الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
-
حرف الشين
-
131-
شريك القاضي [1]- خ. ت. 4. م. تبعا-
[1] انظر عن (شريك القاضي) في:
الطبقات لابن سعد 6/ 78، والتاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 251 رقم (748) ، ومصنّف ابن أبي شيبة 13/ رقم 15781، وتاريخ الدارميّ، رقم 85 و 88 و 89 و 948، وتاريخ يحيى برواية ابن طهمان، رقم 31 و 32 و 110 و 205 و 322، ومعرفة الرجال برواية ابن محرز 1/ رقم 311 و 576 و 843 و 894 و 2/ رقم 716 و 730، والعلل لابن المديني 100، وتاريخ خليفة 434، 440، 442، 447، 450، 464، وطبقات خليفة 169، والعلل لأحمد 1/ 9، 38، 42، 43، 59، 72، 76، 91، 93، 94، 95، 98، 104، 106، 112، 120، 123، 126، 129، 159، 173، 176، 178، 201، 209، 210، 211، 217، 225، 226، 228، 260، 291، 295، 329، 330، 334، 338، 353، 359، 360، 361، 379، 386، 392، 410، والعلل ومعرفة الرجال له برواية ابنه عبد الله 1/ رقم 348 و 652 و 778 و 816 و 2/ 2273 و 2302 و 2910 و 3029 و 3593 و 3/ رقم 6150، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 237 رقم 2647، والتاريخ الصغير له 196، وأحوال الرجال للجوزجانيّ 92 رقم 134، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 62، وتاريخ الثقات للعجلي 217- 220 رقم 664، والبيان والتبيين للجاحظ 2/ 253، 264، والأخبار الموفقيّات للزبير بن بكار 336، والمعارف لابن قتيبة 292، 424، 508، 509، 525، 531، 624، وأنساب الأشراف للبلاذري 3/ 30، 257 وق 4/ 41، 126، 129، 273، 290، 595، وسؤالات الآجري لأبي داود 3/ رقم 283، والجامع الصحيح للترمذي 1/ 66 رقم 46، وعمل اليوم والليلة للنسائي 205 رقم 148، و 496 رقم 867، والمعرفة والتاريخ للفسوي 1/ 150، 168، 221، 224، 226، 238، 306، 483، 537، 717 و 2/ 153، 168، 176، 305، 543، 625، 776، 786، 789، 827 و 3/ 93، 94، 180، 197، 223، 236، 278، 282، 319، 336، 400، 409، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 561، 578، 579، 638، 666، 675، وعيون الأخبار 1/ 67، 68 و 3/ 137، 138، 213، والزاهر للأنباري 1/ 410 و 2/ 164، 302، وتاريخ واسط لبحشل 39، 42، 60، 68، 70، 73، 100، 135، 136، 137، 138، 157، 170، 171، 209، 220، 236، 247، 246، 257، 264، 291، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 13، 14، 50، 65، 86، 93، 95، 300 و 2/ انظر
هُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ الْكُوفِيُّ الْفَقِيهُ أَحَدُ الأَعْلامِ.
مَوْلِدُهُ سَنَةَ خَمْسٍ وَتِسْعِينَ.
رَوَى عَنْ: أَبِي صَخْرَةَ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ، وَجَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ، وَزِيَادِ بْنِ عِلاقَةَ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، وَسِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، وَأَبِي إِسْحَاقَ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، وَعَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، وَمَنْصُورِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ، وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ جَرِيرٍ الْبَجَلِيِّ، وَخُصَيْفٍ، وَعَاصِمِ بْنِ بَهْدَلَةَ، وَعَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ، وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَطَبَقَتِهِمْ.
وَلَمْ يَرْحَلْ، بل اكتفى بعلم أهل بلده.
[ () ] الفهرس 352) و 3/ 149- 175، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 57، وتاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 283، والضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 193- 195 رقم 718، والجرح والتعديل 4/ 365- 367 رقم 1602، والعلل لابن أبي حاتم، رقم 668، والمراسيل له 91 رقم 331، والثقات لابن حبّان 6/ 444، ومشاهير علما الأمصار له 81 رقم 586، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1321- 1338، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 169 رقم 528، والسنن للدار للدّارقطنيّ 1/ 345 رقم 6، ومروج الذهب 1436، 2499، والعيون والحدائق 3/ 298، 372، والجليس الصالح 2/ 39- 43، 46، 47 و 3/ 343، والعقد الفريد 3/ 10، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 309، 310 رقم 669، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم 415، والفوائد العوالي المؤرّخة للتنوخي بتخريج الصوري (بتحقيقنا) 125، وطبقات الفقهاء للشيرازي 86، وتاريخ جرجان للسهمي 400، 514، وتاريخ بغداد 9/ 279- 295 رقم 4838، والسابق واللاحق 237، 238 رقم 92، والأذكياء لابن الجوزي 36، ومعجم البلدان 1/ 717709049، 926 و 2/ 220، 223، والكامل في التاريخ 5/ 610 و 6/ 36، 41، 140، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 214 رقم 799، والإشارات إلى معرفة الزيارات 79، وثمار القلوب 76، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 117، والروض المعطار للحميري 309، ووفيات الأعيان 2/ 464، وتهذيب الكمال 12/ 462- 475 رقم 2736، والمغني في طبقات المحدّثين 61 رقم 589، وميزان الاعتدال 2/ 270- 274 رقم 3697، وسير أعلام النبلاء 8/ 178- 193 رقم 37، والكاشف 2/ 10، 11 رقم 2295، والمغني في الضعفاء 1/ 297 رقم 2764، والمختصر في أخبار البشر 2/ 13، ومرآة الجنان 1/ 370، وجامع التحصيل لابن كيكلدي 235 رقم 285، والوافي بالوفيات 16/ 148- 150 رقم 172، والبداية والنهاية 10/ 171، والتبيين لأسماء المدلّسين 33 رقم 33، وتعريف أهل التقديس، رقم 56، والإغتباط لمعرفة من رمي بالاختلاط 68، 69، رقم 55، وشرح علل الترمذي لابن رجب 339، والوفيات لابن قنفذ 140 رقم 177، وتهذيب التهذيب 4/ 333- 337 رقم 577، وتقريب التهذيب 1/ 351 رقم 64، وطبقات المدلّسين 23، وطبقات الحفّاظ للسيوطي 1/ 214، والجواهر المضية 1/ 256، وخلاصة تذهيب التهذيب 165، وشذرات الذهب 1/ 287، والجامع لشمل القبائل لبامطرف 2/ 576.
وَعَنْهُ: أَبَانُ بْنُ تَغْلِبَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَهُمَا مِنْ شُيُوخِهِ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٌ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَإِسْحَاقُ الأَزْرَقُ، وَأَبُو نُعَيْمٍ، وَعَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَقُتَيْبَةُ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَلُوَيْنُ، وَهَنَّادٌ، وَابْنَا أَبِي شَيْبَةَ، وَعَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ الرَّوَاجِنِيُّ، وَإِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، وَخَلْقٌ كَثِيرٌ.
قَالَ الْخَطِيبُ [1] : شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَوْسٍ النَّخَعِيُّ الْقَاضِي، أَدْرَكَ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ.
قُلْتُ: يَعْنِي بِالسِّنِّ، وَلَمْ يَرَهُ.
قَالَ [2] : وَسَمِعَ مِنْهُ إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ تِسْعَةَ آلافِ حَدِيثٍ [3] .
قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: شَرِيكٌ أَعْلَمُ بِحَدِيثِ بَلَدِهِ مِنَ الثَّوْرِيِّ [4] .
وَقَدْ قِيلَ مِثْلُ هَذَا لابْنِ مَعِينٍ فَقَالَ: لَيْسَ يُقَاسُ بِسُفْيَانَ أَحَدٌ، لَكِنَّ شَرِيكَ أَرْوَى مِنْهُ فِي بَعْضِ الْمَشَايِخِ، وَهُوَ ثِقَةٌ [5] .
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِينٍ يَقُولُ: شَرِيكٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَبِي الأَحْوَصِ [6] .
وَقَالَ عُثْمَانُ الدَّارِمِيّ: قُلْتُ لِيَحْيَى: شَرِيكٌ أَحَبُّ إِلَيْكَ فِي أَبِي إِسْحَاقَ أَوْ إسرائيل؟
فقال: (شريك أحبّ إليّ)[7] .
[1] في تاريخ بغداد 9/ 279.
[2]
في تاريخ بغداد 9/ 281.
[3]
والخبر رواه العجليّ في تاريخ الثقات 218.
[4]
الجرح والتعديل 4/ 366، تاريخ بغداد 9/ 281.
[5]
تاريخ بغداد 9/ 282.
[6]
تاريخ ابن معين برواية الدوري 2/ 251، تاريخ بغداد 9/ 282.
[7]
في الأصل بياض، والّذي بين القوسين استدركته من (الجرح والتعديل 4/ 367، وتاريخ بغداد 9/ 282) .
ذِكْرُ نَسَبِهِ هُوَ شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي شَرِيكٍ الْحَارِثِ بْنِ أَوْسٍ. وَقِيلَ ابْنُ أَبِي شَرِيكٍ سِنَانُ بْنُ أَوْسِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الأَذْهَلِ [1] بْنِ وَهْبِيلِ بْنِ سَعْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّخَعِ. وَالنَّخَعُ مِنْ مَذْحِجٍ [2] .
شهد جدّه أبو شريك القادسيّة [3] .
وولد شرك فِيمَا قِيلَ بِبُخَارَى [4] ، وَنَشَأَ بِالْكُوفَةِ.
وَسَمَّى الْبُخَارِيُّ [5] جَدَّهُ سِنَانًا، وَسَمَّاهُ أَبُو نُعَيْمٍ حَارِثًا [6] .
وَقَالَ الْفَضْلُ بْنُ زِيَادٍ: قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: شريك في ال [حديث][7] أَقْوَى مِنْ إِسْرَائِيلَ [8] .
قَالَ: وَكَانَ يَحْيَى الْقَطَّانُ لا يَرْوِي عَنْ شَرِيكٍ إِلا عَلَى سَبِيلِ الْعِبْرَةِ، كَانَ لا يَرْضَاهُ [9] .
وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ: شَرِيكٌ أَعْلَمُ مِنْ إِسْرَائِيلَ، وَإِسْرَائِيلُ أَقَلُّ خَطَأً مِنْهُ [10] .
وَقَالَ أَبُو داود: شَرِيكٌ ثِقَةٌ، يُخْطِئُ عَلَى الأَعْمَشِ [11] .
وَقَالَ صَالِحٌ جَزَرَةُ: قَلَّ مَا يُحْتَاجُ إِلَى شَرِيكٍ فِي الأَحَادِيثِ الَّتِي يحتجّ بها.
[1] في تاريخ بغداد 9/ 280 «ذهل» .
[2]
نسبه في تاريخ بغداد 9/ 280.
[3]
طبقات ابن سعد 6/ 378، تاريخ بغداد 9/ 280.
[4]
تاريخ بغداد 9/ 280.
[5]
في تاريخه الصغير 196، وهكذا سمّاه عبّاد بن العوّام. (أخبار القضاة لوكيع 3/ 149) و (تاريخ ابن معين 2/ 252) .
[6]
الكامل في ضعفاء الرجال 4/ 1321.
[7]
في الأصل بياض.
[8]
تاريخ بغداد 9/ 283.
[9]
تاريخ بغداد 9/ 283.
[10]
تاريخ بغداد 9/ 283.
[11]
تاريخ بغداد 9/ 284.
وَلَمَّا وَلِيَ الْقَضَاءَ اضْطَرَبَ حِفْظُهُ [1] .
وَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ شَرِيكٍ، فَقَالَ: كَانَ عَاقِلا صَدُوقًا مُحَدِّثًا عِنْدِي، وكان شَدِيدًا عَلَى أَهْلِ الرِّيَبِ وَالْبِدَعِ، قَدِيمَ السَّمَاعِ مِنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَبْلَ زُهَيْرٍ، وَقَبْلَ إِسْرَائِيلَ.
فَقُلْتُ لَهُ: إِسْرَائِيلُ أَثْبَتُ مِنْهُ؟ قَالَ: نَعَمْ.
قُلْتُ: يُحْتَجُّ بِهِ؟ قَالَ: لا تَسْأَلْنِي عَنْ رَأْيِي فِي هَذَا.
قُلْتُ: فَإِسْرَائِيلُ تَحْتَجُّ بِهِ؟
قَالَ: أَيْ لَعَمْرِي [2] .
قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ الْجَوْزَجَانِيُّ [3] : شَرِيكٌ سَيِّئُ الْحِفْظِ مُضْطَرِبٌ مَائِلٌ [4] .
وَقَالَ النَّسَائِيُّ: لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ [5] .
قُلْتُ: اسْتَشْهَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ، وَخَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ مُتَابَعَةً [6] ، وَاحْتَجَّ بِهِ النَّسَائِيُّ [7] ، وَغَيْرُهُ.
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الْجَوْهَرِيُّ: أَخْطَأَ شَرِيكٌ فِي أَرْبَعِمِائَةِ حَدِيثٍ [8] .
قُلْتُ: لَكِنَّهُ كَانَ مِنْ بُحُورِ الْعِلْمِ، فَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شَرِيكٍ قَالَ: كَانَ عِنْدَ أَبِي عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ عَشَرَةُ آلافِ حَدِيثِ مَسْأَلَةٍ وَعِنْدَهُ عَنْ ليث بن أبي سليم عشرة آلاف [9] .
[1] تاريخ بغداد 9/ 285.
[2]
الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 194 وزاد في آخره: «يحتجّ بحديثه» .
[3]
في أحوال الرجال 92 رقم 134.
[4]
وفيه «مضطرب الحديث، مائل» .
[5]
تهذيب الكمال 12/ 472.
[6]
انظر: رجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 309، 310، رقم 669.
[7]
روى له في «عمل اليوم والليلة» برقم (148) و (867) .
[8]
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1323.
[9]
الكامل 4/ 1324.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ: سَمِعْتُ شَرِيكًا يَقُولُ: قُدِّمَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ يَوْمَ قُدِّمَ وَهُوَ أَفْضَلُ الْقَوْمِ [1] .
وَعَنْ شَرِيكٍ قَالَ: لَوْ أَدْرَكْتُ عَلِيًّا لَقَاتَلْتُ مَعَهُ.
وَقَالَ مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ: سَمِعْتُ شَرِيكًا فِي مَجْلِسِ الْوَزِيرِ أَبِي عُبَيْدِ اللَّهِ، وَفِيهِ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِبٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْن مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيُّ، وَابْنُ أَبِي مُوسَى، وَالأَشْرَافُ، فَتَذَاكَرُوا النَّبِيذَ، فَرَخَّصَ مُرَخِّصٌ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ فِيهِ، وَشَدَّدَ الْبَاقُونَ، فَقَالَ شَرِيكٌ: ثَنَا أَبُو إِسْحَاق، عَنْ عُمَرو بْن مَيْمُونٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ: إنّا لنأكل لحوم هذه الإِبِلِ وَلَيْسَ نُقَطِّعُهَا فِي بُطُونِنَا إِلا بِهَذَا النَّبِيذِ الشَّدِيدِ.
فَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ: مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ، إِنْ هَذَا إلّا اختلاف.
فَقَالَ: أَجَلْ، شَغَلَكَ الْجُلُوسُ عَلَى الطَّنَافِسِ فِي صُدُورِ الْمَجَالِسِ عَنِ اسْتِمَاعِ هَذَا وَأَمْثَالِهِ.
فَلَمْ يُجِبْهُ الْحَسَنُ، وَأَسْكَتَ الْقَومَ. فَتَحَدَّثُوا بَعْدُ فِي النَّبِيذِ، وَشَرِيكٌ سَاكِتٌ. فَقَالَ لَهُ الْوَزِيرُ: حَدِّثْنَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بِمَا عِنْدَكَ. فَقَالَ: كَلا. الْحَدِيثُ أَعَزُّ عَلَى أَهْلِهِ مِنْ أَنْ يُعَرَّضَ لِلتَّكْذِيبِ [2] .
فَقَالَ بَعْضُهُمْ: شَرِبَهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ. فَقَالَ قَائِلٌ: بَلَغَنَا أَنَّ سُفْيَانَ تَرَكَهُ.
فَقَالَ شَرِيكٌ: أَنَا رَأَيْتُهُ يَشْرَبُ فِي بَيْتِ خَيْرِ أَهْلِ الْكُوفَةِ فِي زَمَانِهِ، مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ [3] .
قَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أورع في علمه من شريك [4] .
[1] انظر: أخبار القضاة لوكيع 3/ 163، والكامل في ضعفاء الرجال 4/ 1325.
[2]
إلى هنا في أخبار القضاة لوكيع 3/ 156، 157، تاريخ بغداد 9/ 294.
[3]
الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1326.
[4]
الجرح والتعديل 4/ 366.
وَجَرَى بِحَضْرَةِ عِيسَى بْنِ يُونُسَ فِي الْمُذَاكَرَةِ: مَنْ رَجُلُ الأُمَّةِ؟ فَقَالَ: رَجُلُ الأُمَّةِ شَرِيكٌ [1] .
قَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: دَعَا الْمَنْصُورُ شَرِيكًا فَقَالَ: إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُوَلِّيَكَ قَضَاءَ الْكُوفَةِ.
فَقَالَ: اعْفِنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ.
قَالَ: لَسْتُ أُعْفِيكَ.
قَالَ: فَأَنْصَرِفُ يَوْمِي هَذَا وَأَعُودُ، فَيَرَى أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ رَأْيَهُ.
قَالَ: تُرِيدُ أَنْ تَتَغَيَّبَ، وَلَئِنْ فَعَلْتَ لَأُقْدِمَنَّ عَلَى خَمْسِينَ مِنْ قَوْمِكَ بِمَا تَكْرَهُ.
فَوَلاهُ الْقَضَاءَ، فَبَقِيَ إِلَى أَيَّامِ الْمَهْدِيِّ، فَأَقَرَّهُ الْمَهْدِيُّ، ثُمَّ عَزَلَهُ [2] .
قَالَ: وَكَانَ شَرِيكٌ مَأْمُونًا، ثِقَةً، كَثِيرَ الْحَدِيثِ، أُنْكِرَ عَلَيْهِ الْغَلَطُ وَالْخَطَأُ.
قَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: وَمَنْ يُفْلِتُ مِنَ الْخَطَأِ وَالتَّصْحِيفِ. رُبَّمَا رَأَيْتُ شَرِيكًا يخطئ ويصحّف حتّى أستحي.
وقال يحيى القطّان: أَمْلَى عَلِيَّ شَرِيكٌ فَإِذَا هُوَ لا يَدْرِي [3] .
يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ: ثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ مَنْصُورٍ، نَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ أَبِي حَنِيفَةَ قَالَ: قُلْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ: أَمَا تَرَى كَثْرَةَ قَوْلِ النَّاسِ فِي شَرِيكٍ؟
يَعْنِي فِي حَمْدِهِ مَعَ كَثْرَةِ خَطَأِهِ وَخَطَلِهِ.
قَالَ: اسْكُتْ وَيْلَكَ، أَهْلُ الْكُوفَةِ كُلُّهُمْ مَعَهُ. يَتَعَصَّبُ لِلْعَرَبِ فَهُمْ مَعَهُ، وَيَتَشَيَّعُ لِهَؤُلاءِ الْمَوَالِي الْحَمْقَى، فَهُمْ مَعَهُ [4] .
قَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: مَا رَأَيْتُ فِي أَصْحَابِنَا أَشَدَّ تَقَشُّفًا مِنْ شَرِيكٍ. وَرُبَّمَا رَأَيْتُهُ يَأْخُذُ شَاتَهُ يَذْهَبُ بِهَا إِلَى التَّيَّاسِ، وربّما حزرت ثوبيه قبل أن يلي القضاء
[1] الجرح والتعديل 4/ 366، وسيأتي بأطول مما هنا.
[2]
طبقات ابن سعد 6/ 379.
[3]
الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 193، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1322.
[4]
أخبار القضاة لوكيع 3/ 166.
بِعَشَرَةِ دَرَاهِمَ. وَرُبَّمَا دَخَلْتُ بَيْتَهُ، فَإِذَا لَيْسَ فِيهِ إِلا شَاةٌ يَحْلِبُهَا وَمُطَهِّرَةٌ، وَبَارِيَةٌ [1] ، وَجَرَّةٌ، فربّما بلّ الخبز في المطهّرة فيلي إِلَيَّ كُتُبَهُ فَيَقُولُ: اكْتُبْ حَدِيثَ جَدَلٍ وَقِفْ [إِذَا] أَرَدْتَ.
قَالَ يَعْقُوبُ: وَحَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَ شَرِيكٌ يَوْمًا بِهَذَا الْحَدِيثِ: «وُضِعْتُ فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَتِ الأُمَّةُ فِي كِفَّةٍ» . فَقَالَ رَجُلٌ لِشَرِيكٍ: فَأَيْنَ كَانَ عَلِيٌّ عليه السلام؟
قَالَ: كَانَ مَعَ النَّاسِ فِي الْكِفَّةِ الأُخْرَى.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيُّ [2] : سَمِعْتُ بَعْضَ الْكُوفِيِّينَ يَقُولُ: قَالَ شَرِيكٌ: قَدِمَ عَلَيْنَا سَالِمٌ الأَفْطَسُ، فَأَتَيْتُهُ وَمَعِيَ قِرْطَاسٌ فِيهِ مِائَةُ حَدِيثٍ، فَسَأَلْتُهُ، فَحَدَّثَنِي بِهَا، وَسُفْيَانُ يَسْمَعُ. فَلَمَّا فَرَغْتُ قَالَ لِي سُفْيَانُ: أَرِنِي قِرْطَاسَكَ.
فَأَعْطَيْتُهُ، فَخَرَّقَهُ. فَرَجَعْتُ إِلَى مَنْزِلِي وَاسْتَلْقَيْتُ عَلَى قَفَايَ فَحَفِظْتُ مِنْهَا سَبْعَةً وَتِسْعِينَ، وَحَفِظَهَا سُفْيَانُ كُلُّهَا.
ابْنُ عَدِيٍّ [3] : نَا أَبُو الْعَلاءِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ الدُّولابِيُّ، نَا نَصْرُ بْنُ الْمُجَدَّرِ قَالَ: كُنْتُ شَاهِدًا حَيْثُ أُدْخِلَ شَرِيكٌ وَمَعَهُ أَبُو أُمَيَّةَ. وَكَانَ أَبُو أُمَيَّةَ رَفَعَ إِلَى الْمَهْدِيِّ أَنَّ شَرِيكًا حَدَّثَهُ عَنِ الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ ثَوْبَانَ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«اسْتَقِيمُوا لِقُرَيْشٍ مَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ، فَإِذَا زَاغُوا عَنِ الْحَقِّ فَضَعُوا سُيُوفَكُمْ عَلَى عَوَاتِقِكُمْ، ثُمَّ أَبِيدُوا خَضْرَاءَهُمْ» . فَقَالَ الْمَهْدِيُّ: أَنْتَ حَدَّثْتَ بِهَذَا؟
فَقَالَ: لا.
فَقَالَ أَبُو أُمَيَّةَ: عَلَيَّ الْمَشْيُ إِلَى بَيْتِ اللَّهِ وَكُلُّ مَالِيَ صَدَقَةٌ إِنْ لَمْ يَكُنْ حدّثني.
[1] البارية: الحصيرة.
[2]
قول العجليّ هذا ليس في (تاريخ الثقات) ، وهو في (تهذيب الكمال 12/ 470) عنه.
[3]
في الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1337، 1338.
فَقَالَ شَرِيكٌ: عَلَيَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُ حَدَّثْتُهُ.
فَكَأَنَّ الْمَهْدِيَّ رَضِيَ، فَقَالَ أَبُو أُمَيَّةَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عِنْدَكَ أَدْهَى الْعَرَبِ، إنّما يعني مثل الّذي عليّ بن الثِّيَابِ. قُلْ لَهُ يَحْلِفُ كَمَا حَلَفْتُ.
فَقَالَ: احْلِفْ.
قَالَ شَرِيكٌ: قَدْ حَدَّثْتُهُ.
فَقَالَ: وَيْلِي عَلَيَّ شَارِبَ الْخَمْرِ، يَعْنِي الأَعْمَشَ، وَذَاكَ أَنَّهُ كَانَ يَشْرَبُ الْمُنَصَّفَ، وَلَوْ عَلِمْتُ مَوْضِعَ قَبْرِهِ أَحْرَقْتُهُ.
قَالَ شَرِيكٌ: لَمْ يَكُنْ يَهُودِيًّا، كَانَ رَجُلا صَالِحًا.
قَالَ: بَلْ زِنْدِيقٌ.
قَالَ: لِلزِّنْدِيقِ عَلامَاتٌ بِتَرْكِهِ الْجَمَاعَاتِ، وَجُلُوسِهِ مَعَ الْقِيَانِ، وَشُرْبِهِ الْخَمْرِ.
فَقَالَ: وَاللَّهِ لأَقْتُلَنَّكَ.
قَالَ: ابْتَلاكَ اللَّهُ بمهجتي [1] .
قال: أخرجوه.
فأخرج، فجعل الجرس يُشَقِّقُونَ ثِيَابَهُ وَخَرَّقُوا قَلَنْسُوَتَهُ.
قَالَ نَصْرٌ: فَقُلْتُ لَهُمْ: أَبُو عَبْدِ اللَّهِ.
قَالَ الْمَهْدِيُّ: دَعْهُمْ [2] .
أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَلِيمٍ الأَوْدِيُّ: أَنَا أَبِي قَالَ: كَانَ شَرِيكٌ الْقَاضِي لا يَجْلِسُ لِلْحُكْمِ حَتَّى يَتَغَدَّى وَيَشْرَبَ أَرْبَعَةَ أَرْطَالٍ نَبِيذًا، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُخْرِجُ رُقْعَةً، فَيَنْظُرَ فِيهَا ثُمَّ يَدْعُو بِالْخُصُومِ. وَقِيلَ لابْنِهِ عَنِ الرُّقْعَةِ، فَأَخْرَجَهَا إِلَيْنَا فَإِذَا فِيهَا: يَا شَرِيكٌ، اذْكُرِ الصِّرَاطَ وَحِدَّتَهُ، يَا شَرِيكٌ، اذْكُرِ الْمَوْقِفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ تَعَالَى [3] .
قِيلَ إِنَّ شَرِيكًا دخل على المهديّ فقال: لا بدّ من ثلاث: إمّا أن تلي
[1] في الكامل 4/ 1338 (بمهجتها) .
[2]
وفي الكامل زيادة: «أردت أن تقرب مني ما ازددت منّي إلّا بعدا» .
[3]
تاريخ بغداد 9/ 293، 294.
الْقَضَاءَ، أَوْ أَنْ تُؤَدِّبَ وَلَدَيَّ وَتُحَدِّثَهُمْ، أَوْ أَنْ تَأْكُلَ عِنْدِي أَكْلَةً. فَفَكَّرَ سَاعَةً فَقَالَ: الأَكْلَةُ أَخَفُّ عَلِيَّ.
فَأَمَرَ الْمَهْدِيُّ بِعَمَلِ أَلْوَانٍ مِنَ الْمُخِّ الْمَعْقُودِ بِالسُّكَّرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَأَكَلَ.
فَقَالَ الطَّبَّاخُ: لَيْسَ يُفْلِحُ بَعْدَهَا.
قَالَ: فَحَدَّثَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ، وَعَلَّمَهُمُ الْعِلْمَ، وَوَلِيَ الْقَضَاءَ.
وَلَقَدْ كُتِبَ لَهُ بِرِزْقِهِ عَلَى الصَّيْرَفِيِّ فَضَايَقَهُ فِي النَّقْدِ فَقَالَ: إِنَّكَ لَمْ تَبِعْ بِهِ بَزًّا.
فَقَالَ شَرِيكٌ: بَلْ وَاللَّهِ، بِعْتُ بِهِ دِينِي.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْجُنَيْدِ: سَمِعْتُ أَبَا تَوْبَةَ يَقُولُ: كُنَّا بِالرَّمْلَةِ فَقَالُوا:
مَنْ رَجُلُ الأُمَّةِ.
فَقَالَ قَوْمٌ: ابْنُ لَهِيعَةَ.
وَقَالَ قَوْمٌ: مَالِكٌ.
وَقَالَ عِيسَى بْنُ يُونُسَ: شَرِيكٌ [1] .
قَالَ مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ: قَالَ رَجُلٌ لِشَرِيكٍ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: أَجِدُنِي شَاكِيًا غَيْرَ شَاكِي اللَّهَ [2] .
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرٍ: نَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْخٍ قَالَ: قَالَ شَرِيكٌ لِبَعْضِ إِخْوَانِهِ: أُكْرِهْتُ عَلَى الْقَضَاءِ.
قَالَ: أَفَأُكْرِهْتُ عَلَى أَخْذِ الرِّزْقِ [3] ؟
قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْخٍ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كَانَ شَرِيكٌ عَلَى قَضَاءِ الْكُوفَةِ، فَخَرَجَ يَتَلَقَّى الْخَيْزُرَانَ، فَبَلَغَ شَاهِيَ [4] ، وَأَبْطَأَتْ، فَانْتَظَرَهَا ثَلاثًا، وَيَبُسَ خُبْزُهُ، فَجَعَلَ يَبُلُّهُ بِالْمَاءِ وَيَأْكُلُهُ. فَقَالَ الْعَلاءُ بْنُ الْمِنْهَالِ:
فَإِنْ كَانَ الَّذِي قَدْ قُلْتَ حقّا
…
بأن قد أكرهوك على القضاء
[1] الجرح والتعديل 4/ 366.
[2]
التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 251، 252، أخبار القضاء لوكيع 3/ 154.
[3]
تاريخ بغداد 9/ 285.
[4]
شاهي: قرية بقرب القادسيّة.
فَمَا لَكَ مُوضِعٌ [1] فِي كُلِّ يَوْمٍ
…
تَلَقَّى مَنْ يَحُجُّ مِنَ النِّسَاءِ
مُقِيمٌ فِي قُرَى شَاهِي ثَلاثًا
…
بِلا زَادٍ سِوَى كِسَرٍ وَمَاءِ [2]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شَرِيكٍ: كَانَتْ أُمُّ شَرِيكٍ خُرَاسَانِيَّةً، فَرَآهَا أَعْرَابِيٌّ وَهِيَ عَلَى حِمَارٍ، وَشَرِيكٌ صَبِيٌّ بَيْنَ يَدَيْهَا فَقَالَ: إِنَّكِ لَتَحْمِلِينَ جَنْدَلَةً مِنَ الْجَنَادِلِ [3] .
قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْخٍ: قَالَ مُوسَى بْنُ عِيسَى الأَمِيرُ لِشَرِيكٍ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَزَلُوكَ عَنِ الْقَضَاءِ؟ مَا رَأَيْنَا قَاضِيًا عُزِلَ.
قَالَ: هُمُ الْمُلُوكُ يَعْزِلُونَ ويخلعون ولاة العهود [4] . يعرّض بأنّ أَبَاهُ عُزِلَ [5] .
وَلَقِيَ مَرَّةً عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيَّ فَقَالَ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَنَالُ مِنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ.
فَقَالَ شَرِيكٌ: وَاللَّهِ مَا أَتَنَقَّصُ الزُّبَيْرَ، فَكَيْفَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ [6] ؟
قَالَ ابْنُ أَبِي شَيْخٍ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: لَمَّا وُجِّهَ شَرِيكٌ إِلَى قَضَاءِ الأَهْوَازِ جَلَسَ فَجَعَلَ لا يَتَكَلَّمُ حَتَّى قَامَ وَهَرَبَ وَاخْتَفَى. يُقَالُ اخْتَفَى عِنْدَ الْوَالِي.
فَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ قَالَ: وَكُنْتُ عِنْدَ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ حِينَ بَلَغَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ: الْخَبِيثُ اسْتَصْغَرَ قَضَاءَ الأَهْوَازِ [7] .
الْبَغَوِيُّ فِي «الْجَعْدِيَّاتِ» : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ: حَدَّثَنِي حَمْدَانُ بْنُ الأَصْبَهَانِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ شَرِيكٍ، فَأَتَاهُ ابْنُ الْمَهْدِيِّ، فَاسْتَنَدَ وَسَأَلَ عَنْ حَدِيثٍ، فَلَمْ يَلْتَفِتْ شَرِيكٌ. فَأَعَادَ، فَعَادَ، فقال: كأنّك تستخفّ بأولاد الخلفاء؟
[1] في تاريخ بغداد «موضعا» .
[2]
أخبار القضاة لوكيع 3/ 152، تاريخ بغداد 9/ 295.
[3]
أخبار القضاة لوكيع 3/ 154.
[4]
تاريخ الثقات للعجلي 219، تاريخ بغداد 9/ 292، 293.
[5]
الخبر في: أخبار القضاة لوكيع 3/ 161.
[6]
تاريخ بغداد 9/ 287.
[7]
أخبار القضاة لوكيع 3/ 153.
قَالَ: لا، وَلَكِنَّ الْعِلْمَ أَزْيَنُ عِنْدَ أَهْلِهِ مِنْ أَنْ يُضَيِّعُوهُ.
قَالَ: فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ شَرِيكٌ: هَكَذَا يُطْلَبُ الْعِلْمُ [1] .
عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ قَالَ: أَثَرٌ فِيهِ بَعْضُ الضَّعْفِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ (
…
) [2] عَفَّانَ.
قَالَ: وَكَانَ شَرِيكٌ يَخْضِبُ بِالْحُمْرَةِ.
وَلِشَرِيكٍ مَنَاقِبُ جَمَّةٌ، وَلَسْنَا نَرَى فِيهِ الْعِصْمَةَ. وَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّهُ قَالَ: مَا وُلِّيتُ الْقَضَاءَ حَتَّى حَلَّتْ لِيَ الْمَيْتَةُ.
قَالَ الْعُقَيْلِيُّ [3] : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَنْسِيُّ: نَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ:
ثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ قَالَ: جَاءَ عَتَّابٌ وَآخَرُ إِلَى شَرِيكٍ، فَقَالَ عَتَّابٌ: النَّاسُ يَقُولُونَ إِنَّكَ شَاكٌّ؟
فَقَالَ: يَا أَحْمَقُ، كَيْفَ أَكُونُ شَاكًّا، لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ فَخَضَّبْتُ يَدَيَّ بِسَيْفِي مِنْ دِمَائِهِمْ.
قُلْتُ: كَانَ فِي شَرِيكٍ يَسِيرُ تَشَيُّعٍ مَعَ ثَنَائِهِ عَلَى عُثْمَانَ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعَنْسِيُّ: وَثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ، نَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: ذَكَرَ قَوْمٌ مُعَاوِيَةَ عِنْدَ شَرِيكٍ فَنَعَتُوهُ بِالْحِلْمِ فَقَالَ: لَيْسَ بِحَلِيمٍ مَنْ سَفَّهَ الْحَقَّ وَقَاتَلَ عَلِيًّا [4] .
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ: وَنَا الْحَسَنُ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ يَقُولُ: شَهِدَ ابْنُ إِدْرِيسَ بِشَهَادَةٍ عِنْدَ شَرِيكٍ، أَوْ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ فِي شَيْءٍ، فَأَمَرَ بِهِ، فَأُقِيمَ وَدَفَعَ فِي قَفَاهُ، وَقَالَ شَرِيكٌ: مِنْ أَهْلِ بَيْتِ حُمْقٍ مَا عَلِمْتُ [5] .
قُلْتُ: هَذَا لَمَّا كَانَ ابْنُ إِدْرِيسَ، شَابًّا، ثُمَّ إِنَّهُ طَالَ عُمْرُهُ وَسَادَ أَهْلَ الْكُوفَةِ.
وَكَانَتْ فِي شَرِيكٍ قُوَّةُ نَفْسٍ، فَعَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ شَرِيكٍ،
[1] أخبار القضاة لوكيع 3/ 161.
[2]
هنا بياض في الأصل، ولعلّه:«من حديث عفّان» .
[3]
في الضعفاء الكبير 2/ 194.
[4]
الضعفاء الكبير للعقيليّ 2/ 194.
[5]
الضعفاء الكبير 2/ 194 وفيه: «من أهل شيعتي ما علمت» .
فَظَهَرَ مِنْهُ جَفَاءٌ لِلْمُحَدِّثِينَ انْتَهَرَ بَعْضَهُمْ، فَقَالَ لَهُ شَيْخٌ إِلَى جَنْبِهِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ لَوْ رَفَقْتَ بِهِمْ.
قَالَ شَرِيكٌ: النُّبْلُ عَوْنٌ عَلَى الدِّينِ [1] .
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: كَانَ شَرِيكٌ لا يُبَالِي كَيْفَ حَدَّثَ، حَسَنُ بْنُ صَالِحٍ أَثْبتُ مِنْهُ.
قَالَ أَبُو نُعَيْمٍ، وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ [2]، وَغَيْرُهُمَا: مَاتَ شَرِيكٌ سَنَةَ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ.
قُلْتُ: مَاتَ فِي أَوَّلِ ذِي الْقِعْدَةِ. وَقَدْ وَقَعَ لِي مِنْ عَوَالِيهِ، رحمه الله.
132-
شُعَيْبُ بْنُ رزيق المقدسيّ [3]- ت. - أبو شيبة.
عَنِ: الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَعُثْمَانَ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ، وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ، وَغَيْرِهِمْ.
وَعَنْهُ: آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ النَّيْسَابُورِيُّ، وَبِشْرُ بْنُ عُمَرَ الزَّهْرَانِيُّ، وَجَمَاعَةٌ.
قال دحيم: لا بأس به. [4] وقال الدّار الدّارقطنيّ: ثقة [5] .
[1] الضعفاء الكبير 2/ 195، أخبار القضاة لوكيع 3/ 155، وفيه:«الساعون علي الدّين» .
[2]
في العلل ومعرفة الرجال 3/ رقم 6150.
[3]
انظر عن (شعيب بن رزيق المقدسيّ) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 217 رقم 2557، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 53، وطبقات خليفة 317 وفيه (زريق) بتقديم الزاي، وهو تحريف، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 2، والجرح والتعديل 4/ 346 رقم 1510، والثقات لابن حبّان 8/ 308، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 272 أ، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 323، 324، وفيه (زريق) وهو تحريف، وتهذيب الكمال 12/ 524، 525 رقم 2751، والكاشف 2/ 12 رقم 2311، وميزان الاعتدال 2/ 276 رقم 3717 وتهذيب التهذيب 4/ 353 رقم 592، وتقريب التهذيب 1/ 352 رقم 78 وفيه (زريق) وهو تحريف، وخلاصة تذهيب التهذيب 166، 167.
[4]
الجرح والتعديل 4/ 346.
[5]
تهذيب تاريخ دمشق 6/ 324.
وَقَدْ فَرَّقَ الْبُخَارِيُّ [1] بَيْنَهُ [2] وَبَيْنَ:
133-
شُعَيْبُ بْنُ رُزَيْقٍ الطَّائِفِيُّ الثَّقَفِيُّ [3] .
فَالطَّائِفِيُّ يَرْوِي عَنِ: الْحَكَمِ بْنِ حَزْنٍ الْكُلَفِيِّ الصَّحَابِيِّ.
رَوَى عَنْهُ: شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [4] : صَالِحٌ.
قُلْتُ: هُوَ أَقْدَمُ مِنَ الَّذِي قَبْلَهُ [5] . مَا هُوَ هو.
134-
شعيب بن صفوان الثّقفي [6]- م. ن. -
[1] في تاريخه الكبير 4/ 217 رقم 2557 و 2558.
[2]
ذكره ابن حبّان في الثقات وقال: «لم ير أحدا من الصحابة، روايته عنهم كلّها مدلّسة، وروى عنه آدم بن أبي إياس، يعتبر حديثه من غير روايته عن عطاء الخراساني» . (8/ 308) .
[3]
انظر عن (شعيب بن رزيق الطائفي) في:
تاريخ الدارميّ، رقم 411، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 217 رقم 2558، والجرح والتعديل 4/ 345، 346 رقم 1509، والثقات لابن حبّان 4/ 355، وتهذيب الكمال 12/ 523 رقم 2750، وتحفة الأشراف للمزي 3/ 70 وفيه (زريق) وهو تحريف، والكاشف 2/ 12 رقم 2310، وميزان الاعتدال 2/ 276 رقم 3718، وتهذيب التهذيب 4/ 352 رقم 591، وتقريب التهذيب 1/ 352 رقم 79 وفيه (زريق) وهو تحريف، وخلاصة تذهيب التهذيب 166.
وقد أضاف الدكتور بشار عوّاد معروف إلى مصادر ترجمته (طبقات خليفة- ص 317) (انظر:
تهذيب الكمال 12/ 523 الحاشية رقم 2) وهذا خطأ، لأن المذكور في طبقات خليفة ليس الطائفي، بل هو المقدسي الّذي قبله، بدليل أن خليفة ذكره في أول الطبقة السادسة من الشاميّين، فليراجع.
[4]
في الجرح والتعديل 4/ 346.
[5]
ذكره ابن حبّان في الثقات 4/ 355 في أول طبقة التابعين، وسيأتي له حديث في ترجمة «شهاب بن خراش» رقم (135) .
[6]
انظر عن (شعيب بن صفوان) في:
سؤالات ابن طهمان لابن معين، رقم 284 و 368، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 223، 224 رقم 2586، والتاريخ الصغير له 196، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 120، وأنساب الأشراف للبلاذري 4/ 24، 436، 437، وأخبار القضاة لوكيع 3/ 38، 46، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 165، والجرح والتعديل 4/ 348 رقم 1522، والثقات لابن حبّان 6/ 440، ومشاهير علماء الأمصار له 175 رقم 1358، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1319، 1320، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 304 رقم 656، وتاريخ بغداد 9/ 238، 239 رقم 4813، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 211 رقم 790، وتهذيب الكمال
أبو يحيى.
عَنْ: أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَعَنْ: عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، وَعَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، وَحُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، وَعِدَّةٍ.
وَعَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَزَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنُ صُبَيْحٍ الْوَاسِطِيُّ، وَأَبُو إِبْرَاهِيمَ التَّرْجُمَانِيُّ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، وَأَبُو حَسَّانَ الزِّيَادِيُّ، وَغَيْرُهُمْ.
وَكَانَ فِي صَحَابَةِ الْمَنْصُورِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : يُكْتَبُ حَدِيثُهُ، وَلا يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ: لا بَأْسَ بِهِ [2] .
وَأَمَّا ابْنُ عَدِيٍّ فَقَالَ [3] : عَامَّةُ حَدِيثِهِ لا يُتَابَعُ عَلَيْهِ [4] .
135-
شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ الْوَاسِطِيُّ [5]- د. -
[12] / 528- 531 رقم 2753، والكاشف 2/ 12 رقم 2313، والمغني في الضعفاء 1/ 299 رقم 2779، وميزان الاعتدال 2/ 276 رقم 3720، وتهذيب التهذيب 4/ 353، 354 رقم 594، وتقريب التهذيب 1/ 352 رقم 81، وخلاصة تذهيب التهذيب 167.
[1]
في الجرح والتعديل 4/ 348.
[2]
تاريخ بغداد 9/ 239، وزاد:«وهو صحيح الحديث» .
[3]
في الكامل 4/ 1320.
[4]
وقال ابن معين: «لا شيء» . (الجرح والتعديل 4/ 348) و «ليس بشيء» . (تاريخ بغداد 9/ 238) وذكره ابن حبّان في «الثقات» وقال: «يخطئ» . وفي المشاهير قال: «كان يهم ويخالف» .
[5]
انظر عن (شهاب بن خراش) في:
التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 259، والتاريخ للدارمي، رقم 413، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 236 رقم 2642، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 56، وتاريخ الثقات للعجلي 223 رقم 677، والمعرفة والتاريخ للفسوي 3/ 325، وتاريخ واسط لبحشل 109، 117، وتاريخ الطبري 4/ 190، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 11، والجرح والتعديل 4/ 362 رقم 1586، وتقدمة المعرفة 273، 274، والمجروحين لابن حبّان 1/ 362، والكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 4/ 1350، وتاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 170 رقم 532، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 287 ب، والإكمال لابن ماكولا 3/ 105، وتاريخ جرجان للسهمي 281، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 344، وتهذيب الكمال 12/ 568- 572 رقم 2776، والكاشف 2/ 14 رقم 2333، والمغني في الضعفاء 1/ 301 رقم 2798، وميزان الاعتدال
هو أبو الصّلت ابْنُ أَخِي الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ.
سَكَنَ الرَّمْلَةَ، وَرَوَى عَنْ: قَتَادَةَ، وَمُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْجُمَحِيِّ، ومنصور، وَعَمْرُو بْنُ مُرَّةَ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ، وعدة.
وعنه: عبد الرحمن بن مهدي، وسعيد بن منصور، وسويد بن سعيد، وهشام بن عمار، ويزيد بن موهب الرملي، وقتيبة بن سعيد، وعبد الجبار بن عاصم، وأبو توبة الحلبي، وعلي بن حجر، وعدة.
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ، وَأَبُو يَعْلَى قَالا: نَا الحكم بن موسى، نا شهاب بن خراش، عن شعيب بن زريق الطَّائِفِيُّ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: حَدَّثَنِي شُعَيْبٌ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ الْحَكَمُ بْنُ حَزْنٍ فَقَالَ: قَدِمْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَابِعَ.
سَبْعَةٍ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَيْنَاكَ لِتَدْعُوَ لَنَا بِخَيْرٍ.
فدعا لنا. قال: وشهدنا الجمعة، فقام صلى الله عليه وسلم مُتَوَكِّئًا عَلَى قَوْسٍ أَوْ عَصًا..
الْحَدِيثَ [1] .
شِهَابٌ وَثَّقَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ [2] ، وجماعة.
وقال عبد الرحمن بن مهديّ: لَمْ أَرَ أَحَدًا أَحَسَنَ وَصْفًا لِلسُّنَّةِ مِنْهُ [3] .
[2] / 281، 282 رقم 3750، وسير أعلام النبلاء 8/ 252- 255 رقم 75، وتهذيب التهذيب 4/ 366، 367، رقم 620، وتقريب التهذيب 1/ 355 رقم 107، وخلاصة تذهيب التهذيب 167.
[1]
أخرجه أحمد في المسند 4/ 212 عن الحكم بن موسى، حدّثنا شهاب بن خراش، حدّثني شعيب بن رزيق الطائفي قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ الحكم بن حزن الكلفي- وله صحبة مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فأنشأ يحدّثنا قال: قدِمَتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سابع سبعة أو تاسع تسعة قال:
فأذن لنا فدخلنا فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَيْنَاكَ لِتَدْعُوَ لَنَا بخير، قال: فدعا لنا بخير، وأمر بنا فأنزلنا وأمر لنا بشيء من تمر، والشأن إذا ذاك دون. قال: فلبثنا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أياما شهدنا فيها الْجُمُعَةَ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم متوكئا على قوس أو قال: على عصا، فحمد الله وأثنى عليه كلمات خفيفات طيبات مباركات ثم قال:«يا أيها الناس إنكم لن تفعلوا ولن تطيقوا كل ما أمرتكم به ولكن سدّدوا وأبشروا» .
وأخرجه ابن عساكر في «تهذيب تاريخ دمشق» 4/ 344، وانظر: تحفة الأشراف للمزي 3/ 70 رقم (3419) .
[2]
تقدمة المعرفة 273، والجرح والتعديل 4/ 362.
[3]
تهذيب الكمال 12/ 571.
وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ: ثِقَةٌ، صَاحِبُ سَنَّةٍ [1] .
وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ [2] : لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ.
وَقَالَ ابْنُ حِبَّانَ [3] : يُخْطِئُ كَثِيرًا.
وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ [4] : أَحَادِيثُهُ كَثِيرَةٌ وَفِي بَعْضِهَا مَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ، وَلا أَعْرِفُ لِلْمُتَقَدِّمِينَ فِيهِ كَلامًا، يَعْنِي بِالنَّاسِ، وَإِلا فَقَدْ وَثَّقَهُ عِدَّةٌ.
وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ: ثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ: لَقِيتُهُ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَةٍ، فَقَالَ لِي: إِنْ لَمْ تَكُنْ قَدَرِيًّا وَلا مُرْجِئًا حَدَّثْتُكَ [5] .
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [6] : صَدُوقٌ لَا بَأْسَ بِهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سعيد الخزيميّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ: سَمِعْتُ شِهَابَ بْنَ خِرَاشٍ يَقُولُ: أَرَادَ الْقَدَرِيَّةُ أَنْ يَصِفُوا اللَّهَ بِعَدْلِهِ فَأَخْرَجُوهُ مِنْ فَضْلِهِ [7] .
136-
شِهَابُ بْنُ شُرْنُفَةَ المجاشعيّ البصريّ [8] .
[1] هذا القول هو للعجلي في «تاريخ الثقات» 223 رقم 675 وليس لأبي زرعة الّذي قال: «لا بأس به» . (الجرح والتعديل 4/ 362) ، ومن الواضح أن المؤلّف- رحمه الله ينقل عن المذي في تهذيب الكمال 12/ 571 وهو أخطأ في ذلك. وتابعهما في ذلك ابن حجر في «التهذيب» 4/ 367.
[2]
في تاريخ الدارميّ عنه، رقم 413، وفي الجرح والتعديل 4/ 362، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 344.
[3]
في المجروحين 1/ 362، وعبارته:«كان رجلا صالحا، وكان ممن يخطئ كثيرا حتى خرج عن حدّ الاحتجاج به إلا عند الاعتبار» .
[4]
في الكامل 4/ 1350.
[5]
تهذيب تاريخ دمشق 6/ 344 وزاد: «فقلت له: ما في هذين شيء» .
[6]
في الجرح والتعديل 4/ 362.
[7]
تهذيب تاريخ دمشق 6/ 344.
[8]
انظر عن (شهاب بن شرنفة) في:
التاريخ لابن معين برواية الدوري 2/ 260، وفيه (شرنقة) بالقاف، وهو تحريف، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابن عبد الله 3/ رقم 3959، والتاريخ الكبير للبخاريّ 4/ 236 رقم 2641، وتاريخ الطبري 6/ 569، والجرح والتعديل 4/ 362 رقم 1587، والثقات لابن حبّان 6/ 443، والمشتبه في أسماء الرجال 2/ 394، وميزان الاعتدال 2/ 282 رقم 3751، والوافي بالوفيات 16/ 188 رقم 219، وغاية النهاية 1/ 328، 329 رقم 1432، ولسان الميزان
أَحَدُ الْقُرَّاءِ الْكِبَارِ.
قَرَأَ عَلَى: هَارُونَ بْنِ مُوسَى الأَعْوَرِ، وَالْمُعَلَّى بْنِ عِيسَى.
وَيُقَالُ إِنَّهُ قَرَأَ عَلَى: أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ، وَهَذَا بَعِيدٌ وَلَكِنَّهُ مُمْكِنٌ وَقَدْ حَدَّثَ عَنِ: الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ، وَغَيْرِهِ.
رَوَى عَنْهُ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، وَعَفَّانُ، وَمُسْلِمٌ، وَعَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ اللاحِقِيُّ.
وَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ: سَلامٌ الطَّوِيلُ، وَمُسْلِمَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَارِبٍ، وَسَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الأَخْفَشُ، وَيَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ.
عَرَضَ عَلَيْهِ يَعْقُوبُ خَتْمَةً فِي خَمْسَةِ أَيَّامٍ.
وَكَانَ مِنْ سَادَةِ الْقُرَّاءِ الْعُبَّادِ.
قَالَ أَبُو حَاتِمٍ [1] : رَوَى عَنِ الْحَسَنِ، وَكَانَ شَيْخَ صِدْقٍ [2] .
137-
شَيْطَانُ الطَّاقِ [3] .
هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي طَرِيفَةَ الْبَجَلِيُّ.
أَبُو جَعْفَرٍ الْكُوفِيُّ الْمُتَكَلِّمُ الْمُعْتَزِلِيُّ الشِّيعِيُّ الْمُبْتَدِعُ. وَالرَّافِضَةُ تَنْتَحِلُهُ تُسَمِّيهِ مُؤْمِنُ الطَّاقِ.
كَانَ صَيْرفِيًّا بِالْكُوفَةِ بِطَاقِ الْمَحَامِلِ. اخْتَلَفَ هُوَ وَصَيْرَفِيٌّ فِي نَقْدِ دِرْهَمٍ، فَغَلَبَهُ هَذَا وَقَالَ: أَنَا شَيْطَانُ الطّاق، فلزمته.
[3] / 155 رقم 552.
و «شرنفة» : بضم الشين المعجمة، وسكون الراء، وضم النون وفتحها. (غاية النهاية) .
[1]
في الجرح والتعديل 4/ 362.
[2]
وقال أحمد: روى عنه ابن المبارك. (العلل ومعرفة الرجال 3/ رقم 3959) .
وذكره ابن حبّان في «الثقات» .
[3]
انظر عن (شيطان الطاق) في:
عيون الأخبار للدينوري 2/ 203، والعقد الفريد 2/ 465 و 4/ 42، والأغاني 7/ 245 (في ترجمة السيد الحميري الشاعر) ، والفرق بين البغدادي 71 رقم 67، والفهرست لابن النديم 264، والإنتصار 6، 58، 177، ومقالات الإسلاميين 1/ 107، والتبصير 24.
وَقِيلَ إِنَّ هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ الرَّافِضِيَّ الْمُجَسِّمَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ مُؤْمِنِ الطَّاقِ وَقَدْ دَخَلَ مَسْجِدَ الْكُوفَةِ، وَقَعَدَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُرْجِئَةِ وَمَعَهُمْ سُفْيَانُ، وَأَبُو حَنِيفَةَ، وَقَدْ أَسْعَرَ النَّاسُ رَجُلٌ حَرُورِيٌّ بِحِجَاجِهِ، فَلَمَّا رَأَى أَبُو حَنِيفَةَ مُؤْمِنَ الطَّاقَ ضَحِكَ وَقَالَ: هَذَا رَأْسُ الشِّيعَةِ، فَهَلْ لَكَ أَنْ تَقُومَ إِلَيْهِ؟
قَالَ: نَعَمْ.
فَقَامَا، وَقَامَ مَعَهُمَا سُفْيَانُ، فَنَاظَرَهُمْ مُؤْمِنُ الطَّاقِ، فَقَالَ لَهُ أَبُو حَنِيفَةَ وَسُفْيَانُ: يَا أَبَا جَعْفَرٍ أَنْتَ لا يَقُومُ لَكَ مُنَاظِرٌ. وَقَالا: هَذَا شَيْطَانُ الطَّاقِ.
وَقِيلَ: إِنَّ لَهُ شِعْرًا كَثِيرًا وَتَصَانِيفَ.
قِيلَ لِبَشَّارٍ: مَا أَشْعَرَكَ! قَالَ: أَشْعَرَ مِنِّي مُؤْمِنُ الطَّاقِ فِي قَوْلِهِ، وَذَكَرَ لَهْ أَبْيَاتًا حَسَنَةً. فَقُلْتُ هَذَا مِنْ «تَارِيخِ ابْنِ [أَبِي] طَيٍّ الرَّافِضِيِّ» [1] .
وَقَالَ الْجَاحِظُ: أَخْبَرَنِي أَبُو إِسْحَاقَ النَّظَّامِ وَبِشْرُ بْنُ خَالِدٍ أنهما قَالا لِشَيْطَانِ الطَّاقِ: وَيْحَكَ، اتَّقَيْتَ اللَّهَ أَنْ تَقُولَ فِي كِتَابِ الإِمَامَةِ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَقُلْ قَطُّ فِي الْقُرْآنِ: ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما في الْغارِ 9: 40 [2] . فَضَحِكَ طَوِيلا حَتَّى كَأَنَّنَا نَحْنُ الَّذِينَ أَذْنَبْنَا.
قُلْتُ: إِنْ صَحَّتْ هَذِهِ الْحِكَايَةُ عَنْهُ دَلَّتْ على زندقته، قاتله الله.
[1] ابن أبي طي الرافضيّ هو: «يحيى بن حامد الحلبي» المعروف بابن أبي طيّ، وكان مؤرّخا من غلاة الشيعة، ولد سنة 575 وتوفي سنة 630 هـ. له عدّة مصنّفات في التاريخ والتراجم وغيره، ولكنّ جميع مؤلّفاته تعتبر مفقودة حتى الآن، وكنت قد نقلت عن بطاقة في فهارس دار الكتب المصرية أثناء دراستي في القاهرة في الستينات أسماء هذه الكتب المنسوبة له، وهي غير موجودة في الدار:«معادن الذهب في تاريخ الملوك والخلفاء وذوي الرتب» ، وهو في عدّة مجلّدات، و «ذيل معادن الذهب» وهو تتمّة للذي قبله، و «حوادث الزمان على حروف المعجم» ، في خمس مجلّدات، و «سلك النظام في تاريخ الشام» ، و «تراجم رجال الأدب والشعراء» ، و «أسماء رواة الشيعة ومصنّفيها» ، و «اشتقاق أسماء البلدان» ، (انظر كتابنا:
«دراسات في تاريخ الساحل الشامي، لبنان من الفتح الإسلامي حتى سقوط الدولة الأموية) - ص 18.
[2]
سورة التوبة، الآية 40.