الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خامسًا: إذا رأى المرء في أحلامه شيئًا غريبًا وغير مرتب
، ورموزه غير مترابطة مع بعضها البعض، فهذه لا تكون رؤيا صحيحة، بل تكون أقرب لأضغاث الأحلام وحديث النفس.
سادسًا: تكرار المعنى له دلالة خاصة:
هناك معانٍ تتكرر في الرؤى، لعلها تتكرر في رؤيا واحدة أو أكثر من رؤيا.
وفي القرآن الكريم يمكن أن يكون المعنى واحدًا لعدة كلمات
(1)
، وإن أردتَّ فقل مجموعة من الكلمات تدل على معنىً واحدٍ، ولعلنا نستفيد من ذلك في باب التعبير.
بمعنى أن يكون رمزان مختلفان لهما نفس المدلول ولهما معنىً واحدٌ، وهذا له دلالة على أمرين:
أولاً: تأكيدٌ لأمرٍ ما
! !
ثانيًا: له دلالةٌ على زيادةٍ في هذا الأمر كزيادةٍ في المال أو في الجمال .... إلخ
.
(1)
الكواكب والنجوم والبروج والمصابيح كلها ترمز لمعنى الكوكب الذي هو النجم، والبروج تأتي بمعنى الحصون أيضًا قال تعالى:{أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} (النساء: 78)، (تهذيب اللغة 11/ 40).
نذكر مثالاً توضيحيًّا، ولنبدأ بثاني
(1)
رموز رؤيا يوسف عليه السلام وهي (الكواكب):
دلت على العظمة
(2)
، ودلت على الجمال
(3)
، ودلت على الدراية بأمور الزراعة
(4)
، ودلت على الهمة العالية
(5)
.
وكذلك رمز الشمس، كان له أكثر من معنى، وكثير من المعاني كان لها وقفات في حياة يوسف عليه السلام.
فدلت على الشدة
(6)
، والأهوال
(7)
، والجمال
(8)
، والبشارة
(9)
، والتحدي
(10)
، والتخويف
(11)
، وفي موضع آخر على العظمة
(12)
.
ألم ترَ أن يوسف عليه السلام كان رسولاً وكان ملكًا، فكان له قمة العظمة، وتكرار المعنى في رموز الرؤيا يدل على ذلك، وكما ذكرنا
(1)
الرمز الأول هو: أحد عشر.
(2)
انظر ص (96).
(3)
انظر ص (117).
(4)
انظر ص (109).
(5)
انظر ص (101).
(6)
انظر ص (135).
(7)
انظر ص (135).
(8)
انظر ص (117).
(9)
انظر ص (168).
(10)
انظر ص (142).
(11)
السابق.
(12)
انظر ص (96).
سابقًا أن معنى العظمة هو المعنى الركيز في رؤيا يوسف عليه السلام والذي تدور حوله معاني باقي الرموز.
إذًا في رؤيا يوسف عليه السلام هناك تأكيدٌ لأمورٍ عدة، وثانيًا الدلالة على زيادةٍ في هذه الأمور، فكان جميلاً وكان جماله زائدًا، وكان له أكثر من منصب، وكانت تلك المناصب عظيمة.