الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الأناجيل وإخراج الشياطين والخرافات الطبية
يقول متى (ولما جاء إلي العبر .. استقبله مجنونان خارجان من القبور .. واذا هما يصرخان قائلين ما لنا ولك يا يسوع ابن الله أجئت إلي هنا لتعذيبنا. وكان بعيدا منهم قطيع خنازير كثيرة ترعي.
فالشياطين طلبوا إليه قائلين إن كنت تخرجنا فأذن لنا أن نذهب إلي قطيع الخنازير .. فخرجوا ومضوا إلي قطيع الخنازير وإذا قطيع الخنازير كله قد اندفع من على الجرف إلي البحر) متى 28 - 32.
ويقول متى فى إصحاح آخر (إذا إنسان أخرس قدموه إليه فلما أخرج الشياطين تكلم الأخرس) متي9: 32.
كذلك. قائلا يا سيد ارحم ابني فإنه يصرع ويتألم شديدا .. فانتهره يسوع فخرج منه الشيطان فشفى الغلام من تلك الساعة) متى 17: 14
أيضا (لأن امرأة كان بابنتها روح نجس .. فسألته أن يخرج الشيطان من ابنتها) مرقس 7: 25
ويقول لوقا (وكان فى المجمع رجل به روح شيطان نجس
…
فانتهره يسوع قائلا اخرس واخرج منه) لوقا 4: 33
كذلك (وبعض النساء كن قد شفين من أرواح شريره وأمراض) لوقا 8: 1.
أيضا (وكانت شياطين ايضا تخرج من كثيرين) لوقا 4: 14.
وفى إصحاح آخر (المعذبون من أرواح نجسة) لوقا 6: 18.
ويقول مرقس (ظهر أولا لمريم المجدلية التي كان قد أخرج منها سبعة شياطين) 16: 9
كذلك (قال يا معلم قد قدمت إليك ابني به روح أخرس. . . فنتهر الروح النجس قائلا له أيها الروح الأخرس الأصم أنا آمرك، أخرج منه ولا تدخله أيضا) مرقس 9: 18.
ويضيف متى فى إنجيله (ثم دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانا على أرواح نجسة حتى يخرجوها) متى 10: 1.
كذلك (قدموا إليه مجانين كثيرين فأخرج الأرواح بكلمة وجميع المرضى شفاهم) متى 8: 28.
ويقول لوقا (وإذا امرأة كان بها روح ضعف ثماني عشرة سنة) لوقا 13: 10. روح ضعف: أى روح شرير نجس سبب لها الضعف والمرض.
تمتلئ الأناجيل بقصص الذين يعانون من الأرواح النجسة وحلول الشياطين بأجسادهم مما أدى إلي إصابتهم بالأمراض النفسية والعصبية كالجنون والصراع والخرس
…
إلخ.
وكان هذا الاعتقاد الخاطئ سائدا لجهل الإنسان بطبيعة الأمراض عامة والأمراض العصبية والنفسية خاصة فكان يعزو المرض لدخول الشياطين والأرواح النجسة إلي جسم الإنسان وكان هناك شيطان للحمي وآخر للصداع، وشيطان للصمم وآخر للبكم وهكذا كان لكل مرض شيطان خاص به.
يقول موسكاتي (1): عند البابليين والآشوريين كان المرض أشيع مظهر لوجود الشيطان فى جسم الإنسان وكان المريض صاحب خطيئة (مرتكب إثم) وكان مرضه راجعا إلى وجود شيطان فى جسمه ويتم الشفاء بطرد هذا الشيطان، وكان شيطان الراس الذي يسبب الصداع يسمى (أشكو) كما كان للحمى سبعة شياطين.
ويقول ول ديورانت (2): وكان المرض فى اعتقاد المصريين القدماء نتيجة تقمص الشياطين الجسم، وقد حدد المصريون ستة وثلاثين موضعا يمكن أن يدخل منها الشيطان كما تنوعت واختلفت أعمال الشياطين وتخصصاتهم.
وإذا قرأنا الكتابات البابلية التي عثر عليها فى مكتبة الملك اشور بأنيبال وهي الكتابات المحتوية على صيغ سحرية لطرد الشياطين من أجساد البشر لوجدنا تطابق بينها وبين القصص التي ذكرتها الأناجيل حيث تنص على: وكان من المستطاع اقناع الشياطين بالرقية الصحيحة بترك ضحيتها البشرية وتقمص جسم حيوان - كجسم طير أو خنزير أو حمل.
(1) الحضارات السامية القديمة: موسكاتي صـ77.
(2)
قصة الحضارة: ول ديورانت.