الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكنى
455-
أبو صَفْوان الأُمَويّ [1] .
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْن مروان.
مكّيّ، ثقة.
قُتل أَبُوهُ عند زوال دولتهم، ففرّت بعبد اللَّه أُمُّه إلى مكّة، ونشأ بها.
وسمع من: ابن جُرَيْج، وثور بْن يزيد، ويونس الأَيْليّ، وجماعة.
وكان ثقة.
روى عَنْهُ: الشّافعيّ، وأحمد، وابن مَعِين، وعليّ بْن المَدِينيّ، وأبو خَيْثَمَة.
وحديثه في الكُتُب الستة سوى ابن ماجة.
وقد كنتُ ذكرته في طبقة ابن المبارك، ثمّ إنّني ظفرت بما رواه البخاريّ
[1] انظر عن (أبي صفوان الأموي) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 5/ 104 رقم 301، والكنى والأسماء لمسلم، ورقة 56، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 12، والجرح والتعديل 5/ 72 رقم 338، والثقات لابن حبّان 8/ 337، ورجال صحيح البخاري للكلاباذي 1/ 408، 409 رقم 582، ورجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/ 364، 365 رقم 791، والأسامي والكنى للحاكم، ج 1 ورقة 286 ب، والجمع بين رجال الصحيحين لابن القيسراني 1/ 252 رقم 919، والضعفاء والمتروكين للدار للدّارقطنيّ 186 رقم 627، وتاريخ دمشق (مخطوطة الظاهرية 9/ 180 ب) : ومعجم البلدان 2/ 575، وتهذيب الكمال 15/ 35- 37 رقم 3306، والكاشف 2/ 82 رقم 2782، والمغني في الضعفاء 1/ 340 رقم 3195، وميزان الاعتدال 2/ 429 رقم 4354، وتهذيب التهذيب 5/ 238 رقم 413، وتقريب التهذيب 2/ 420 رقم 345، وخلاصة تذهيب التهذيب 199، وتهذيب تاريخ دمشق 7/ 438، 439، ومعجم بني أمية 81، 82 رقم 163.
في تاريخه [1] بالإجازة عَنْ أحمد بْن أَبِي بَكْر الأزجيّ، أَنَا سعْد اللَّه بْن نَصْر، أَنَا أبو منصور الخيّاط، أَنَا أحمد بْن سرور المقرئ، ثنا الْمُعَافَى بْن زكريّا، ثنا محمد بْن مَخْلَد: حدَّثني أحمد بْن محمد بْن عَبْد الرحيم صاحبنا:
سمعنا أبا سعْد بْن زكريّا بْن يحيى الطّائيّ قَالَ: كَانَ بمكّة شيخ من وُلِد سَعِيد بْن عَبْد الملك بْن مروان، وكان يكنى أبا صَفْوان. وكان شيخًا جميلًا حَسَن الخِضاب، فحدّثني سنة أربعٍ، أو في سنة خمس ومائتين. قَالَ: لقد رأيتُني ولي أربع بنات، وما أملك قليلًا ولا كثيرًا، فحضر الموسم وما عليّ إلّا أخلاق لي. فطرقتني جماعة من القُرَشيّين فقالوا: يا أبا صَفْوان، إنّ أمير المؤمنين الرشيد كان اليوم ببطن مرّ، وهو يصبحنا فهل لك أنّ تمضي فتلقاه بفَخّ أو عَلَى العقبة فتسأله. فمضيت معهم.
فتلقّيناه حين صلَّى الفجر، فكلمناه وقلنا لَهُ: يا أمير المؤمنين ناسٌ من قومك جُعنا وعَرينا، فإن رأيت، أنّ تنظر لنا.
فترك القوم ورماني ببَصَره.
وقال: أنت ممّن؟
قلت: من بني عَبْد مَنَاف.
قَالَ: من أيهم؟
قلت: نشدتك اللَّه والرَّحِم ألا تكشفْني عَنْ أكثر من هذا.
قَالَ: ويْلك، من أيّ بني عبد مَنَاف؟
فلمّا رأيت غَضَبَه قلت: يا أمير المؤمنين رجلًا من بني أُميّة.
قَالَ: من أيّ بُنيّ أُميّة؟
قلت: من ولد مروان.
قَالَ: من أيّ ولد مروان؟
قلت: من ولد عَبْد الملك.
فرأيت واللَّه الغضب يتردّد في وجهه، قَالَ: ومن أيّ ولد عَبْد الملك؟
[1] الرواية التي يذكرها المؤلّف هنا ليست في تاريخ البخاري.
قلت: من ولد سَعِيد.
قَالَ: سَعِيد الشّرّ؟
قلت: نعم.
قال: أنخ.
فأنيخت الجمازة، ثم قَالَ: عليّ بحمّاد، وهو عامله عَلَى مكّة. فأُقْبِل بحمّاد فقال: وَيْهًا يا حمّاد. أُوَلّيك أمرَ قوم ويكون في ناحيتك مثل هذا ولا تطلعني عليه.
فرأيت حمّادا ينظر إليّ نظر الجمل الصّئول يكاد يأكلني.
ثمّ قَالَ: أثِرْ يا غلام. فأثار الجمازة ومرُّوا يطردونه، ورجعت وأنا أخْزَى خلق اللَّه، وأخْوَفُه من حمّاد، وانقمعتُ في داري.
فلمّا كَانَ جوف اللّيل أتاني آتٍ وقال: أجِبْ أميرَ المؤمنين.
فودعت واللَّه وداعَ الميّت، وخرجت وبناتي ينتفْن شُعورهن ويَلْطِمْن.
فأُدْخِلتُ عَلَيْهِ، فسلمت، فردّ عليّ وقال: حيّاك اللَّه يا أبا صَفْوان. يا غلام، احمل مَعَ أَبِي صَفْوان خمسة آلاف دينار. فأخذتها وجئت إلى بناتي فصببتها بين أيديهنّ. فو الله ما تمّ سرورنا حتّى طُرِق الباب أن أجِبْ أميرَ المؤمنين.
قلت: واللَّه بدا لَهُ فيَّ. فدخلت عَلَيْهِ، فمدّ يده إلى كتاب كأنه إصبع وقال: إلق حمّادًا بهذا الكتاب. فأخذته وصرتُ إلى بناتي فسكنت منهنّ، ثمّ أتيت حمّادًا وهو جالس عند المقام ينظر إلى الفجر، ويتوقعّ خروج أمير المؤمنين، وكان يُغَلِّس بالفجر، فلمّا نظر إليّ كَانَ يأكلني ببصره. فقلت: أصْلَح اللَّه الأمير لِيَفْرَغْ رَوْعُك، فقد جاءك اللَّه بالأمر عَلَى ما تحبّ. فأخذ الكتاب منّي، ومال إلى بعض المصابيح.
فقرأه، ثم قَالَ: يا أبا صَفْوان تدري ما فيه؟
قلت: لا واللَّه.
قَالَ: اقْرأْه.
فإذا فِيهِ مكتوب: بسم اللَّه الرَّحْمَن الرحيم، يا حمّاد لا تنظر إلى أَبِي
صَفْوان إلّا بالعين الّتي تنظر بها إلى الأولياء، وَأَجْرِ عَلَيْهِ في كلّ شهر ثلاثة آلاف دِرهم.
قَالَ: فما زلت واللَّه آخذُها حياة الرشيد.
قلت: أحمد بْن محمد شيخ ابن مَخْلَد لَيْسَ بمشهور.
456-
أبو عبيدة العُصْفُريّ [1] .
شيخ بَصْريّ، اسمه إسماعيل بْن سِنان.
روى عَنْ عكرمة بْن عمّار، وغيره.
وعنه: أبو حفص الفلّاس، وأبو قلابة الرَّقَاشيّ.
قَالَ أبو حاتم الرّازيّ [2] : ما بحديثه بأس.
457-
وأبو عبيدة اللُّغَويّ.
مَعْمَر. مرّ.
458-
أبو عَمْرو الشَّيْبانيّ النَّحْويّ.
إِسْحَاق بْن مرّار.
تقدّم.
459-
أبو عيسى بْن هارون الرشيد بْن محمد المهديّ بْن المنصور العبّاسيّ الأمير [3] .
واسمه محمد، وأمُّه أمّ ولد.
[1] انظر عن (أبي عبيدة العصفري) في:
التاريخ الكبير للبخاريّ 1/ 358، 359 رقم 1134، والكنى والأسماء للدولابي 2/ 73، والجرح والتعديل 2/ 176 رقم 592، والثقات لابن حبّان 6/ 39.
[2]
في الجرح والتعديل 2/ 176.
[3]
انظر عن (أبي عيسى بن هارون الرشيد) في:
تاريخ خليفة 472 و 473، والمعارف لابن قتيبة 383، وبغداد لابن طيفور 67 و 90 و 180، وتاريخ الطبري 8/ 596، والكامل في التاريخ 6/ 358 و 385، ومختصر التاريخ لابن الكازروني 127، والعيون والحدائق 3/ 319 و 343، وخلاصة الذهب المسبوك 112، والفرج بعد الشدّة للتنوخي 2/ 399 و 3/ 337، 338، والأغانيّ 5/ 383، و 10/ 186- 192، وأدب الكتّاب للصولي 151، 152، والأوراق للصولي (أشعار أولاد الخلفاء 88، 89) .
ولي إمرة الكوفة سنة أربعٍ ومائتين، وحجّ بالنّاس سنة سبْعٍ، وكان موصوفًا بحُسْن الصّورة، وكمال الظرف، وله أدب وشعر جيد.
قَالَ الصُّوليّ [1] : حدَّثني عَبْد اللَّه بْن المعتز قَالَ: كَانَ أبو عيسى ابن الرشيد أديبًا ظريفًا، إذا عمل بيتين أو ثلاثة جوَّدَها.
فمن شعره:
لساني كتوم لأسراركم
…
ودمعي نَمُوم بسِرّي مُذيعُ
فلولا دموعي كَتَمْتُ الهوى
…
ولولا الهوى لم تكن لي دموع
وقال شيخ بْن حاتم العُكْليّ: ثنا إِبْرَاهِيم بْن محمد قَالَ: انتهى جمال ولد الخلافة إلى أولاد الرشيد. كان فيهم الأمين، وأبو عيسى. لم ير الناس أجمل منه قط. كان إذا أراد الركوب جلس له الناس حتى يروه أكثر مما يجلسون للخلفاء [2] .
وقال الغلابي: ثنا يعقوب بْن جعفر قَالَ: قَالَ الرشيد لابنه أَبِي عيسى وهو صبيّ: ليت جمالك لعبد اللَّه، يعني المأمون.
فقال: عَلَى أنّ حظَّه لي.
فعجب من جوابه عَلَى صغره، وضمّه إِلَيْهِ وقبّله [3] .
وقيل إنّ المأمون كلّم أخاه أبا عيسى بشيء فأخجله فقال:
يكلّمني ويَعْبَثُ بالْبَنَان
…
من التشويش مُنْكَسِر اللّسان
وقد لعِب الحياءُ بِوَجْنَتَيْه
…
فصار بياضُها كالأُرْجُوان
وقال الصُّوليّ: ثنا الحُسين بْن فهم قَالَ: لما قَالَ أبو عيسى بْن الرشيد:
دهاني شهر الصَّوْمِ لا كَانَ من شَهْرِ
…
ولا صُمْتُ شَهْرًا بعده آخِر الدَّهرِ
ولو كَانَ يُعْديني الإمامُ بقُدْرةٍ
…
على الشّهر لاستعديت جهدي على الشهر
[1] في أشعار أولاد الخلفاء 88.
[2]
الأغاني 10/ 187.
[3]
الأغاني 10/ 188.
فناله بعقب هذا صَرْعٌ. فكان يُصْرَع في اليوم مرّاتٍ حتّى مات، ولم يبلغ رمضانًا آخر [1] .
وقال محمد بْن عبّاد المُهَلّبيّ: كَانَ المأمون قد أهّل أخاه أبا عيسى للخلافة بعده.
وكان يَقُولُ: ما أجزع من قرب المنيّة حقّ الجزع لبلوغ أَبِي عيسى ما لعلّه يشتهيه.
وكان أبو عيسى ممّن لم يُرَ قط أجمل منه، فمات. فدخلت للتعزية، فنبذت عمامتي وجعلتها ورائي، لأنّ الخلفاء لا تُعزّى في العمائم، فقال المأمون: يا محمد حال الْقَدَرُ دون الوَطَرُ [2] ، وأَلْوَتِ المَنِيَّة بالأُمْنية.
وكان المأمون يعرّفني ما لَهُ عنده وعزّمه فيه، فقلت:
يا أمير المؤمنين كل مصيبة أخطأتْك تَهُون، فجعل اللَّه الحزن لك لا عليك [3] .
قَالَ صاحب «الأغاني» أبو الفَرَج [4] : حدَّثني ابن أَبِي سعْد الورّاق: حدَّثني محمد بْن عَبْد اللَّه بْن طاهر: حدَّثني أَبِي قَالَ: قَالَ أحمد بْن أَبِي داود: دخلت عَلَى المأمون في أول صحبتي إيّاه، وقد تُوُفّي أخوه أبو عيسى، وكان لَهُ مُحِبًّا، وهو يبكي ويتمثل:
سأبكيك ما فاضت دموعي فإن تغض
…
فحسبك مني ما تحن الجوانح
كأنْ لم يَمُتْ حيٌّ سواك ولم تُقَم [5]
…
عَلَى أحدٍ إلّا عليك النوائح
وقالت عَرِيبُ:
كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر
…
وليس لعين لم يفض ماؤها عذر
[1] الأغاني 10/ 188.
[2]
حتى هنا في الأغاني 10/ 190.
[3]
الأغاني 10/ 190.
[4]
في الأغاني 10/ 191.
[5]
في الأغاني: «ولم تنح» .
كأن بني العبّاس يوم وفاته
…
نجوم سماءٍ خرّ من بينها البدر
فبكى المأمون وبكينا، ثم قَالَ لها: نُوحي.
فناحت، وردّ عليها الجواري، فبكينا أحرقَ بكاء، وبكى المأمون حتّى قلت قد جادت نفسه [1] .
وقال هبة اللَّه بْن إِبْرَاهِيم بْن المهديّ: مات أبو عيسى سنة تسع ومائتين، ونزل في قبره المأمون، وامتنع من الطعام أيّامًا [2] .
وقال الصُّوليّ: كَانَ أبو عيسى يُسمّى أحمد أيضًا، وكانت أمّه بربريّة، وله جماعة إخوة اسمهم محمد سوى الأمين وسوى صاحب الترجمة، وهم: أبو عليّ محمد: تُوُفّي سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
وأبو العبّاس محمد: مات سنة خمس وأربعين ومائتين، وكان أعمى القلب مغفَّلًا.
وأبو أحمد محمد: وكان طريفًا نديمًا فاضلًا، تُوُفّي [سنة] أربعٍ وخمسين، وهو آخر من مات من إخوته.
وأبو سليمان محمد: سمّاه ابن جرير الطَّبَريّ.
وأبو أيّوب محمد: وكان أديبًا شاعرًا.
وأبو يعقوب محمد. وكلّهم أولاد إماء. وهذا الأخير مات سنة ثلاث وعشرين، وسأترجم لأبي العبّاس، ولأبي أحمد إنّ شاء اللَّه تعالى.
460-
أبو يوسف الأعشى الكوفيّ [3] .
واسمه يعقوب بْن محمد بْن خليفة المقرئ. أحد الكبار.
قرأ عَلَى: أَبِي بَكْر بْن عيّاش.
وتصدّر للإقراء مدّة، فقرأ عَلَيْهِ: أبو جعفر محمد بْن غالب الصّيرفيّ،
[1] الأغاني 10/ 192.
[2]
الأغاني 10/ 192.
[3]
انظر عن (أبي يوسف الأعشى) في:
معرفة القراء الكبار 1/ 159 رقم 66، وغاية النهاية 2/ 390 رقم 3897.
ومحمد بْن حبيب الشمّونيّ.
وأخذ عَنْهُ الحروف: محمد بْن إِبْرَاهِيم الخواص، ومحمد بْن خَلَف التَّيْميّ، وأحمد بْن جُبَيْر، وعُبَيْد بْن نُعَيْم، وعَمْرو بْن الصّبّاح، وخلف بْن هشام البزّار، وطائفة سواهم.
قال أبو بَكْر النّقّاش: كَانَ أبو يوسف الأعشى صاحب قرآن وفرائض، ولست أقدم عَلَيْهِ أحدًا في القراءة عَلَى أَبِي بَكْر، ولا أقدّم في رواية الحروف أحدًا عَلَى يحيى بْن آدم، عَنْ أَبِي بَكْر [1] .
قَالَ أبو العبّاس بْن عُقْدة: ثنا القاسم بْن أحمد، أَنَا الشمونيّ، عَنْ أَبِي يوسف الأعشى قَالَ: قَالَ لي أبو بَكْر: يا أبا يوسف أَنَا أصلي خلف إمام بني السيد وهو يقرأ قراءة حمزة، فقد شككني في بعض الحروف التي أقرأها.
فاعرض علي عرضة تكون لك أحفظها عنك.
قال: فقعد له في أصحاب الشعر، فقرأ، واجتمع الناس حوله يكتبون الحروف [2] ، والله أعلم [3] .
[1] غاية النهاية 2/ 390.
[2]
معرفة القرّاء الكبار 1/ 159.
[3]
لم يؤرّخ وفاته، لا هنا ولا في معرفة القرّاء، وقال ابن الجزريّ:«لم أر أحدا أرّخ وفاته، وعندي أنه توفي في حدود المائتين» . (غاية النهاية 2/ 390) .
(بعون الله تعالى وتوفيقه تمّ إنجاز تحقيق هذا الجزء من «تاريخ الإسلام» للحافظ الذهبي، وضبط نصّه، وتخريج أحاديثه، والإحالة إلى مصادره، وتوثيق أخباره وتراجمه، على يد طالب العلم وخادمه الحاج الأستاذ الدكتور «أبو غازي عمر عبد السلام تدمري» الطرابلسي مولدا وموطنا، أستاذ التاريخ الإسلامي في الجامعة اللبنانية، وذلك في مساء يوم السبت السابع من شهر رجب الفرد سنة 1410 هـ. / الموافق الثالث من شهر شباط (فبراير) 1990 م.، في منزله بساحة النجمة بمدينة طرابلس الشام، حرسها الله، والحمد للَّه وحده) .