الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَبْرُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: دُفِنَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ قَبْرِ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ فِي أَوَّلِ مَقَابِرِ بَنِي هَاشِمٍ الَّتِي فِي دَارِ عَقِيلٍ. فَيُقَالُ: إِنَّ ذَلِكَ الْمَسْجِدَ بُنِيَ قُبَالَةَ قَبْرِهِ. قَالَ: وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: دُفِنَ فِي مَوْقِعٍ مِنَ الْبَقِيعِ مُتَوَسِّطًا
قُبُورُ بَنِي هَاشِمٍ
قَبْرُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ رضي الله عنه قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: بَلَغَنِي أَنَّ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَأَى أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ رضي الله عنه يَجُولُ بَيْنَ الْمَقَابِرِ فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ عَمِّ، مَا لِي أَرَاكَ هَاهُنَا؟ قَالَ: أَطْلُبُ مَوْضِعَ قَبْرٍ، فَأَدْخَلَهُ دَارَهُ، وَأَمَرَ بِقَبْرٍ فَحُفِرَ فِي قَاعَتِهَا، فَقَعَدَ عَلَيْهِ أَبُو
سُفْيَانَ سَاعَةً ثُمَّ انْصَرَفَ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا يَوْمَيْنِ حَتَّى تُوُفِّيَ، فَدُفِنَ فِيهِ
قَبْرُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ رضي الله عنهما
حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ، وَأَبُو غَسَّانَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ
⦗ص: 128⦘
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْجَمُوحِ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ الْأَنْصَارِيَّيْنِ، ثُمَّ السُّلَمِيَّيْنِ، كَانَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، وَكَانَا مِمَّنِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ أُحُدٍ، وَكَانَ قَبْرُهُمَا مِمَّا يَلِي السَّيْلَ، فَحُفِرَ عَنْهُمَا لِيُغَيَّرَا مِنْ مَكَانِهِمَا، فَوُجِدَا لَمْ يَتَغَيَّرَا كَأَنَّمَا مَاتَا بِالْأَمْسِ، وَكَانَ أَحَدُهُمَا قَدْ جُرِحَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى جُرْحِهِ، فَدُفِنَ وَهُوَ كَذَلِكَ، فَأُمِيطَتْ يَدُهُ عَنْ جُرْحِهِ ثُمَّ أُرْسِلَتْ، فَرَجَعَتْ كَمَا كَانَتْ. وَكَانَ بَيْنَ يَوْمِ أُحُدٍ وَيَوْمَ حُفِرَ عَنْهُمَا سِتٌّ وَأَرْبَعُونَ سَنَةً "
حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ: «أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْجَمُوحِ، وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو، كُفِّنَا فِي كَفَنٍ وَاحِدٍ وَقَبْرٍ وَاحِدٍ»
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ:«دُفِنَ مَعَ أَبِي رَجُلٌ يَوْمَ أُحُدٍ فِي الْقَبْرِ، فَلَمْ تَطِبْ نَفْسِي حَتَّى أَخْرَجْتُهُ فَدَفَنْتُهُ عَلَى حِدَةٍ»
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ
⦗ص: 129⦘
قَالَ: قَالَ حَيْوَةَ: أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ، أَنَّ يَحْيَى بْنَ النَّضْرِ، حَدَّثَهُ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّهُ حَضَرَ ذَلِكَ قَالَ: أَتَى عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلْتُ حَتَّى أُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، تُرَانِي أَمْشِي بِرِجْلِي هَذِهِ فِي الْجَنَّةِ؟ قَالَ:«نَعَمْ» ، وَكَانَتْ عَرْجَاءَ، فَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ هُوَ وَابْنُ أَخِيهِ وَمَوْلًى لَهُمَا، فَمَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:«كَأَنِّي أَرَاكَ تَمْشِي بِرِجْلِكَ هَذِهِ صَحِيحَةً فِي الْجَنَّةِ» ، وَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِهِمَا وَبِمَوْلَاهُمَا فَجُعِلُوا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ " قَالَ أَبُو غَسَّانَ: قَالَ الْوَاقِدِيُّ: مَعَ عَمْرٍو فِي الْقَبْرِ خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ، وَسَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ، وَالنُّعْمَانُ بْنُ مَالِكٍ، وَعَبْدُ بْنُ الْحَسْحَاسِ. قَالَ أَبُو غَسَّانَ: " وَقَبْرُهُمْ مِمَّا يَلِي الْمَغْرِبَ عَنْ قَبْرِ حَمْزَةَ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَبْرِ حَمْزَةَ نَحْوٌ مِنْ خَمْسِمِائَةِ ذِرَاعٍ
قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سُهَيْلٍ الْعَجْلَانِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عِمْرَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «نَقَلْنَا عَبْدَ اللَّهِ
⦗ص: 130⦘
بْنَ سَلَمَةَ وَالْمُجَذَّرَ بْنَ زِيَادٍ، فَدَفَنَّاهُمَا بِقُبَاءٍ» قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ أَنَّ رَافِعَ بْنَ مَالِكٍ الزُّرَقِيَّ، قُتِلَ بِأُحُدٍ، فَدُفِنَ فِي بَنِي زُرَيْقٍ. قَالَ: قِيلَ: إِنَّ مَوْضِعَ قَبْرِهِ الْيَوْمَ فِي دَارِ آلِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ الَّتِي فِي بَنِي زُرَيْقٍ فِي كُتَّابِ عُرْوَةَ، صَارَتْ لِلْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ
قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، عَنْ رَبِيحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ:«أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ نُقِلَ مِنْ شُهَدَاءِ أُحُدٍ إِلَى الْمَدِينَةِ أَنْ يُدْفَنُوا حَيْثُ أُدْرِكُوا، فَأُدْرِكَ أَبِي مَالِكُ بْنُ سِنَانٍ عِنْدَ أَصْحَابِ الْعَبَاءِ، فَدُفِنَ» ثُمَّ قَالَ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: فَقَبْرُهُ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي عِنْدَ أَصْحَابِ الْعَبَاءِ فِي طَرَفِ الْحَنَّاطِينَ قَالَ أَبُو غَسَّانَ: أَمَّا مَا يُعْرَفُ الْيَوْمَ مِنْ قُبُورِ الشُّهَدَاءِ، فَقَبْرُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَهُوَ فِي عُدْوَةِ الْوَادِي الشَّامِيَّةِ مِمَّا يَلِي الْجَبَلَ، وَقَبْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَرَامٍ أَبِي جَابِرٍ، وَمَعَهُ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ، وَقَبْرُ سَهْلِ بْنِ قَيْسِ بْنِ أَبِي كَعْبِ بْنِ الْقَيْنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ سَوَّادٍ، مِنْ بَنِي سَلَمَةَ، وَهُوَ دُبُرُ قَبْرِ حَمْزَةَ شَامِيَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَبَلِ. قَالَ: فَأَمَّا الْقُبُورُ الَّتِي فِي الْحِظَارِ بِالْحِجَارَةِ بَيْنَ قَبْرِ حَمْزَةَ وَبَيْنَ الْجَبَلِ، فَإِنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّهَا قُبُورُ أَعْرَابٍ أُقْحِمُوا زَمَنَ خَالِدٍ؛ إِذْ كَانَ عَلَى الْمَدِينَةِ
، فَمَاتُوا هُنَاكَ، فَدَفَنَهُمْ سُؤَّالٌ كَانُوا يَسْأَلُونَ عَنْ قُبُورِ الشُّهَدَاءِ. قَالَ: وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: هُمْ مَاتُوا زَمَنَ الرَّمَادَةِ
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ: جَاءَتِ الْأَنْصَارُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَصَابَنَا قَرْحٌ وَجَهْدٌ، فَكَيْفَ تَأْمُرُ؟ فَقَالَ:«احْفُرُوا وَأَوْسِعُوا وَاجْعَلُوا الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ فِي الْقَبْرِ» ، قَالُوا: فَأَيُّهُمْ نُقَدِّمُ؟ قَالَ: «أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا» قَالَ: فَقُدِّمَ أَبِي عَامِرٌ بَيْنَ يَدَيِ اثْنَيْنِ أَوْ وَاحِدٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَكُلٌّ قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ "
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: شُكِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شِدَّةُ الْجِرَاحِ يَوْمَ أُحُدٍ فَقَالَ: «احْفُرُوا وَأَوْسِعُوا وَأَحْسِنُوا وَادْفِنُوا فِي الْقَبْرِ الِاثْنَيْنِ وَالثَّلَاثَةَ، وَقَدِّمُوا أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا» قَالَ: فَقَدَّمُوا أَبِي بَيْنَ يَدَيْ رَجُلَيْنِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ جَابِرٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ:«رَأَيْتُ قُبُورَ شُهَدَاءِ أُحُدٍ وَهِيَ جُثًي يَهْتَزُّ عَلَيْهَا النَّضْرُ، يَعْنِي النَّبْتَ»
قَالَ أَبُو غَسَّانَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ مُوسَى بْنِ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيِّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ، " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْتِي قُبُورَ الشُّهَدَاءِ بِأُحُدٍ عَلَى رَأْسِ كُلِّ حَوْلٍ فَيَقُولُ:{سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد: 24] قَالَ: وَجَاءَهَا أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ رضي الله عنهم، فَلَمَّا قَدِمَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ حَاجًّا جَاءَهُمْ قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا وَاجَهَ الشِّعْبَ قَالَ: «سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم كَانَتْ تَزُورُ قَبْرَ حَمْزَةَ رضي الله عنه، تَرُمُّهُ وَتُصْلِحُهُ، وَقَدْ تَعَلَّمَتْهُ بِحَجَرٍ "
حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُرْوَةَ، عَنْ رَجُلٍ، حَدَّثَهُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّهُ قَالَ:«مَنْ مَرَّ عَلَى هَؤُلَاءِ الشُّهَدَاءِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ لَمْ يَزَالُوا يَرُدُّونَ عَلَيْهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»