الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
68 - يا كافل الرزق
مصطفى عكرمة
قدَّرتَ أرزاقَ كلِّ الخلقِ من عَدم
…
وزدتَ في الرِّزقِ يا ذا الجودِ والكرم
أبوابُ جودِكَ ما تنفكُّ مشرعَةً
…
حتى طَفَوْنا على بَحْرٍ من النِّعم
هذي الملايينُ مما قد خَلَقْتَ تَرى
…
من حَوْلها الرِّزقَ موفُورًا على أَمَم
فالنَّملُ، والطَّيْرُ .. والأسماكُ أجمعُها
…
من عاش في النُّورِ، أو من عاشَ في الظُّلم
والآدميونَ نالوا فوقَ ما سألوا
…
عَبرَ الزَّمَانِ .. كأنَّ الكُلَّ في حُلُم
وكلُّ ذي مُهجةٍ في الأرضِ زاحفةٍ
…
أو غيرِ زاحفةٍ تَسْعَى على قَدَم
تَسْعَى .. وللسَعي أوقاتٌ محدَّدةٌ
…
ورزقُها غيرُ محدودٍ ومُنقَسم
لم ينفَدِ الرِّزقُ يومًا رَغْمَ كَثرَتِها
…
وربَّما قد قَضَتْ يومًا من التُّخَم
آلافُ آلافِ أعوامٍ وما بَرِحَت
…
كلُّ الخلائِقِ تَلْقَى غايةَ الكرم
لا عقلُها كافِلٌ أرزاقَها أبدًا
…
ولا قُواها تُنجِّيها من الأَلم
يا ربِّ أنتَ الذِي أعطيتَها كَرمًا
…
وأنتَ من قدَّر الأرزاقَ من قِدَم
وأنت يا ربِّ هاديها .. وكافِلُها
…
وأنت كافِلُ رزقِ الكُلِّ من عَدَم
وأنتَ تعلمُ عنها فوقَ ما عَلِمَتْ
…
عن نَفْسِها .. وهي كالذَّراتِ في الرَّحِم
وأنتَ وحدَكَ من يُرجَى .. ومن يدُهُ
…
تُعطي .. فتُغنِي وتكفِي سائِرَ الأُمَّم
فامنُن عليَّ برزقٍ وافرٍ أبدًا
…
واجعَلْهُ ربِّي حَلالًا سائغًا بِفَمِي
ورُدَّ يا ربِّ للإسلام عزَّتهُ ..
…
وابعث بنا من يُصحِّينا من الرِّمَم
حتى تعودَ إلى ما كان أُمَّتُنا
…
بنَهْجِكَ الحقِّ تَهْدِي أقوَمَ القِيَمِ (1)
(1) حتى ترضى (ص:62 - 64).