الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[حرف الغين]
289-
غسان بن مُضَر الأزْديّ النَّمِريّ البصْريّ المكفوف [1] . - س. - عن: أبي سَلَمة سعيد بن يزيد ليس إلا.
وعنه: أحمد، وشباب، والفلاس، ومحمد بن المثنَّى، ونصر بن عليّ، وعدّة.
قال: أحمد [2] : ثقة، ثقة.
وقال: كان شيخًا عسِرًا.
وقال أبو حاتم [3] : لا بأس بِهِ، صالح الحديث [4] .
[1] انظر عن (غسّان بن مضر الأزدي) في:
العلل ومعرفة الرجال لأحمد 2/ 193 رقم 1979 و 2/ 543 رقم 3577 و 3/ 149 رقم 4659، والتاريخ الكبير 7/ 107 رقم 476، والتاريخ الصغير 201، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 108، والمعرفة والتاريخ 3/ 200 و 331، والجرح والتعديل 7/ 51 رقم 289، والثقات لابن حبّان 7/ 312، ومشاهير علماء الأمصار 159 رقم 1261، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 116، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1089، 1090، وميزان الاعتدال 3/ 335 رقم 6665، والكاشف 2/ 322 رقم 4495، وتهذيب التهذيب 8/ 247، 248 رقم 458، وتقريب التهذيب 2/ 105 رقم 17، وخلاصة تذهيب التهذيب 307 (وفيه غسان بن مطر الأزدي أبو مطر..) !.
[2]
في العلل ومعرفة الرجال 2/ 193 رقم 1979 و 3/ 149 رقم 4659، والجرح والتعديل 7/ 51.
[3]
في الجرح والتعديل 7/ 51.
[4]
ووثّقه ابن معين، وقال أبو زرعة: صدوق. ووثّقه ابن حبّان.
قيل: مات سنة أربعٍ وثمانين ومائة.
خرّج له (س)[1]«الصلاة في النّعلين» [2] .
[1] رمز للنسائي.
[2]
أخرج النسائي في سننه 2/ 74 كتاب القبلة، باب الصلاة في النعلين قال: أخبرنا عمرو بن علي، عن يزيد بن زريع وغسّان بن مضر قالا: حدّثنا أبو مسلمة واسمه سعيد بن يزيد- بصريّ ثقة- قال: سألت أنس بن مالك: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلّي في النعلين؟ قال:
نعم.
[حرف الفاء] 290- الفرج بن سعيد، أبو رَوْح المأربيّ [1] .
عن: عمّه ثابت، وعن خالد بن عَمْرو بن سعيد الأشدق.
وعنه: محبوب بن موسى الفرّا، والحُمَيْدِيّ، وغيرهما [2] .
291-
فَضَالَةُ بن حُصَين الضّبيّ، أبو معاوية [3] .
شيخ بصْريّ، له عن: حُمَيْد الطويل، ويزيد بن نَعَامة، ويونس بن عُبَيْد.
وعنه: نُعَيم بن حمّاد، ومحمد بن أبي بكر المقدّميّ، وإبراهيم بن موسى.
[1] انظر عن (الفرج بن سعيد المأربيّ) في:
الجرح والتعديل 7/ 86 رقم 484، والثقات لابن حبّان 9/ 13، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 192 أ، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1093، والكاشف 2/ 326 رقم 4514، وتهذيب التهذيب 8/ 260 رقم 484، وتقريب التهذيب 2/ 108 رقم 14، وخلاصة تذهيب التهذيب 308.
وفي الأصل «الفرج بن سعد» .
[2]
قال أبو زرعة: لا بأس به. وذكره ابن حبّان في الثقات.
[3]
انظر عن (فضالة بن حصين الضبّي) في:
التاريخ الكبير 7/ 125 رقم 562، والضعفاء الكبير للعقيليّ 3/ 455، 456 رقم 1510، والجرح والتعديل 7/ 78 رقم 441، والمجروحين لابن حبّان 2/ 205، 206، والثقات لابن حبّان 9/ 10، وفيه: فضالة بن حسين، وهو تحريف.، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2046، 2047 والمغني في الضعفاء 2/ 510 رقم 4905، وميزان الاعتدال 3/ 348 رقم 6707، ولسان الميزان 4/ 434، 435 رقم 1328.
قال أبو حاتم [1] : مضطَّرب الحديث، وكذا قال البخاريّ [2] .
292-
الفضل بن عثمان، أبو محمد المُراديّ الكوفيّ الصَّيرفيّ [3] .
عن: الزُّهْريّ، وأبي الزُّبَير.
وعنه: أبو كُرَيِب، ومحمد بن عُبَيْد المحاربيّ.
ما يكاد يعرف.
293-
فضيل بن سليمان النّميريّ [4]- ع. -
[1] في الجرح والتعديل 7/ 78.
[2]
في تاريخه الكبير 7/ 86.
وقال ابن حبّان في (المجروحين) : شيخ يروي عن محمد بن عمرو الّذي لم يتابع عليه وعن غيره من الثقات ما ليس من أحاديثهم.
روى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا وضعت الحلوى بين يدي أحدكم فليصب منها ولا يردّها» . وفي الأفراد لابن شاهين من طريقه، عن محمد بن عمرو بهذا السند حديث:«من أطعم أخاه لقمة حلوة لم يذق مرارة يوم القيامة» . وقد أورده المحبّ الطبري في أحكامه وقال: هذا غريب يتلقّى بالقبول ويعمل به، وما دري أنّ فضالة متّهم بالوضع، فإن ابن عديّ أخرج له، عن أبي يعلى، عن ابن عرعرة، عنه، بهذا السند: ما عرض على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم طيب قطّ فردّه. وقال: لا يرويه عن محمد إلّا فضالة، وكان عطّارا فاتّهم بهذا الحديث لينفق العطر.
وقال ابن حبّان في الثقات: كان راويا لمحمد بن عمرو.
ويقول خادم العلم وطالبه عمر عبد السلام تدمري، محقّق هذا الكتاب: لقد أخطأ الحافظ ابن حجر في هذا، فابن حبّان لم يذكر محمد بن عمرو بين شيوخ فضالة في الثقات، وإنما ذكره في المجروحين، فقط. (انظر: لسان الميزان 4/ 435) .
وقال الساجي: صدوق فيه ضعف وعنده مناكير. وقال الحاكم والنقاش: روى عن عبيد الله بن عمر، ومحمد بن عمرو مناكير.
وذكره العقيلي، والدولابي، وابن الجارود، وغيرهم في الضعفاء.
وقال أبو نعيم: روى المناكير، لا شيء.
[3]
لم أجد له ترجمة في المصادر المتوفرة بين يديّ، وهو مما لا يكاد يعرف فعلا كما ذكر المؤلّف، رحمه الله.
[4]
انظر عن (فضيل بن سليمان النّميري) في:
التاريخ لابن معين 2/ 476، وطبقات خليفة 225، والتاريخ الكبير 7/ 123 رقم 551، والضعفاء والمتروكين للنسائي 301 رقم 393، والمعرفة والتاريخ 1/ 408 و 3/ 32، والجرح والتعديل 7/ 72 رقم 413، والثقات لابن حبّان 7/ 316، والأسامي والكنى
أبو سليمان البصريّ.
روى عن: أبي حازم الأعرج، وعمرو بن أبي عَمْرو، وموسى بن عُقْبة، وخَيْثم بن عراك، وطبقتهم.
وعنه: عليّ بن المدينيّ، وخليفة بن خيّاط، وأحمد بن عَبْدة، وأحمد بن المقدام، ونصر الْجَهْضَميّ، والفلاس، ومحمد بن موسى الحَرَشيّ، وآخرون.
قال أبو حاتم [1] : ليس بالقوي.
وقال ابن معين [2] : ليس بثقة، رواه عبّاس الدُّوريّ، عنه.
وقال أبو زُرْعة: لين [3] .
وقال النَّسائيّ [4] : بصري، ليس بالقويّ.
قلت: قد احتجّ به الجماعة [5] .
مات سنة إحدى أو اثنتين وثمانين، وقيل سنة ستٍّ وثمانين ومائة [6] .
294-
فُضَيْلُ بن عياض بن مسعود الأستاذ الإمام [7]- خ. م. د. ن. -
[ (-) ] للحاكم، ج 1 ورقة 244 أ، والكامل في الضعفاء لابن عديّ 6/ 2045 2046، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1102، والمغني في الضعفاء 2/ 515 رقم 4958، وميزان الاعتدال 3/ 361 رقم 6767، والكاشف 2/ 331 رقم 4553، والمعين في طبقات المحدّثين 68 رقم 692، وتهذيب التهذيب 8/ 291، 292 رقم 534، وتقريب التهذيب 2/ 112 رقم 63، وخلاصة تذهيب التهذيب 310.
[1]
في الجرح والتعديل 7/ 72.
[2]
في تاريخه برواية الدوري 2/ 476.
[3]
الجرح والتعديل 7/ 72.
[4]
في الضعفاء والمتروكين 301 رقم 393.
[5]
ذكره ابن حبّان في ثقاته، وقال ابن عديّ: ولفضيل بن سليمان رواية عن موسى بن عقبة، وعنده عن موسى، عن أبي حازم، عن أبي هريرة سبعون حديثا. وقال عبدان: كان لعباس بن عبد العظيم، على أبي كامل مجلسان في حديث فضيل بن سليمان لا ينظر له في غيرها.
وقال الحافظ المؤلّف في ميزانه: حديثه في الكتب الستّة، وهو صدوق.
[6]
وفي طبقات خليفة 225 توفي سنة 183 هـ.
[7]
انظر عن (فضيل بن عياض الإمام) في:
شيخ الإسلام، أبو عليّ التّميميّ، ثمّ اليَرْبُوعيّ المروزيّ، الزّاهد.
[ (-) ] الطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 500، والتاريخ لابن معين 2/ 476، ومعرفة الرجال له 2/ 214 رقم 714، والعلل ومعرفة الرجال لأحمد 1/ 168 رقم 101 و 1/ 561 رقم 1338 و 2/ 102، 103 رقم 1708 و 3/ 139 رقم 4611، وطبقات خليفة 284، وتاريخ خليفة 458، والتاريخ الكبير 7/ 123 رقم 550، والتاريخ الصغير 202، والكنى والأسماء لمسلم، الورقة 74، وتاريخ الثقات للعجلي 384 رقم 1357، والبيان والتبيين للجاحظ 1/ 258 و 3/ 139، وتاريخ اليعقوبي 2/ 415، والمعارف 511، وعيون الأخبار 1/ 307 و 2/ 300 و 357، وتاريخ أبي زرعة الدمشقيّ 1/ 468 و 557، والمعرفة والتاريخ 1/ 179 و 2/ 146 و 269 و 538 و 3/ 388، وتاريخ الطبري 1/ 294 و 324، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 35، وأخبار القضاة لوكيع 1/ 24، والجرح والتعديل 7/ 73 رقم 416، ومشاهير علماء الأمصار 149 رقم 1179، والثقات لابن حبّان 7/ 315، والجليس الصالح 3/ 185، ومروج الذهب (طبعة محمد محيي الدين عبد الحميد) 3/ 364، 365، ورجال صحيح البخاري 2/ 608، 609 رقم 966، وطبقات الصوفية للسلميّ 6- 14، 27، 40، 44، 137، وربيع الأبرار للزمخشري 1/ 60 و 4/ 28 و 131 و 142 و 168 و 186 و 323، و 322، و 372، و 383، وحلية الأولياء 8/ 84- 139 رقم 397، ورجال صحيح مسلم 2/ 134، 135 رقم 1337، والفوائد المنتقاة والغرائب الحسان للعلوي (بتحقيقنا) 51، 52، والسابق واللاحق للخطيب 292، 293 رقم 154، والجمع بين رجال الصحيحين 2/ 414 رقم 1584، والكامل في التاريخ 6/ 189، وطبقات علماء إفريقية 166، والإشارات إلى معرفة الزيارات للهروي 67 و 88، والعقد الفريد 2/ 227 و 236 و 422 و 3/ 169 و 170 و 179 و 203 و 210 و 221 و 225 و 233، ورجال الطوسي 271 رقم 18، وتاريخ حلب للعظيميّ 235، والتذكرة الحمدونية 1/ 144 و 178 و 183- 186 و 207 و 219 و 220 و 2/ 91 و 95 و 224، وصفة الصفوة 2/ 237- 247 رقم 218، وتاريخ دمشق (مخطوطة التيمورية) 34/ 638 إلى آخر المجلّد، و 35/ 1- 9، والرسالة القشيرية 11، والتوّابون للمقدسي 27، ووفيات الأعيان 4/ 47- 50 رقم 531، وتهذيب الأسماء واللغات ق 2 ج 1/ 51، 52 رقم 56، وتهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1103- 1105، والمختصر في أخبار البشر 2/ 17، وخلاصة الذهب المسبوك 154 وقد تحرّف فيه اسم عياض إلى (عباس) ، ودول الإسلام 1/ 119، وسير أعلام النبلاء 8/ 372- 390 رقم 114، والعبر 1/ 298، وتذكرة الحفاظ 1/ 245، 246 رقم 232، وميزان الاعتدال 3/ 361 رقم 6768، والكاشف 2/ 331 رقم 4558، والمعين في طبقات المحدّثين 68 رقم 693، ومرآة الجنان 1/ 415- 417، ورياض الرياحين لليافعي 41، والبداية والنهاية 10/ 198، 199، وطبقات الأولياء لابن الملقّن 6 و 29 و 109 و 225 و 245 و 246 و 271 و 508 و 556، والزهد الكبير للبيهقي، رقم 35 و 53 و 77 و 129 و 131 و 150 و 151 و 152 و 153 و 156 و 240 و 245 و 254 و 270 و 290 و 291 و 336 و 347 و 410 و 467 و 475 و 484 و 548 و 932 و 941، والتهذيب 8/ 294- 297 رقم 538، وتقريب التهذيب 2/ 113 رقم 67، والنجوم الزاهرة 2/ 121-
عن: منصور، وبيان بن بِشْر، وأبان بن أبي عيّاش، وحُصَيّن بن عبد الرحمن، ويزيد بن أبي زياد، وعطاء بن السائب، وعُبَيْد الله بن عَمْر، وهشام بن حسّان، وصَفْوان بن سُليم، وأبي هارون العبْديّ، والأعمش.
وعنه: سُفيان الثَّوْريّ وهو أكبر منه، وابن عُيَيْنَة، وابن المبارك، ويحيى القطّان، وحسين الْجُعْفيّ، وابن مهديّ، والشيزريّ، ومُسَدَّد، وقُتَيْبة، ويحيى بن يحيى، وبشر الحافي، والقعنبيّ، ويحيى بن أيّوب، وأحمد بن المقدام العِجْليّ، وخلْق سواهم.
وكان إمامًا، ثقة، حُجّةً، زاهدًا، عابدًا، نبيهًا، صمدانيًا، كبير الشأن.
قال ابن سعد [1] : وُلد الْفُضَيْلُ بخُراسان بكورة أبيورد، وقدِم الكوفةَ وهو كبير، فسمع من منصور، وغيره: ثمّ تعبَّد ونزل مكّة، وكان ثقة نبيلا، فاضلا، عابدًا، كثير الحديث.
وقال إبراهيم بن الأشعث [2] وغيره: سمعنا فضيلا يقول:
[ (-) ] و 143، والبصائر والذخائر 4/ 188، وخلاصة تهذيب التهذيب 310، والجواهر المضيّة في طبقات الحنفية 2/ 700- 702 رقم 1108، والعقد الثمين 7/ 13- 19، د وطبقات الحفاظ للسيوطي 104، والطبقات الكبرى للشعراني 1/ 68، 69، والكواكب الذّرية للمناوي 1/ 148- 150، والطبقات السنيّة، رقم 1710، وشذرات الذهب 1/ 316- 318، وجامع كرامات الأولياء للنبهاني 2/ 235، وشرح نهج البلاغة 2/ 97 و 6/ 339 و 11/ 100، والمستطرف 1/ 68 و 1/ 79- 81، وسراج الملوك 51، و 253، والذهب المسبوك 212، ومحاضرات الأدباء 1/ 511 و 538، والمصباح المضيء 149- 2/ 152، ومحاضرات الأبرار 1/ 193، 194، ونثر الدر 7/ 65 رقم 30 و 7/ 66 رقم 37، و 7/ 68 رقم 61، والروضة الريّا 37، وكتاب الشكر 92 و 93 و 124، وعقلاء المجانين 35، 334.
[1]
في الطبقات الكبرى 5/ 500.
[2]
يقول خادم العلم وطالبه عمر عبد السلام تدمري، محقّق هذا الكتاب إن المؤلّف- رحمه الله قد شطح به القلم، أراد «إبراهيم بن شمّاس» فقال «إبراهيم بن الأشعث» ، فالذي روى عن الفضيل أنه ولد بسمرقند هو «ابن شمّاس» وليس «ابن الأشعث» .
وفي طبقات الصوفية للسلمي ما يوضح ذلك، حيث قال بعد أن ذكر اسم صاحب الترجمة:
«كذلك ذكره إبراهيم بن الأشعث صاحبه، فيما أخبرنا به يحيى بن محمد العكرمي، بالكوفة قال: سمعت الحسين بن محمد بن الفرزدق بمصر، قال: سمعت أحمد بن حمّوك قال:
سمعت نصر بن الحسين البخاري قال: سمعت إبراهيم بن الأشعث يذكر ذلك.
وذكر إبراهيم بن شمّاس، أنه ولد بسمرقند، ونشأ بأبيورد. كذلك سمعت أحمد بن محمد بن-
وُلدت بسمرقَنْد.
وقال أبو عبد الرحمن السُّلميّ [1] : أنا أبو بكر محمد بن جعفر: نا الحسين بن عبد العزيز العسكريّ، كذا قال وصوابه ابن عبد الله العسكريّ، قال: ثنا ابن أخي أبي زُرْعة: ثنا محمد بن إسحاق بن راهَوَيْه، نا أبو عمّار [2]، عن الفضل بن موسى قال: كان الفُضَيّل بن عِياض شاطرًا يقطع الطريق بين أبِيوَرْد وسَرْخَس. وكان سبب توبته أنّه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الْجُدران إليها سمع رجلا يتلو أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَما نَزَلَ من الْحَقِّ 57: 16 [3] فقال: يا ربّ قد آن. فرجع.
فآواه الليل إلى خَربةٍ، فإذا فيها رفقة، فقال بعضهم: نرتحل؟ وقال قوم: حتى نُصْبح، فإنّ فُضَيْلا على الطريق يقطع علينا. فتاب الْفُضَيْلُ وأمّنهم [4] . وجاور بالحَرَم حتّى مات.
إبراهيم بن اللَّيْث النَّخْشبيّ: نا عليّ بن خَشْرم: أخبرني رجل من جيران الْفُضَيْلِ من أبِيوَرْد قال: كان الفضيل يقطع الطّريق وحده، فبينا هو ذات لَيْلَةٍ وقد انتهت إليه القافلة، فقال بعضهم: اعدِلوا بنا إلى هذه القرية، فإن الفُضَيْل يقطع الطريق. فسمع ذلك وأرعد، فقال: يا قوم جُوزوا، والله لأجتهدن أن لا أعصي الله.
وجاء نحوها من وجهٍ آخر فيه جَهْضَم، وهو ساقط.
وبالجملة فالشِّرْك أعظم من كل إفْك، وقد أسلَم خلقٌ صاروا أفضل هذه الأمَّة. نسأل الله أن يأخذ بنواصينا إلى طاعته، فإنّ قلوب العباد بيده يصرّفها كيف يشاء.
[ (-) ] رميح يقول: سمعت إبراهيم بن نصر الضبي بسمرقند يقول: سمعت محمدا بن عليّ بن الحسن بن شقيق يقول: سمعت إبراهيم بن شمّاس، قال: سمعت الفضيل بن عياض يقول:
ولدت بسمرقند ونشأت بأبيورد، ورأيت بسمرقند عشرة آلاف جوزة بدرهم» . (ص 7، 8) .
[1]
الخبر ليس في طبقاته.
[2]
هو: الحسين بن حريث.
[3]
سورة الحديد، الآية 16.
[4]
الخبر في وفيات الأعيان 4/ 47، وتهذيب الكمال 2/ 1103.
قال ابن عيينة [1] ، والعجليّ [2]، وغيرهما: فضيل ثقة.
وقال أبو حاتم [3] : صدُوق.
وقال إبراهيم بن شمّاس: قال ابن المبارك: ما بَقِيّ على ظهر الأرض عندي أفضل من الْفُضَيْلِ بن عِياض [4] .
وقال أحمد بن عبّاد التّميميّ المَرْوَزِيّ: سمعتُ النَّضْر بن شُمَيْلٍ:
سمعتُ هارون الرشيد يقول: ما رأيت في العلماء أهْيَبَ من مالك، ولا أورع من الْفُضَيْلِ [5] .
وقال إبراهيم بن سعيد: قال لي المأمون: قال لي الرشيد: ما رأت عيناي مثل فُضَيْلِ بن عِياض. دخلْت عليه فقال لي: يا أمير المؤمنين، فرّغ قلبَك للحزن والخوف حتّى يسكناه، فيقطعاك عن المعاصي، ويُباعداك من النّار [6] .
عن ابن أبي عَمْر العنسي قال: ما رأيت بعد الْفُضَيْلِ أعْبَدَ من وكيع [7] .
وعن شريك قال: إنّ فُضَيْلَ بن عِياض حُجّة لأهل زمانه.
وقال الهيثم بن جميل نحوه.
قال إبراهيم بن الأشعث: رأيت سُفيان بن عُيَيْنَة يُقبل يد الْفُضَيْلِ بن عِياض مرّتين [8] .
وقال مَرْدَوَيْه الصّائغ: قال لي ابن المبارك: إنّ الْفُضَيْلَ صَدَق الله فأجرى الحكمة على لسانه، وهو ممّن نفعه الله بعلمه
[1] قوله في الجرح والتعديل 7/ 73.
[2]
في تاريخ الثقات 384 رقم 1357.
[3]
في الجرح والتعديل 7/ 73.
[4]
تهذيب الكمال 2/ 1103.
[5]
تهذيب الكمال 2/ 1103.
[6]
سير أعلام النبلاء 8/ 386.
[7]
السير 8/ 387.
[8]
السير 8/ 387.
وقال مَرْدَوَيْه: وقال لي رَباح بن خالد: إنّ ابن المبارك قال له: إذا نظرتُ إلى فُضَيْلِ بن عِياض جدّد لي الحزنَ ومَقَتُّ نفسي. ثم بكى [1] .
وعن ابن المبارك قال: إذا مات الْفُضَيْلُ ارتفع الحُزْن [2] .
وقال أبو بكر الصُّوفيّ: سمعتُ وَكِيعًا يقول يوم مات الْفُضَيْلُ: ذهب الحُزْن اليوم من الأرض [3] .
وقال يحيى بن أيّوب: دخلت مع زافر بن سُليمان على الْفُضَيْلِ بن عِياض بالكوفة. فإذا الْفُضَيْلُ وشيخ معه. فدخل زافر، وأقعدني على الباب.
قال زافر: فجعل الْفُضَيْلُ ينظر إلي، ثمّ قال: يا أبا سُليمان هؤلاء المُحَدِّثين يُعجبهم قُربُ الإسناد. ألا أخبرك بإسنادٍ لا شكّ فِيهِ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، عَنْ جِبْرِيلَ، عَنِ الله تعالى: نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ 66: 6 [4] فأنا وأنتَ يا أبا سُليمان من النّاس.
قال: ثمّ غشي عليه وعلى الشّيخ، وجعل زافر ينظر إليهما، ثمّ تحرّج الْفُضَيْلُ فقمنا، والشيخ مغشي عليه [5] .
إبراهيم بن الأشعث: كنّا إذا خرجنا مع الْفُضَيْلِ في جنازة لا يزال يعِظ ويُذكِّر ويبكي لَكَأَنّه مُوَدِّعٌ أصحابَه، ذاهبٌ إلى الآخرة، حتّى يبلغ المقابر، فيجلس فَكَأَنّه بين الموتى في الحُزْن والبكاء [6] .
قال سهل بن راهَوَيْه: قلت لسفيان بن عُيَيْنَة: ألا ترى إلى أبي عليّ،
[1] السير 8/ 387.
[2]
رواه أبو نعيم في الحلية 8/ 87 عن محمد بن إبراهيم، عن المفضّل بن محمد، عن إسحاق بن إبراهيم، عن ابن المبارك، وهو في وفيات الأعيان 4/ 49.
[3]
تهذيب الكمال 2/ 1105.
[4]
سورة التحريم، الآية 6.
[5]
سير أعلام النبلاء 8/ 387.
[6]
أخرجه أبو نعيم في الحلية 8/ 84 من طريق محمد بن جعفر، عن إسماعيل بن يزيد، عن إبراهيم بن الأشعث، وفيه:«فكأنه بين الموتى جلس من الحزن والبكاء حتى يقوم، ولكأنّه رجع من الآخرة يخبر عنها.» ، تهذيب الكمال 2/ 1104.
يعني فضيلا، لا تكاد تجفّ له دمعه. قال سُفيان: إذا قَرح القلب نَدِيَت العَيْنان [1] . ثمّ تّنهد سُفيان.
قال عبد الصّمد مَرْدَوَيْه الصائغ: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: إذا علم الله من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإنْ قَلّ عملُه [2] .
وقال: إنّ الله يَزْوي عن عبده الدنيا ويُمرّرها [3] عليه، مرةً يجوع، ومرّة يعرى، كما تصنع الوالدة بولدها، مرَّة صبرًا، ومرّة بُغضًا [3] ، ومرّة مراعاة له، وبذلك ما هو خيرٌ له [4] .
وفي «المجالسة» للدِّيَنَوَرِيّ: نا يحيى بن المختار: سمعتُ بِشْر بن الحارث يقول: كنتُ بمكة مع الْفُضَيْلِ بن عِياض، فجلس معنا إلى نصف الليل ثمّ قام يطوف إلى أن قلت: يا أبا عليّ، ألا تنام؟
قال: ويْحك، وهل أحدُ يسمع بذِكر النّار تطِيب نفسُه أن ينام.
وقال الأصمعيّ: نظر الْفُضَيْلُ بن عياض أنّ رجلا يشكو إلى رجل فقال: تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك [5] .
وقيل سُئل الْفُضَيْلُ: متى يبلغ المرء غاية حب الله؟ قال: إذا كان عطاؤك إيّاه ومنه سواء.
وعنه قال: تَرْك العمل من أجل النّاس رِياء، والعمل من أجل النّاس شِرْك، والإخلاص أن تعافى منهما [6] .
[1] سير أعلام النبلاء 8/ 387.
[2]
حلية الأولياء 8/ 103، 104.
[3]
في العقد الفريد «يمرمرها» .
وفي الحلية: «كما تصنع الوالدة الشفيقة بولدها، تسقيه مرّة حضيضا، ومرّة صبرا، وإنما تريد بذلك ما هو خير له» .
[4]
حلية الأولياء 8/ 90، العقد الفريد 3/ 203 وفيه: «
…
مرّة بالجوع، ومرّة بالعرى، ومرّة بالحاجة، كما تصنع الأم الشفيقة بولدها، تفطمه بالصبر مرة، وبالحضض مرّة،..» .
[5]
سير أعلام النبلاء 8/ 387.
[6]
سير أعلام النبلاء 8/ 377.
وقال يونس بن محمد المكّيّ: قال فُضَيْلٌ لرجل: لَأعلمنَّك كلمةً خير لك من الدنيا وما فيها. والله لئن علِم الله منك إخراجكَ الأدميّين من قلبك حتّى لا يبقى في قلبك مكان لغيره، ثمّ تسأله شيئًا إلّا أعطاك.
وعن فضيل قال: ما أدري ما أنا، أكذّابٌ أم مُرائي.
وروى عليّ بن عثام: قال الْفُضَيْلُ: ما دخلت على أحدٍ إلا خفتُ أن أتصنّع له، أو يتصنّع لي.
قال أحمد بن أبي الحواريّ: ثنا محمد بن إسحاق قال: أتينا فُضَيْلَ بن عِياض نسمع منه، قال: لقد تعوّذتُ باللَّه من شرِّكم. قلنا: ولم يا أبا عليّ؟
قال: أكره أن تزيّنوا لي وأتزيّن لكم.
قال ابن أبي الحواريّ، ونا أبو عبد الله الأنطاكيّ قال: اجتمع فُضَيْلٌ، والثَّوْريّ فتذاكروا، فرق سُفيان وبكى، ثمّ قال لِفُضَيْلٍ: أرجو أن يكون هذا المجلس علينا رحمة وبركة. فقال له الْفُضَيْلُ: لكنّي يا أبا عبد الله أخاف أن يكون أضرّ علينا من غيره. ألستَ تخلّصت إلى أحسن حديثك، وتخلَّصتُ أنا إلى أحسن حديثي، فتزيّنتُ لك، وتزيّنتُ لي. فبكى سُفيان وقال: أحْييتني أحياك الله [1] .
وقال الفَيض بن إسحاق: قال لي الْفُضَيْلُ: لو قيل لك يا مُرائي غضبتَ وَشُقَّ عليك وعسى ما قيل لك حقّ، تزيّنت للدنيا، وتصنّعت لها [2] ، وقصَّرت ثيابك، وحسّنتَ سمتك، وكففت أذاك حتّى يقولوا: أبو زيد عابد، ما أحسن سَمْتَه، فيُكرمونك، وينظرونك، ويُهدون إليك مثل الدِّرْهم السُّتُّوق [3] ، لا يعرفه كلّ أحد، فإذا قشروا، قشروا عن نحاس [4] . ويْحك، ما تدري في أي الأصناف تُدْعَى غدا.
[1] سير أعلام النبلاء 8/ 387.
[2]
حتى هنا في حلية الأولياء 8/ 94.
[3]
الدرهم السّتّوق: الرديء المزيّف. (اللسان) .
[4]
حتى هنا في سير أعلام النبلاء 8/ 387، 388، وهو باختصار أيضا في: صفة الصفوة 2/ 240.
ابن مسروق: سمعتُ السَّريّ بن المُغَلّس: سمعتُ الْفُضَيْلَ بن عِياض يقول: من خاف الله لم يضره شيء، ومن خاف غير الله لم ينفعْه أحد.
الفَيْض بن إسحاق الرَّقّي: سمعتُ الْفُضَيْلَ. وسُئل: ما الخلاص؟
قال: أخبرني، من أطاع الله هل تَهُمُّه مَعْصية أحد؟ قال: لا. قال: فمن يعصي الله تنفعه طاعة أحد؟ قال: لا. قال: هذا الخلاص [1] .
قال إبراهيم بن الأشعث: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: بلغني أن العلماء فيما مضى كانوا إذا تعلّموا عمِلوا، وإذا عمِلوا شُغِلُوا، وإذا شُغِلُوا فُقِدوا، وإذا فُقِدوا طُلبوا، فإذا طُلِبوا هربوا [2] .
وقال مَرْدَوَيْه: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: رحم الله امرأً أخطأ وبكى على خطيئته قبل أن يُرزق بعمله.
وقال الفَيض بن إسحاق: قال الْفُضَيْلَ: أخلاق الدنيا والآخرة أن تصلَ مَن قَطَعَك، وتُعطي من حَرَمك، وتعفُوَ عمَّن ظلمك.
وعنه قال: ما أجدُ راحة ولا لذّة إذا خَلَوْتُ.
وعنه قال: كفى باللَّه محبًّا، وبالقرآن مؤانسًا، وبالموت واعظًا. اتّخذ الله صاحبًا، ودَع النّاسَ جانبًا. كفى بخشية الله عِلْمًا، وبالاعتذار جهلا.
رهبةُ المؤمن الله على قدر علْمه باللَّه، وزهادتُه في الدنيا، على قَدْر شَوقه إلى الجنّة [3] .
قال إبراهيم بن الأشعث خادم الْفُضَيْلِ: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: لو أنّ الدنيا عرضت عليّ حلالا أحاسَب عليها لَكُنْتُ أتقذَّرُها كما يتقذر أحدكم الجيفة.
وسمعته يقول: مَن سَاءَ خُلُقُه شان دِينه، وحَسَبُه، ومروءته [4] .
[1] حلية الأولياء 8/ 788، تهذيب الكمال 2/ 1104.
[2]
السير 8/ 388.
[3]
حلية الأولياء 8/ 89 بلفظ مقارب.
[4]
تهذيب الكمال 2/ 1104.
وقال: لن يهلك عبد حتّى يؤثر بشهوته على دينه [1] .
خِصْلتان تقسّيان القلب: كثرة الكلام، وكثرة الأكل.
أكْذَبُ النّاس العائد في ذَنْبه، وأجهلُ النّاس الْمُدِلُّ بحَسَناته، وأعلم النّاس باللَّه أخوفهم منه [2] .
وعنه قال: أمس منل، واليوم عَمَلٌ، وغدًا أمَلٌ.
قال فيض بن إسحاق الرَّقّيّ: قال الْفُضَيْلُ: ما يَسُرُّني أن أعرف الأمرَ حقّ معرفته إذا طاش عقلي.
إبراهيم بن الأشعث: سمعتُ الْفُضَيْلَ، وقال له رجل: كيف أمسيت، وكيف حالُك؟ قال له: عن أيّ حال تسأل؟ حال الدنيا، أو حال الآخرة؟.
أمّا الدنيا فإنّها مالت بنا، وذهبت كلَّ مَذْهب. والآخره، فكيف ترى حال من كثرت ذنوبه، وضعُف عملُه، وفني عُمره، ولم يتزوّد لِمَعَاده [3] .
الفيْض بن إسحاق. سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: إذا أراد الله أن يُتْحفَ العبدَ سلَّط عليه من يظلمه.
الأصمعيّ: قال الْفُضَيْلُ: إذا قيل لك: أَتخاف الله؟ فاسكُتْ. فإنك إنّ قلت لا، أتيتَ بأمرٍ عظيم، وإنّ قلت: نعم، فالخائف لا يكون على ما أنت عليه.
وعن الْفُضَيْلِ: يا مسكين، أنت مُسيء، وترى أنّك محسِن، وأنت جاهل، وترى أنك عالِم، وأنت بخيل، وترى أنّك كريم، وأنت أحمق، وترى أنّك عاقل. وأجلُك قصير، وأمَلُك طويل.
قلت: صدق والله.
[1] تهذيب الكمال 2/ 1104.
[2]
حلية الأولياء 8/ 89، تهذيب الكمال 2/ 1104.
[3]
حلية الأولياء 8/ 85، 86 وفيه تكملة طويلة.
وأنت ظالم، وترى أنّك مظلوم، وأنت فاسق، وترى أنّك عدْل، وأنت آكل للحرام، وترى أنّك متورِّع.
محرز بن عَوْن: أتيت الْفُضَيْلَ وسلمت عليه، فقال: وأنت أيضًا من أصحاب الحديث؟ ما فعل القرآن؟ والله لو نزل حرف باليمن لكَان ينبغي أن تذهب حتّى تَسمعه، والله لأن تكون راعي الحُمُر وأنت طائع، خيرٌ لك من أن تطوف بالبيت وأنت عاصٍ [1] .
إسحاق بن إبراهيم الطّبريّ: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: لو طلبت منّي الدنانير كان أيْسَرَ من أن تطلب منّي الأحاديث.
فقلت: لو حدّثتني بأحاديث كان أحبّ إلي من عِدّتها دنانير.
قال: أنت مفتون: أما والله لو عملتَ بما سمعت لكان لك في ذلك مُنْشَغلٌ عمّا لم تسمع. سمعتُ سُليمان بن مهران يقول: إذا كان بين يديك طعام فتأخذ اللُّقْمة وترمي بها خلفَ ظهرك، فمتى تشبع [2] ؟.
عبّاس الدُّوريّ: ثنا محمد بن عبد الله الأنباريّ: سمعتُ فُضَيْلا يقول:
لما قدِم هارون الرشيد إلى مكّة، قعد في الحِجْر هو وولده وقومٌ من الهاشميّين، وأحضروا المشايخ. فبعثوا إليَّ، فأردت أن لا أذهب، واستشرت جاري فقال: اذهب، لعلّه يريد أن تحدّثه أو تَعِظه. فدخلت المسجدَ فلمّا صرت إلى الحِجْر قلت لأدناهم إلي: أيُّكم أميرُ المؤمنين؟ فأشار إليه، فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. فردّ علي وقال:
أقعد. ثمّ قال: إنّما دعوناك لتحدّثنا بشيءٍ وتعِظنا.
قال: فأقبلت عليه وقلت: يا حَسَن الوجه، حِسَابُ الخلق كلّهم عليك.
قال: فجعل يبكي ويشْهق. فرددت عليه وهو يبكي، حتّى جاء الخادم، فحملوني وأخرجوني، وقالوا: اذهب بسلام [3] .
[1] تهذيب الكمال 2/ 1104.
[2]
حلية الأولياء 8/ 87، تهذيب الكمال 2/ 1104.
[3]
سير أعلام النبلاء 8/ 388، 389.
وقال محرز بن عَوْن: كنت عند الْفُضَيْلِ، وأتى هارون، ويحيى بن خالد، وولده جعفر، فقال له يحيى: هذا أمير المؤمنين يا أبا عليّ يُسلّم عليك. قال: أيُّكم هو؟ قالوا: هذا قال: يا حسَن الوجه، لقد طُوِّقْتَ أمرًا عظيمًا [1]، وكررها. ثمّ قال: حدَّثني عُبَيْد المكتّب، عن مجاهد في قوله تعالى وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ 2: 166 [2] قال: الأوصال التي كانت في الدنيا. وأَوْمَأ بيده إليهم.
قال مَرْدَوَيْه: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: لو كانت لي دعوة مُسْتَجابة ما صيّرتها إلا في الإمام. لو صيرتُها في نفسي لم تُنْجِدْني، ومتى صيّرتها في الإمام إصلاح العباد والبلاد [3] .
وعنه قال: لو كان دخولي على الخليفة كلّ يوم لكَلَّمُته في عُلماء السّوء، أقول: يا أمير المؤمنين لا بدّ للناس من راع، ولا بدّ للراعي من عالِم يشاوره، ولا بدّ له من قاضٍ ينظر في أحكام المسلمين. وإذا كان لا بدّ من هذين فلا يأتِك عالِمٌ ولا قاضٍ إلا على حمار بأَكافٍ، فبالْحَرِيّ، أن يؤدّوا إلى الرّاعي النّصيحة. يا أمير المؤمنين متى تطمع العلماء والقضاة أن يؤدُّوا إليك النصيحة ومركب أحدِهم كذا وكذا.
قال فُضَيْلُ بن عبد الوهّاب: سمعتُ الْفُضَيْلَ بمكة يقول لهم: لا تُؤذوني ما خرجت إليكم. حتّى بال نحوًا من ستّين مرة.
قال محمد بن زنبور المكّي وغيره: أُحصِر بَوْلُ الْفُضَيْلِ، فرفع يديه وقال: اللَّهمّ بحبّي لك إلّا ما أطلقته، فما رُحْنا حتّى بال [4] .
قال عبد الله بن خُبَيْق: قال الْفُضَيْلُ: تباعدْ من القرّاء، فإنّهم إن أحبّوك
[1] حتى هنا في حلية الأولياء 8/ 105.
[2]
سورة البقرة، الآية 199.
[3]
حلية الأولياء 8/ 91 وفيه زيادة، ربيع الأبرار 4/ 223، الجليس الصالح 3/ 185، وفيات الأعيان 4/ 48، المصباح المضيء 1/ 149.
[4]
حلية الأولياء 8/ 109.
مدحوك بما ليس فيك، وإنّ غضِبوا [1] شهِدوا عليك وَقُبِلَ منهم [2] .
قال قُطْبة بن العلاء: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: آفة القُرّاء الْعُجْبُ.
قال إبراهيم بن الأشعث: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: أكذب الناس العائد في ذنبه، وأجهل الناس المدل بحسَنَاته، وأعلم النّاس أخْوَفُهم من الله [3] .
قال مَرْدَوَيْه: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: إذا علم الله من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له وإن قل عمله [4] .
من جلس مع مُبتدع لم يُعط الحكمة [5] .
قال المفضّل الْجَنَدِيّ: نا إسحاق بن إبراهيم الطّبريّ: ما رأيت أحدًا كان أخْوَف على نفسه ولا أرجى للناس من الْفُضَيْلِ [6] .
كانت قراءاته حزينة، شهيّة، بطيئة، مترسّلة، كأنّه يخاطب إنسانًا، إذا مرّ بآية فيها ذِكْر الجنّة تردّد فيها وسأل. وكانت صلاته باللّيل، أكثر ذلك قاعدّا، يُلقى له حصير، فيصلّي من أول الليل ساعة، ثمّ تغلبه عينُه، فينام [7] قليلا ثمّ يقوم، فإذا غلبه النومُ نام، ثم يقوم، هكذا حتّى يصبح.
وكان دأبُه إذا نعس أن ينام، وكان شديد الهيبة للحديث إذا حدّث.
وكان يثقل عليه الحديث جدّا [8] .
[1] في طبقات الصوفية «وإن أبغضوك» .
[2]
طبقات الصوفية 11.
[3]
حلية الأولياء 8/ 89، تهذيب الكمال 2/ 1104 وقد تقدّم.
[4]
حلية الأولياء 8/ 103، 104 وقد تقدّم قبل ذلك.
[5]
طبقات الصوفية للسلمي 10 عن أبي محمد عبد الله بن محمد الرازيّ، عن محمد بن نصر بن منصور الصائغ، قال: سمعت مردويه الصائغ..، حلية الأولياء 8/ 103.
[6]
حلية الأولياء 8/ 86.
وأخرج أبو نعيم نحوه (8/ 84، 85) : عن عبد الله بن جعفر، حدّثنا أحمد بن الحسين الحذّاء، حدّثنا إبراهيم الثقفي، حدّثني محمد بن شجاع أبو عبد الله، عن سفيان بن عيينة قال: ما رأيت أحدا أخوف من الفضيل وأبيه. وهو في تهذيب الأسماء واللغات ق 2 ج 1/ 52.
[7]
في الأصل «فيبكي» ، وهو سبق قلم.
[8]
حلية الأولياء 8/ 86، صفة الصفوة 2/ 238، تهذيب الأسماء واللغات ق 2 ج 1/ 52، -
وعن فضيل قال: لو خيّرت بين أن أُبعث فأدخل الجنّة وبين أن لا أُبعث، لاخترت أن لا أُبعث.
قال أبو الشّيخ: نا أبو يحيى الداريّ، نا محمد بن عليّ بن شقيق، نا أبو إسحاق قال: قال الْفُضَيْلُ بن عِياض: لو خُيِّرتُ بين أن أكون كلبًا ولا أرى يوم القيامة، لاخترتُ ذلك [1] .
إبراهيم بن الأشعث: سمعتُ الْفُضَيْلَ يقول: الخوف أفضل من الرجاء ما دام الرجل صحيحًا، فإذا نزل به الموت، فالرجاء أفضل.
وقال: من استوحش من الوحدة وأنِس بالناس لم يَسلم من الرّياء.
وقال الفَيْض: سمعته يقول: لا حَجّ ولا جهاد أشدّ من حبْس اللسان، وليس أحد أشدّ غمًّا ممّن سجنه لسانه.
قلت: لِلْفُضَيْلِ ترجمة في «تاريخ دمشق» وفي «الحلية» . وكان يعيش من صلة ابن المبارك ونحوه من الإخوان، ويمتنع عن جوائز السلطان.
وعن هشام بن عمّار قال: تُوُفّي الْفُضَيْلُ رحمه الله يوم عاشوراء سنة سبْعٍ وثمانين ومائة. وفيها أرّخه يحيى بن المَدِينيّ، وجماعة.
وعن رجلٍ قال: كنّا جُلُوسًا مع فُضَيْلِ بن عِياض، فقلنا له:
كم سِنُّك؟ فقال:
بلغت الثمانين أو جُزْتُها
…
فماذا أُؤَمِّلُ أو [2] أنتظر
علَّتْني السِّنُون فأبلينني
…
فدقّ العظم [3] وكلّ البصر [4]
[ (-) ] تهذيب الكمال 2/ 1104.
[1]
حلية الأولياء 8/ 84، صفة الصفوة 2/ 238، 239.
[2]
في الأصل «أو مالي» ، والتصحيح من: صفة الصفوة، وسير أعلام النبلاء.
[3]
في صفة الصفوة «فرقّت عظامي» ، وفي سير أعلام النبلاء «فدقّ العظام» .
[4]
البيتان في: صفة الصفوة 2/ 239 وفيه زيادة بيت:
أتى ثمانون من مولدي
…
وبعد الثمانين ما ينتظر؟
وهما أيضا في كتاب الزهد الكبير للبيهقي 251 وفيه الزيادة:
أتت لي ثمانون من مولدي
…
ودون الثمانين ما يعتبر-
295-
فُضَيْلُ بن عِياض الصَّدفيّ المصريّ [1] .
من طبقة الأعمش، وإنّما ذكرته هنا للتمييز.
حَدّث عن: أبي سَلَمَةَ بن عبد الرحمن.
روى عنه: حَيْوَة بن شُرَيْح، وعبد الله بن لَهِيعة، وغيرهما.
[ () ] وهما أيضا في تهذيب الكمال 2/ 1104، وسير أعلام النبلاء 8/ 390.
[1]
انظر عن (فضيل بن عياض المصري) في:
تهذيب الكمال (المصوّر) 2/ 1105، وميزان الاعتدال 3/ 362 رقم 6770، وتهذيب التهذيب 8/ 297 رقم 540، وتقريب التهذيب 2/ 113 رقم 69، وخلاصة تذهيب التهذيب 310.