الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خطيئة آدم (الخطيئة الأصلية)
تعتبر خطيئة آدم حجر الزاوية للعقيدة المسيحية، فمن أجل إزالة إثم هذه الخطيئة التي توارثها أبناء آدم على مدي آلاف السنين (كما يعتقدون) أرسل الله ابنه أو نزل هو فى صورة الإبن ليصلب ويقتل على الصليب (كما يعتقدون).
فما هي خطيئة آدم كما وردت فى التوراه
(1)
يقول سفر التكوين (وأوصى الرب الإله آدم قائلا من جميع شجر الجنة تأكل أكلا وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها) صح 16:2 ولكن الشيطان تجسد فى شكل حية ودخل الجنة وأوعز إلي حواء فأغرت بدورها آدم فأكلا من الشجرة المحرمة. إذاً آدم وحواء عصيا الله وكان عقاب الله لهم كما يلي (فقال الرب الإله للحية لأنك فعلت هذا ملعونة أنت من جميع البهائم .. على بطنك تسعين وترابا تأكلين كل أيام حياتك) وعقاب حواء كان كالآتي (وقال للمرأة كثيرا أكثر أتعاب حبلك بالوجع تلدين أولادا) سفر التكوين صح3.
وعقاب آدم (ملعونة الأرض بسببك .. بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك وشوكا وحسكا تنبت لك وتأكل عشب الحقل. بعرق وجهك تأكل خبزا حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها) تكوين 3: 17 - 19 إن العقاب تمثل فى الطرد من الجنة
(1) الاستشهاد هنا بالعهد القديم على اساس أن الخطيئة الأصلية بنيت على روايته لمعصية آدم لربه ولكن هذا لا يمنعنا من رؤية أمور غير معقولة مثل أكل الحية للتراب أو أن آلام الولادة عقاب من الله لحواء كما أن الارض تنبت الفاكهة بجانب الشوك.
والمعاناة والشقاء فى الرض حيث مصارعة العوامل الطبيعية من أجل البقاء. وزيادة آلام الحمل والولادة بالنسبة لحواء.
وصاحب عقيدة الخطيئة الأصلية وتوارثها هو القديس بولس وهو كذلك مصمم عقيدة تأليه المسيح، ويفتخر بذلك الاكتشاف فيقول (إن كنتم قد سمعتم بتدبير نعمة الله المعطاة لى لأجلكم إنه بإعلان عرفني بالسر) الرسالة إلي أهل أفسس 2:3 ويعترف بولس أن أحد من قبله لم يعلم بما عرفه (الذي فى أجيال أخرى لم يعرف به بنو البشر) الرسالة إلي أهل أفسس 2:3
أن بولس يقول عن توارث الخطيئة التي ارتكبها آدم (كل ابن أنثى يرث خطيئة آدم وأن لاشئ ينجيه من العذاب الأبدي إلا موت ابن الله ليكفر بموته عن خطيئته) الرسالة إلي العبرانيين 26:7
ويقول بولس أن الخطيئة التي اقترفها آدم قد أفسدت طبيعة أبنائه أى الطبيعة البشرية وجعلتها شريرة (الذين نحن أيضا جميعا تصرفنا قبلا بينهم فى شهوات جسدنا عاملين مشيئات الجسد والأفكار وكنا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين أيضا) فى رسالته إلي أهل أفسس.
ويبدو أن بولس هذا ومن آمنوا بنظريته تلك عن توارث الخطيئة لم يقرأوا كتابهم المقدس حيث جاء فى سفر حزقيال (وإن ولد ابنا رأى جميع خطايا أبيه التي فعلها فرآها ولم يفعل مثها .. فإنه لا يموت بإثم أبيه، حياة يحيا) 14:18
وكذلك (النفس التي تخطئ هى تموت، الإبن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الإبن، بر البار عليه يكون، شر الشرير عليه يكون) حزقيال 20:18 وجاء أيضا فى سفر التثنية (ولا يقتل الآباء عن الأولاد ولا يقتل الأولاد عن الآباء كل إنسان بخطيئته يقتل) 16:24
وكما تعارض نصوص العهد القديم مبدأ توارث الخطيئة، يعارض الفلاسفة العقلانيين والمفكرين مبدأ إفساد الخطية للطبيعة البشرية حيث يقول ايمانويل كانط متسائلا كيف بدأ الشر فى طبيعة البشر؟ إنه لم يبدأ بسبب الخطية الأصلية.
فلا ريب أن أشد التفسيرات كلها سخفا لذيوع هذا الشر وانتشاره فى جميع أفراد وأجيال نوعنا هو التفسير الذي يصفه ميراثا منحدرا إلينا من أبوينا الأولين. وربما كانت النوازع الشريرة قد تأصلت فى الإنسان تأصلا قويا لأنها كانت ضرورية للبقاء فى الأحوال البدائية، وهى لا تصبح رذائل إلا فى المدينة، فى المجتمع المنظم (1).
ويقول جوته: إنني لا أشعر إطلاقا بأنني أحمل تلك الخطيئة ولست فى حاجة إلي إله يموت كفارة عنى (2).
ويقول جون لوك2 أرفض الاعتقاد بأن كل سلالة آدم قد حكم عليها بعذاب أبدي لا نهائي من أجل خطية الرجل الأول (آدم) الذي لم يسمع عنه قط ملايين من الناس.
(1) قصة الحضارة: ول ديورانت
(2)
طبيب وفيلسوف انجليزي: أزمة الضمير الأوروبي