‌المطلب الأول: إخوة يوسف والجمال والكواكب - تأملات في رؤيا يوسف عليه السلام

‌

‌المطلب الأول: إخوة يوسف والجمال والكواكب

جاء ذكر الكواكب في آيات القرآن الكريم وفي أحاديث كثيرة في السنة النبوية أيضًا، ولعل من المناسب ربط هذه الأحاديث مع الآيات حتى تتضح الصورة أكثر، منها على سبيل الذكر لا الحصر:

الكواكب ترمز للجمال والزينة يقول تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ}

(1)

، وفي قوله تعالى:{وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ}

(2)

.

وقال الإمام قتادة ـ يرحمه الله ـ في قوله تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ}

(3)

خلق هذه النجوم لثلاث: جعلها زينة للسماء، ورجومًا للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأول فيها بغير ذلك أخطأ، وأضاع نصيبه، وتكلف ما لا علم له به

(4)

.

وقد مر معنى بيت للبحتري

(5)

يقول فيه:

كالكوكب الدري أخلص ضوؤه

…

حلك الدجى حتى تألق وانجلى

وهذا يدل أيضًا على أن جميع إخوة يوسف عليه السلام كان فيهم جمالٌ قياسًا على أن الكواكب تزين السماء وتجعلها جميلة، وهم وصوفوا بالكواكب، ولكن مما لا شك فيه أن أشدهم جمالاً هو يوسف عليه السلام.

ومن التعاريف اللغوية للكوكب أنه يعني: الغلام الحسن، قيل: غلامٌ كَوْكَبٌ ممتلئٌ إِذا تَرَعْرَعَ وحَسُنَ وجهُه؛ وَهَذَا كَقَوْلِهِمْ لَهُ: بَدْرٌ

(1)

.