الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سابعًا: الرؤيا فيها البشارة وفيها التحذير:
وبالوقوف على رؤيا يوسف عليه السلام نجد أنه جاء فيها التحذير وذلك بالوقوف على رمز أحد عشر
(1)
، ونجد فيه الحدث المستقبلي الذي يدل على البشائر أيضاً وذلك من عدة أوجه:
1 ـ أن أغلب ما رآه يوسف عليه السلام أجرام سماوية وهذا يستبشر به.
2 ـ سجود أعظم الكواكب على وجه المنظومة الكونية له (الشمس والقمر).
وفي الرؤى يأتي التحذير والتبشير، وهنا جاءا في رؤيا واحدة.
ثامنًا: ننوه على فائدة التجاهل في الرؤيا، فلعل يوسف عليه السلام لم يكن له أخت:
بل كانوا كلهم ذكورًا، إذ لم يذكر في الرؤيا التي رآها ما يدل على رموز تدل على الأخوات الإناث، وهذا يؤخذ منه أحيانًا بعض الأمور، فإما أن هذا عنصر غير موجود في حياته، لا سيما أنه جاء في رؤيا تجمع جميع أفراد العائلة، فجاء فيها، إخوته، والأم، والأب، فلعل عدم وجود أخوات له عليه السلام من الأصل سبب من أسباب عدم ذكر أخوات إناث في الرؤيا.
(1)
انظر ص (87).
وإما أن أمرًا حدث كأنها ليست معهم في الدنيا، أو أنها ماتت، أو فقدت، والله أعلم.
وهناك تلميح وقرينة، وهي أن الذي لم يكن في الرؤيا فهو ليس معهم في الواقع.
ولم يذكر في السورة الكريمة شيءٌ يدل على أن له أختًا، ولو حتى آية واحدة، لا سيما أيضًا أن الكواكب ترمز للذكور فقط.
وأيضًا غير ذلك، أن كلمة إخوتك التي في قوله تعالى:{قَالَ يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ}
(1)
، تدل على الذكور دون الإناث، ومع كل هذه القرائن نكاد نقترب من أن يوسف عليه السلام لم يكن له أخوات إناث.
ومن هنا نستدل أن رواية التوراة كلها تحريف وتلفيق وكذب من أصلها (حتى وإن كانت نظرية التجاهل في الرؤيا غير صحيحة)، وما جاء في التوراة من قصة أختهم كان ركيكًا بل فاضحًا
(2)
عياذًا بالله، ومن
(1)
سورة يوسف الآية (5).
(1)
الكتاب المقدس ص (41.40): في الباب الرابع والثلاثين من سفر التكوين هكذا ذكر: 1 (وخرجت دينا ابنة ليا لتنظر إلى بنات ذلك البلد) 2 (فنظرها شخيم بن حمور الحاوي، رئيس الأرض فأحبها فأخذها وضاجعها وذلها) 3 (وتعلقت نفسه بها، وأحبها وكلمها بما وافقها، ووقع بقلبها) 4 (فقال شخيم لحمور أبيه خذ هذه الجارية لي زوجة) 8 (فكلمهم حمور
…
إلخ) 13 (فأجاب بنو يعقوب
…
إلخ) 14 (لا نستطيع نصنع ما تطلبان، ولا أن =
الواجب أن لا يصدق ما كتب في التوراة، فهي بنت نبي ـ هذا إن كان له بنت ـ وكان ذلك صحيحًا. وأيضًا ثقتنا وتصديقنا لما في القرآن هو الأساس
(1)
.
= نعطي أختنا لرجل أغلف فإن ذلك عار علينا) 15 (بهذا نشبهكم إذا ما صرتم مثلنا لكي تختنوا كل ذكوركم) 24 (فارتضى جميعهم واختتن كل من كان منهم ذكرًا) 25 (فلما كان اليوم الثالث وقد بلغ منهم الوجع جدًّا، أخذ ابنا يعقوب شمعون ولاوى أخوا دينا، كل واحد منهما سيفه، ودخلا المدينة على طمأنينة، وقتلا كل ذكر) 26 (وحمور، وشخيم ابنه، وأخذا دينا أختهما من بيت شخيم) 27 (وخرجا ودخل بنو يعقوب على القتلى، ونهبوا المدينة التي فضحت فيها دينا أختهم) 28 (وأخذوا غنمهم، وبقرهم، وحميرهم، وكل ما في البيوت، وكل ما في الحقل وسبوا صبيانهم، ونساءهم).
(1)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله وكتبه ورسله، فإن كان حقًّالم تكذبوهم، وإن كان باطلاً لم تصدقوهم)، مسند الإمام أحمد برقم [17225] وحسنه الشيخ شعيب الأرناؤوط (28/ 460).