الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وكذلك تحذف أيضًا الاستثنائية وهي كالصغرى، ولم يقع الاستثنائي في القرآن إلا وهي محذوفة، وقد تحذف للإبهام، وتسمى ما حذفت فيه إحداهما: بقياس الضمي.
قال: (و
الضروريات:
منها المشاهدات الباطنة، وهي: ما لا يفتقر إلى عقل كالجوع والألم.
ومنها الأوليات، وهي: ما يحصل بمجرد العقل، كعلمك بوجودك، وأن النقيضين يصدق أحدهما.
ومنها المحسوسات، وهي: ما يحصل بمجرد الحس.
ومنها التجريبيات، وهي: ما يحصل بالعادة، كإسهال المسهل، والإسكار.
ومنها المتواترات، وهي: ما يحصل بالأخبار تواترًا، كبغداد ومكة).
أقول: لما ذكر أن مقدمات البرهان تنتهي إلى ضرورية، أشار إلى الضروريات وهي خمس، على أن قوله:(منها) لا يعطي الحصر.
الأول: المشاهدات الباطنة: أي القضايا التي يستفاد التصديق بها من القوى الباطنة، وهي ما يفتقر إلى عقل، أي في حصول طرفيها عند مشاهدها كالجوع والألم، فإذا حصولهما عند مشاهدهما لا يفتقر إلى عقل، ولذلك تحصل للبهائم، وأما الحكم فيها فيفتقر إلى عقل كالمحسوسات الظاهرة، لا يفتقر في حصول طرفيها عند مشاهدها إلى عقل، والحكم فيها
يفتقر إلى العقل؛ لأن الحكم بإيقاع النسبة وأن ذلك مطابق لما في الخارج أو لا مطابق أمر العقل. فإن توقف حكم / في القضية على الحس الباطن فهي الوجدانيات، وإن توقف على الحس الظاهر فهي المحسوسات، ومنها الأوليات، وهي التي لا يتوقف الحكم فيها إلا على تصور طرفيها والنسبة، سواء كان تصور طرفيها جزئيًا كعلمك بوجودك، أو كليًا كعلمك أن النقيضين لا يصدق إلا أحدهما، بخلاف غيرهما فإنها بانضمام الحواس أو العادة أو التواتر.
ومنها المحسوسات: وهي القضايا التي يستفاد التصديق بها من الحواس الظاهرة، أعني [الحواس الخمسة] ، ويكفي في حصول طرفيها مجرد الحس، كالعلم بأن النار حارة، والشمس مضيئة.
ومنها التجريبيات: وهي ما تحصل بتكرر المشاهدة على وجه يتأكد منها عقد قوي لا شك فيه من غير علاقة عقلية، وهي لا تخلو مع ذلك عن قياس خفي، وهو أن الوقوع المتكرر على نهج واحد لو كان اتفاقيًا ما كثر ولا دام، وقد تختص كعلم الطبيب بإسهال المسهلات، وقد تعم كعلم العامة أن الخمر مسكر.
قيل: عبر عنها بقوله: وهي ما يحصل بالعادة، كحصول الشبع عقب الأكل كمذهب الأشعري، وليس كذلك، بل المراد بالعادة التكرر