الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بإرميا كما ذكر لتبرير خطأ إنجيل متى ويبدو أن القس منيس عبد النور غير مقتنع بما ذكره فساق سببا آخر.
وهو التشابه بين اسمي (إرميا) و (زكريا) باليونانية (ايريو) و (زيريو) أى أن كاتب الإنجيل قد دونها (زيريو) والنساخ نقلوها (ايريو)
ولكن لم يرد فى أى مصدر من المصادر المسيحية أن هناك نسخة لإنجيل متى كتب فيها (زيريو) أى زكريا، فهل كل الناسخون ارتكبوا نفس الخطأ؟! أم أن كاتب الإنجيل نفسه هوالذي نقل الاسم خطأ من العهد القديم ولم ينبهه الروح القدس؟!
ملحوظة: تذكر دائرة المعارف اليهودية (1) أن مخطوطات أسفار العهد القديم كانت تحفظ على شكل لفائف ( Scrolls) بحيث تختص بسفر واحد فقط، وأن الأنبياء الصغار الإثني عشر كان يشملهم سفر واحد يقع فى لفافة واحدة (ٍ Single scrolls) . وفى نهاية القرن الثاني الميلادي قام اليهود بتجميع اللفائف داخل مجلدات ( Volumes) وبعد ذلك بعدة قرون تم تجميع المجلدات داخل كتاب واحد ( Codex form) .
آية يونان النبي وإضافات متى:
(1) ENCYCLOPEDIA JUDAICA VOL. 2PAGE 827 من الواضح أنه فى زمن كتابة الأناجيل (القرن الأول الميلادي) لم يكن هناك فهرسة ولا ترتيب لأسفار العهد القديم لوجود تلك الأسفار حينئذ على شكل لفائف منفصلة.
يقول إنجيل مرقس (فخرج الفريسيون وابتدأوا يحاورونه طالبين منه آية من السماء لكى يجربوه فتنهد بروحه وقال لماذا هذا الجيل يطلب آية الحق أقول لكم لن يعطى هذا الجيل آية) مرقس 8: 11
الفريسيون: طائفة يهودية امتازت بالتعالي والثقة والكبرياء لاعتقادهم أنهم مميزون ومفضلون على سائر الطوائف اليهودية.
وتلك الطائفة كانت تستنكر استبداد الكهان بالشعائر والمراسم الدينية وكذلك ينكرون عادات الأجانب والمتشبهين بهم.
ونعود إلي نص إنجيل مرقس الذي أوضح رفض المسيح القيام بمعجزة أمام الفريسيون ولكن متي لم يسمح لفرصة كتلك تمضي دون أن يستغلها فى إثبات التطابق بين أسفار الأنبياء وحياة المسيح. يقول متى (أجاب قوم من الكتبة والفريسيون قائلين يا معلم نريد أن نرى منك آية فأجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطي له آية إلا آية يونان النبي، لأنه كمان كان يونان النبي فى بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان فى قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال) متى 12:38 - 40
يونان النبي هو النبي يونس الذي أرسله الله إلي أهل نينوي.
يذكر متى أن المسيح بموته ودفنه لمدة ثلاثة أيام ثم قيامته من الأموات (على حد زعمهم) ببقاء يونان النبي فى بطن الحوت.
هل قال المسيح ما رواه إنجيل متى عنه؟
وإذا كان قد قال ذلك لماذا لم يذكره مرقس؟؟
إذا افترضنا أن المسيح قال ذلك فإننا لا نجد مشابهة بين ما حدث ليونان النبي داخل الحوت وما حدث للمسيح داخل القبر.
أولاً: أن يونان النبي لم يمت فى جوف الحوت بل ظل حيا يصلي ويدعو ربه (فصلي يونان فى جوف الهه من جوف الحوت وقال دعوة من ضيقي الرب فاستجابني صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي) يونان صح2:1 - 2 تحتوى النسخة
ولكن تقول الأناجيل أن المسيح قد مات على الصليب ودفن ميتا إلي أن قام من الموت فى أول الأسبوع (الأحد) ونادي يسوع بصوت عظيم وقال يا أبتاه فى يديك استودع روحي، ولما قال هذا أسلم الروح) لوقا 46:23
ثانياً: مكث يونان فى جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال (يونان 17:1)
ولكن المسيح بقى فى القبر يوما واحدا (هوالسبت) وليلتين ويعلق على ذلك وليم باركلي قائلا: هنا تعترضنا صعوبة فان السيد المسيح لم يبق فى القبر ثلاثة أيام وثلاث ليال.
فكيف يفسر هذا القول؟
ويؤيده ر. ت فرانس قائلا الآية (40) يجب حذفها لأنها إضافة لاحقة أعطت معني جديدا لا ينسجم مع العبارة حيث يجمع متي ومرقس ولوقا (يختلف معهم انجيل يوحنا)(1) على أن الصلب قد تم يوم الجمعة ودفن يوم الجمعة ليلا ويقولون أنه قد قام من الموت فجر يوم الأحد (وبعد السبت عند فجر أول الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر) متى 1:28
لاحظ أن أول أيام الأسبوع بالنسبة إلي اليهود هو الأحد.
ثالثا: أن ما حدث ليونان النبي كان عقابا له لأنه عصى أوامر ربه. ولكن ما حدث للمسيح (وهو لم يحدث أساسا) على حد زعمهم كان بمحض إرادته وبواقع حبه للانسان الخاطئ الذي جاء لينقذه من خطيئته.
إذا لا يوجد تشابه على الإطلاق بين ما حدث ليونان النبي وما يزعمون حدوثه للمسيح. ويذكر وليم باركلي أن إنجيل لوقا لم يذكر شيئا عن بقاء يونان فى جوف الحوت أو مقارنة ذلك ببقاء المسيح فى قلب الأرض، لذلك يرجح بعض الشراح أن يسوع لم يقارن نفسه بيونان من حيث بقائه فى بطن الحوت هكذا يشكك المفسرون فى رواية متى ويرجحون عليها رواية لوقا.
(1) التفسير الحديث لانجيل متى: ر. ت فرانس صـ234