الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هكذا تأثر كتاب الأناجيل بالمعتقدات الخاطئة والخرافات السائدة وقتئذ ونقلوها إلي الأناجيل.
ونتساءل ماذا تقول تفاسير الأناجيل عن تلك الشياطين والأرواح
؟
يقول وليم باركلي (1) أستاذ العهد الجديد بجامعة جلاسكو: إن هذه الأقوال الخاصة بالأرواح النجسة وسكناها وخروجها ودخولها وغير ذلك من الأمور تعرضنا لعدة مشكلات قد أوقفت الكثيرين أمامها فى حيرة وارتباك إذ ثارت أمامهم مشكلة الاعتقاد بالأرواح الشريرة التي يعتبرها الفكر الحديث نوعا من الخرافات، والأمر الذي زاد من حيرتهم أنهم رأوا فى الإنجيل ما يدل على اعتقاد المسيح فى الأرواح الشريرة أو على الأقل موافقته على ذلك، ويستطرد قائلا يختلف الشراح والمفسرون وهم يتناولون معجزات إخراج الشياطين بسبب موقفهم من فكرة حلول الشياطين بأجساد البشر حيث أنهم يعتقدون أن عملها يقتصر على غواية الإنسان، ويضيف شيلدون كاشدان (2) لأن الإنسان البدائي كان يجهل تشريحه وجوانبه الفسيولوجية تراه عجز عن أن يفسر السلوك الغريب على أساس من العوامل الطبيعية وأنه نسبها إلى أرواح غريبة كان لها القدرة على الدخول إلى الجسم بطريقة ما. إن لدينا أدلة تشير إلي أن إنسان العصر الحجرى لم يكتف بالإيمان بالأرواح الشريرة، بل حاول إخراج تلك الأرواح المحبوسة داخل الشخص بإحداث فجوات فى جمجة الإنسان (عملية التربنة).
(1) تفسير العهد الجديد: وليم باركلي صـ433.
(2)
Abnormal psychology: Sheldon Cashdan
ويقول شيلدون أن الإنجيل يتضمن عدة إشارات إلي أنواع السلوك التي نرى فيها اليوم أمارات على اختلال الشخصية من ذلك مثلا الاكتئاب والاندفاعات الانتحارية وغيرها من الاضطرابات التي كان يظن أنها تتسبب عن أرواح شريرة يرسلها الله.
وللأسف ازدهرت النظرية الشيطانية للأمراض العصبية والنفسية وتقوت تحت حماية العقائد الكنسية وأخذت مهمة الكنيسة تتحدد وتتضح وهى تحرير الإنسان من قوى الشيطان الخفية وحلت الصلوات محل العلاج الطبي.