المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(عبد الله بن أبي بكر) - الوافي بالوفيات - جـ ١٧

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌(الْجُزْء السَّابِع عشر)

- ‌(عبد الله)

- ‌(عبد الله بن إِبْرَاهِيم)

- ‌ابْن الخشاب النَّحْوِيّ عبد الله بن أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الله بن نصر بن الخشاب أَبُو محمدٍ ابْن أبي الْكَرم النَّحْوِيّ

- ‌(عبد الله بن الأرقم الْكَاتِب)

- ‌(عبد الله بن ادريس)

- ‌(عبد الله بن إِسْحَاق)

- ‌(عبد الله بن أسعد)

- ‌(عبد الله بن إِسْمَاعِيل)

- ‌(عبد الله بن أبي بكر)

- ‌(عبد الله بن جَابر)

- ‌(عبد الله بن جَعْفَر)

- ‌(عبد الله بن الْحَارِث)

- ‌(عبد الله بن حبيب)

- ‌(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

- ‌(رب أعن)

- ‌(عبد الله بن الْحر)

- ‌(عبد الله بن الْحسن)

- ‌(عبد الله بن الْحُسَيْن)

- ‌(عبد الله بن حمدَان)

- ‌(عبد الله بن حمْرَان)

- ‌(عبد الله بن خازم)

- ‌(عبد الله بن رِفَاعَة)

- ‌(بن عدي بن عَليّ بن أبي عمر بن الذَّيَّال بن ثَابت بن نعيم)

- ‌(عبد الله بن الزبير)

- ‌(عبد الله بن زيد)

- ‌(عبد الله بن سَالم)

- ‌(عبد الله بن السَّائِب)

- ‌(عبد الله بن سعد)

- ‌(عبد الله بن سعيد)

- ‌(عبد الله بن سُلَيْمَان)

- ‌(عبد الله بن شبْرمَة بن الطُّفَيْل)

- ‌(أَبُو شبْرمَة الضَّبِّيّ الْكُوفِي الْفَقِيه)

- ‌(عبد الله بن شُرَحْبِيل بن حَسَنَة)

- ‌(عبد الله بن صَالح)

- ‌(عبد الله بن طَاهِر)

- ‌(عبد الله بن عَامر)

- ‌(عبد الله بن عَبَّاس)

- ‌(عبد الله بن عبد الْبَاقِي)

- ‌(عبد الله بن عبد الرحمان)

- ‌(عبد الله بن عبد الْعَزِيز)

- ‌(عبد الله بن عبد الله)

- ‌(بن الْحَارِث بن نَوْفَل)

- ‌(عبد الله بن عبد الْملك)

- ‌(عبد الله بن عبيد الله)

- ‌(عبد الله بن عُثْمَان)

- ‌(عبد الله بن عدي)

- ‌(عبد الله بن عقيل)

- ‌(عبد الله بن عَليّ)

- ‌(عبد الله بن عمر)

- ‌(عبد الله بن عَمْرو)

- ‌(عبد الله بن عمرَان)

- ‌(عبد الله بن عون)

- ‌(عبد الله بن عَيَّاش)

- ‌(عبد الله بن عِيسَى)

- ‌(عبد الله بن غَانِم)

- ‌(عبد الله بن فروخ)

- ‌(عبد الله بن الْقَاسِم)

- ‌(عبد الله بن أبي قَتَادَة)

- ‌(عبد الله بن كثير)

- ‌(عبد الله بن كَعْب)

- ‌(عبد الله بن كيسَان)

- ‌(عبد الله بن الْمُبَارك)

- ‌(بن وَاضح الْحَنْظَلِي)

- ‌(عبد الله بن الْمثنى)

- ‌(بن عبد الله بن أنس بن مَالك بن نصر الْأنْصَارِيّ الْبَصْرِيّ)

- ‌(عبد الله بن مُحَمَّد)

- ‌(عبد الله بن مَرْوَان)

- ‌(عبد الله بن مَسْعُود)

- ‌(عبد الله بن مُسلم)

- ‌(عبد الله بن مسلمة)

- ‌(عبد الله بن مُصعب)

- ‌(عبد الله بن مُطِيع بن رَاشد)

- ‌(عبد الله بن المظفر)

- ‌(عبد الله بن معاوبة)

- ‌(عبد الله بن مَنْصُور)

- ‌(عبد الله بن مُوسَى)

- ‌(عبد الله بن مُوسَى الجون)

- ‌(بن عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ ابْن أبي طَالب)

- ‌(عبد الله بن نَافِع)

- ‌(عبد الله بن هَارُون)

- ‌(عبد الله بن هبة الله)

- ‌(عبد الله بن يحيى)

- ‌(عبد الله بن يزِيد)

- ‌(عبد الله بن يَعْقُوب)

- ‌(عبد الله بن يعلى الصليحي)

- ‌(عبد الله بن يُوسُف)

- ‌(عبد الله بن يُونُس)

- ‌(الْجُزْء الثَّامِن عشر)

الفصل: ‌(عبد الله بن أبي بكر)

وَرِوَايَة كَانَ فِي جَبهته أثر السُّجُود قَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يعِيش هَذَا الْغُلَام قرنا فَعَاشَ مائَة سنة وَكَانَ فِي وَجهه ثؤلولٌ فَقَالَ لَا يَمُوت هَذَا الْغُلَام حَتَّى يذهب هَذَا الثؤلول فَلم يمت حَتَّى ذهب قَالَ الْوَاقِدِيّ هُوَ آخر من مَاتَ بِالشَّام من الصَّحَابَة سنة ثمانٍ وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة

3 -

(عبد الله بن أبي بكر)

ابْن أبي بكر الصّديق عبد الله بن أبي بكر الصّديق رضي الله عنهما أمه وَأم أَسمَاء وَاحِدَة إمرأة من بني عَامر بن لؤَي اسْمهَا قتيلة شهد عبد الله بن أبي بكر الطَّائِف مَعَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فَرَمَاهُ أَبُو محجن الثَّقَفِيّ فدمل جرحه حَتَّى انْتقض بِهِ فَمَاتَ مِنْهُ سنة إِحْدَى عشرَة وَكَانَ إِسْلَامه قَدِيما وَلم يسمع لَهُ بمشهد إِلَّا شُهُوده الْفَتْح وحنيناً والطائف وابتاع الْحلَّة الَّتِي أَرَادوا دفن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِيهَا بِتِسْعَة دَنَانِير فَلَمَّا حَضرته الْوَفَاة قَالَ لَا تكفنوني فِيهَا فَلَو كَانَ فِيهَا خيرٌ لكفن فِيهَا رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَصلى عَلَيْهِ أَبوهُ وَنزل فِي قَبره عمر وَطَلْحَة وَأَخُوهُ عبد الرحمان

الْأنْصَارِيّ الْمدنِي عبد الله بن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم الْأنْصَارِيّ الْمدنِي أحد عُلَمَاء الْمَدِينَة توفّي حُدُود الْأَرْبَعين وَمِائَة روى لَهُ الْجَمَاعَة

أَبُو وهب السَّهْمِي عبد الله بن بكر بن حبيب أَبُو وهب السَّهْمِي الْبَاهِلِيّ الْبَصْرِيّ نزيل بَغْدَاد كَانَ فَقِيها مُحدثا

توفّي سنة ثَمَان وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ الْجَمَاعَة وَثَّقَهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَجَمَاعَة

ص: 49

كتيلة عبد الله بن أبي بكر بن أبي الْبَدْر الْبَغْدَادِيّ الْحَرْبِيّ الزَّاهِد وَيعرف بالشيخ كتيلة كَانَ فَقِيرا صَالحا ربانياً مكاشفاً لَهُ أحوالٌ وكرامات وَسمع بِدِمَشْق من الشَّيْخ الضياء والفقيه سُلَيْمَان الإسعردي واشتغل بِمذهب أَحْمد وَصَحب الشَّيْخ أَحْمد المهندس وَصَحبه الدباهي وَكَانَ من جلالة قدره فِي بعض الْأَوْقَات يترنم ويغني لنَفسِهِ وَله كتاب المهم فِي الْفِقْه وَكتاب التحذير من الْمعاصِي وَالْعدة فِي أصُول الدّين وَجمع فِيمَا فِي السماع من الْخلاف مجلداً وَله كتاب الْفَوْز مُجَلد وَتُوفِّي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة قَالَ الشَّيْخ شمس الدّين حَدثنَا ابْن الدباهي قَالَ سمعته يَقُول كنت على سطح يَوْم عَرَفَة بِبَغْدَاد وَأَنا مستلق على ظَهْري قَالَ فَمَا شَعرت إِلَّا وَأَنا وافت بِعَرَفَة مَعَ الركب سويعة ثمَّ لم أشعر إِلَّا وَأَنا على حالتي الأولى مستلق قَالَ فَلَمَّا قدم الركب جَاءَنِي إِنْسَان صَارِخًا فَقَالَ يَا سَيِّدي أَنا حَلَفت بِالطَّلَاق أَنِّي رَأَيْتُك بِعَرَفَة)

الْعَام وَقَالَ لي واحدٌ أَو جمَاعَة أَنْت واهم الشَّيْخ لم يحجّ الْعَام قَالَ فَقلت لَهُ إمض لم يَقع عَلَيْك حنث

ابْن عرام عبد الله بن أبي بكر بسن عرام الأسواني المحتد الإسْكَنْدراني الدَّار والوفاة إشتغل بالنحو والتصريف والتصوف وَسمع الحَدِيث وَصَحب أَبَا الْعَبَّاس المرسي وَأمه بنت الشَّيْخ الشاذلي وَكَانَ يذكر عَنهُ كرامةٌ وَصَلَاح ولد بدمنهور سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة توفّي سنة إِحْدَى وَعشْرين وَسَبْعمائة بالإسكندرية ودرس الْعَرَبيَّة بهَا

النَّحْوِيّ المغربي عبد الله بن بننان بِضَم الْبَاء الْمُوَحدَة وَالنُّون وَفتح النُّون الثَّانِيَة وَبعد الْألف نون ثَالِثَة نزيل إشبيلية كَانَ نحوياً يحفظ كتب الْأَدَب ذَاكِرًا للكامل وأمالي القالي علم النَّاس والنحو بقرطبة وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَخَمْسمِائة

الصاحب أَمِين الدّين عبد الله بن تَاج الرِّئَاسَة الصاحب الْوَزير الْكَبِير الرئيس أَمِين الدّين أَمِين الْملك وَزِير الديار المصرية والشامية لما استسلم الجاشنكير الْأَمِير مظفر الدّين بيبرس النَّصَارَى اخْتَبَأَ الصاحب أَمِين الدّين هُوَ والصاحب شمس الدّين

ص: 50

غبريال تَقْدِير شهر فَلَمَّا طَال الْأَمر عَلَيْهِمَا ظهرا وأسلما وَهُوَ ابْن أُخْت السديد الْأَعَز الْمَذْكُور فِي حرف السِّين الْمُهْملَة وَكَانَ خَاله مُسْتَوْفيا وَبِه تخرج وَعَلِيهِ تدرب وَلما مَاتَ رتب مَكَانَهُ ونال فِي الِاسْتِيفَاء السَّعَادَة الواسعة وَالدُّنْيَا العريضة وزر بعد ذَلِك ثَلَاث مَرَّات وَهُوَ يتأسف على وَظِيفَة الِاسْتِيفَاء وتولي الوزارة بالديار المصرية ثمَّ عزل وَأقَام قَلِيلا ثمَّ وزر ثَانِيًا ثمَّ إِنَّه عمل عَلَيْهِ وَأخرج إِلَى طرابلس نَاظرا بِمَعْلُوم الوزارة فَأَقَامَ بهَا إِلَى أَن حج مِنْهَا فِي غَالب الظَّن واستعفى من الْخدمَة وَأقَام بالقدس وَله راتبٌ يَأْكُلهُ فِي كل مرّة وَلم يزل مُقيما بالقدس إِلَى أَن أمسك القَاضِي كريم الدّين الْكَبِير فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة فَطلب إِلَى مصر وَتَوَلَّى الوزارة بهَا إِلَى أَن كثر الطّلب عَلَيْهِ فَدخل إِلَى السُّلْطَان الْملك النَّاصِر وَقَالَ لَهُ يَا خوند مَا يمشي للوزير حالٌ إِلَّا أَن يكون من مماليك مَوْلَانَا السُّلْطَان فاتفق هُوَ وإياه على الْأَمِير عَلَاء الدّين مغلطاي الجمالي فَقَالَ لَهُ السُّلْطَان أخرج وَنفذ أشغالك إِلَى آخر النَّهَار وَانْزِلْ إِلَى بَيْتك وَأعلم النَّاس)

أَن الْوَزير فلَان فَخرج وَنفذ الأشغال وَكتب على التواقيع وَأطلق ورتب إِلَى آخر النَّهَار وَنزل إِلَى بَيته بالمشاعل والفوانيس والمستوفين والنظار ومشد الدَّوَاوِين والمقدمين وَلما نزل عَن بغلته قَالَ يَا جمَاعَة مساكم الله بِالْخَيرِ وزيركم غَدا الْأَمِير عَلَاء الدّين مغلطاي الجمالي فَكَانَ ذَلِك عزلاً لم يعزله وزيرٌ غَيره فِي الدولة التركية ثمَّ إِنَّه لَازم بَيته يَأْكُل مرتبه إِلَى أَن عمل الاستيمار فِي أَيَّام الجمالي ووفر فِيهِ جمَاعَة فَطلب من السُّلْطَان أَن يتَصَدَّق عَلَيْهِ بوظيفةٍ فَقَالَ السُّلْطَان يكون نَاظرا للدولة كَبِيرا مَعَ الْوَزير مغلطاي فباشر النّظر هُوَ وَالْقَاضِي مجد الدّين بن لفيتة أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَكَانَ حمله ثقيلاً عَلَيْهِ فَاجْتمع الْجَمَاعَة من الْكتاب عَلَيْهِ وَقَامُوا كَتفًا وَاحِدَة فَلَمَّا كَانَ يَوْمًا وَقد خرج من بَاب الْوَزير الْعَصْر خرج خادمٌ صغيرٌ من الْقصر وَجَاء إِلَيْهِ أغلق دواته وَقَالَ بِسم الله يَا مَوْلَانَا إلزم بَيْتك فَلَزِمَ بَيته وَذَلِكَ فِي سنة ثَمَان وَعشْرين وَسَبْعمائة وَلما أمسك الصاحب شمس الدّين غبريال وَطلب إِلَى مصر رسم لَهُ السُّلْطَان بِنَظَر النظار مَكَانَهُ بِدِمَشْق فَخرج إِلَى دمشق فِي شهر صفر سنة ثلاثٍ وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة فَأَقَامَ بهَا بِعَمَل الوزارة إِلَى أَن أمسك السُّلْطَان النشو فِي سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة فَطلب الصاحب أَمِين الدّين إِلَى مصر ليوليه الوزارة بِمصْر فَكَانَ الْكتاب عمِلُوا عَلَيْهِ إِلَى أَن انثنى عزمه عَنهُ فَأَقَامَ فِي بَيته قَلِيلا ثمَّ أمسك وصودر هُوَ وَولده القَاضِي تَاج الدّين أَحْمد نَاظر الدولة بِمصْر وَأَخُوهُ القَاضِي كريم الدّين مُسْتَوْفِي الصُّحْبَة وَبسط عَلَيْهِ الْعقَاب إِلَى أَن توفّي رَحمَه الله تَعَالَى فِي تِلْكَ الْحَال سنة أَرْبَعِينَ وَسَبْعمائة وتغيب إِذْ ذَاك وَلَده شمس الدّين أَبُو الْمَنْصُور وَلم يظْهر لَهُ خبرٌ أبدا وَكَانَ الصاحب أَمِين الدّين يَأْخُذ نَفسه برياسةٍ كَبِيرَة وحشمة وَكَانَ سَاكِنا عَاقِلا وقوراً قد أسن وَكبر وَلَا يدْخل عَلَيْهِ أحدٌ إِلَّا قَامَ لَهُ وتكلف ذَلِك ويحكي عقيب ذَلِك أَن خَاله كَانَ إِذا جَاءَ إِلَى قومٍس يَقُول بِاللَّه لَا تقوموا لي فَإِن

ص: 51

هَذَا دينٌ يشق عَليّ وفاؤه وأحبه الْأَمِير سيف الدّين تنكز أخيراً محبَّة كَبِيرَة وَكَانَ يثني على آدابه وحشمته وَلما عمل النّظر مَعَ الجمالي كنت بالديار المصرية فطلبني وَقَالَ أشتهي أَن تكْتب عني المكاتبات ورتب لي شَيْئا عَلَيْهِ وَكنت أَبيت عِنْده وَأصْبح وَأَنا فِي جامكيته وجرايته وقماشه فيعاملني بآداب كَثِيرَة وحشمةٍ زَائِدَة رحمه الله وَكتب وَهُوَ بالقدس مُقيما ربعَة مليحةً بِخَطِّهِ وَلم أر أعجل كِتَابَة وَلَا أصفى يكْتب وَهُوَ متكئٌ على المدورة بِغَيْر كلفة وَإِذا وضع الْقَلَم على الورقة لَا يَنْقُلهُ حَتَّى يفرغ مِنْهَا وَيَرْمِي الورقة وفيهَا سطورٌ تبهر الْعقل وَكَانَ إِذا حضر أحدٌ وَهُوَ فِي)

دسته وَقَالَ أعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم رمى الورقة من يَده والقلم وأنصت وَسمع الْقُرْآن إِلَى أَن يفرغ وَإِذا أنْشد أحدٌ قصيدةً مديحاً فِي النَّبِي صلى الله عليه وسلم كتبهَا بِخَطِّهِ فِي تَعْلِيقه الْمُخْتَص بذلك أَو قَالَ لي أكتب لي هَذَا وَلما رسم لَهُ بوازرة الشَّام كتبت تَقْلِيده بذلك فِي صفر سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة عَن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاون رحمه الله لما كنت يَوْمئِذٍ بِالْقَاهِرَةِ ونسخته الْحَمد لله الَّذِي جعل ولي أيامنا الزاهرة أَمينا وأحله من ضمائرنا الطاهرة مَكَانا أَيْنَمَا توجه وجده مكينا وَخَصه بالإخلاص لدولتنا الْقَاهِرَة فَهُوَ يَقِينا يَقِينا وعضد بتدبيره ممالكنا الشَّرِيفَة فَكَانَ على نيل الأمل الَّذِي لَا يَمِين يَمِينا وفجر خلال خلاله نَهرا أصبح على نيل السُّعُود معينا مُعينا وزين بن آفَاق الْمَعَالِي فَمَا دجا أمرٌ إِلَّا وَكَانَ فكره صبحاً مُبينًا وجمل بِهِ الرتب الفاخرة فكم قلد جيدها عقدا نفيساً ورصع تاجها درا ثميناً وأعانه على مَا يَتَوَلَّاهُ فَهُوَ الْأسد الأسدّ الَّذِي اتخذ الأقلام عريناً نحمده على نعمه الَّتِي خصتنا بولِي تتجمل بِهِ الدول وتغنى الممالك بتدبيره عَن الْأَنْصَار والخول وتحسد أيامنا الشَّرِيفَة عَلَيْهِ أَيَّام من مضى من الْمُلُوك الأُول وَتحل السُّعُود حَيْثُ حل إِذْ لم يكن لَهَا عَنهُ حول

ونشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ شَهَادَة نستمطر بهَا صوب الصَّوَاب ونرفل مِنْهَا فِي ثوب الثَّوَاب وندخر مِنْهَا حَاصِلا ليَوْم الْحساب ونعتد برهَا واصلاً ليَوْم الْفَصْل والمآب ونشهد أَن مُحَمَّدًا عَبده الصَّادِق الْأمين وَرَسُوله الَّذِي لم يكن على الْغَيْب بضنين وحبيبه الَّذِي فضل الْمَلَائِكَة المقربين ونجيه الَّذِي أسرى بِهِ من الْمَسْجِد الْحَرَام إِلَى الْمَسْجِد الْأَقْصَى حجَّة على الْمُلْحِدِينَ صلى الله عَلَيْهِ وعَلى آله وَصَحبه الَّذين صحبوا ووزروا وأيدوا حزبه ونصروا وبذلوا فِي نصحه مَا قدرُوا وَعدلُوا فِيمَا نهوا وَأمرُوا صَلَاة تكون لَهُم هدى ونوراً إِذا حشروا ويضوع بهَا عرفهم فِي الغرف ويطيب بهَا نشرهم إِذا نشرُوا وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا إِلَى يَوْم الدّين

وَبعد فَإِن أشرف الْكَوَاكِب أبعدها دَارا وأجلها سرا وأقلها سراراً وَأَدْنَاهَا مباراً

ص: 52

وأعلاها منارا وَأطيب الجنات جناباً مَا طَابَ أرجاً وثمارا وفجر خلاله كل نهر تروع حصاه حَالية العذارى ورنحت معاطف غصونه سلاف النسيم فتراها سكاري وتمد ظلال الغصون فتخال أَنَّهَا على وجنات الْأَنْهَار تدب عذارا وَكَانَت دمشق المحروسة لَهَا هَذِه الصِّفَات وعَلى صفاها تهب نسمات هَذِه السمات لم يَتَّصِف غَيرهَا بِهَذِهِ الصّفة وَلَا اتّفق أولو الْأَلْبَاب إِلَّا على)

محاسنها الْمُخْتَلفَة فَهِيَ الْبقْعَة الَّتِي يطرب لأوصاف جمَالهَا الجماد والبلد الَّذِي ذهب بعض الْمُفَسّرين إِلَى أَنَّهَا إرام ذَات الماد وَهِي فِي الدُّنْيَا أنموذج الْجنَّة الَّتِي وعد المتقون وَمِثَال النَّعيم للَّذين عِنْد رَبهم يرْزقُونَ وَهِي زهرَة ملكنا ودرة سلكنا وَقد خلت هَذِه الْمدَّة مِمَّن يُرَاعِي مصَالح أحولها ويرعى بحزمٍ أموالها وَيُدبر أَمر مملكتها أجمل التَّدْبِير ويحمي حوزتها ويُحاشيها من التدمير فيسم مِنْهَا غفلاً ويحلي عطلاً ويملأ خزائنها خيرا يجلى إِذا ملأنا ساحتها خيلاً ورجلاً تعين أَن ننتدب لَهَا من خبرناه بعدا وقربا وهززناه مثقفا لدنا وسللناه عضبا وخبأناه فِي خَزَائِن فكرنا فَكَانَ أشرف مَا يدّخر وأعز مَا يخبى كم نهى فِي الْأَيَّام وَأمر وَكم شدّ أزراً لما وزر وَكم غنيت بِهِ أيامنا عَن الشَّمْس وليالينا عَن الْقَمَر وَكم رفعنَا راية مجدٍ تلقاها عرابة فَضله بِيَمِين الظفر وَكم علا ذرا رتبٍ تعز على الْكَوَاكِب الثَّابِتَة فضلا عَمَّن يتنقل فِي المباشرات من الْبشر وَكم كَانَت الْأَمْوَال جُمَادَى فَأَعَادَهَا ربيعاً غرد بِهِ طَائِر الإقبال فِي الْجِهَات وصفر وَكَانَ الْمجْلس العالي القضائي الوزيري الصاحبي الأميني أدام الله نعْمَته هُوَ معنى هَذِه الْإِشَارَة وشمس هَذ الهالة وَبدر هَذِه الدارة نزل من العلياء فِي الصميم وفخر بأقلامه الَّتِي هِيَ سمر الرماح كَمَا فخرت بقوسها تَمِيم وتحفظت الْأَمْوَال فِي دفاتره الَّتِي يوشيها فآوت إِلَى الْكَهْف والرقيم وَقَالَ لِسَان قلمه إجعلني على خَزَائِن الأَرْض إِنِّي حفيظٌ عليم وعقم الزَّمَان بِأَن يَجِيء بِمثلِهِ إِن الزَّمَان بِمثلِهِ لعقيم وتشبه بِهِ أَقوام فبانوا وبادوا وَقَامَ مِنْهُم عباد الْعباد فَلَمَّا قَامَ عبد الله يَدعُوهُ كَادُوا أردنَا أَن ينَال الشَّام فَضله كَمَا نالته مصر فَمَا يساهم فِيهِ سواهُمَا وَلَا يَقُول لِسَان الْملك لغيره من الطَّوِيل

(حللت بِهَذَا حلَّة ثمَّ حلَّة

بِهَذَا فطاب الواديان كِلَاهُمَا)

فَلذَلِك رسم بالأمرالشريف العالي المولوي السلطاني الملكي الناصري أَعْلَاهُ الله وشرفه أَن يُفَوض إِلَيْهِ تَدْبِير الممالك الشَّرِيفَة بِالشَّام المحروس وَنظر الْخَواص الشَّرِيفَة والأوقاف

ص: 53

المبرورة على عَادَة من تقدمه فِي ذَلِك وبمعلومه الشَّاهِد بِهِ الدِّيوَان الْمَعْمُور

وَهُوَ فِي الشَّهْر مبلغ أَرْبَعَة آلَاف وسِتمِائَة وَثَلَاثَة وَسبعين درهما وَثلث دِرْهَم تفضيله عَن نصر المملكة الشَّرِيفَة بِالشَّام المحروس أَرْبَعَة آلَاف وَمِائَة وَثَلَاث وَثَلَاثُونَ وَثلث درهمٍ مبلغ ألفي وَسَبْعمائة وَثَلَاثَة وَثَمَانُونَ وَثلث دِرْهَم ثمن لحم وتوابل ألف وثلاثمائة وَخَمْسُونَ درهما

خَارِجا عَمَّا باسم كِتَابَة النّظر وَهُوَ فِي الشَّهْر مائَة وَخَمْسُونَ درهما قَمح غرارة وَنصف)

عَن نظر الْخَاص الشريف مبلغ وَثمن لحم وتوابله ثَلَاثَة أَرْطَال بالدمشقي خَمْسمِائَة وَأَرْبَعُونَ درهما غلات عَن الوظيفتين تِسْعَة وَعِشْرُونَ غرارة تَفْصِيله قَمح تسع غَرَائِر وَنصف وَربع غرارة شعير عشرُون غرارة وَنصف وَربع أَصْنَاف المشاهرة بِالْوَزْنِ الدِّمَشْقِي سكر بَيَاض إثنان وَعِشْرُونَ رطلا وَنصف حطب تِسْعَة قناطير وَفِي الْيَوْم بالدمشقي خبز خَمْسَة عشر رطلا شمع أُوقِيَّة وَنصف مَاء ورد أُوقِيَّة وَنصف صابون أُوقِيَّة وَنصف

زَيْت طيب نصف رَطْل وَالْكِسْوَة والتوسعة وَالْأُضْحِيَّة والأتبان على الْعَادة لمن تقدمه فِي ذَلِك

فليتلق هَذِه الْولَايَة بالعزم الَّذِي نعهده والحزم الَّذِي شَاهَدْنَاهُ ونشهده وَالتَّدْبِير الَّذِي يعْتَرف لَهُ الصَّوَاب وَلَا يجحده حَتَّى تثمر الْأَمْوَال فِي أوراق الْحساب وتزيد نمواً وَسموا فتفوق الأمواج فِي الْبحار وتفوت الْقطر من السَّحَاب مَعَ رفق يكون فِي شدته ولين يزين مضاء حِدته وعدلٍ يصون مهلة مدَّته فالعدل يعمر والجور يدمر وَلَا يُثمر بِحَيْثُ إِن الْحُقُوق تصل إِلَى أَرْبَابهَا والمعاليم تطلع بدور بدرها كَامِلَة كل هلالٍ على أَصَابَهَا والرسوم لَا تزداد على الطَّاقَة فِي بَابهَا والرعايا يجنون ثَمَر الْعدْل فِي أَيَّامه متشابها وَإِذا أنعمنا على بعض أوليائنا بجملٍ فَلَا تكدر بِأَن تُؤخر وَإِذا استدعيناه لأبوابنا بمهمٍّ فَلْيَكُن الْإِسْرَاع إِلَيْهِ يخجل الْبَرْق المتألق فِي السَّحَاب المسخر فَمَا أردناك إِلَّا لِأَنَّك سهم خرج من كنَانَة وشهمٌ لَا يثني إِلَى الْبَاطِل عيانه وَلَا عنانه فاشكر هَذِه النِّعْمَة على منائحها وشنف الأسماع بمدائحها متحققاً أَن فِي النَّقْل بُلُوغ الْعِزّ والأمل وَأَنه لَو كَانَ فِي شرف المأوى بُلُوغ منى لم تَبْرَح الشَّمْس يَوْمًا دارة الْحمل فاستصحب الْفَرح والجذل بذل الْفِكر والجدل وسر على بركَة آرائنا الشَّرِيفَة وَقل وَفِي بِلَاد من أُخْتهَا بدل واختر مَا اختارته لَك سعادتنا المؤبدة المؤيدة فطرفها بالذكاء مكتحل من الْبَسِيط

(إِن السَّعَادَة فِيمَا أَنْت فَاعله

وقفت مرتحلاً أَو غير مرتحل)

فَمَا آثرنا بتوجيهك إِلَى الشَّام إِلَّا ليأتيك الْمجد من هُنَا وَهنا ولأنك إِذا كنت مَعنا فِي

ص: 54

الْمَعْنى فَمَا غبت فِي الصُّورَة عَنَّا وابسط أملك إِنَّك الْيَوْم لدينا مكينٌ أَمِين ونزه نَفسك فقد أويت إِلَى ربوةٍ ذَات قرارٍ ومعين والوصايا كَثِيرَة وَأَنت ابْن بجدتها علما وَمَعْرِفَة وَفَارِس نجدتها الَّذِي لَا يقدم على أمرٍ حَتَّى يعرف مصرفه فَمَا نحتاج إِلَى أَن نرشدك مِنْهَا إِلَى علمٍ وَلَا أَن نشِير)

لَك فِيهَا بأنملة قلم وتقوى الله عز وجل هِيَ العروة الوثقى والكعبة الَّتِي من يطوف بهَا فَلَا يضل وَلَا يشقى فعض بالناجذ عَلَيْهَا وَضم يدك على معطفيها وَالله يتَوَلَّى ولايتك ويعين دربتك بالأمور وعنايتك والخط الشريف شرفه الله وَأَعلاهُ حجَّة ثُبُوته الْعَمَل بِمُقْتَضَاهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى

خطيب شنهور عبد الله بن ثَابت بن عبد الْخَالِق بن عبد الله بن رومي بن إِبْرَاهِيم ابْن حُسَيْن بن عَرَفَة بن هَدِيَّة التجِيبِي أَبُو ثَابت الشنهوري خطيب شنهور أديب شاعرٌ سمع الْحَافِظ الْمُنْذِرِيّ شَيْئا من شعره وَقَالَ أَنْشدني لنَفسِهِ من الْكَامِل

(قد جدت حَتَّى قيل أَي سحابٍ

وعلوت حَتَّى قيل أَي شهَاب)

(وَعلمت أَن المَال لَيْسَ بخالدٍ

فَجعلت تعطيه بِغَيْر حِسَاب)

توفّي سنة ثمانٍ وَعشْرين وسِتمِائَة

العذري عبد الله بن ثَعْلَبَة بن صعير العذري أدْرك النَّبِي صلى الله عليه وسلم وَمسح على رَأسه ووعى ذَلِك وَقيل ولد عَام الْفَتْح وَشهد الْجَابِيَة وَحدث عَن عمر وَسعد بن أبي وَقاص وَأبي هُرَيْرَة وَجَابِر وَأَبِيهِ ثَعْلَبَة وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وروى لَهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ

أَبُو مُسلم الْخَولَانِيّ عبد الله بن ثوب أَبُو مُسلم الْخَولَانِيّ الدَّارَانِي الزَّاهِد سيد التَّابِعين أسلم فِي حَيَاة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَقدم الْمَدِينَة فِي خلَافَة أبي بكر

ص: 55