الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويجمع كل من أ. و. توملين وجيمس هنري برستيد على أن عقيدة بتاح هي أساس مذهب الخلق بالكلمة عند اليونانيين وعند فيلون السكندري ومن ثم إنجيل يوحنا.
2 - الكلمة عند هيراقليطس اليوناني:
اعتبر هيراقليطس أن الكلمة هي مساك الوجود كله وإنها هى قانون الأضداد الذي يكسبها توازنا وانسجاما ووحدة (1) وتكاد الكلمة عن هيراقليطس أن تكون مرادفة لمعنى الله فهى النظام الذي يضع كل شئ فى موضعه.
وكان خطأ أسلوب التفكير عند هيراقليطس هو عدم تمييزه بين الذات والموضوع أو بين الذات العارفة وموضع المعرفة أو بين المفكر وفكرته، فقد تكلم عن الكلمة تارة بمعناها الموضوعي المستقل عن الذات وتارة يعنى بها العقل بالمعني الذاتي، وقد وقع كاتب إنجيل يوحنا فى نفس الخطأ كما سنرى.
3 - الكلمة عند انكسجوراس (496ق. م: 427ق. م)
قام انكسجوراس بتعميم كلام هيراقليطس عن الكلمة وسماها العقل ووصفه بأنه جوهر مجرد خالد واحد لا يتعدد وهذا العقل هو الصلة بين الله والعالم وأداته للخلق والتكوين.
4 - الكلمة عند فيلون السكندري (30 ق. م إلى 40 م):
(1) الفلسلفة عند اليونان: د. أميرة حلمي مطر
كان يدين فيلون باليهودية وكانت نظريته فى الله وصلته بالوجود تتلخص فى أن يهوا (الله عند اليهود) وهو الإله المتعالي اللامتناهي فى صفات الكمال، لا يؤثر مباشرة فى العالم بل يؤثر عن طريق وسائط هي:
1 -
الكلمة
2 -
الحكمة الإلهية (صوفيا)
3 -
الملائكة
4 -
الجن
أما صلة الكلمة بالله فهو واسطته إلى الخلق ورسوله إلى الناس وهو الذي ينقل إليه تضرعاتهم فهو ابن الله ورسوله وهو وسيلته فى خلق العالم.
وقد أثرت هذه النظرية فى العقيدة المسيحية وظهرت آثارها فى انجيل يوحنا الذي يرجح أن يكون قد كتب فى أوائل القرن الثاني وتأثر كاتبه بهذا الفيلسوف اليهودي الذي عاش فى الاسكندرية (1)، (2)
عند فيلون أن الله يستجيب دعاء الكلمة للمخلوقات الأرضية وأن (موسى) عليه السلام هو اللوجوس الذي استجاب الله دعاءه فى سيناء وهو الذي خلص من شوائب المادة فلحق بالطبيعة الإلهية.
(1) الفلسفة عند اليونان: د. أميرة حلمي مطر
(2)
فلاسفة الشرق: أ. و. توملين