المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وفاة عبد الله بن أبي ابن سلول - تاريخ المدينة لابن شبة - جـ ١

[ابن شبة]

فهرس الكتاب

- ‌مُقَدِّمَةٌ. . . . . قَالَ: إِنَّ أَوَّلَ مَا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ كَانَ إِذَا احْتُضِرَ مِنَّا الْمَيِّتُ آذَنَّا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَحَضَرَهُ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ، حَتَّى إِذَا قُبِضَ انْصَرَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَشَهِدَ مَوْتَ جَابِرٍ، فَرُبَّمَا طَالَ حَبْسُ ذَلِكَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ

- ‌بَابُ ذِكْرِ مَقَامِ جِبْرِيلَ عليه السلام قَالَ أَبُو غَسَّانَ: عَلَامَةُ مَقَامِ جِبْرِيلَ عليه السلام الَّذِي يُعْرَفُ بِهَا الْيَوْمَ، أَنَّكَ تَخْرُجُ مِنَ الْبَابِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: بَابُ آلِ عُثْمَانَ، فَتَرَى عَلَى يَمِينِكَ إِذَا خَرَجْتَ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ عَلَى ثَلَاثِ أَذْرُعٍ وَشِبْرٍ، وَهُوَ مِنَ الْأَرْضِ عَلَى نَحْوٍ مِنْ ذِرَاعٍ وَشِبْرٍ حَجَرًا أَكْبَرَ مِنَ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي الْقَصَصِ وَالْقَاصِّ وَجَمْعِ الصُّحُفِ

- ‌ذِكْرُ الْقَصَصِ

- ‌ذِكْرُ الْبَلَاطِ الَّذِي حَوْلَ الْمَسْجِدِ

- ‌ذِكْرُ الْمَرْمَرِ الَّذِي بَيْنَ يَدَيِ الْمِنْبَرِ

- ‌ذِكْرُ الْبُزَاقِ فِي الْمَسْجِدِ وَسَبَبِ مَا جُعِلَ فِيهِ الْخَلُوقُ

- ‌مَا كُرِهَ مِنْ رَفْعِ الصَّوْتِ، وَإِنْشَادِ الضَّالَّةِ، وَالْبَيْعِ وَالشِّرَى فِي الْمَسْجِدِ

- ‌بَابُ كَرَاهِيَةِ النَّوْمِ فِي الْمَسْجِدِ

- ‌بَابُ الرُّخْصَةِ فِي النَّوْمِ فِيهِ

- ‌ذِكْرُ الْمَسَاجِدِ وَالْمَوَاضِعِ الَّتِي صَلَّى فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌ذِكْرُ الْمَسَاجِدِ الَّتِي يُقَالُ إِنَّهُ صَلَّى فِيهَا، وَيُقَالُ إِنَّهُ لَمْ يُصَلِّ فِيهَا

- ‌مَا جَاءَ فِي جَبَلِ أُحُدٍ

- ‌مَا ذُكِرَ فِي مَقْبَرَةِ الْبَقِيعِ وَبَنِي سَلَمَةَ وَالدُّعَاءِ هُنَاكَ

- ‌ذِكْرُ مَوَاضِعِ قُبُورِ وَلَدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَغَيْرِهِمْ مِنْ أَصْحَابِهِ وَأَسْلَافِ الْمُسْلِمِينَ

- ‌قَبْرٌ فِيهِ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ رضي الله عنهما

- ‌مُتَوَفَّى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها

- ‌قَبْرُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنهما

- ‌قَبْرُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ

- ‌قَبْرُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه

- ‌قَبْرُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه

- ‌قَبْرُ أَبِي النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌قَبْرُ آمِنَةَ أُمِّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌قَبْرُ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها

- ‌قَبْرُ أُمِّ سَلَمَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: سَمِعْتُ مَنْ، يَذْكُرُ، أَنَّ قَبْرَ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها بِالْبَقِيعِ، حَيْثُ دُفِنَ مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ، قَرِيبًا مِنْ مَوْضِعِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَّهُ كَانَ حَفَرَ فَوَجَدَ عَلَى ثَمَانِي أَذْرُعٍ

- ‌قَبْرُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ رضي الله عنه قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: أُصِيبَ سَعْدٌ رضي الله عنه يَوْمَ الْخَنْدَقِ، فَدَعَا، فَحَبَسَ اللَّهُ عَنْهُ الدَّمَ حَتَّى حَكَمَ فِي بَنِي قُرَيْظَةَ، ثُمَّ انْفَجَرَ كُلُّهُ، فَمَاتَ فِي مَنْزِلِهِ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَحَدَ لَهُ فِي طَرَفِ الزُّقَاقِ الَّذِي بِلِزْقِ

- ‌قَبْرُ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه

- ‌قَبْرُ صَفِيَّةَ بْنِتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنها قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: تُوُفِّيَتْ صَفِيَّةُ فَدُفِنَتْ فِي آخِرِ الزُّقَاقِ الَّذِي يَخْرُجُ إِلَى الْبَقِيعِ عِنْدَ بَابِ الدَّارِ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ الَّتِي أَقْطَعَهُ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنهما، لَازِقًا بِجِدَارِ الدَّارِ قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: فَبَلَغَنِي أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ

- ‌قَبْرُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: دُفِنَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ قَبْرِ فَاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدِ بْنِ هَاشِمٍ فِي أَوَّلِ مَقَابِرِ بَنِي هَاشِمٍ الَّتِي فِي دَارِ عَقِيلٍ. فَيُقَالُ: إِنَّ ذَلِكَ الْمَسْجِدَ بُنِيَ قُبَالَةَ قَبْرِهِ. قَالَ: وَقَدْ سَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ: دُفِنَ فِي مَوْقِعٍ مِنَ الْبَقِيعِ مُتَوَسِّطًا

- ‌قُبُورُ بَنِي هَاشِمٍ

- ‌قَبْرُ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْحَارِثِ رضي الله عنه قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: بَلَغَنِي أَنَّ عَقِيلَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَأَى أَبَا سُفْيَانَ بْنَ الْحَارِثِ رضي الله عنه يَجُولُ بَيْنَ الْمَقَابِرِ فَقَالَ لَهُ: يَا ابْنَ عَمِّ، مَا لِي أَرَاكَ هَاهُنَا؟ قَالَ: أَطْلُبُ مَوْضِعَ قَبْرٍ، فَأَدْخَلَهُ دَارَهُ، وَأَمَرَ بِقَبْرٍ فَحُفِرَ فِي قَاعَتِهَا، فَقَعَدَ عَلَيْهِ أَبُو

- ‌قَبْرُ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ رضي الله عنهما

- ‌مَا جَاءَ فِي مُصَلَّى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْأَعْيَادِ

- ‌مَا جَاءَ فِي الْحَرْبَةِ الَّتِي يُمْشَى بِهَا فِي الْعِيدَيْنِ بَيْنَ يَدَيِ الْوُلَاةِ

- ‌مَا كَانَ يَفْعَلُهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي صَلَاةِ الِاسْتِسْقَاءِ

- ‌ذِكْرُ بِئْرِ رُومَةَ، وَهِيَ فِي الْعَقِيقِ

- ‌مَا جَاءَ فِي النَّقِيعِ

- ‌مَا جَاءَ فِي الْبِئَارِ الَّتِي يُسْتَقَى مِنْهَا

- ‌مَا جَاءَ فِي أَسْمَاءِ الْمَدِينَةِ

- ‌ذِكْرُ أَوْدِيَةِ الْمَدِينَةِ وَمَا حَوْلَهَا وَحُدُودِهَا وَمُجْتَمَعِ مِيَاهِهَا وَمَغَايِضِهَا

- ‌بُطْحَانُ

- ‌ذِكْرُ آبَارِ الْمَدِينَةِ قَالَ أَبُو غَسَّانَ: وَمِنْ آبَارِ الْمَدِينَةِ: بِئْرٌ بِالْحَرَّانِيَّةِ يُقَالُ لَهَا: الْحَفِيرُ، يَصُبُّ فِيهَا سَيْلُ مُذَيْنِبٍ، وَرُبَّمَا صُرِفَ إِلَيْهَا سَيْلُ مَهْزُورٍ إِذَا طَغَى وَخِيفَ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَيُصَبُّ فِيهَا هُوَ وَمُذَيْنِبٍ. وَبِئْرٌ يُقَالُ لَهَا الْبُوَيْرِمَةُ، لِبَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ. وَبِئْرٌ يُقَالُ لَهَا الْهَجِيرُ

- ‌مَا جَاءَ فِي أَمْوَالِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَصَدَقَاتِهِ وَنَفَقَاتِهِ بِالْمَدِينَةِ وَأَعْرَاضِهَا

- ‌أَمْرُ خَيْبَرَ

- ‌خَبَرُ فَدَكٍ

- ‌ذِكْرُ فَاطِمَةَ وَالْعَبَّاسِ وَعَلِيٍّ رضي الله عنه، وَطَلَبِ مِيرَاثِهِمْ مِنْ تَرِكَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم

- ‌خُصُومَةُ عَلِيٍّ وَالْعَبَّاسِ رضي الله عنهما إِلَى عُمَرَ رضي الله عنه

- ‌ذِكْرُ صَدَقَاتِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَغَيْرِهِمْ

- ‌صَدَقَةُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه قَالَ أَبُو غَسَّانَ: تَصَدَّقَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه بِحِلٍّ لَهُ كَانَ بِيَنْبُعَ عَلَى عَيْنٍ يُقَالُ لَهَا: عَيْنُ جُسَّاسٍ، عَلَى شَرَابِ زَمْزَمَ، فَذَلِكَ الْحَقُّ يُقَالُ لَهُ: السِّقَايَةُ؛ لِأَنَّهُ تَصَدَّقَ بِهِ عَلَى زَمْزَمَ، وَهُوَ الثُّمُنُ مِنْ تِلْكَ الْعَيْنِ، وَهُوَ الْيَوْمَ بِيَدِ

- ‌صَدَقَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنهما وَتَصَدَّقَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنهما بِمَالٍ بِالصَّهْوَةِ، وَهُوَ مَوْضِعٌ بَيْنَ مَعْنٍ وَبِيرِ حَوْزَةَ عَلَى لَيْلَةٍ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَتِلْكَ الصَّدَقَةُ بِيَدِ الْخَلِيفَةِ يُوَكِّلُ بِهَا

- ‌صَدَقَاتُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه

- ‌دُورُ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ اتَّخَذَ طُلَيْبُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ دَارًا فِي زُقَاقِ الصَّفَّارِينَ، فَوَرِثَهَا أَبُو كَثِيرِ بْنُ زَيْدِ بْنِ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ، ثُمَّ خَرَجَتْ مِنْ أَيْدِيهِمْ

- ‌دُورُ بَنِي تَيْمٍ اتَّخَذَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه دَارًا إِلَى زُقَاقِ الْبَقِيعِ، قُبَالَةَ دَارِ عُثْمَانَ رضي الله عنه الصُّغْرَى. وَاتَّخَذَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه أَيْضًا مَنْزِلًا آخَرَ عِنْدَ الْمَسْجِدِ، وَهُوَ الْمَنْزِلُ الَّذِي قَالَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سُدُّوا عَنِّي هَذِهِ الْأَبْوَابَ إِلَّا مَا كَانَ مِنْ بَابِ أَبِي

- ‌دُورُ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ وَاتَّخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنهما دَارَهُ الَّتِي فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ الَّتِي يُقَالُ لَهَا: دَارُ الْجَنَابِذِ، بَابُهَا شَارِعٌ فِي بَنِي عَمْرِو بْنِ مَبْذُولٍ، عَلَى يَمِينِ الذَّاهِبِ إِلَى مَسْجِدِهِمْ، تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ رضي الله عنه وَتَرْكَهَا مِيرَاثًا، فَتَجَاوَزَهَا وَلَدُهُ مِنْ بَعْدِهِ

- ‌دُورُ بَنِي جُمَحَ اتَّخَذَ عُمَيْرُ بْنُ وَهْبٍ دَارَهُ الَّتِي فِي الصَّفَّارِينَ، وَهِيَ دَارُ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ، ثُمَّ نَاقَلَ بِهَا عُمَيْرٌ الْمُغِيرَةَ إِلَى الدَّارِ الَّتِي لِلْمُغِيرَةِ بِالْمُصَلَّى، الَّتِي تُدْعَى الْيَوْمَ دَارَ ابْنِ صَفْوَانَ، فَهِيَ الْيَوْمَ بِأَيْدِي آلِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ. وَاتَّخَذَ مُحَمَّدُ بْنُ حَاطِبٍ الدَّارَ الَّتِي تُدْعَى دَارَ

- ‌دُورُ بَنِي سَهْمٍ اتَّخَذَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رضي الله عنه دَارَهُ الَّتِي بِالْبَلَاطِ بَيْنَ دَارِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، وَبَيْنَ الْكُتَّابِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: كُتَّابُ ابْنِ الْخَصِيبِ، فَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَى وَلَدِهِ، فَهِيَ بِأَيْدِيهِمْ صَدَقَةً. وَقَدْ كَانَ بَعْضُ وَلَدِهِ عَمَّرَ فِيهَا، حَدَّثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي فُدَيْكٍ

- ‌دُورُ بَنِي مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ اتَّخَذَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ وَهْبِ بْنِ خَالِدِ بْنِ وَائِلَةَ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ سُفْيَانَ بْنِ مُحَارِبِ بْنِ فِهْرٍ، أُخْتُ الضَّحَّاكِ بْنِ قَيْسٍ، دَارًا بَيْنَ دَارِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَبَيْنَ زُقَاقِ جَمَلٍ، بَاعَهَا وَرَثَتُهَا، فَهِيَ الْيَوْمَ بِيَدِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ

- ‌ذِكْرُ الدُّورِ الشَّوَارِعِ عَلَى مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْيَوْمَ مِنْهَا دَارُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُكَمِّلٍ الشَّارِعَةُ فِي رَحَبَةِ الْقَضَاءِ، وَهِيَ مِمَّا يُتَشَاءَمُ بِهِ؛ وَذَلِكَ مِمَّا نَشَأَ عَنْ بِنَائِهَا. وَمِنْ تِلْكَ الدُّورِ دَارُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما فِي الْقِبْلَةِ، وَقَدْ ذَكَرْنَا لَهَا قِصَّةً فِي دُورِ بَنِي عَدِيٍّ. ثُمَّ

- ‌مَحَالُّ الْقَبَائِلِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَنَزَلَ بَنُو غِفَارِ بْنِ مُلَيْلِ بْنِ ضَمْرَةَ بْنِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ كِنَانَةَ الْقَطِيعَةَ الَّتِي قَطَعَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَهِيَ مَا بَيْنَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ الَّتِي تُعْرَفُ بِدَارِ الْحِجَارَةِ بِالسُّوقِ، إِلَى زُقَاقِ ابْنِ حُبَيْنٍ، إِلَى دَارِ أَبِي سَبْرَةَ الَّتِي صَارَتْ لِخَالِدٍ مَوْلَى عُبَيْدِ

- ‌مَنَازِلُ أَسْلَمَ وَمَالِكِ ابْنَيْ أَفْصَى نَزَلَ بَنُو أَسْلَمَ وَمَالِكٍ ابْنَيْ أَفْصَى بْنِ حَارِثَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ مَنْزِلَيْنِ: فَنَزَلَتْ بَنُو مَالِكِ بْنِ أَفْصَى وَأُمَيَّةَ وَسَهْمِ ابْنَيْ أَسْلَمَ، مَا بَيْنَ خَطِّ زُقَاقِ ابْنِ حُبَيْنٍ مَوْلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، الشَّامِيُّ مِنْ زَاوِيَةِ يَقْصَانَ الَّتِي بِالسُّوقِ إِلَى خَطِّ جُهَينَةَ، إِلَى شَامِيِّ ثَنِيَّةِ

- ‌مَنَازِلُ مُزَيْنَةَ وَمَنْ حَلَّ مَعَهَا مِنْ قَيْسٍ وَنَزَلَ بَنُو هُدْبَةَ بْنِ لَاطِمِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَمْرٍو، إِلَّا بَنِي عَامِرِ بْنِ ثَوْرِ بْنِ ثَعْلَبَةَ بْنِ لَاطِمِ بْنِ عُثْمَانَ، وَعُثْمَانُ نَفْسُهُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: مُزَيْنَةُ، وَهِيَ أُمِّ مُزْنَةَ بِنْتُ خَالِدِ بْنِ خَالِدِ بْنِ وَبَرَةَ، مَا بَيْنَ زَاوِيَةِ بَيْتِ الْقَرَوِيِّ الْمُطِلِّ عَلَى بُطْحَانَ الْغَرْبِيَّةِ، إِلَى زَاوِيَةِ

- ‌مَنَازِلُ جُهَيْنَةَ وَبَلِيٍّ نَزَلَتْ جُهَيْنَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ السُّودِ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قُضَاعَةَ، وَبَلِيُّ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْحَافِ بْنِ قُضَاعَةَ، مَا بَيْنَ خَطِّ أَسْلَمَ الَّذِي بَيْنَ أَسْلَمَ وَجُهَيْنَةَ، إِلَى دَارِ حَرَامِ بْنِ عُثْمَانَ السُّلَمِيِّ الْأَنْصَارِيِّ الَّتِي فِي بَنِي سَلَمَةَ، إِلَى الْجَبَلِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: جَبَلُ جُهَيْنَةَ، إِلَى يَمَانِيِّ ثَنِيَّةِ

- ‌مَنَازِلُ قَيْسٍ نَزَلَتْ أَشْجَعُ بْنُ رَيْثِ بْنِ غَطَفَانَ بْنِ سَعْدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ غَيْلَانَ الشِّعْبَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ: شِعْبُ أَشْجَعَ، وَهُوَ مَا بَيْنَ سَائِلَةِ أَشْجَعَ، إِلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، إِلَى جَوْفِ شِعْبِ سَلْعٍ، «وَخَرَجَ إِلَيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِأَحْمَالِ التَّمْرِ فَنَثَرَهُ لَهُمْ»

- ‌مَنَازِلُ بَنِي كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو وَإِخْوَانِهِمْ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ وَنَزَلَ بَنُو كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، مَا بَيْنَ يَمَانِيِّ بَنِي لَيْثِ بْنِ بَكْرٍ، إِلَى دَارِ شُرَيْحٍ الْعَدَوِيِّ عَدِيِّ بْنِ عَمْرٍو، إِلَى مَوْضِعِ التَّمَّارِينَ بِالسُّوقِ، إِلَى زُقَاقِ الْجَلَّادِينَ الشَّارِعِ عَلَى الْمُصَلَّى يُمْنَةً وَيُسْرَةً إِلَى بُطْحَانَ، إِلَى زُقَاقِ

- ‌مَا جَاءَ فِي ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ وَسَبَبِ مَا سُمِّيَتْ بِهِ قَالَ أَبُو غَسَّانَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ عَامِرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ لَا يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ أَحَدٌ إِلَّا عَنْ طَرِيقٍ وَاحِدٍ مِنْ ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ، فَإِنْ لَمْ يُعَشِّرْ بِهَا مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ مِنْهَا، فَإِذَا وَقَفَ عَلَى الثَّنِيَّةِ قِيلَ: قَدْ وَدَّعَ، فَسُمِّيَتْ ثَنِيَّةَ الْوَدَاعِ

- ‌ذِكْرُ دَارِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الَّتِي كَانَ بَنَى، وَقَصْرِ خَلٍّ، وَقَصْرِ بَنِي جَدِيلَةَ قَالَ أَبُو غَسَّانَ: كَانَ الَّذِي هَاجَ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ عَلَى بِنَاءِ دَارِهِ الَّتِي كَانَتْ بِالسُّوقِ، أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ هِشَامِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ كَانَ خَالَ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَكَانَ وَلَّاهُ الْمَدِينَةَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ إِبْرَاهِيمُ فَذَكَرَ أَنَّ

- ‌مَا جَاءَ فِيمَا يُخْرِجُ أَهْلَ الْمَدِينَةِ مِنْهَا

- ‌ذِكْرُ حَرَسِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌ذِكْرُ أَسْوَاقِ الْمَدِينَةِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ وَذِكْرُ أَحْجَارِ الزَّيْتِ

- ‌ذِكْرُ أَحْجَارِ الزَّيْتِ

- ‌ذِكْرُ الْبَيْدَاءِ: بَيْدَاءِ الْمَدِينَةِ

- ‌خَبَرُ أَصْحَابِ الْإِفْكِ

- ‌خَبَرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولٍ

- ‌وَفَاةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولٍ

الفصل: ‌وفاة عبد الله بن أبي ابن سلول

‌وَفَاةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولٍ

ص: 369

حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: مَرِضَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فَاشْتَدَّ مَرَضُهُ فَقَالَ لِابْنِهِ: إِنِّي قَدِ اشْتَهَيْتُ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنْتَ إِنْ شِئْتَ جِئْتَ بِهِ. فَانْطَلَقَ ابْنُهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ وَجِعٌ شَدِيدَ الْوَجَعِ، وَلَا أَظُنُّهُ إِلَّا لِمَآبِهِ، وَقَدِ اشْتَهَى أَنْ يَلْقَاكَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«نَعَمْ، وَكَرَامَةٌ» ، فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَانْطَلَقَ مَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى دَخَلُوا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فَقَالَ: أَجْلِسُونِي، فَأَجْلَسُوهُ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«يَا عَبْدَ اللَّهِ، جَزَعًا» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَمْ أَدْعُكَ لِتُؤَنِّبَنِي، وَلَكِنِّي دَعَوْتُكَ لِتَرْحَمَنِي، فَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ:«حَاجَتُكَ؟» قَالَ: حَاجَتِي إِذَا أَنَا مُتُّ أَنْ تَشْهَدَ عَلَيَّ، وَتُكَفِّنَنِي بِثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ مِنْ ثِيَابِكَ، وَتَمْشِيَ مَعَ جِنَازَتِي، وَتُصَلِّيَ عَلَيَّ. قَالَ: فَعَلَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كُلَّهُ، غَيْرَ أَنِّي لَا أَدْرِي أَصَلَّى أَمْ دَخَلَ الْقَبْرَ أَمْ لَمْ يَدْخُلْهُ. ثُمَّ إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ

ص: 369

حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَادَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ فَقَالَ:«يَا أَبَا الْحُبَابِ، مَا أَغْنَى عَنْكَ حُبُّ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَدْ كَانَ وَرَقَةُ يُحِبُّهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ وَرَقَةَ كَانَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَعْطِنِي ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِكَ، فَأَعْطَاهُ ثَوْبًا قَالَ: أَعْطِنِي قَمِيصَكَ الَّذِي يَمَسُّ جِلْدَكَ، فَأَعْطَاهُ "

ص: 370

حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَمِيصَهُ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطَيْتَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ قَمِيصَكَ؟ فَقَالَ:«وَمَا يُدْرِيكُمْ لَعَلَّ اللَّهَ سَيُدْخِلُ فِي الْإِسْلَامِ مِنْ بَنِي الْخَزْرَجِ كَذَا وَكَذَا عِدَّةً كَثِيرَةً»

ص: 370

حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: " سَأَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَمِيصَهُ أَنْ يُكَفِّنَ فِيهِ إِيَّاهُ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُعْطِي هَذَا الْمُنَافِقَ قَمِيصَكَ يُكَفَّنُ فِيهِ؟ فَقَالَ:«وَيْحَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ وَمَا عَلَيَّ أَنْ أَتَأَلَّفَ بَنِي النَّجَّارِ بِقَمِيصِي؟»

ص: 370

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ انْطَلَقَ ابْنُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَدِ احْتُضِرَ، وَأُحِبُّ أَنْ تَشْهَدَهُ وَأَنْ تُصَلِّيَ

⦗ص: 371⦘

عَلَيْهِ. فَانْطَلَقَ مَعَهُ حَتَّى شَهِدَهُ، وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ، وَهُوَ عَرِقٌ، وَصَلَّى عَلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: أَتُصَلِّي عَلَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: " إِنَّ اللَّهَ قَالَ: {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] ، لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَهُ سَبْعِينَ وَسَبْعِينَ " - قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: وَأَشُكُّ فِي الثَّالِثَةِ - فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ ابْنُهُ قَالَ لَهُ: النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الْحُبَابُ قَالَ: بَلْ أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، الْحُبَابُ اسْمُ شَيْطَانٍ "

ص: 370

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: " صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، وَأَعْطَاهُ قَمِيصًا مِنْ قُمُصِهِ. فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُصَلِّي عَلَى هَذَا الْمُنَافِقِ وَتُلْبِسُهُ قَمِيصَكَ؟ فَقَالَ:«إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يُسْلِمَ بِقَمِيصِي أَلْفٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ» . قَالَ قَتَادَةُ: ثُمَّ أَنْزَلَ {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} [التوبة: 84]

ص: 371

حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْوَزِيرِ قَالَ سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ:«أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ بَعْدَمَا أُدْخِلَ حُفْرَتَهُ، فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ وَوَضَعَهُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ، وَنَفَثَ عَلَيْهِ مِنْ رِيقِهِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ»

⦗ص: 372⦘

حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، بِمِثْلِهِ

ص: 371

قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْمَدَنِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ الَّذِي كَانَ يَلِي جِلْدَهُ، وَكَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَمِيصَانِ "

ص: 372

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى عَبْدِ اللَّهِ الْمُنَافِقِ. قَالَ: ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ رضي الله عنه لَامَ نَفْسَهُ وَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ يَتَرَحَّمُ عَلَى أَصْحَابِهِ وَأَنَا أَمْنَعُهُ؟ "

ص: 372

حَدَّثَنَا حَازِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَسَارِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: " لَقَدْ أَصَبْتُ فِي الْإِسْلَامِ هَفْوَةً مَا هَفَوْتُ مِثْلَهَا قَطُّ، إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، فَأَخَذْتُ بِثَوْبِهِ فَقُلْتُ: مَا أَمَرَكَ اللَّهُ بِهَذَا قَالَ اللَّهُ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] قَالَ: «قَدْ خَيَّرَنِي

⦗ص: 373⦘

رَبِّي فَقَالَ افْعَلْ أَوْ لَا تَفْعَلْ» قَالَ: وَقَعَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى شَفِيرِ الْبِئْرِ فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ لِابْنِهِ: يَا حُبَابُ، افْعَلْ كَذَا، يَا حُبَابُ افْعَلْ كَذَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الْحُبَابُ شَيْطَانٌ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ "

ص: 372

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:" لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ جَاءَ ابْنُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَأَعْطَاهُ قَمِيصَهُ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُكَفِّنَهُ فِيهِ، ثُمَّ قَامَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَأَخَذَ عُمَرُ رضي الله عنه بِيَدِهِ وَقَالَ: أَتُصَلِّي عَلَيْهِ وَهُوَ مُنَافِقٌ وَقَدْ نَهَاكَ اللَّهُ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لَهُ؟ فَقَالَ: " إِنَّمَا قَالَ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80]" قَالَ: «فَسَأَزِيدُ عَلَى سَبْعِينَ» قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: 84] الْآيَةَ "

ص: 373

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُمَرَ، مَوْلَى غُفْرَةَ، وَغَيْرِهِ، أَنَّ الَّذِي أُنْزِلَ فِي قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ كَانَ فِي غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ بَطْنٌ مِنْ خُزَاعَةَ، وَهَاجَ ذَلِكَ أَنَّ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ وَرَدَتْ سُقَاتُهُمُ الْمَاءَ فَقَلَّ عَلَيْهِمْ، فَتَنَازَعُوا فَغَلَبَ الْمُهَاجِرُونَ الْأَنْصَارَ عَلَى

ص: 373

الْمَاءِ، فَغَضِبَ نَاسٌ مِنْهُمْ، فَأَتَوَا ابْنَ أُبَيٍّ فَذَكَرُوا ذَلِكَ فَقَالَ: هُوَ عَمَلُكُمْ، لَوْلَا أَنَّكُمْ تُنْفِقُونَ عَلَى مَنْ مَعَهُ لَتَفَرَّقُوا عَنْهُ، لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رضي الله عنه، فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ بِالرَّحِيلِ لِيَشْتَغِلَ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ، فَأَقْبَلَ النَّاسُ عَلَى الرَّحِيلِ وَتَرَكُوا الْمَاءَ، فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ لَهُ:«أَلَمْ تَعْلَمْ مَا بَلَغَنِي عَنْ أَبِيكَ؟ إِنَّهُ قَالَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ» فَقَالَ: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهُوَ كَاذِبٌ، أَنْتَ الْأَعَزُّ وَهُوَ الْأَذَلُّ، فَإِنْ شِئْتَ جِئْتُكَ بِرَأْسِهِ، وَقَدْ عَلِمَتِ الْأَنْصَارُ مَا وُلِدَ وَلَدٌ قَطُّ أَبَرُّ بِهِ مِنِّي، حَتَّى إِنِّي لَاسْتَحَيْتُ أَنْ أَنْظُرَ فِي وَجْهِهِ، فَأَمَّا فِيكَ فَإِنْ أَمَرْتَنِي قَتَلْتُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«لَا نَأْمُرُكَ بِعُقُوقِ أَبِيكَ» ، ثُمَّ أَنْذَرَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} [المنافقون: 1]

ص: 374

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ الْحُبَابَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ دَخَلَ الْقَبْرَ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى شَفِيرِهِ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: يَا حُبَابُ، اصْنَعْ كَذَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«حُبَابٌ شَيْطَانٌ، أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ»

ص: 374

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ قَالَ: قَالَ اللَّيْثُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِابْنِهِ: «مَا اسْمُكَ؟» قَالَ

ص: 374

: حُبَابٌ قَالَ: «حُبَابٌ اسْمُ شَيْطَانٍ، اسْمُكَ عَبْدُ اللَّهِ» ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ أَخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بِزِمَامِ رَاحِلَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا تَدْخُلِ الْمَدِينَةَ حَتَّى يَأْذَنَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّهُ الْأَعَزُّ وَأَنْتَ الْأَذَلُّ، فَجَعَلَ النَّاسُ يُقْبِلُونَ فَيَقِفُونَ حَتَّى أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:«مَا هَذِهِ الْجَمَاعَةُ؟» فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ: «مُرُوهُ فَلْيُخَلِّ سَبِيلَهُ» قَالَ: فَلَمَّا دَخَلُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا بِلَالُ، قُمْ فَجَأْ فِي أَقْفِيَةِ الْمُنَافِقِينَ حَتَّى تُخْرِجَهُمْ مِنَ الْمَسْجِدِ» قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: " ابْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولٍ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ. فَفَعَلَ بِلَالٌ، فَوَجَأَ فِي رَقَبَةِ ابْنِ أُبَيٍّ حَتَّى أَخْرَجَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَلَقِيَهُ عُمَرُ رضي الله عنه وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْمَسْجِدِ مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ وَالْحَالِ فَقَالَ: مَا بِكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ؟ قَالَ: مَا أَدْرِي مَا لَنَا وَلَكُمْ، إِنَّا لَنُصَلِّي كَمَا تُصَلُّونَ، وَنَقْرَأُ كَمَا تَقْرَءُونَ، وَنُنْفِقُ كَمَا تُنْفِقُونَ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَوَجَأَ فِي رَقَبَتِي حَتَّى أَخْرَجَنِي مِنَ الْمَسْجِدِ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: فَارْجِعْ حَتَّى يَسْتَغْفِرَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَلَوَى عُنُقَهُ وَقَالَ: وَاعَجَبًا، مِمَّ يَسْتَغْفِرُ لِي؟ أَقُلْتُ هَجْوًا يَسْتَغْفِرُ لِي مِنْهُ؟ وَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ} ، حَتَّى تَنْقَضِيَ الْآيَاتُ كُلُّهَا "

ص: 375