المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌دور عبد بن قصي اتخذ طليب بن كثير بن عبد بن قصي دارا في زقاق الصفارين، فورثها أبو كثير بن زيد بن كثير بن عبد بن قصي، ثم خرجت من أيديهم - تاريخ المدينة لابن شبة - جـ ١

[ابن شبة]

فهرس الكتاب

- ‌مُقَدِّمَةٌ. . . . . قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ كَانَ إِذَا احْتُضِرَ مِنَّا الْمَيِّتُ آذَنَّا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَحَضَرَهُ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ، حَتَّى إِذَا قُبِضَ انْصَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ مَوْتَ جَابِرٍ، فَرُبَّمَا طَالَ حَبْسُ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ

- ‌بَابُ ذِكْرِ مَقَامِ جِبْرِيلَ عليه السلام قَالَ أَبُو غَسَّانَ: عَلَامَةُ مَقَامِ جِبْرِيلَ عليه السلام الَّذِي يُعْرَفُ بِهَا الْيَوْمَ، أَنَّكَ تَخْرُجُ مِنَ الْبَابِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: بَابُ آلِ عُثْمَانَ، فَتَرَى عَلَى يَمِينِكَ إِذَا خَرَجْتَ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ عَلَى ثَلَاثِ أَذْرُعٍ وَشِبْرٍ، وَهُوَ مِنَ الْأَرْضِ عَلَى نَحْوٍ مِنْ ذِرَاعٍ وَشِبْرٍ حَجَرًا أَكْبَرَ مِنَ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقَصَصِ وَالْقَاصِّ وَجَمْعِ الصُّحُفِ

- ‌ذِكْرُ الْقَصَصِ

- ‌ذِكْرُ الْبَلَاطِ الَّذِي حَوْلَ الْمَسْجِدِ

- ‌ذِكْرُ الْمَرْمَرِ الَّذِي بَيْنَ يَدَيِ الْمِنْبَرِ

- ‌ذِكْرُ الْبُزَاقِ فِي الْمَسْجِدِ وَسَبَبِ مَا جُعِلَ فِيهِ الْخَلُوقُ

- ‌مَا كُرِهَ مِنْ رَفْعِ الصَّوْتِ، وَإِنْشَادِ الضَّالَّةِ، وَالْبَيْعِ وَالشِّرَى فِي الْمَسْجِدِ

- ‌بَابُ كَرَاهِيَةِ النَّوْمِ فِي الْمَسْجِدِ

- ‌بَابُ الرُّخْصَةِ فِي النَّوْمِ فِيهِ

- ‌ذِكْرُ الْمَسَاجِدِ وَالْمَوَاضِعِ الَّتِي صَلَّى فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌ذِكْرُ الْمَسَاجِدِ الَّتِي يُقَالُ إِنَّهُ صَلَّى فِيهَا، وَيُقَالُ إِنَّهُ لَمْ يُصَلِّ فِيهَا

- ‌مَا جَاءَ فِي جَبَلِ أُحُدٍ

- ‌مَا ذُكِرَ فِي مَقْبَرَةِ الْبَقِيعِ وَبَنِي سَلَمَةَ وَالدُّعَاءِ هُنَاكَ

- ‌ذِكْرُ مَوَاضِعِ قُبُورِ وَلَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَصْحَابِهِ وَأَسْلَافِ الْمُسْلِمِينَ

- ‌قَبْرٌ فِيهِ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ رضي الله عنهما

- ‌مُتَوَفَّى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها

- ‌قَبْرُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهما

- ‌قَبْرُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ

- ‌قَبْرُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه

- ‌قَبْرُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه

- ‌قَبْرُ أَبِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌قَبْرُ آمِنَةَ أُمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌قَبْرُ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها

- ‌قَبْرُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ مَنْ، يَذْكُرُ، أَنَّ قَبْرَ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها بِالْبَقِيعِ، حَيْثُ دُفِنَ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَرِيبًا مِنْ مَوْضِعِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَّهُ كَانَ حَفَرَ فَوَجَدَ عَلَى ثَمَانِي أَذْرُعٍ

- ‌قَبْرُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ رضي الله عنه قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: أُصِيبَ سَعْدٌ رضي الله عنه يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَدَعَا، فَحَبَسَ اللَّهُ عَنْهُ الدَّمَ حَتَّى حَكَمَ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ، ثُمَّ انْفَجَرَ كُلُّهُ، فَمَاتَ فِي مَنْزِلِهِ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَحَدَ لَهُ فِي طَرَفِ الزُّقَاقِ الَّذِي بِلِزْقِ

- ‌قَبْرُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه

- ‌قَبْرُ صَفِيَّةَ بْنِتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنها قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: تُوُفِّيَتْ صَفِيَّةُ فَدُفِنَتْ فِي آخِرِ الزُّقَاقِ الَّذِي يَخْرُجُ إِلَى الْبَقِيعِ عِنْدَ بَابِ الدَّارِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ الَّتِي أَقْطَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنهما، لَازِقًا بِجِدَارِ الدَّارِ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: فَبَلَغَنِي أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ

- ‌قَبْرُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: دُفِنَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ قَبْرِ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ فِي أَوَّلِ مَقَابِرِ بَنِي هَاشِمٍ الَّتِي فِي دَارِ عَقِيلٍ. فَيُقَالُ: إِنَّ ذَلِكَ الْمَسْجِدَ بُنِيَ قُبَالَةَ قَبْرِهِ. قَالَ: وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: دُفِنَ فِي مَوْقِعٍ مِنَ الْبَقِيعِ مُتَوَسِّطًا

- ‌قُبُورُ بَنِي هَاشِمٍ

- ‌قَبْرُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ رضي الله عنه قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: بَلَغَنِي أَنَّ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَأَى أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ رضي الله عنه يَجُولُ بَيْنَ الْمَقَابِرِ فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ عَمِّ، مَا لِي أَرَاكَ هَاهُنَا؟ قَالَ: أَطْلُبُ مَوْضِعَ قَبْرٍ، فَأَدْخَلَهُ دَارَهُ، وَأَمَرَ بِقَبْرٍ فَحُفِرَ فِي قَاعَتِهَا، فَقَعَدَ عَلَيْهِ أَبُو

- ‌قَبْرُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ رضي الله عنهما

- ‌مَا جَاءَ فِي مُصَلَّى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْأَعْيَادِ

- ‌مَا جَاءَ فِي الْحَرْبَةِ الَّتِي يُمْشَى بِهَا فِي الْعِيدَيْنِ بَيْنَ يَدَيِ الْوُلَاةِ

- ‌مَا كَانَ يَفْعَلُهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاةِ الِاسْتِسْقَاءِ

- ‌ذِكْرُ بِئْرِ رُومَةَ، وَهِيَ فِي الْعَقِيقِ

- ‌مَا جَاءَ فِي النَّقِيعِ

- ‌مَا جَاءَ فِي الْبِئَارِ الَّتِي يُسْتَقَى مِنْهَا

- ‌مَا جَاءَ فِي أَسْمَاءِ الْمَدِينَةِ

- ‌ذِكْرُ أَوْدِيَةِ الْمَدِينَةِ وَمَا حَوْلَهَا وَحُدُودِهَا وَمُجْتَمَعِ مِيَاهِهَا وَمَغَايِضِهَا

- ‌بُطْحَانُ

- ‌ذِكْرُ آبَارِ الْمَدِينَةِ قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَمِنْ آبَارِ الْمَدِينَةِ: بِئْرٌ بِالْحَرَّانِيَّةِ يُقَالُ لَهَا: الْحَفِيرُ، يَصُبُّ فِيهَا سَيْلُ مُذَيْنِبٍ، وَرُبَّمَا صُرِفَ إِلَيْهَا سَيْلُ مَهْزُورٍ إِذَا طَغَى وَخِيفَ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَيُصَبُّ فِيهَا هُوَ وَمُذَيْنِبٍ. وَبِئْرٌ يُقَالُ لَهَا الْبُوَيْرِمَةُ، لِبَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. وَبِئْرٌ يُقَالُ لَهَا الْهَجِيرُ

- ‌مَا جَاءَ فِي أَمْوَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَصَدَقَاتِهِ وَنَفَقَاتِهِ بِالْمَدِينَةِ وَأَعْرَاضِهَا

- ‌أَمْرُ خَيْبَرَ

- ‌خَبَرُ فَدَكٍ

- ‌ذِكْرُ فَاطِمَةَ وَالْعَبَّاسِ وَعَلِيٍّ رضي الله عنه، وَطَلَبِ مِيرَاثِهِمْ مِنْ تَرِكَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌خُصُومَةُ عَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ رضي الله عنهما إِلَى عُمَرَ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ صَدَقَاتِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَغَيْرِهِمْ

- ‌صَدَقَةُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه قَالَ أَبُو غَسَّانَ: تَصَدَّقَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه بِحِلٍّ لَهُ كَانَ بِيَنْبُعَ عَلَى عَيْنٍ يُقَالُ لَهَا: عَيْنُ جُسَّاسٍ، عَلَى شَرَابِ زَمْزَمَ، فَذَلِكَ الْحَقُّ يُقَالُ لَهُ: السِّقَايَةُ؛ لِأَنَّهُ تَصَدَّقَ بِهِ عَلَى زَمْزَمَ، وَهُوَ الثُّمُنُ مِنْ تِلْكَ الْعَيْنِ، وَهُوَ الْيَوْمَ بِيَدِ

- ‌صَدَقَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنهما وَتَصَدَّقَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنهما بِمَالٍ بِالصَّهْوَةِ، وَهُوَ مَوْضِعٌ بَيْنَ مَعْنٍ وَبِيرِ حَوْزَةَ عَلَى لَيْلَةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَتِلْكَ الصَّدَقَةُ بِيَدِ الْخَلِيفَةِ يُوَكِّلُ بِهَا

- ‌صَدَقَاتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌دُورُ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ اتَّخَذَ طُلَيْبُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ دَارًا فِي زُقَاقِ الصَّفَّارِينَ، فَوَرِثَهَا أَبُو كَثِيرِ بْنُ زَيْدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ، ثُمَّ خَرَجَتْ مِنْ أَيْدِيهِمْ

- ‌دُورُ بَنِي تَيْمٍ اتَّخَذَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه دَارًا إِلَى زُقَاقِ الْبَقِيعِ، قُبَالَةَ دَارِ عُثْمَانَ رضي الله عنه الصُّغْرَى. وَاتَّخَذَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه أَيْضًا مَنْزِلًا آخَرَ عِنْدَ الْمَسْجِدِ، وَهُوَ الْمَنْزِلُ الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سُدُّوا عَنِّي هَذِهِ الْأَبْوَابَ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ بَابِ أَبِي

- ‌دُورُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَاتَّخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنهما دَارَهُ الَّتِي فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ الْجَنَابِذِ، بَابُهَا شَارِعٌ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ، عَلَى يَمِينِ الذَّاهِبِ إِلَى مَسْجِدِهِمْ، تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ رضي الله عنه وَتَرْكَهَا مِيرَاثًا، فَتَجَاوَزَهَا وَلَدُهُ مِنْ بَعْدِهِ

- ‌دُورُ بَنِي جُمَحَ اتَّخَذَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ دَارَهُ الَّتِي فِي الصَّفَّارِينَ، وَهِيَ دَارُ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ، ثُمَّ نَاقَلَ بِهَا عُمَيْرٌ الْمُغِيرَةَ إِلَى الدَّارِ الَّتِي لِلْمُغِيرَةِ بِالْمُصَلَّى، الَّتِي تُدْعَى الْيَوْمَ دَارَ ابْنِ صَفْوَانَ، فَهِيَ الْيَوْمَ بِأَيْدِي آلِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ. وَاتَّخَذَ مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ الدَّارَ الَّتِي تُدْعَى دَارَ

- ‌دُورُ بَنِي سَهْمٍ اتَّخَذَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رضي الله عنه دَارَهُ الَّتِي بِالْبَلَاطِ بَيْنَ دَارِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَبَيْنَ الْكُتَّابِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: كُتَّابُ ابْنِ الْخَصِيبِ، فَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَى وَلَدِهِ، فَهِيَ بِأَيْدِيهِمْ صَدَقَةً. وَقَدْ كَانَ بَعْضُ وَلَدِهِ عَمَّرَ فِيهَا، حَدَّثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ

- ‌دُورُ بَنِي مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ اتَّخَذَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ وَهْبِ بْنِ خَالِدِ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ، أُخْتُ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ، دَارًا بَيْنَ دَارِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَبَيْنَ زُقَاقِ جَمَلٍ، بَاعَهَا وَرَثَتُهَا، فَهِيَ الْيَوْمَ بِيَدِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ

- ‌ذِكْرُ الدُّورِ الشَّوَارِعِ عَلَى مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْيَوْمَ مِنْهَا دَارُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُكَمِّلٍ الشَّارِعَةُ فِي رَحَبَةِ الْقَضَاءِ، وَهِيَ مِمَّا يُتَشَاءَمُ بِهِ؛ وَذَلِكَ مِمَّا نَشَأَ عَنْ بِنَائِهَا. وَمِنْ تِلْكَ الدُّورِ دَارُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما فِي الْقِبْلَةِ، وَقَدْ ذَكَرْنَا لَهَا قِصَّةً فِي دُورِ بَنِي عَدِيٍّ. ثُمَّ

- ‌مَحَالُّ الْقَبَائِلِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَنَزَلَ بَنُو غِفَارِ بْنِ مُلَيْلِ بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ كِنَانَةَ الْقَطِيعَةَ الَّتِي قَطَعَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَهِيَ مَا بَيْنَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ الَّتِي تُعْرَفُ بِدَارِ الْحِجَارَةِ بِالسُّوقِ، إِلَى زُقَاقِ ابْنِ حُبَيْنٍ، إِلَى دَارِ أَبِي سَبْرَةَ الَّتِي صَارَتْ لِخَالِدٍ مَوْلَى عُبَيْدِ

- ‌مَنَازِلُ أَسْلَمَ وَمَالِكِ ابْنَيْ أَفْصَى نَزَلَ بَنُو أَسْلَمَ وَمَالِكٍ ابْنَيْ أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مَنْزِلَيْنِ: فَنَزَلَتْ بَنُو مَالِكِ بْنِ أَفْصَى وَأُمَيَّةَ وَسَهْمِ ابْنَيْ أَسْلَمَ، مَا بَيْنَ خَطِّ زُقَاقِ ابْنِ حُبَيْنٍ مَوْلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، الشَّامِيُّ مِنْ زَاوِيَةِ يَقْصَانَ الَّتِي بِالسُّوقِ إِلَى خَطِّ جُهَينَةَ، إِلَى شَامِيِّ ثَنِيَّةِ

- ‌مَنَازِلُ مُزَيْنَةَ وَمَنْ حَلَّ مَعَهَا مِنْ قَيْسٍ وَنَزَلَ بَنُو هُدْبَةَ بْنِ لَاطِمِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرٍو، إِلَّا بَنِي عَامِرِ بْنِ ثَوْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ لَاطِمِ بْنِ عُثْمَانَ، وَعُثْمَانُ نَفْسُهُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: مُزَيْنَةُ، وَهِيَ أُمِّ مُزْنَةَ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ وَبَرَةَ، مَا بَيْنَ زَاوِيَةِ بَيْتِ الْقَرَوِيِّ الْمُطِلِّ عَلَى بُطْحَانَ الْغَرْبِيَّةِ، إِلَى زَاوِيَةِ

- ‌مَنَازِلُ جُهَيْنَةَ وَبَلِيٍّ نَزَلَتْ جُهَيْنَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ السُّودِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قُضَاعَةَ، وَبَلِيُّ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ، مَا بَيْنَ خَطِّ أَسْلَمَ الَّذِي بَيْنَ أَسْلَمَ وَجُهَيْنَةَ، إِلَى دَارِ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ السُّلَمِيِّ الْأَنْصَارِيِّ الَّتِي فِي بَنِي سَلَمَةَ، إِلَى الْجَبَلِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: جَبَلُ جُهَيْنَةَ، إِلَى يَمَانِيِّ ثَنِيَّةِ

- ‌مَنَازِلُ قَيْسٍ نَزَلَتْ أَشْجَعُ بْنُ رَيْثِ بْنِ غَطَفَانَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ غَيْلَانَ الشِّعْبَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: شِعْبُ أَشْجَعَ، وَهُوَ مَا بَيْنَ سَائِلَةِ أَشْجَعَ، إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، إِلَى جَوْفِ شِعْبِ سَلْعٍ، «وَخَرَجَ إِلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِأَحْمَالِ التَّمْرِ فَنَثَرَهُ لَهُمْ»

- ‌مَنَازِلُ بَنِي كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو وَإِخْوَانِهِمْ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَنَزَلَ بَنُو كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، مَا بَيْنَ يَمَانِيِّ بَنِي لَيْثِ بْنِ بَكْرٍ، إِلَى دَارِ شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ عَدِيِّ بْنِ عَمْرٍو، إِلَى مَوْضِعِ التَّمَّارِينَ بِالسُّوقِ، إِلَى زُقَاقِ الْجَلَّادِينَ الشَّارِعِ عَلَى الْمُصَلَّى يُمْنَةً وَيُسْرَةً إِلَى بُطْحَانَ، إِلَى زُقَاقِ

- ‌مَا جَاءَ فِي ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ وَسَبَبِ مَا سُمِّيَتْ بِهِ قَالَ أَبُو غَسَّانَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَامِرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ لَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ أَحَدٌ إِلَّا عَنْ طَرِيقٍ وَاحِدٍ مِنْ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، فَإِنْ لَمْ يُعَشِّرْ بِهَا مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ مِنْهَا، فَإِذَا وَقَفَ عَلَى الثَّنِيَّةِ قِيلَ: قَدْ وَدَّعَ، فَسُمِّيَتْ ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ

- ‌ذِكْرُ دَارِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الَّتِي كَانَ بَنَى، وَقَصْرِ خَلٍّ، وَقَصْرِ بَنِي جَدِيلَةَ قَالَ أَبُو غَسَّانَ: كَانَ الَّذِي هَاجَ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى بِنَاءِ دَارِهِ الَّتِي كَانَتْ بِالسُّوقِ، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ كَانَ خَالَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ وَلَّاهُ الْمَدِينَةَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ فَذَكَرَ أَنَّ

- ‌مَا جَاءَ فِيمَا يُخْرِجُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ مِنْهَا

- ‌ذِكْرُ حَرَسِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌ذِكْرُ أَسْوَاقِ الْمَدِينَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ وَذِكْرُ أَحْجَارِ الزَّيْتِ

- ‌ذِكْرُ أَحْجَارِ الزَّيْتِ

- ‌ذِكْرُ الْبَيْدَاءِ: بَيْدَاءِ الْمَدِينَةِ

- ‌خَبَرُ أَصْحَابِ الْإِفْكِ

- ‌خَبَرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولٍ

- ‌وَفَاةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولٍ

الفصل: ‌دور عبد بن قصي اتخذ طليب بن كثير بن عبد بن قصي دارا في زقاق الصفارين، فورثها أبو كثير بن زيد بن كثير بن عبد بن قصي، ثم خرجت من أيديهم

قَالَ أَبُو غَسَّانَ: حَدَّثَنَا الْوَاقِدِيُّ، عَنْ عِيسَى بْنِ مُحَمَّدٍ، مَوْلًى لِفَاطِمَةَ بِنْتِ عُبَيْدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، «أَنَّهُ حَبَسَ دَارَهُ لَا تُبَاعُ وَلَا تُوهَبُ وَلَا تُورَثُ» وَاتَّخَذَ هَبَّارُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْأَسَدِيُّ دَارًا بَيْنَ خُطَّةَ بَنِي نَصْرٍ وَبَيْنَ بَنِي زُرَيْقٍ، فَلَمْ تَزَلْ بِأَيْدِي وَلَدِهِ حَتَّى بَاعُوهَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادِ بْنِ سَمْعَانَ، فَهِيَ بِأَيْدِي وَلَدِهِ الْيَوْمَ. وَاتَّخَذَ نَوْفَلُ بْنُ عَدِيِّ بْنِ أَبِي حُبَيْسٍ دَارَيْنِ: إِحْدَاهُمَا الَّتِي بِالْبَلَاطِ عِنْدَ أَصْحَابِ الرَّبَاعِ، بَيْنَ دَارِ آلِ الْمُنْكَدِرِ التَّيْمِيِّينَ، وَبَيْنَ دَارِ أَبِي جَهْمٍ الْعَدَوِيِّينَ، فَهِيَ بِأَيْدِي آلِ نَوْفَلِ بْنِ عَدِيٍّ، وَالدَّارُ الْأُخْرَى فِي بَنِي زُرَيْقٍ وِجَاهَ الْكُتَّابِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: كُتَّابُ أَبِي ذِبَّانٍ، بَيْنَ مَنْزِلِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ الَّذِي صَارَ لِبَنِي عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، وَمِنْ حَدِّ الزُّقَاقِ الَّتِي عِنْدَ الْخَمَّارِينَ دُبُرُهَا دَارُ هَانِئٍ الَّتِي بِأَيْدِي آلِ جُبَيْرٍ. وَاتَّخَذَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَوَّامِ دَارَهُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ الرَّيَّانِ، وَلِدَارِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثَلَاثَةُ أَبْوَابٍ، مِنْهَا بَابٌ يُخْرِجُكَ إِلَى دَارِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيِّ، وَمِنْهَا بَابٌ عَلَى الْخَطِّ الْعَظِيمِ الَّذِي إِلَى بَقِيعِ الزُّبَيْرِ، وَمِنْهَا بَابٌ يُخْرِجُكَ إِلَى دَارِ آلِ سُرَاقَةَ الْعَدَوِيِّ، وَعَلَى دَارِ أَيُّوبَ بْنِ سَلَمَةَ الْمَخْزُومِيِّ وَهِيَ بِأَيْدِي وَلَدِهِ إِلَى الْيَوْمِ

ص: 231

‌دُورُ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ اتَّخَذَ طُلَيْبُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ دَارًا فِي زُقَاقِ الصَّفَّارِينَ، فَوَرِثَهَا أَبُو كَثِيرِ بْنُ زَيْدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ، ثُمَّ خَرَجَتْ مِنْ أَيْدِيهِمْ

ص: 231

دُورُ بَنِي زُهْرَةَ اتَّخَذَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ دُورًا، فَدَخَلَ مِنْهَا فِي الْمَسْجِدِ ثَلَاثُ آدُرٍ، كُنَّ يُدْعَيْنَ الْقَرَائِنَ، وَسَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّ الْقَرَائِنَ ثَلَاثُ جَنَابِذَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَلِلْقَرَائِنِ يَقُولُ أَبُو قَطِيفَةَ:

[البحر الطويل]

أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ تَغَيَّرَ بَعْدَنَا

جَنُوبُ الْمُصَلَّى أَمْ كَعَهْدِي الْقَرَائِنُ

وَدَخَلَ فِي الْمَسْجِدِ أَيْضًا دَارُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه، وَكَانَ يُقَالُ لَهَا دَارُ مُلَيْكَةَ، كَانَ عُمَرُ وَمُصْعَبٌ، يَقُولُ، بَاعُوهَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، فَبَاعَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاوِيَةَ، فَصَارَتْ فِي الصَّوَافِي، فَأَدْخَلَهَا الْمَهْدِيُّ فِي الْمَسْجِدِ. وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ مُلَيْكَةَ لِأَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ أَنْزَلَهَا مُلَيْكَةَ بِنْتَ سِنَانِ بْنِ أَبِي حَارِثَةَ الْمُرِّيَّةَ حِينَ قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، وَكَانَتْ تَحْتَ زَبَّانَ بْنِ مَنْظُورٍ، فَهَلَكَ عَنْهَا، فَخَلَفَ عَلَيْهَا ابْنُهُ مَنْظُورُ بْنُ زَبَّانَ

ص: 232

، فَأَقْدَمَهَا أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه الْمَدِينَةَ، وَفَرَّقَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَنْظُورٍ، وَقَالَ: مَنْ يُنْزِلُ هَذِهِ الْمَرْأَةَ؟ فَأَنْزَلَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ دَارَهُ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مَرْوَانَ: وَمِنْهُنَّ دَارُ الْقَضَاءِ الَّتِي هِيَ الْيَوْمَ رَحَبَةٌ لِمَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَرْبِيِّهِ مِمَّا يَلِي دَارَ مَرْوَانَ

ص: 233

قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أُمِّ الْحَكَمِ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ عَمَّتِهَا سَهْلةَ بِنْتِ عَاصِمٍ قَالَتْ:" كَانَ دَارُ الْقَضَاءِ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتْ دَارَ الْقَضَاءِ؛ لِأَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ اعْتَزَلَ فِيهَا لَيَالِيَ الشُّورَى حَتَّى قُضِيَ الْأَمْرُ، فَبَاعَهَا بَنُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مِنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنه. قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: فَصَارَتْ بَعْدُ فِي الصَّوَافِي، وَكَانَتِ الدَّوَاوِينُ فِيهَا وَبَيْتُ الْمَالِ، فَهَدَمَهَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، فَصَيَّرَهَا رَحَبَةً لِلْمَسْجِدِ، فَهِيَ الْيَوْمَ كَذَلِكَ " قَالَ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ فِيهَا غَيْرَ ذَلِكَ مِنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، مِنْهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ، أَخْبَرَنِي عَنْ عَمِّهِ قَالَ: كَانَتْ رَحَبَةُ الْقَضَاءِ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، وَأَمَرَ حَفْصَةَ وَعَبْدَ اللَّهِ ابْنَيْهِ رضي الله عنهما أَنْ يَبِيعَاهَا عِنْدَ وَفَاتِهِ فِي دَيْنٍ كَانَ عَلَيْهِ، فَإِنْ بَلَغَ ثَمَنُهَا دَيْنَهُ وَإِلَّا فَاسْأَلُوا فِيهِ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ حَتَّى يَقْضُوهُ

ص: 233

، فَبَاعُوهَا مِنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنهما، وَكَانَتْ تُسَمَّى دَارَ الْقَضَاءِ. قَالَ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: فَسَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ: إِنْ كَانَتْ لَتُسَمَّى دَارُ الْقَضَاءِ قَالَ: وَكَانَ مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه اشْتَرَاهَا عِنْدَ وِلَايَتِهِ، فَلَمْ يَزَلْ حَتَّى قَدِمَ زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ وَمِائَةٍ، فَهَدَمَهَا وَجَعَلَهَا رَحَبَةً لِلْمَسْجِدِ، وَفَتَحَ فِيهَا الْبَابَ الَّذِي إِلَى جَنْبِ الْخَوْخَةِ الصَّغِيرَةِ، وَجَعَلَ هَدْمَهَا عَلَى أَهْلِ السُّوقِ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ: فَأَخَذَ مِنِّي فِي هَدْمِهَا أَرْبَعَةَ دَوَانِيقَ. قَالَ ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ: وَأَخْبَرَنِي أَيْضًا - كَمَا أَخْبَرَنِي عَمِّي - عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: وَأَشَارَ لِي عُبَيْدُ اللَّهِ إِلَى الصُّنْدُوقِ فِي بَيْتِهِ وَقَالَ: إِنَّ فِي هَذَا الصُّنْدُوقِ إِبْرَاءَاتٍ مِنْ ذَلِكَ الدَّيْنِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَمْرِهَا وَمِنْهُنَّ دَارُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، وَهِيَ الدَّارُ الَّتِي صَارَتْ لِمُنِيرَةَ مَوْلَاةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، ثُمَّ صَارَتْ بَعْدُ لِيَحْيَى بْنِ خَالِدِ بْنِ بَرْمَكَ، ثُمَّ صَارَتْ صَافِيَةً، وَكَانَ سُهَيْلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ بَاعَهَا مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ رضي الله عنه. وَمِنْهُنَّ دَارُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُكَمِّلِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ، الشَّارِعَةُ فِي غَرْبِيِّ دَارِ الْقَضَاءِ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَهَبَهَا لَهُ، فَبَاعَهَا آلُ مُكَمِّلٍ مِنَ الْمَهْدِيِّ، فَهِيَ بِأَيْدِي

ص: 234

وَلَدِهِ الْيَوْمَ خَرَابٌ. قَالَ أَبُو زَيْدِ بْنُ شَبَّةَ: وَكَانَ يَنَامُ بِهَا وَهِيَ خَرَابٌ إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ، وَهِيَ الَّتِي يَقُولُونَ إِنَّ أَهْلَهَا قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اشْتَرَيْنَاهَا وَنَحْنُ جَمِيعٌ فَتَفَرَّقْنَا، وَأَغْنِيَاءُ فَافْتَقَرْنَا فَقَالَ صلى الله عليه وسلم:«اتْرُكُوهَا وَهِيَ ذَمِيمَةٌ» قَالَ أَبُو زَيْدِ بْنُ شَبَّةَ: وَأَرَادَ قُثَمُ شِرَاءَهَا فَحُمَّ. وَمِنْهُنَّ الدَّارُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: الدَّارُ الْكُبْرَى، دَارُ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ بِحُشِّ طَلْحَةَ، وَإِنَّمَا سُمِّيَتِ الدَّارُ الْكُبْرَى لِأَنَّهَا أَوَّلُ دَارٍ بَنَاهَا أَحَدٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ بِالْمَدِينَةِ، وَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ يُنْزِلُ فِيهَا ضِيفَانَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَتْ أَيْضًا تُسَمَّى دَارَ الضِّيفَانِ، فَسَرَقَ فِيهَا بَعْضُ الضِّيفَانِ، فَشَكَا ذَلِكَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. وَقَدْ بَنَى فِيهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ، فِيمَا زَعَمَ الْأَعْرَجُ، وَهِيَ الْيَوْمَ بِيَدِ بَعْضِ وَلَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ. وَاتَّخَذَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه دَارَيْنِ بِالْبَلَاطِ مُتَقَابِلَيْنِ بَيْنَهُمَا عَشْرَةُ أَذْرُعٍ، أَمَّا الْيُمْنَى مِنْهُمَا وَأَنْتَ تُرِيدُ الْمَسْجِدَ، فَكَانَتْ لِأَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَنَاقَلَهُ أَبُو رَافِعٍ إِلَى دَارَيْهِ بِالْبَقَّالِ، وَكَانَتْ دَارُ أَبِي رَافِعٍ مِلْكًا لِسَعْدٍ

ص: 235

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الشَّرِيدِ، أَخْبَرَهُ قَالَ: وَقَفْتُ عَلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه، فَجَاءَ الْمُسَوِّرُ بْنُ مَخْرَمَةَ رضي الله عنه، فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى أَحَدِ مَنْكِبَيَّ، ثُمَّ جَاءَ أَبُو رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا سَعْدُ، ابْتَعْ مِنِّي بَيْتَيْنِ لِي فِي ذَلِكَ فَقَالَ سَعْدٌ: وَاللَّهِ لَا أَبْتَاعُهُمَا فَقَالَ الْمِسْوَرُ: وَاللَّهِ لَتَبْتَاعَنَّهُمَا فَقَالَ سَعْدٌ: لَا وَاللَّهِ لَا أَزِيدُكَ عَلَى أَرْبَعَةِ آلَافٍ مُنَجَّمَةً وَقَطِيعَةً فَقَالَ أَبُو رَافِعٍ: لَقَدْ أَعْطَيْتُ بِهَا خَمْسَمِائَةِ دِينَارٍ، لَوْلَا أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«الْمَرْءُ أَحَقُّ بِسَقَبِهِ» مَا أَعْطَيْتُكَهَا بِأَرْبَعَةِ آلَافٍ، وَأَنَا أُعْطِي بِهَا خَمْسَمِائَةِ دِينَارٍ " وَقَالَ: وَأَمَّا الْأُخْرَى، فَوِجَاهُ دَارِهِ هَذِهِ، هُمَا جَمِيعًا صَدَقَةٌ عَلَى وَلَدِهِ

ص: 236

قَالَ الْوَاقِدِيُّ: عَنْ بُكَيْرِ بْنِ مِسْمَارٍ عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ، أَنَّ سَعْدًا رضي الله عنه أَخْرَجَ الثِّيَابَ وَجَعَلَ لِلْمَجْهُودَةِ أَنْ تَسْكُنَ

ص: 236

وَالْوَاقِدِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نَجَادِ بْنِ مُوسَى، أَوْ عَنْ مُوسَى، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ قَالَتْ: صَدَقَةُ أَبِي حَبْسٌ لَا تُبَاعُ وَلَا تُوهَبُ وَلَا تُورَثُ، وَأَنَّ لِلْمَرْدُودَةِ - أَيْ أَحَقُّ - أَنْ تَسْكُنَ غَيْرَ مُضِرَّةٍ وَلَا مُضَرٍّ بِهَا، حَتَّى تَسْتَغْنِيَ. فَتَكَلَّمَ فِيهَا بَعْضُ وَرَثَتِهِ يَجْعَلُونَهَا مِيرَاثًا، فَاخْتَصَمُوا إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ، فَجَمَعَ أَبْنَاءَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْفَذَهَا عَلَى مَا صَنَعَ سَعْدٌ. وَاتَّخَذَ سَعْدٌ رضي الله عنه أَيْضًا دَارًا فِي قِبْلَةِ دَارِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامٍ الْمَخْزُومِيِّ بِالْبَلَاطِ فِي غَرْبِيِّهَا، وَهِيَ دُبُرُ دَارُ جُبَّى وَلَهَا فِي دَارِ جُبَّى طَرِيقٌ مُسَلَّمَةٌ، وَهِيَ بِأَيْدِي وَلَدِ سَعْدٍ الْيَوْمَ. وَقَدْ سَمِعْتُ بَعْضَ مَنْ يَقُولُ: كَانَتْ دَارُ جُبَّى لِسَعْدٍ، وَهِيَ هَذِهِ الدَّارُ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا فِي قِبْلَةِ دَارِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هِشَامٍ، وَأَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه كَانَ قَاسَمَهُ إِيَّاهَا، فَكَانَتْ دَارُ جُبَّى قَسِيمَةَ هَذِهِ الدَّارِ، حِينَ قَاسَمَهُ مَالَهُ مَقْدِمَ سَعْدٍ مِنَ الْعِرَاقِ، وَأَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه لَمَّا قَاسَمَهُ إِيَّاهَا بَاعَهَا مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، ثُمَّ صَارَتْ لِعَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ، وَكَانَتْ جُبَّى أَرْضَعَتْ عُمَرَ، فَوَهَبَ لَهَا الدَّارَ، فَكَانَتْ بِيَدِهَا حَتَّى سَمِعَتْ نَقِيضًا فِي سَقْفِ بَيْتِهَا الَّذِي كَانَتْ تَسْكُنُ فَقَالَتْ لِجَارِيَتِهَا: مَا هَذَا؟ فَقَالَتْ: السَّقْفُ يُسَبِّحُ قَالَتْ: مَا سَبَّحَ شَيْءٌ قَطُّ إِلَّا سَجَدَ، لَا وَاللَّهِ لَا سَكَنْتُ هَذَا الْبَيْتَ. فَخَرَجَتْ مِنْهُ فَاضْطَرَبَتْ خِبَاءً بِالْمُصَلَّى، ثُمَّ بَاعَتِ الدَّارَ مِنْ بَعْضِ وَلَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، فَهِيَ

ص: 237

بِأَيْدِيهِمْ إِلَى الْيَوْمِ. قَالَ: وَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: إِنَّ عُثْمَانَ نَفْسَهُ رضي الله عنه أَقْطَعَهَا جُبَّى، فَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَاتَّخَذَ سَعْدٌ رضي الله عنه دَارًا بِالْمُصَلَّى بَيْنَ دَارِ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْكِنَانِيِّ، وَبَيْنَ الزُّقَاقِ الَّذِي يَسْلُكُ فِي بَنِي كَعْبٍ عِنْدَ الْحَمَّارِينَ، وَفَتَحَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَدْنَى دَارِهِ بَابًا فِي الزُّقَاقِ حَتَّى صَارَتْ كَأَنَّهَا دَارَانِ مُتَفَرِّقَتَانِ، وَكَانَتْ وَاحِدَةً، فَهُمَا جَمِيعًا بِأَيْدِي وَلَدِهِ الْيَوْمَ عَلَى حَوْزِ الصَّدَقَةِ قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَسَنِ بْنِ عُثْمَانَ الزُّهْرِيِّ، عَنْ جَدِّهِ حَسَنِ بْنِ عُثْمَانَ، فِي حَدِيثٍ قَدْ كَتَبْتُهُ فِي صَدَقَاتِ بَنِي زُهْرَةَ فِي آخِرِهِ: فَثَبُتَتِ الدُّورُ صَدَقَةٌ. وَهَذِهِ نُسْخَةُ كِتَابِ صَدَقَةِ سَعْدٍ فِي دُورِهِ حَرْفًا بِحَرْفٍ عَلَى هِجَائِهَا وَصُورَةِ كِتَابِهَا، أَخَذْتُهُ مِنْ كِتَابِهِ بِعَيْنِهِ، وَدَفَعَهُ إِلَيَّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَخْزُومِيُّ وَهُوَ قَاضٍ، وَاخْتَصَمُوا فِي شَيْءٍ مِنْهَا فَجَاءُوا بِهِ، فَثَبُتَتْ عِنْدَهُ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. هَذَا كِتَابُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ لِابْنَتِهِ حَفْصٍ وَبِنْتَيْهَا، مَسْكَنُهَا الَّذِي هُوَ فِيهِ عُلْوُهُ وَسُفْلُهُ سُكْنَةٌ غَيْرُ مَبِيعٍ وَلَا مِيرَاثٍ وَلَا مَوْهُوبٍ، وَلَكِنْ إِنَّمَا هِيَ دَارُ صَدَقَةٍ، فَلَهُنَّ مَسْكَنُهُ غَيْرُ مُسْكِنَتِهَا الرَّجُلَ إِلَّا بِإِذْنِ بِنْتَيْهَا، وَإِنَّ لِزَبْرَاءَ بِنْتِهَا مَسْكَنَهَا الَّذِي هِيَ فِيهِ، وَبَيْتُ دُمَيَّةَ الَّذِي هِيَ فِيهِ إِنْ خَرَجَتْ دُمَيَّةُ أَوْ تُوُفِّيَتْ، وَالْبَيْتُ الَّذِي مَعَهُ وَبَيْتُ الْبِيرِ يُسْكَنُ ذَلِكَ غَيْرُ مَبِيعٍ وَلَا مُتَوَارَثٍ وَلَا مَوْهُوبٍ، إِنَّمَا

ص: 238

هِيَ دَارُ صَدَقَةٍ؛ لِأَنَّ لَابْنَتِهِ حُجَيْرٍ مَسْكَنَ بَيْتِ أُمِّهَا، وَإِنَّمَا كُتِبَ هَذَا لِمَنْ ظُلِمَ مِنْهُنَّ أَوْ هُجِرَ، وَلَيْسَ لَامْرَأَةٍ مِنْهُنَّ تَحْتَ زَوْجٍ فِي دَارٍ مَسْكَنٌ، إِلَّا كَمَا كَتَبْتُ بِهِ. وَإِنَّ لِبُجَيْرٍ مَسْكَنَ أُمِّهِ وَالْمَشْرُبَةَ الَّتِي فَوْقَ سَكَنِهِ، كَالَّذِي كَتَبَتُ بِهِ فِي مَسْكَنِ الدَّارِ، وَأَنَّ لِجُثَيْمٍ مَسْكَنَ بَيْتِ الْخَرِبَةِ وَمَسْكَنُهُ فِيهِ كَالَّذِي كَتَبْتُ بِهِ لِلْآخَرِينَ، وَإِنَّ لِعُثْمَانَ بْنَ سَعْدٍ مَسْكَنَ الْبُقْعَةِ الَّتِي فِيهَا مَسْجِدُ ابْنِ أَبِي الْقَعْدَةِ الَّتِي فِيهَا الْقَعْدَةُ الَّتِي تَلِي سُرَّةَ الدَّارِ مِنْ شَقِّ الدَّارِ، ذَلِكَ كَالَّذِي كَتَبْتُ بِهِ لِلْآخَرِينَ، وَإِنَّ بَيْتَ رُفَعٍ وَبَيْتَ ابْنِ خَالِدٍ وَالْمَاءَ وَبَيْتَ نَيْرُوزَ، فَإِنَّ نِصْفَهُ كُلَّهُ لِعُمَرَ بْنِ سَعْدٍ، كَالَّذِي كَتَبْتُ لِلْآخَرِينَ، وَإِنَّ لِجَهْمَانَ مَسْكَنَهُ الَّذِي هُوَ فِيهِ، كَمَا كَتَبْتُ بِهِ لِلْآخَرِينَ شَهِدَ عُثْمَانُ بْنُ حُنَيْفٍ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَامِرٍ، وَهُشَيْمٌ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ هَاشِمٍ، وَمُسْلِمُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، وَكَتَبَ. وَاتَّخَذَ الْمُغِيرَةُ بْنُ الْأَخْنَسِ الثَّقَفِيُّ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ دَارَ بُجَيْرِ بْنِ وَهْبٍ الْجُمَحِيِّ الَّتِي بِالْمُصَلَّى، يُقَالُ لَهَا: دَارُ ابْنِ صَفْوَانَ. وَاتَّخَذَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ دَارَ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ الَّتِي عِنْدَ الصَّفَّارِينَ، فَدَارُ الْمُغِيرَةِ بِأَيْدِي وَلَدِهِ، وَدَارُ أُسَيْدِ بْنِ الْأَخْنَسِ صَدَقَةٌ، وَفِيهَا قَبْرُ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ، وَقُتِلَ مَعَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ يَوْمَ الدَّارِ، وَقَبْرُهُ فِيهَا فِي بَيْتِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ، وَهُوَ الْبَيْتُ الَّذِي فِي زَاوِيَةِ الدَّارِ الشَّرْقِيَّةِ الْيَمَانِيَّةِ. وَاتَّخَذَ الْمُغِيرَةُ أَيْضًا دَارَهُ الَّتِي بِبُطْحَانَ، عَلَى عُدْوَةِ الْوَادِي الْغَرْبِيَّةِ، يَمَانِيُّهَا الدَّارُ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ وَلِيدٍ السَّمَّانِ، وَشَامِيُّهَا

ص: 239

دَارُ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: مِرْبَدُ الْبَقَرِ، فَهِيَ بِأَيْدِي بَعْضِ وَلَدِهِ الْيَوْمَ صَدَقَةٌ مِنْهُ عَلَيْهِمْ. وَاتَّخَذَ الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ الْبَهْرَائِيُّ حَلِيفُ بَنِي زُهْرَةَ دَارَيْنِ: إِحْدَاهُمَا فِي بَنِي جَدِيلَةَ، يُقَالُ لَهَا: دَارُ الْمِقْدَادِ، وَهِيَ فِي أَيْدِي وَلَدِ ابْنَتِهِ، وَلَدِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ الْأَسَدِيِّ، وَالْأُخْرَى دَارٌ بَيْنَ بَيْتِ رَبَاحٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَبَيْنَ زُقَاقِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَبِهِ دَارُ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الَّتِي بِالْبَلَاطِ، دَخَلَتْ فِي دَارِ يَزِيدَ، بَاعَهَا مِنْهُ وَلَدُ بِنْتِهِ. وَاتَّخَذَ عَامِرُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ دَارَهُ فِي زُقَاقِ حُلْوَةَ بَيْنَ دَارِ

ص: 240

حُوَيْطِبِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى، وَبَيْنَ خَطِّ الزُّقَاقِ الَّذِي إِلَى دَارِ آمِنَةَ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، فَبَعْضُهَا بِأَيْدِي وَلَدِهِ، وَخَرَجَ بَعْضُهَا. وَاتَّخَذَ نَافِعُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ دَارَهُ بِالْبَلَاطِ، فَصَارَتِ للرَّبِيعِ مَوْلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، ابْتَاعَهَا مِنْ وَلَدِ نَافِعٍ، فَهِيَ دَارُ الرَّبِيعِ الْيَوْمَ الَّتِي بِالْبَلَاطِ قُبَالَةَ دَارِ مُسَاحِقِ بْنِ عَمْرٍو الْعَامِرِيِّ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ خِرَاشٍ. اتَّخَذَ مَخْرَمَةُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ أُهَيْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ زُهْرَةَ دَارًا، وَهِيَ فِي زَاوِيَةِ الْمَسْجِدِ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الشَّرْقِيَّةِ الْيَمَانِيَّةِ، فَاشْتَرَى الْمَهْدِيُّ بَعْضَهَا فَأَدْخَلَهُ فِي رَحَبَةِ الْمَسْجِدِ الْقَصِيَّا، وَفِي الطَّرِيقِ بِيعَتْ بَقِيَّتُهَا فَصَارَتْ لِرَجُلٍ مِنْ آلِ مُطَرِّقٍ، ثُمَّ صَارَتْ لِبَعْضِ بَنِي بَرْمَكَ، ثُمَّ صَارَتْ صَافِيَةً الْيَوْمَ. وَاتَّخَذَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ عَوْفٍ دَارًا بِالسُّوقِ، وَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَى بَنِي أَزْهَرَ بْنِ عَبْدِ عَوْفٍ وَإِلَى شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ. وَاتَّخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْفِ بْنِ عَبْدِ عَوْفٍ دَارًا بِالْبَلَاطِ، بَيْنَ زُقَاقِ دَارِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، وَبَيْنَ زُقَاقِ دَارِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ شَارِعًا عَلَى بَابِهَا فِي الْبَلَاطِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، فَهِيَ صَدَقَةٌ بِأَيْدِي وَلَدِهِ إِلَّا شَيْئًا خَرَجَ مِنْهَا كَانَ لِأَبِي عُبَيْدَةَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، صَارَ لِطَلْحَةَ بْنِ سَعِيدٍ، مَوْلًى لَهُمْ، ثُمَّ صَارَ بَعْدُ لِبَكَّارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيِّ

ص: 241