الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَفَاةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ ابْنِ سَلُولٍ
حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ: مَرِضَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فَاشْتَدَّ مَرَضُهُ فَقَالَ لِابْنِهِ: إِنِّي قَدِ اشْتَهَيْتُ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنْتَ إِنْ شِئْتَ جِئْتَ بِهِ. فَانْطَلَقَ ابْنُهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ وَجِعٌ شَدِيدَ الْوَجَعِ، وَلَا أَظُنُّهُ إِلَّا لِمَآبِهِ، وَقَدِ اشْتَهَى أَنْ يَلْقَاكَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«نَعَمْ، وَكَرَامَةٌ» ، فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَانْطَلَقَ مَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى دَخَلُوا عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فَقَالَ: أَجْلِسُونِي، فَأَجْلَسُوهُ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«يَا عَبْدَ اللَّهِ، جَزَعًا» فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لَمْ أَدْعُكَ لِتُؤَنِّبَنِي، وَلَكِنِّي دَعَوْتُكَ لِتَرْحَمَنِي، فَاغْرَوْرَقَتْ عَيْنُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَالَ:«حَاجَتُكَ؟» قَالَ: حَاجَتِي إِذَا أَنَا مُتُّ أَنْ تَشْهَدَ عَلَيَّ، وَتُكَفِّنَنِي بِثَلَاثَةِ أَثْوَابٍ مِنْ ثِيَابِكَ، وَتَمْشِيَ مَعَ جِنَازَتِي، وَتُصَلِّيَ عَلَيَّ. قَالَ: فَعَلَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم كُلَّهُ، غَيْرَ أَنِّي لَا أَدْرِي أَصَلَّى أَمْ دَخَلَ الْقَبْرَ أَمْ لَمْ يَدْخُلْهُ. ثُمَّ إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ
نَزَلَتْ: {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} [التوبة: 84] "
حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَادَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ فَقَالَ:«يَا أَبَا الْحُبَابِ، مَا أَغْنَى عَنْكَ حُبُّ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: قَدْ كَانَ وَرَقَةُ يُحِبُّهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ وَرَقَةَ كَانَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ» فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَعْطِنِي ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِكَ، فَأَعْطَاهُ ثَوْبًا قَالَ: أَعْطِنِي قَمِيصَكَ الَّذِي يَمَسُّ جِلْدَكَ، فَأَعْطَاهُ "
حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَمِيصَهُ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَعْطَيْتَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ قَمِيصَكَ؟ فَقَالَ:«وَمَا يُدْرِيكُمْ لَعَلَّ اللَّهَ سَيُدْخِلُ فِي الْإِسْلَامِ مِنْ بَنِي الْخَزْرَجِ كَذَا وَكَذَا عِدَّةً كَثِيرَةً»
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، يَقُولُ: " سَأَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَمِيصَهُ أَنْ يُكَفِّنَ فِيهِ إِيَّاهُ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَتُعْطِي هَذَا الْمُنَافِقَ قَمِيصَكَ يُكَفَّنُ فِيهِ؟ فَقَالَ:«وَيْحَكَ يَا ابْنَ الْخَطَّابِ وَمَا عَلَيَّ أَنْ أَتَأَلَّفَ بَنِي النَّجَّارِ بِقَمِيصِي؟»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا ثَقُلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ انْطَلَقَ ابْنُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ قَدِ احْتُضِرَ، وَأُحِبُّ أَنْ تَشْهَدَهُ وَأَنْ تُصَلِّيَ
⦗ص: 371⦘
عَلَيْهِ. فَانْطَلَقَ مَعَهُ حَتَّى شَهِدَهُ، وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ، وَهُوَ عَرِقٌ، وَصَلَّى عَلَيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: أَتُصَلِّي عَلَيْهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: " إِنَّ اللَّهَ قَالَ: {إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] ، لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَهُ سَبْعِينَ وَسَبْعِينَ " - قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ: وَأَشُكُّ فِي الثَّالِثَةِ - فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيْهِ ابْنُهُ قَالَ لَهُ: النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الْحُبَابُ قَالَ: بَلْ أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، الْحُبَابُ اسْمُ شَيْطَانٍ "
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: " صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، وَأَعْطَاهُ قَمِيصًا مِنْ قُمُصِهِ. فَقِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُصَلِّي عَلَى هَذَا الْمُنَافِقِ وَتُلْبِسُهُ قَمِيصَكَ؟ فَقَالَ:«إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يُسْلِمَ بِقَمِيصِي أَلْفٌ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ» . قَالَ قَتَادَةُ: ثُمَّ أَنْزَلَ {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا} [التوبة: 84]
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْوَزِيرِ قَالَ سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ:«أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ بَعْدَمَا أُدْخِلَ حُفْرَتَهُ، فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ وَوَضَعَهُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ، وَنَفَثَ عَلَيْهِ مِنْ رِيقِهِ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ»
⦗ص: 372⦘
حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي خَالِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّبَّاعُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه، بِمِثْلِهِ
قَالَ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْمَدَنِيِّ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ الَّذِي كَانَ يَلِي جِلْدَهُ، وَكَانَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَمِيصَانِ "
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى عَبْدِ اللَّهِ الْمُنَافِقِ. قَالَ: ثُمَّ إِنَّ عُمَرَ رضي الله عنه لَامَ نَفْسَهُ وَقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ يَتَرَحَّمُ عَلَى أَصْحَابِهِ وَأَنَا أَمْنَعُهُ؟ "
حَدَّثَنَا حَازِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ يَسَارِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: " لَقَدْ أَصَبْتُ فِي الْإِسْلَامِ هَفْوَةً مَا هَفَوْتُ مِثْلَهَا قَطُّ، إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، فَأَخَذْتُ بِثَوْبِهِ فَقُلْتُ: مَا أَمَرَكَ اللَّهُ بِهَذَا قَالَ اللَّهُ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80] قَالَ: «قَدْ خَيَّرَنِي
⦗ص: 373⦘
رَبِّي فَقَالَ افْعَلْ أَوْ لَا تَفْعَلْ» قَالَ: وَقَعَدَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى شَفِيرِ الْبِئْرِ فَجَعَلَ النَّاسُ يَقُولُونَ لِابْنِهِ: يَا حُبَابُ، افْعَلْ كَذَا، يَا حُبَابُ افْعَلْ كَذَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: الْحُبَابُ شَيْطَانٌ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللَّهِ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو ضَمْرَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ:" لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ جَاءَ ابْنُهُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، فَأَعْطَاهُ قَمِيصَهُ، وَأَمَرَهُ أَنْ يُكَفِّنَهُ فِيهِ، ثُمَّ قَامَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَأَخَذَ عُمَرُ رضي الله عنه بِيَدِهِ وَقَالَ: أَتُصَلِّي عَلَيْهِ وَهُوَ مُنَافِقٌ وَقَدْ نَهَاكَ اللَّهُ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لَهُ؟ فَقَالَ: " إِنَّمَا قَالَ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [التوبة: 80]" قَالَ: «فَسَأَزِيدُ عَلَى سَبْعِينَ» قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَصَلَّيْنَا مَعَهُ، ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ {وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ} [التوبة: 84] الْآيَةَ "
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ عُمَرَ، مَوْلَى غُفْرَةَ، وَغَيْرِهِ، أَنَّ الَّذِي أُنْزِلَ فِي قَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ كَانَ فِي غَزْوَةِ بَنِي الْمُصْطَلِقِ بَطْنٌ مِنْ خُزَاعَةَ، وَهَاجَ ذَلِكَ أَنَّ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارَ وَرَدَتْ سُقَاتُهُمُ الْمَاءَ فَقَلَّ عَلَيْهِمْ، فَتَنَازَعُوا فَغَلَبَ الْمُهَاجِرُونَ الْأَنْصَارَ عَلَى
الْمَاءِ، فَغَضِبَ نَاسٌ مِنْهُمْ، فَأَتَوَا ابْنَ أُبَيٍّ فَذَكَرُوا ذَلِكَ فَقَالَ: هُوَ عَمَلُكُمْ، لَوْلَا أَنَّكُمْ تُنْفِقُونَ عَلَى مَنْ مَعَهُ لَتَفَرَّقُوا عَنْهُ، لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رضي الله عنه، فَذَكَرَهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرَ أَنْ يُؤَذِّنَ فِي النَّاسِ بِالرَّحِيلِ لِيَشْتَغِلَ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ، فَأَقْبَلَ النَّاسُ عَلَى الرَّحِيلِ وَتَرَكُوا الْمَاءَ، فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، وَكَانَ رَجُلًا صَالِحًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ لَهُ:«أَلَمْ تَعْلَمْ مَا بَلَغَنِي عَنْ أَبِيكَ؟ إِنَّهُ قَالَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ» فَقَالَ: صَدَقَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهُوَ كَاذِبٌ، أَنْتَ الْأَعَزُّ وَهُوَ الْأَذَلُّ، فَإِنْ شِئْتَ جِئْتُكَ بِرَأْسِهِ، وَقَدْ عَلِمَتِ الْأَنْصَارُ مَا وُلِدَ وَلَدٌ قَطُّ أَبَرُّ بِهِ مِنِّي، حَتَّى إِنِّي لَاسْتَحَيْتُ أَنْ أَنْظُرَ فِي وَجْهِهِ، فَأَمَّا فِيكَ فَإِنْ أَمَرْتَنِي قَتَلْتُهُ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«لَا نَأْمُرُكَ بِعُقُوقِ أَبِيكَ» ، ثُمَّ أَنْذَرَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} [المنافقون: 1]
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، أَنَّ الْحُبَابَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ دَخَلَ الْقَبْرَ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى شَفِيرِهِ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: يَا حُبَابُ، اصْنَعْ كَذَا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«حُبَابٌ شَيْطَانٌ، أَنْتَ عَبْدُ اللَّهِ»
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَبِي وَهْبٍ قَالَ: قَالَ اللَّيْثُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِابْنِهِ: «مَا اسْمُكَ؟» قَالَ
: حُبَابٌ قَالَ: «حُبَابٌ اسْمُ شَيْطَانٍ، اسْمُكَ عَبْدُ اللَّهِ» ، فَلَمَّا دَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ أَخَذَ عَبْدُ اللَّهِ بِزِمَامِ رَاحِلَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا تَدْخُلِ الْمَدِينَةَ حَتَّى يَأْذَنَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى تَعْلَمَ أَنَّهُ الْأَعَزُّ وَأَنْتَ الْأَذَلُّ، فَجَعَلَ النَّاسُ يُقْبِلُونَ فَيَقِفُونَ حَتَّى أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:«مَا هَذِهِ الْجَمَاعَةُ؟» فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ: «مُرُوهُ فَلْيُخَلِّ سَبِيلَهُ» قَالَ: فَلَمَّا دَخَلُوا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا بِلَالُ، قُمْ فَجَأْ فِي أَقْفِيَةِ الْمُنَافِقِينَ حَتَّى تُخْرِجَهُمْ مِنَ الْمَسْجِدِ» قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: " ابْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولٍ وَفُلَانٌ وَفُلَانٌ. فَفَعَلَ بِلَالٌ، فَوَجَأَ فِي رَقَبَةِ ابْنِ أُبَيٍّ حَتَّى أَخْرَجَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ، فَلَقِيَهُ عُمَرُ رضي الله عنه وَهُوَ خَارِجٌ مِنَ الْمَسْجِدِ مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ وَالْحَالِ فَقَالَ: مَا بِكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَيٍّ؟ قَالَ: مَا أَدْرِي مَا لَنَا وَلَكُمْ، إِنَّا لَنُصَلِّي كَمَا تُصَلُّونَ، وَنَقْرَأُ كَمَا تَقْرَءُونَ، وَنُنْفِقُ كَمَا تُنْفِقُونَ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَوَجَأَ فِي رَقَبَتِي حَتَّى أَخْرَجَنِي مِنَ الْمَسْجِدِ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه: فَارْجِعْ حَتَّى يَسْتَغْفِرَ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَلَوَى عُنُقَهُ وَقَالَ: وَاعَجَبًا، مِمَّ يَسْتَغْفِرُ لِي؟ أَقُلْتُ هَجْوًا يَسْتَغْفِرُ لِي مِنْهُ؟ وَأَنْزَلَ اللَّهُ: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ} ، حَتَّى تَنْقَضِيَ الْآيَاتُ كُلُّهَا "