الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَبْرُ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ السَّائِبِ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَدِّي قَالَ: " لَمَّا حَفَرَ عَقِيلُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي دَارِهِ بِئْرًا وَقَعَ عَلَى حَجَرٍ مَنْقُوشٍ مَكْتُوبٌ فِيهِ: قَبْرُ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ صَخْرِ بْنِ حَرْبٍ، فَدَفَنَ عَقِيلٌ الْبِئْرَ، وَبَنَى عَلَيْهِ بَيْتًا. قَالَ يَزِيدُ بْنُ السَّائِبِ: فَدَخَلْتُ ذَلِكَ الْبَيْتَ فَرَأَيْتُ فِيهِ ذَلِكَ الْقَبْرَ "
قَبْرُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ مَنْ، يَذْكُرُ، أَنَّ قَبْرَ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها بِالْبَقِيعِ، حَيْثُ دُفِنَ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَرِيبًا مِنْ مَوْضِعِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَّهُ كَانَ حَفَرَ فَوَجَدَ عَلَى ثَمَانِي أَذْرُعٍ
حَجَرًا مَكْسُورًا مَكْتُوبًا فِي بَعْضِهِ: أُمُّ سَلَمَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَبِذَلِكَ عَرَفَ أَنَّهُ قَبْرُهَا. وَقَدْ أَمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ أَهْلَهُ أَنْ يَدْفِنُوهُ فِي ذَلِكَ الْقَبْرِ بِعَيْنِهِ، وَأَنْ يُحْفَرَ لَهُ عُمْقًا ثَمَانِيَ أَذْرُعٍ، فَحُفِرَ كَذَلِكَ وَدُفِنَ فِيهِ.
قبر ابراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم
وَمِمَّا وَجَدْتُهُ كُتِبَ عَنْ أَبِي غَسَّانَ، وَلَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ، وَذُكِرَ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ أَنْ يُدْفَنَ عِنْدَ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ، فَرَغِبَ النَّاسُ فِي الْبَقِيعِ، وَقَطَعُوا الشَّجَرَ، وَاخْتَارَتْ كُلُّ قَبِيلَةٍ نَاحِيَةً فَمِنْ هُنَاكَ عَرَفَتْ كُلُّ قَبِيلَةٍ مَقَابِرَهَا قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَكَانَ ابْنُ خَدِيجَةَ فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ أُمِّهِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ حَفَرَ لَهُ عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ الَّتِي بَيْنَ زُقَاقِ عَبْدِ الدَّارِ الَّتِي بَابُ دَارِهِمْ فِيهَا، وَبَيْنَ بَقِيعِ الْغَرْقَدِ الَّذِي يَتَدَافَنُ فِيهِ بَنُو هَاشِمٍ الْيَوْمَ، وَكَفَّنَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَنَزَلَ فِي قَبْرِهِ وَلَمْ يَنْزِلْ فِي قَبْرِ أَحَدٍ قَطُّ إِلَّا فِي خَمْسَةِ قُبُورٍ، مِنْهَا قُبُورُ ثَلَاثِ نِسْوَةٍ، وَقَبْرَا رَجُلَيْنِ، مِنْهَا قَبْرٌ بِمَكَّةَ، وَأَرْبَعَةٌ بِالْمَدِينَةِ: قَبْرُ خَدِيجَةَ زَوْجَتِهِ، وَقَبْرُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ الَّذِي يُقَالَ لَهُ: عَبْدُ اللَّهِ ذُو الْبِجَادَيْنِ، وَقَبْرُ أُمِّ رُومَانَ أُمِّ عَائِشَةَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، وَقَبْرُ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ أُمِّ عَلِيٍّ. فَأَمَّا ذُو الْبِجَادَيْنِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا أَقْبَلَ
مُهَاجِرًا إِلَى الْمَدِينَةِ وَسَلَكَ ثَنِيَّةَ الْغَابِرِ وَعُرَتْ عَلَيْهِ الطَّرِيقُ وَغَلُظَتْ، فَأَبْصَرَهُ ذُو الْبِجَادَيْنِ فَقَالَ لِأَبِيهِ: دَعْنِي أَدُلُّهُمْ عَلَى الطَّرِيقِ، فَأَبَى، وَنَزَعَ ثِيَابَهُ فَتَرَكَهُ عُرْيَانًا، فَاتَّخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بِجَادًا مِنْ شَعَرٍ فَطَرَحَهُ عَلَى عَوْرَتِهِ، ثُمَّ عَدَا نَحْوَهُمْ فَأَخَذَ بِزِمَامِ رَاحِلَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنْشَأَ يَرْجُزُ وَيَقُولُ:
[البحر الرجز]
هَذَا أَبُو الْقَاسِمِ فَاسْتَقِيمِي
تَعَرَّضِي مَدَارِجًا وَسُومِي
تَعَرُّضَ الْجَوْزَاءِ لِلنُّجُومِ
قَالَ: وَقَدْ رَوَى عَبْدُ الْعَزِيزِ هَذِهِ الْأَبْيَاتِ لِيَسَارٍ غُلَامِ بُرَيْدَةَ بْنِ الْخَصِيبِ، فَإِمَّا أَنْ تَكُونَ لِأَحَدِهِمَا وَتَمَثَّلَ بِهَا الْآخَرُ، وَإِمَّا أَنْ تَكُونَ لِغَيْرِهِمَا وَتَمَثَّلَا بِهَا جَمِيعًا. وَكَانَ عَبْدُ الْعَزِيزِ كَثِيرَ الْغَلَطِ فِي حَدِيثِهِ؛ لِأَنَّهُ أَحْرَقَ كُتُبَهُ، فَإِنَّمَا كَانَ يُحَدِّثُ بِحِفْظِهِ. قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ اشْتَكَى ذُو الْبِجَادَيْنِ، فَمَرَّضَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ هَلَكَ، فَكَفَّنَهُ وَصَلَّى عَلَيْهِ، وَدَخَلَ فِي قَبْرِهِ
وَأَمَّا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ أُمُّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، فَإِنَّ عَبْدَ الْعَزِيزِ حَدَّثَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ذُبْيَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: " لَمَّا اسْتَقَرَّ بِفَاطِمَةَ، وَعَلِمَ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِذَا تُوُفِّيَتْ فَأَعْلِمُونِي» ، فَلَمَّا تُوُفِّيَتْ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَمَرَ بِقَبْرِهَا فَحُفِرَ فِي مَوْضِعِ الْمَسْجِدِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ الْيَوْمَ: قَبْرُ فَاطِمَةَ، ثُمَّ لَحَدَ لَهَا
⦗ص: 124⦘
لَحْدًا، وَلَمْ يَضْرَحْ لَهَا ضَرِيحًا، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ نَزَلَ فَاضْطَجَعَ فِي اللَّحْدِ وَقَرَأَ فِيهِ الْقُرْآنَ، ثُمَّ نَزَعَ قَمِيصَهُ، فَأَمَرَ أَنْ تُكَفَّنَ فِيهِ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهَا عِنْدَ قَبْرِهَا فَكَبَّرَ تِسْعًا وَقَالَ: " مَا أُعْفِيَ أَحَدٌ مِنْ ضَغْطَةِ الْقَبْرِ إِلَّا فَاطِمَةُ بِنْتُ أَسَدٍ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَا الْقَاسِمُ؟ قَالَ:«وَلَا إِبْرَاهِيمُ» . وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ أَصْغَرَهُمَا
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَطَّارُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: - وَلَمْ يَدْعُهُ قَطُّ إِلَّا أَبَاهُ، وَهُوَ جَدُّهُ - قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ أَتَى آتٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمَّ عَلِيٍّ وَجَعْفَرٍ وَعَقِيلٍ قَدْ مَاتَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«قُومُوا بِنَا إِلَى أُمِّي» . فَقُمْنَا وَكَأَنَّ عَلَى رُءُوسِ مَنْ مَعَهُ الطَّيْرَ، فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْبَابِ نَزَعَ قَمِيصَهُ فَقَالَ:«إِذَا غَسَّلْتُمُوهَا فَأَشْعِرُوهَا إِيَّاهُ تَحْتَ أَكْفَانِهَا» . فَلَمَّا خَرَجُوا بِهِا جَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّةً يَحْمِلُ، وَمَرَّةً يَتَقَدَّمُ، وَمَرَّةً يَتَأَخَّرُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ، فَتَمَعَّكَ فِي اللَّحْدِ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ:«أَدْخِلُوهَا بِاسْمِ اللَّهِ، وَعَلَى اسْمِ اللَّهِ» . فَلَمَّا أَنْ دَفَنُوهَا قَامَ قَائِمًا فَقَالَ: «جَزَاكِ اللَّهُ مِنْ أُمِّ وَرَبِيبَةٍ خَيْرًا، فَنِعْمَ الْأُمُّ، وَنِعْمَ الرَّبِيبَةُ كُنْتِ لِي» . قَالَ: فَقُلْنَا لَهُ، أَوْ قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ صَنَعْتَ شَيْئَيْنِ مَا رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ مِثْلَهُمَا قَطُّ قَالَ:«مَا هُوَ؟» قُلْنَا: بِنَزْعِكَ قَمِيصَكَ، وَتَمَعُّكِكَ فِي اللَّحْدِ قَالَ:«أَمَّا قَمِيصِي فَأَرَدْتُ أَلَّا تَمَسَّهَا النَّارُ أَبَدًا إِنْ شَاءُ اللَّهُ، وَأَمَّا تَمَعُّكِي فِي اللَّحْدِ فَأَرَدْتُ أَنْ يُوَسِّعَ اللَّهُ عَلَيْهَا قَبْرَهَا»