكَانَ العبلي يكره فِي أَيَّام بني أُميَّة مَا يَبْدُو
مِنْهُم فِي حق عَليّ وَيظْهر إِنْكَار لذَلِك فَشهد عَلَيْهِ قومٌ من بني أُميَّة بذلك بِمَكَّة ونهوه عَنهُ فانتقل إِلَى الْمَدِينَة وَقَالَ من الْخَفِيف
(شردوني عَن امتداحي عليا
…
وَرَأَوا ذَاك فِي دَاء دويا)
(فوربي لَا أَبْرَح الدَّهْر حَتَّى
…
تختلى مهجتي أحب عليا)
(وبنيه أحب أَحْمد إِنِّي
…
كنت أَحْبَبْتهم لحبي النبيا)
(حب دين لَا حب دنيا وَشر ال
…
حب حبٌّ يكون دنياويا)
)
(صاغني الله فِي الذؤابة مِنْهُم
…
لَا زنيماً وَلَا سنيداً دعيا)
(عدوياً خَالِي صَرِيحًا وجدي
…
عبد شمسٍ وهَاشِم أبويا)
(فسواءٌ عليّ لستُ أُبَالِي
…
عبشمياً دعيتُ أم هاشميا)
وَفد العبلي إِلَى هِشَام بن عبد الْملك وَقد أمتدحه بقصيدته الدالية وَهِي مَذْكُورَة فِي الأغاني الَّتِي يَقُول فِيهَا من الْخَفِيف
(عبد شمسٍ أَبوك وَهُوَ أَبونَا
…
لَا نناديك من مَكَان بعيد)
(والقرابات بَيْننَا وأشجاتٌ
…
محكمات القوى بعقدٍ شَدِيد)
فانشده إِيَّاهَا وَأقَام بِبَابِهِ مُدَّة حَتَّى حضر بَابه وُفُود قريشٍ فَدخل فيهم وَأمر لَهُم بمالٍ فضل فِيهِ بني مَخْزُوم أَخْوَاله وَأعْطى العبلي عَطِيَّة لم يرضها فَانْصَرف وَقَالَ من الْخَفِيف
(خس حظي أَن كنت من عبد شمسٍ
…
لَيْتَني كنت من بني مَخْزُوم)
(فأفوز الْغَدَاة فيهم بسهمٍ
…
وأبيع الْأَب الْكَرِيم بلوم)
وَلما فر العبلي من الْمَنْصُور قصد عبد الله وَالْحسن ابْني الْحسن بسويقة فاستنشده عبد الله شَيْئا من شعره فأنشده فَقَالَ أُرِيد شَيْئا مِمَّا رثيت بِهِ قَوْمك فأنشده قصيدةً سينيةً مَذْكُورَة فِي الأغاني مِنْهَا من المتقارب
(أُولَئِكَ قومٌ أذعت بهم
…
نَوَائِب من زمنٍ متعسِ)
(أذلت قيادي لمن رامني
…
وألصقت الرغم بالمعطسِ)
(فَمَا أنس لَا أنس قتلاهم
…
والا عَاشَ بعدهمْ من نسي)
فَبكى مُحَمَّد بن عبد الله بن حسن فَقَالَ لَهُ عَمه الْحسن بن حسن ابْن عَليّ اتبكي على بني أُميَّة وَأَنت تُرِيدُ ببني الْعَبَّاس مَا تُرِيدُ فَقَالَ وَالله يَا عَم لقد كُنَّا نقمنا على بني أُميَّة مَا نقمنا فَمَا بَنو الْعَبَّاس أخوف الله مِنْهُم وَإِن الْحجَّة على بني الْعَبَّاس لأوجب مِنْهَا عَلَيْهِم
وَلَقَد كَانَ للْقَوْم أَحْلَام وَمَكَارِم وفواضل لَيست لأبي جَعْفَر فَوَثَبَ حسنٌ وَقَالَ أعوذ بِاللَّه من شرك مشكدانه عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن أبان الْكُوفِي أَبُو عبد الرحمان مشكدانه بِضَم الْمِيم وَسُكُون الشين الْمُعْجَمَة وَفتح الْكَاف وَالدَّال الْمُهْملَة وَبعد الْألف نون وهاء وَهُوَ بِلِسَان الخرسانيين وعَاء الْمسك روى عَنهُ مسلمٌ وَأَبُو دَاوُد أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ وَغَيره وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق)
توفّي سنة تسعٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ من أهل الْكُوفَة من موَالِي عُثْمَان بن عَفَّان رضي الله عنه وَسمع عبد الله بن الْمُبَارك وَأَبا الْأَحْوَص سَلام ابْن سليم وعبثر بن الْقَاسِم وَعلي بن عَبَّاس وَعبيدَة بن الْأسود وَمُحَمّد ابْن الْحَارِث وَغَيرهم
الدبوسي الْحَنَفِيّ عبد الله بن عمر بن عِيسَى أَبُو زيد الدبوسي بِفَتْح الدَّال الْمُهْملَة وَضم الْبَاء الْمُوَحدَة المخففة وَسُكُون الْوَاو وَبعدهَا السِّين مُهْملَة الْفَقِيه الْحَنَفِيّ كَانَ مِمَّن يضْرب بِهِ الْمثل فِي النّظر واستخرج الْحجَج وَهُوَ أول من وضع علم الْخلاف وأبرزه إِلَى الْوُجُود صنف كتاب الْأَسْرَار وتقويم الْأَدِلَّة وَالْأَمر الْأَقْصَى وناظر بعض الْفُقَهَاء فَكَانَ كلما ألزمهُ أَبُو زيد إلزاماً تَبَسم أَو ضحك فانشد أَبُو زيد من السَّرِيع
(مَا لي إِذا ألزمته حجَّة
…
قابلني بالضحك والتبسمه)
(إِن كَانَ ضحك الْمَرْء من فقهه
…
فالدب فِي الصَّحرَاء مَا أفهمهُ)
وَتُوفِّي الدبوسي سنة ثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة
سيف الدّين الْحَنْبَلِيّ عبد الله بن عمر بن أبي بكر سيف الدّين أَبُو الْقَاسِم الْمَقْدِسِي الْحَنْبَلِيّ الْفَقِيه أحد الْأَئِمَّة الْأَعْلَام ولد بقاسيون سنة تسعٍ وَخمسين وَخَمْسمِائة وَتُوفِّي سنة سِتّ وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة
ورحل إِلَى بَغْدَاد وَسمع بهَا الْكثير وتفقه واشتغل بالفقه
وَالْخلاف والفرائض والنحو وَصَارَ إِمَامًا عَالما ذكياً فطناً فصيح الْإِيرَاد قَالَ بعض الْفُقَهَاء مَا اعْترض السَّيْف على مستدل إِلَّا ثلم دَلِيله وَكَانَ يتَكَلَّم فِي الْمَسْأَلَة غير مستعجل بكلامٍ فصيحٍ من غير توقفٍ وَلَا تتعتع وَكَانَ حسن الخلْق والخلُق وَأنكر مُنْكرا بِبَغْدَاد فَضَربهُ الَّذِي أنكر عَلَيْهِ كسر ثنيته ثمَّ مكن مِنْهُ فَلم يقْتَصّ وَحفظ الْإِيضَاح للفارسي وَقَرَأَ على أبي الْبَقَاء العكبري واشتغل بالعروض وصنف فِيهِ ورثاه سُلَيْمَان بن النجيب بقوله من الطَّوِيل
(على مثل عبد الله يفترض الْحزن
…
وتسفح آماقٌ وَلم يغتمض جفن)
(عَلَيْهِ بَكَى الدّين الحنيفي والتقي
…
كَمَا قد بكاه الْفِقْه والذهن وَالْحسن)
(ثوى لثواه كل فضلٍ وسؤددٍ
…
وعلمٍ جزيلٍ لَيْسَ تحمله الْبدن)
ورثاه جِبْرِيل المصعبي بقوله من الْبَسِيط)
(صبري لفقدك عبد الله مَفْقُود
…
ووجدك قلبِي عَلَيْك الدَّهْر مَوْجُود)
(عدمت صبري لما قيل إِنَّك فِي
…
قبرٍ بحران سيف الدّين مَفْقُود)
(نبكي عَلَيْك شجوناً بالدماء كَمَا
…
تبْكي التَّعَالِيق حزنا والأسانيد)
ابْن الصفار أَبُو سعد عبد الله بن عمر بن أَحْمد بن مَنْصُور بن الإِمَام مُحَمَّد بن الْقَاسِم ابْن حبيب الْعَلامَة أَبُو سعد ابْن الصفار النَّيْسَابُورِي كَانَ إِمَامًا عَالما بالأصول فَقِيها ثِقَة من بَيت الْعلم توفّي سنة سِتّمائَة وَولد سنة ثَمَان وَخَمْسمِائة وَسمع جده لأمه الْأُسْتَاذ أَبَا نصر ابْن الْقشيرِي وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ والفراوي وزاهر الشحامي وَعبد الغافر بن إِسْمَاعِيل الْفَارِسِي وَعبد الْجَبَّار بن مُحَمَّد الخواري وَغَيرهم وَحدث بِصَحِيح مُسلم عَن الفراوي وبالسنن والْآثَار للبهيقي بِسَمَاعِهِ من الخواري وبالسنن لأبي دَاوُد وروى عَنهُ بِالْإِجَازَةِ الشَّيْخ شمس الدّين عبد الرحمان وفخر الدّين عَليّ ابْن البُخَارِيّ
ابْن اللَّتي عبد الله بن عمر بن عَليّ بن عمر بن زيد الشَّيْخ أَبُو المنجى ابْن
اللتي بلامين آخرهما وبدها تَاء ثَالِثَة الْحُرُوف مُشَدّدَة الْبَغْدَادِيّ الحريمي الطاهري الْقَزاز روى الْكثير بِبَغْدَاد وحلب ودمشق والكرك وَعلا سَنَده واشتهر اسْمه وَتفرد فِي الدُّنْيَا وَطَلَبه النَّاصِر دَاوُد إِلَى الكرك وسَمعه أَوْلَاده قَالَ ابْن نقطة سَمَاعه صَحِيح وَله أخٌ قد زوّر لعبد الله إجازاتٍ من ابْن نَاصِر وَغَيره وَإِلَى الْآن مَا عَلمته روى بهَا شَيْئا وَهِي بَاطِلَة وَأما الشَّيْخ فصالحٌ لَا يدْرِي هَذَا الشَّأْن الْبَتَّةَ وَتُوفِّي بِبَغْدَاد سنة خمسٍ وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَقَالَ محب الدّين ابْن النجار سَأَلته عَن مولده فَقَالَ فِي الْعشْرين من ذِي الْقعدَة من سنة خمسٍ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة وَسمع بإفادة عَمه أبي بكر مُحَمَّد بن عَليّ من أبي الْقَاسِم سعيد بن أَحْمد بن السحن بن الْبَنَّا وَأبي الْوَقْت عبد الأول السجْزِي وَأبي الْفَتْح ابْن البطي وَأبي عَليّ الْحسن بن جَعْفَر بن عبد الصَّمد بن المتَوَكل على الله وَأبي جَعْفَر مُحَمَّد بن مُحَمَّد ابْن الطَّائِي وَأبي الْمَعَالِي مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن اللحاس وَغَيرهم
ابْن الظريف الشَّافِعِي عبد الله بن عمر بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عليّ مُحَمَّد بن أَحْمد ابْن الْحسن بن سهل بن عبد)
الله أَبُو الْقَاسِم ابْن أبي الْفَتْح ابْن أبي بكر الْفَقِيه الشَّافِعِي الْمَعْرُوف بِابْن الظريف البخلي وَالِد أبي الْحَيَاة مُحَمَّد بن عبد الله الْوَاعِظ قدم بَغْدَاد حَاجا فِي سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة وحدَّث بهَا عَن أبي الْحسن عَليّ بن أَحْمد بن عَليّ الإسلامي وَولي التدريس بنظامية بَلخ وَقبل ذَلِك بِمَسْجِد راعوم
الْمُزنِيّ البدوي عبد الله بن عمر ابْن أبي صبح الْمُزنِيّ أَعْرَابِي بدوي نزل بَغْدَاد وَبهَا مَاتَ كَانَ شَاعِرًا فصيحاً أَخذ عَنهُ الْعلمَاء ذكره مُحَمَّد بن إِسْحَاق فِي الفهرست وَمن شعره
الْمُوفق الوَرَن عبد الله بن عمر بن نصر الله الأديب الْفَاضِل الْحَكِيم
موفق الدّين أَبُو مُحَمَّد الْأنْصَارِيّ الْمَعْرُوف بالورن كَانَ قَادِرًا على النّظم وَله مشاركةٌ فِي الطِّبّ والوعظ وَالْفِقْه حُلْو النادرة لَا تمل مُجَالَسَته أَقَامَ ببعلبك مُدَّة وَخمْس مَقْصُورَة ابْن دُرَيْد مرثيةً فِي الْحُسَيْن رضي الله عنه وَتُوفِّي سنة سبع وَسبعين وسِتمِائَة بِالْقَاهِرَةِ
وَمن شعره من الْخَفِيف
(أَنا اهوى حُلْو الشَّمَائِل ألمى
…
مشْهد الْحسن جَامع الْأَهْوَاء)
(آيَة النَّمْل قد بَدَت فَوق خدي
…
هـ فهيموا يَا معشر الشُّعَرَاء)
وَمِنْه مَا كتبه إِلَى بعض الْكتاب من الوافر
(أيا ابْن السَّابِقين إِلَى الْمَعَالِي
…
وَمن فِي مدحه قالي وقيلي)
(لقد وصل انقطاعي مِنْك وعدٌ
…
فَمن قطع الطَّرِيق على الْوُصُول)
وَمِنْه من الْكَامِل
(من لي بأسمر جفونه
…
بيضٌ وحمرٌ للمنايا تنتضى)
(كَيفَ التَّخَلُّص من لواحظه الَّتِي
…
بسهامها فِي الْقلب قد نفذ القضا)
(أم كَيفَ أجحد صبوةً عذريةً
…
ثبتَتْ بِشَاهِد قده الْعدْل الرضى)
وَمِنْه من الطَّوِيل
(تجور بجفنٍ ثمَّ تَشْكُو انكساره
…
فوا عجبا تعدو عَليّ وتستعدي)
(أحمل أنفاس الْقبُول سلامها
…
وحسبي قبولاً حِين تسعف بِالرَّدِّ)
)
(تثنت فَمَال الْغُصْن شوقاً مُقبلا
…
من الترب مَا جرت بِهِ فَاضل الْبرد)
وَمِنْه من الْكَامِل
(يَا سعد إِن لاحت هضاب المنحنى
…
وبدت أثيلاتٌ هُنَاكَ تبين)
(عرج على الْوَادي فَإِن ظباءه
…
لِلْحسنِ فِي حركاتهن سُكُون)
وَمِنْه من الْبَسِيط
(لله أيامنا والشمل منتظمٌ
…
نظماً بِهِ خاطر التَّفْرِيق مَا شعرًا)
(والهف نَفسِي على عَيْش ظَفرت بِهِ
…
قطعت مَجْمُوعَة الْمُخْتَار مُخْتَصرا)
وَمِنْه من السَّرِيع
(أرى غديراً الرَّوْض يهوى الصِّبَا
…
وَقدر أَبَت مِنْهُ سكوناً يَدُوم)
(فُؤَاده مرتجفٌ للنوى
…
طرفه مختلجٌ للقدوم)
وَمِنْه من الْكَامِل
(ولع النسيم ببانهم فلأجل ذَا
…
قد جَاءَ وَهُوَ معطرٌ من تربه)
(وأظن لم يمس خفاق الحشا
…
متولهاً إِلَّا بساكن شعبه)
وَمِنْه من الْخَفِيف
(حَار فِي لطفه النسيم فأضحى
…
رائحاً اشتياقاً وغادي)
(مذ رأى الظبي مِنْهُ طرفا وجيداً
…
هام وجدا عَلَيْهِ فِي كل وَاد)
وَكَانَ بالبقاع قاضٍ يلقب شهَاب الدّين وَله ولدٌ مليحٌ اسْمه مُوسَى فَأَتَاهُ فقيهٌ مَشْهُور باللواط وَكَانَ قد أظل شهر رَمَضَان فأنزله القَاضِي عِنْد ابْنه فَكتب إِلَيْهِ الْمُوفق الْمَذْكُور من السَّرِيع
(قل لشهاب الدّين يَا حَاكما
…
فِي شَرعه الْحبّ على الْجَار جَار)
(آويت فِي ذَا الشَّهْر ضيفاً يرى
…
أَن دَبِيب اللَّيْل مثل النَّهَار)
(وَهُوَ فقيهٌ أشعري الخُصى
…
يعلم الصّبيان بَاب الظِّهَار)
(إياك إِن لاحت لَهُ غفلةٌ
…
لف كبار الْبَيْت بعد الصغار)
وَكَانَ بالبقاع أَيْضا والٍ من أهل الْأَدَب يعرف بعلاء الدّين عَليّ بن درباسٍ بنظم الشّعْر ويتوالى وَكَانَ الْوَزير بِدِمَشْق إِذْ ذَاك بدر الدّين جَعْفَر ابْن الْآمِدِيّ وَكَانَ يتوالى فاتفق أَنه ولى عِنْده كَاتبا مِمَّن سلم من التسمير فِي نوبَة ديوَان المطابخ لأَنهم كَانُوا قد سرقوا قنداً كثيرا)
بِدِمَشْق فَبلغ ذَلِك الْملك الظَّاهِر بيبرس فَأمر بهم فسمروا وطيف بهم على الْجمال إِلَّا هَذَا الْكَاتِب فَإِنَّهُ شفع فِيهِ فَأطلق بعد أَن قدم إِلَى الْجمل ليسمر فَلَمَّا استخدمه ابْن الْآمِدِيّ بالبقاع ضيق على ابْن درباسٍ فَأَقَامَ يعْمل قريحته فِيمَا يَكْتُبهُ إِلَى ابْن الْآمِدِيّ فَلم يَأْتِ بشيءٍ فَسَأَلَ الْمُوفق الْمَذْكُور فِي ذَلِك فنظم من الْبَسِيط
(شكية يَا وَزِير الْعَصْر أرفعها
…
مَا كَانَ يأمل هَذَا من ولاك عَليّ)
(لم يبْق فِي الأَرْض مختارٌ فتبعثه
…
إِلَّا فَتى من بقايا وقْعَة الْجمل)
فَضَحِك ابْن الْآمِدِيّ وَقَالَ قَالَ وَالله الْحق ثمَّ عزل الْكَاتِب وَلم يستخدمه بعْدهَا أبدا