المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(عبد الله بن يوسف) - الوافي بالوفيات - جـ ١٧

[الصفدي]

فهرس الكتاب

- ‌(الْجُزْء السَّابِع عشر)

- ‌(عبد الله)

- ‌(عبد الله بن إِبْرَاهِيم)

- ‌ابْن الخشاب النَّحْوِيّ عبد الله بن أَحْمد بن أَحْمد بن عبد الله بن نصر بن الخشاب أَبُو محمدٍ ابْن أبي الْكَرم النَّحْوِيّ

- ‌(عبد الله بن الأرقم الْكَاتِب)

- ‌(عبد الله بن ادريس)

- ‌(عبد الله بن إِسْحَاق)

- ‌(عبد الله بن أسعد)

- ‌(عبد الله بن إِسْمَاعِيل)

- ‌(عبد الله بن أبي بكر)

- ‌(عبد الله بن جَابر)

- ‌(عبد الله بن جَعْفَر)

- ‌(عبد الله بن الْحَارِث)

- ‌(عبد الله بن حبيب)

- ‌(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

- ‌(رب أعن)

- ‌(عبد الله بن الْحر)

- ‌(عبد الله بن الْحسن)

- ‌(عبد الله بن الْحُسَيْن)

- ‌(عبد الله بن حمدَان)

- ‌(عبد الله بن حمْرَان)

- ‌(عبد الله بن خازم)

- ‌(عبد الله بن رِفَاعَة)

- ‌(بن عدي بن عَليّ بن أبي عمر بن الذَّيَّال بن ثَابت بن نعيم)

- ‌(عبد الله بن الزبير)

- ‌(عبد الله بن زيد)

- ‌(عبد الله بن سَالم)

- ‌(عبد الله بن السَّائِب)

- ‌(عبد الله بن سعد)

- ‌(عبد الله بن سعيد)

- ‌(عبد الله بن سُلَيْمَان)

- ‌(عبد الله بن شبْرمَة بن الطُّفَيْل)

- ‌(أَبُو شبْرمَة الضَّبِّيّ الْكُوفِي الْفَقِيه)

- ‌(عبد الله بن شُرَحْبِيل بن حَسَنَة)

- ‌(عبد الله بن صَالح)

- ‌(عبد الله بن طَاهِر)

- ‌(عبد الله بن عَامر)

- ‌(عبد الله بن عَبَّاس)

- ‌(عبد الله بن عبد الْبَاقِي)

- ‌(عبد الله بن عبد الرحمان)

- ‌(عبد الله بن عبد الْعَزِيز)

- ‌(عبد الله بن عبد الله)

- ‌(بن الْحَارِث بن نَوْفَل)

- ‌(عبد الله بن عبد الْملك)

- ‌(عبد الله بن عبيد الله)

- ‌(عبد الله بن عُثْمَان)

- ‌(عبد الله بن عدي)

- ‌(عبد الله بن عقيل)

- ‌(عبد الله بن عَليّ)

- ‌(عبد الله بن عمر)

- ‌(عبد الله بن عَمْرو)

- ‌(عبد الله بن عمرَان)

- ‌(عبد الله بن عون)

- ‌(عبد الله بن عَيَّاش)

- ‌(عبد الله بن عِيسَى)

- ‌(عبد الله بن غَانِم)

- ‌(عبد الله بن فروخ)

- ‌(عبد الله بن الْقَاسِم)

- ‌(عبد الله بن أبي قَتَادَة)

- ‌(عبد الله بن كثير)

- ‌(عبد الله بن كَعْب)

- ‌(عبد الله بن كيسَان)

- ‌(عبد الله بن الْمُبَارك)

- ‌(بن وَاضح الْحَنْظَلِي)

- ‌(عبد الله بن الْمثنى)

- ‌(بن عبد الله بن أنس بن مَالك بن نصر الْأنْصَارِيّ الْبَصْرِيّ)

- ‌(عبد الله بن مُحَمَّد)

- ‌(عبد الله بن مَرْوَان)

- ‌(عبد الله بن مَسْعُود)

- ‌(عبد الله بن مُسلم)

- ‌(عبد الله بن مسلمة)

- ‌(عبد الله بن مُصعب)

- ‌(عبد الله بن مُطِيع بن رَاشد)

- ‌(عبد الله بن المظفر)

- ‌(عبد الله بن معاوبة)

- ‌(عبد الله بن مَنْصُور)

- ‌(عبد الله بن مُوسَى)

- ‌(عبد الله بن مُوسَى الجون)

- ‌(بن عبد الله بن الْحسن بن الْحسن بن عَليّ ابْن أبي طَالب)

- ‌(عبد الله بن نَافِع)

- ‌(عبد الله بن هَارُون)

- ‌(عبد الله بن هبة الله)

- ‌(عبد الله بن يحيى)

- ‌(عبد الله بن يزِيد)

- ‌(عبد الله بن يَعْقُوب)

- ‌(عبد الله بن يعلى الصليحي)

- ‌(عبد الله بن يُوسُف)

- ‌(عبد الله بن يُونُس)

- ‌(الْجُزْء الثَّامِن عشر)

الفصل: ‌(عبد الله بن يوسف)

وَعشْرين وَتُوفِّي سنة أَربع وَعشْرين وسِتمِائَة وَكَانَت دولته أقل من أَربع سِنِين وَلم يسْتَقلّ بالمملكة وَكَانَ أَخُوهُ الْمَأْمُون أَبُو العلى منازعاً لَهُ ثمَّ قوي الْمَأْمُون وَدخل قصر الْإِمَارَة بمراكش وَقبض على الْعَادِل

3 -

(عبد الله بن يعلى الصليحي)

صَاحب حصن خدد هُوَ من بَيت الصليحيين الَّذين كَانَت لَهُم سلطنة الْيمن وَهُوَ مِمَّن ذكره الْعِمَاد فِي الخريدة وَأنْشد لَهُ من أبياتٍ قَالَهَا فِي شاعرٍ مدح الْحرَّة صَاحِبَة الْيمن بشعرٍ لم يسْتَحق عَلَيْهِ جَائِزَة من الْكَامِل

(قَاس الْأُمُور فَلم يجد فِي فكره

أمرا يقوم بواجبٍ من عذره)

(فَمضى ينْفق زائفاً من نثره

وسرى يلفق كاسدا من شعره)

(ويظن أَن حقوقك ابْنة أحمدٍ

جهلا يقوم بِهن بَاطِل أمره)

وَمِنْه من الْكَامِل

(إِن الصَّنَائِع فِي الْكِرَام ودائعٌ

تبقى وَلَو فني الزَّمَان بأسره)

3 -

(عبد الله بن يُوسُف)

وَالِد إِمَام المحرمين عبد الله بن يُوسُف بن عبد الله بن يُوسُف بن مُحَمَّد بن حيويه الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ وَالِد إِمَام الْحَرَمَيْنِ كَانَ إِمَامًا بارعاً فَقِيها شَافِعِيّ الْمَذْهَب مُفَسرًا نحوياً أديباً تفقه على أبي بكر الْقفال وَتخرج بِهِ فُقَهَاء صنف التَّبْصِرَة وصنف التَّذْكِرَة وَالتَّعْلِيق ومختصر الْمُخْتَصر وَالْفرق وَالْجمع والسلسلة وموقف الإِمَام وَالْمَأْمُوم وَالتَّفْسِير الْكَبِير وَسمع من جماعةٍ وروى عَنهُ وَلَده إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَغَيره وَتُوفِّي سنة ثمانٍ وَثَلَاثِينَ وَأَرْبَعمِائَة وَقَرَأَ أَيْضا على أبي الطّيب سهلٍ الصعلوكي وَكَانَ مهيباً لَا يجْرِي بَين يَدَيْهِ إِلَّا الْجد وَلما مَاتَ وَالِد إِمَام الْحَرَمَيْنِ قَالَ أَبُو الْفرج حمد بن مُحَمَّد بن حسنيل الهمذاني يرثيه من الطَّوِيل

ص: 363

(علومٌ علت أعلامها غبراتها

وأعين أعيانٍ طغت عبرانها)

(وأفلاذ أكبادٍ من الْفضل فتتت

فدلت على تفتيتها زفراتها)

(بنى بليوث الغاب عقر غيولها

وأخلته من عفر الفلا سمراتها)

(أَبى الله عز الدّين إِلَّا تنقصاً

من الأَرْض حَتَّى استقلعت شجراتها)

(تداعت مباني الدّين وانهد رُكْنه

ودهده من أطواده صخراتها)

(وغار ضِيَاء الشرق فانكسفت لَهُ

شموسٌ وأقمارٌ خبت شرراتها)

(أرى عصباً تيجانها قد تقوضت

وَقد عصبتها بالثرى غبراتها)

(علا الحبر عبد الله صهوة سَابق

قوائمه من معشرٍ قصداتها)

(وَإِن قلوباً قطعت لوفاته

كوتها على تقطيعها حسراتها)

(ذوت دوحة الْإِسْلَام وَالْعلم والعلى

بمصرع من جدت بِهِ ثمراتها)

(هوى نجمها العالي وأظلم جوها

ومادت رواسيها ومارت كراتها)

(سلامٌ على المنطيق فِي شبهاتها

إِذا مَا رجالٌ عاقها حصراتها)

(برغم الْفَتَاوَى والمدارس هورت

خواطره واستنزفت خطراتها)

(برغم النوادي والمجالس رنقت

مواردها وارتد ملحاً فراتها)

(برغم العلى وَالدّين وَالْعلم والجحى

ثوى الْبَدْر والبيداء ضلت سراتها)

(فجايع سَالَتْ بالخدود دماؤها

كَذَا وتهارت فِي الحشا جمراتها)

)

(لخفت مَثَاقِيل الرِّجَال وأضللت

حلوماً وطاشت بعده وقراتها)

(وَكَانَ إِذا مَا حررت كَلِمَاته

مَعَاني لم ترقم سطوراً قراتها)

وَهِي طويلةٌ سَاقهَا الباخرزي فِي الدمية وتألم مرّة من ضرسه فَقَالَ الباخرزي من السَّرِيع

(جلّ الإِمَام الحبر عَن علةٍ

فِي ضرسه لم تَكُ معتاده)

(لِسَانه أوجع أَسْنَانه

وَالسيف قد يَأْكُل أغماده)

الْجِرْجَانِيّ الْمُحدث عبد الله بن يُوسُف القَاضِي أَبُو محمدٍ الْجِرْجَانِيّ الْمُحدث صنف فَضَائِل الشَّافِعِي وفضائل أَحْمد بن حَنْبَل وَدخل هراة وَكَانَ ثِقَة

ص: 364

وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعمِائَة

أَبُو مُحَمَّد الكلَاعِي عبد الله بن يُوسُف التنيسِي أَبُو مُحَمَّد الكلَاعِي الدِّمَشْقِي ثمَّ الْمصْرِيّ نزل تنيس روى عَنهُ البُخَارِيّ وروى أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ عَن رجلٍ عَنهُ قَالَ البُخَارِيّ من أثبت الشاميين وَقَالَ أَبُو حَاتِم وَغَيره ثِقَة توفّي سنة سبع عشرَة وَمِائَتَيْنِ

العاضد صَاحب مصر عبد الله بن يُوسُف هُوَ العاضد لدين الله أَبُو مُحَمَّد ابْن يُوسُف ابْن الْحَافِظ لدين الله عبد الْمجِيد بن مُحَمَّد بن الْمُسْتَنْصر بن الظَّاهِر بن الْحَاكِم العبيدي الْمصْرِيّ هُوَ آخر خلفاء المصريين

ولد سنة ستٍ وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة فِي أَولهَا وَتُوفِّي سنة تسعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسمِائة لما هلك الفائز ابْن عَمه وَاسْتولى الْملك الصَّالح طلائع على الديار المصرية بَايع العاضد وأقامه صُورَة وَكَانَ كالمحجور عَلَيْهِ لَا يتَصَرَّف فِي أمرٍ وَكَانَ رَافِضِيًّا سباباً خبيثاً إِذا رأى سنياً اسْتحلَّ دَمه وَقتل ابْن رزيك ووزر لَهُ شاور وَدخل أَسد الدّين شيركوه إِلَى الْقَاهِرَة وَقتل شاور ووزر لَهُ شيركوه على مَا هُوَ مذكورٌ فِيمَا تقدم فِي ترجمتهما وَمَات شيركوه فوزر لَهُ صَلَاح الدّين يُوسُف على مَا سَيَأْتِي فِي تَرْجَمَة صَلَاح الدّين وَتمكن صَلَاح الدّين من المملكة وَلم يزل يَسْتَدْعِي مِنْهُ الْخَيل وَالرَّقِيق وَغَيره إِلَى أَن أَخذ مِنْهُ فرسا كَانَ رَاكِبه فسيره إِلَيْهِ وشق خفيه وَلزِمَ بَيته وَبَقِي مَعَه صُورَة إِلَى أَن خلعة وخطب لأمير الْمُؤمنِينَ المستضيء بِأَمْر الله العباسي وأزال تِلْكَ الدولة وَكَانُوا أَرْبَعَة عشر خَليفَة مِنْهُم ثلاثةٌ بإفريقية وهم الْمهْدي والقائم والمنصور وَأحد عشر بِمصْر وهم الْمعز والعزيز وَالْحَاكِم وَالظَّاهِر والمستنصر)

والمستعلي والآمر والحافظ والظافر والفائز

ص: 365

والعاضد يدعونَ الشّرف ونسبتهم إِلَى مَجُوسِيّ أَو يَهُودِيّ واشتهروا بَين الْعَوام فَيَقُولُونَ الدولة الفاطمية والعلوية وَقد أوضحت ذَلِك فِي تَرْجَمَة عبيد الله الْمهْدي وتسلم الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين قصر الْخلَافَة وَاسْتولى على مَا كَانَ فِيهِ من الذَّخَائِر وَكَانَت عَظِيمَة الْوَصْف وَقبض على أَوْلَاد العاضد وَأَهله وحبسهم فِي مكانٍ واحدٍ بِالْقصرِ وأجرى عَلَيْهِم مَا يموتهم وَعفى آثَارهم وَاسْتمرّ البيع فِي موجودهم مُدَّة عشر سِنِين وَلم يُوجد فِي خزائنهم من المَال كثيرٌ لِأَن شاور ضيعه وصانع بِهِ الفرنج وَمن عجائب مَا وجد فِيهَا قضيب زمردٍ طوله شبرٌ وشيءٌ فِي غلظ الْإِبْهَام فَأَخذه صَلَاح الدّين وأحضر صائغاً ليقطعه فاستعفى الصَّائِغ من ذَلِك فَرَمَاهُ السُّلْطَان فانكسر ثَلَاث قطعٍ وفرقه على نِسَائِهِ وَوجد طبل القولنج الَّذِي صنع للظافر وَكَانَ من ضربه خرج مِنْهُ الرّيح واستراح من القولنج فَوَقع إِلَى بعض أُمَرَاء الأكراد فَلم يدر مَا هُوَ فَكَسرهُ لِأَنَّهُ ضربه فضرط وَوجد إبريقٌ عظيمٌ من الْحجر الْمَانِع فَكَانَ من جملَة مَا أرسل إِلَى بَغْدَاد من التحف ثمَّ إِن موفق الدّين خَالِد بن القيسراني وصل إِلَى مصر من جِهَة نور الدّين الشَّهِيد وطالبه بِجَمِيعِ مَا حصله فشق ذَلِك على صَلَاح الدّين وهم بشق الْعَصَا ثمَّ إِنَّه أَمر بِعَمَل الْحساب وَعرضه على موفق الدّين وَأرَاهُ جرائد الأجناد وَأرْسل مَعَه هَدِيَّة إِلَى نور الدّين على يَد الْفَقِيه عِيسَى وَهِي خمس ختماتٍ إِحْدَاهُنَّ مَكْتُوبَة بِالذَّهَب بِخَط يانس فِي ثَلَاثِينَ جُزْء وختمة بِخَط مهلهل وختمة بِخَط الْحَاكِم الْبَغْدَادِيّ وختمة بِخَط رَاشد فِي عشرَة أجزاءٍ وختمة بِخَط ابْن البواب وَثَلَاثَة أَحْجَار بلخش وَزنهَا أَرْبَعَة وأبعون مِثْقَالا وست قصبات مرد مزنها ثَلَاثَة عشر مِثْقَالا وَثلث وَربع وياقوتة وَزنهَا سَبْعَة مَثَاقِيل وَحجر أَزْرَق وَزنه سِتَّة مَثَاقِيل وَسدس وَمِائَة عقد جَوْهَر وَزنهَا مائَة وَخَمْسَة وَسَبْعُونَ مِثْقَالا وَخَمْسُونَ قَارُورَة دهن بِلِسَان وَعِشْرُونَ قِطْعَة بلور وَأَرْبع عشرَة قِطْعَة جزع وإبريق يشم وطشت يشم وسقرق مينا مَذْهَب وصحون وزبادي صيني أَرْبَعُونَ قِطْعَة وكرتين عود وزنهما خَمْسُونَ رطلا بالمصري وَمِائَة ثوب أطلس وَأَرْبع وَعِشْرُونَ بقياراً مذهبَة وَأَرْبَعَة وَعِشْرُونَ ثوبا حَرِيرًا وَأَرْبَعَة وَعِشْرُونَ من الوشي وحلة فلفلي مذهبَة وحلة مريش صفراء مذهبَة وَغير ذَلِك أَنْوَاع قماش قيمتهَا مِائَتَان وَعِشْرُونَ ألف دِينَار مصرية وعدة من الْخَيل والغلمان والجواري وشيئاً كثيرا من السِّلَاح وَيُقَال إِن دَار الْكتب كَانَ بهَا ألف ومائتان وَعِشْرُونَ نُسْخَة بتاريخ الطَّبَرِيّ وَكَانَت تحتوي على ألفي ألف وسِتمِائَة ألف)

كتاب وَكَانَ فِيهَا من الخطوط المنسوبة أَشْيَاء كَثِيرَة حصل القَاضِي الْفَاضِل نخبها أَنه اعتبرها وَكلما أعجبه شَيْء قطع جلده ورماه فِي الْبركَة فَلَمَّا فرغ النَّاس من شِرَاء الْكتب اشْترى هُوَ تِلْكَ على أَنَّهَا مخرومة ذكر ذَلِك ابْن أبي طي وَقَالَ أَخْبرنِي بذلك جمَاعَة من المصريين مِنْهُم الْأَمِير شمس الْخلَافَة مُوسَى بن مُحَمَّد وَسَارُوا بِهَذِهِ الْهَدِيَّة فَلم تصل إِلَى نور الدّين لأَنهم اتَّصَلت بهم وَفَاة نور الدّين فِي الطَّرِيق

ص: 366

وَقيل إِنَّهَا أُعِيدَت جَمِيعهَا إِلَى صَلَاح الدّين لِأَنَّهُ وضع على موفق الدّين والفقيه عِيسَى من نهبهما فِي الطَّرِيق وَكَانَ موت العاضد بذربٍ مفرطٍ وَقيل مَاتَ غماً لما بلغه قطع خطبتهم من مصر وَقيل سم نَفسه وَمَات يَوْم عَاشُورَاء بعد قطع الْخطْبَة بيوميات قَلَائِل يُقَال إِن صَلَاح الدّين لما بلغته وَفَاته قَالَ لَو علمت قرب أَجله مَا رَوْعَته بِقطع الْخطْبَة حكى ابْن المارستاني فِي سيرة الْوَزير عون الدّين ابْن هُبَيْرَة أَنه رأى إنسانٌ من أهل بَغْدَاد فِي سنة خمسٍ وَخمسين وَخَمْسمِائة كَأَن قمرين أَحدهمَا أنور من الآخر والأنور مِنْهُمَا مسامت الْقبْلَة وَله لحيةٌ سَوْدَاء فِيهَا طولٌ ويهب أدنى نسيم فيحركها وظلها فِي الأَرْض وَكَأن الرجل يتعجب من ذَلِك وَكَأَنَّهُ يسمع أصوات جماعةٍ يقرؤن بألحانٍ وأصواتٍ لم يسمع قطّ مثلهَا وَكَأَنَّهُ يسْأَل بعض من حضر فَقَالَ مَا هَذَا فَقَالَ قد استبدل النَّاس بإمامهم قَالَ وَكَأن الرجل اسْتقْبل الْقبْلَة وَهُوَ يَدْعُو الله أَن يَجعله إِمَامًا برا نقياً

واستيقظ الرجل وَبلغ هَذَا الْمَنَام الْوَزير ابْن هُبَيْرَة إِذْ ذَاك بِبَغْدَاد فَعبر الْمَنَام بِأَن الإِمَام الَّذِي بِمصْر يسْتَبْدل بِهِ وَتَكون لدَعْوَة لبني الْعَبَّاس لمَكَان اللِّحْيَة السَّوْدَاء وَقَوي هَذَا عِنْده حَتَّى كَاتب نور الدّين الشَّهِيد حِين دخل أَسد الدّين شيركوه إِلَى مصر فِي أول مرّة بِأَنَّهُ يظفر بِمصْر وَتَكون الْخطْبَة لبني الْعَبَّاس بهَا على يَده وَفِي قطع خطْبَة خلفاء مصر يَقُول العرقلة من الْخَفِيف

(أصبح الْملك بعد آل عليٍّ

مشرقاً بالملوك من آل شاذي)

(وَغدا الشرق يحْسد الغرب للقو

م ومصرٌ تعلو على بغداذ)

(مَا حووها إِلَّا بحزمٍ وعزمٍ

وصليل الفولاذ فِي الفولاذ)

(لَا كفرعون والعزيز وَمن كَا

ن بهَا كالخصيب والأستاذ)

وَيُقَال إِن الشريف الجليس وَهُوَ رجلٌ شرِيف كَانَ يجلس مَعَ العاضد ويحادثه عمل دَعْوَة لشمس الدولة توران شاه أخي السطان صَلَاح الدّين بعد انْقِرَاض دولة الفاطميين غرم عَلَيْهَا)

مَالا كثيرا وأحضرها جمَاعَة من أكَابِر أُمَرَاء الدولة الصلاحية فَلَمَّا جَلَسُوا على الطَّعَام قَالَ شمس الدولة للشريف حَدثنَا بِأَعْجَب مَا رَأَيْت قَالَ نعم طلبني العاضد يَوْمًا وَالْجَمَاعَة من الندماء فَلَمَّا دَخَلنَا عِنْده وجدنَا عِنْده مملوكين من التّرْك عَلَيْهِم أقبية مثل أقبيتكم وقلانس كقلانسكم وَفِي أوساطهم مناطق كمناطقكم فَقُلْنَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ مَا هَذ الَّذِي مَا رَأَيْنَاهُ قطّ فَقَالَ هَذِه هَيْئَة الَّذين يملكُونَ دِيَارنَا وَيَأْخُذُونَ أمولنا وذخائرنا وَكتب صَلَاح الدّين إِلى وَزِير بَغْدَاد على يَد شمس الدّين مُحَمَّد بن المحسن بن الْحُسَيْن بن أبي المضاء البعلبكي الَّذِي خطب أول شَيْء بِمصْر للعباسيين من إنْشَاء القَاضِي الْفَاضِل كتابا مِنْهُ وَقد توالت الْفتُوح غرباً ويمناً وشاماً وَصَارَت الْبِلَاد والشهر بل الدَّهْر حرما حَرَامًا

ص: 367

وأضحى الدّين وَاحِدًا بَعْدَمَا كَانَ أدياناً والخلافة إِذا ذكر بهَا أهل الْخلاف لم يخروا عَلَيْهَا صمًّا وعمياناً والبدعة خاشعة وَالْجُمُعَة جَامِعَة والمذلة فِي شيع الضلال شايعة ذَلِك بِأَنَّهُم آتخذوا عباد الله من دونه أَوْلِيَاء وَسموا أَعدَاء الله أصفياء وتقطعوا أَمرهم شيعًا وَفرقُوا أَمر الْأمة وَكَانَ مجتمعاً وكذبوا بالنَّار فَجعلت لَهُم نَار الحتوف وَنَثَرت أَقْلَام الظبى حُرُوف رؤوسهم نثر الأقلام للحروف ومزقوا كل ممزقٍ وَأخذ مِنْهُم بِكُل مخنقٍ وَقطع دابرهم وَوعظ آثبهم غابرهم ورغمت أنوفهم ومنابرهم صدقا وعدلاً وَلَيْسَ السَّيْف عَمَّن سواهُم من الفرنج بصائم وَلَا اللَّيْل عَن السّير إِلَيْهِم بنائم وَلَا خَفَاء عَن الْمجْلس الصاحبي أَن من شدّ عقد خلَافَة وَحل عقد خلاف وَقَامَ بدولةٍ وَقعد بِأُخْرَى قد عجز عَنْهَا الأخلاف والأسلاف فَإِنَّهُ مفتقرٌ إِلى أَن يشْكر مَا نصح ويقلد مَا فتح ويبلغ مَا اقترح وَيقدم حَقه وَلَا يطْرَح وَيقرب مَكَانَهُ وَإِن نزح وتأتيه التشريفات الشَّرِيفَة وَيُقَال إِن الْمعز لما أَتَى إِلَى الْقَاهِرَة قَالَ لديوان الْإِنْشَاء أكتبوا لنا ألقاباً تصلح لنا أَن نتلقب بهَا فَكَتَبُوا لَهُم ألقاباً آخر مَا كَانَ فِيهِ لقب العاضد فَقدر الله تَعَالَى أَن آخر من ملك مِنْهُم كَانَ لقبه العاضد وَهَذَا فألٌ عَجِيب وَقد تقدم فِي تَرْجَمَة الخبوشاني فصل يتَعَلَّق بالعاضد وَكَانَ الْفَقِيه عمَارَة اليمني قد رثى أهل الْقصر بِهَذِهِ القصيدة اللامية وَهِي من الْبَسِيط

(رميت يَا دهر كف الْمجد بالشلل

وجيده بعد حسن الْحلِيّ بالعطل)

(سعيت فِي مَنْهَج الرَّأْي العثور فَإِن

قدرت من عثرات الدَّهْر فاستقل)

(جدعت مَا رنك الأقنى فأنفك لَا

يَنْفَكّ مَا بَين أَمر الشين والخجل)

)

(هدمت قَاعِدَة الْمَعْرُوف عَن عجلٍ

سقيت مهلا أما تمشي على مهل)

(لهفي ولهف بني الْأَيَّام قاطبةً

على فجيعتها فِي أكْرم الدول)

(قدمت مصرا فأولتني خلائفها

من المكارم مَا أربى على الأمل)

(قومٌ عرفت بهم كسب الألوف وَمن

تَمامهَا أَنَّهَا جَاءَت وَلم أسل)

(وَكنت من وزراء الدست حِين سما

رَأس الحصان يهاديه على الكفل)

(ونلت من عُظَمَاء الْجَيْش تكرمةً

وحلةً حرست من عَارض الْحلَل)

(يَا عاذلي فِي هوى أَبنَاء فاطمةٍ

لَك الْمَلَامَة إِن قصرت فِي عذلي)

(بِاللَّه زر ساحة القصرين وابك معي

عَلَيْهِمَا لَا على صفّين والجمل)

ص: 368

(مَاذَا ترى كَانَت الأفرنجٍ فاعلةً

فِي نسل آل أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ)

(هَل كَانَ فِي الْأَمر شيءٌ غير قسْمَة مَا

ملكتم بَين حكم السَّبي وَالنَّفْل)

(وَقد حصلتم عَلَيْهَا وَاسم جدهم

محمدٍ وأبيكم غير منتقل)

(مَرَرْت بِالْقصرِ والأركان خاليةٌ

من الْوُفُود وَكَانَ قبْلَة الْقبل)

(فملت عَنْهَا بوجهي خرف منتقدٍ

من الأعادي وَوجه الود لم يمل)

(أسبلت من أسفٍ دمعي غَدَاة خلت

رحابكم وغدت مهجورة السبل)

(أبْكِي على مَا تراءت من مكارمكم

حَال الزَّمَان عَلَيْكُم وَهِي لم تحل)

(دَار الضِّيَافَة كَانَت أنس وافدكم

وَالْيَوْم أحوحش من رسمٍ وَمن طلل)

(وفطرة الصَّوْم إِن أصغت مكارمكم

تَشْكُو من الدَّهْر حيفاً غير مُحْتَمل)

(وَكِسْوَة النَّاس فِي الْفَصْلَيْنِ قد درست

ورث مِنْهَا جديدٌ عَنْهُم وبلي)

(وموسمٌ كَانَ فِي يَوْم الخليج لكم

يَأْتِي تجملكم فِيهِ على الْجمل)

(وَأول الْعلم وَالْعِيدَيْنِ كم لكم

فِيهِنَّ من وبل وجودٍ لَيْسَ بالوشل)

(وَالْأَرْض تهتز فِي عيد الغدير كَمَا

يَهْتَز مَا بَين قصريكم من الأسل)

(وَالْخَيْل تعرض فِي وشيٍ وَفِي شيةٍ

مثل العرائس فِي حليٍ وَفِي حلل)

(وَمَا حملتم قرى الأضياف من سَعَة إِلَى ال

أطباق إِلَّا على الأكتاف والعجل)

(وَمَا خصصتم ببرٍّ أهل ملتكم

حَتَّى عممتم بِهِ الْأَقْصَى من الْملَل)

(كَانَت رواتبكم للذمتين ولل

ضيف الْمُقِيم وللطاري من الرُّسُل)

)

(ثمَّ الطّراز بتنيس الَّذِي عظمت

مِنْهُ الصلات لأهل الأَرْض والدول)

(وللجوامع من أحباسكم نعمٌ

لمن تصدر فِي علمٍ وَفِي عمل)

(وَرُبمَا عَادَتْ الدُّنْيَا بمعقلكم

مِنْكُم وأضحت بكم محلولة الْعقل)

(وَالله لَا فَازَ يَوْم الْحَشْر مبغضكم

وَلَا نجا من عَذَاب الله غير ولي)

(وَلَا سقِِي المَاء من حرٍّ وَمن ظمأٍ

من كف خير البرايا خَاتم الرُّسُل)

(أئمتي وهداتي والذخيرة لي

إِذا ارتهنت بِمَا قدمت من عَمَلي)

(تالله لم أوفهم فِي الْمَدْح حَقهم

لِأَن فَضلهمْ كالوابل الهطل)

(وَلَو تضاعفت الْأَقْوَال واستبقت

مَا كنت فيهم بِحَمْد الله بالخجل)

ص: 369