الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الخامس: من الإشارات الأخرى لمعاني الشمس والقمر أنهما يرمزان للجمال أيضًا
وننوه إلى أن الرموز التي تدل على الجمال تكررت في رؤيا يوسف عليه السلام ولنا وقفة حول ذلك في نهاية هذا البحث
(1)
.
دعونا نستحضر الآثار التي تصف وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشبهه بالشمس والقمر من جماله عليه السلام بأبي هو وأمي، فهذا استدلالٌ واضحٌ.
وصف الصحابة ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقولهم: (بل كان مثل الشمس والقمر، وكان مستديرًا)
(2)
.
ويقول عليه السلام: (أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر)
(3)
.
(1)
انظر ص (166).
(2)
صحيح مسلم حديث رقم [2344]، (4/ 1823).
(3)
صحيح البخاري حديث رقم [3245]، (4/ 118).
ومن معاني الشمس منفردة (أنه يُسْتَبْشَرُ بها)؛ فقد وصف عليه السلام موقف الملائكة وهي تأتي للمؤمن في قبره (كأن وجوههم الشمس)
(1)
من نضارتها واستبشارًا بها.
وحتى في نضرة الصباح واليوم الجديد فيها استبشار وإشراق.
ومن جمالهما وإشراقهما شبهت بكثير من المبشرات ـ من غير تكييف ولا تعطيل ولا تمثيل ـ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن أناسًا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، هل تضارُّون في رؤية الشمس بالظهيرة ضوء ليس فيها سحاب؟ ، قالوا: لا، قال: وهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ضوء ليس فيها سحاب؟ : قالوا: لا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تضارُّون في رؤية الله عز وجل يوم القيامة، إلا كما تضارون في رؤية أحدهما)
(2)
هنا أيضًا استبشارٌ برؤية الله ـ تعالى وتقدس وتعظم، دون حائل أو حجاب.
(1)
مسند الإمام أحمد، ط الرسالة (30/ 499)، (مقطع من حديث)، حديث رقم [18534].
(2)
صحيح البخاري حديث رقم [4581](6/ 44).