الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
58 - يسبحُك الخلقُ في كلِّ آن
الدكتورة عاتكة الخزرجية (1)
يسبحُك الخلقُ في كلِّ آنِ
…
ويَعْنو لهيبَتِك القَانِتون
ويَسْأَلُك الرحمَةَ الأتقِيَا
…
ء ويأوي إلى ظِلِّك المذنبون
وتُحنى الجباهُ لعزِّ الإلهِ
…
ويخضَعُ للأكبرِ الكابرون!
تباركتَ سُبِّحْتَ يا ذا الجلا
…
لِ ويا من إليه غدًا يَنْسِلُون
ويا مجريَ الفُلْكَ فوقَ البحا
…
رِ ومن باطنِ الصَّخْر ثجَّ العُيُون
ويا مُجري الشمسَ في أُفْقِها
…
وكلٌّ على فَلَكٍ يَسْبَحُون
تباركتَ كيف سَلَخْتَ النها
…
رَ من الليل كيف مَسَخْتَ القُرون؟
وكيف بَرَيتَهُمُ من رُغَا
…
م وكلٌّ إلى أجلٍ سائرون؟
وَسَرَّيْتَ بينهُمُ بالحِما
…
مِ ورَوَّضْتَ فيهم جماحَ الحَرون (2)
تباركت كيف قَسَمْتَ الجُدو (3)
…
د وكيف يُقال بها العَاثرون
وسعتَ بحِلْمِك طيشَ الجَهُو
…
ل وغيَّ الكفورِ ولُؤْمَ الخؤُون
ولم توصِدِ البابَ دونَ الجَمُو
…
دِ ولا دونَ ما أمَّل التَّائبون
حكمتَ فأقسطْتَ في العالمين
…
وبالعَدْلِ فليحْكُم الحَاكِمون
(1) تسبيح ومناجاة وثناء - حسن موسى الشريف (ص:132 - 134).
(2)
الحرون: المكابر والمعاند.
(3)
الجدود: الحظوظ.
فنارُك يَصْلَى بها الكافرون
…
وجناتُ عَدْنٍ بها المؤمنون
تباركتَ يا ربِّ هذا الوُجُود
…
ومن باسمِه سبَّح العَالمون
ويا موقِدَ النارِ من أخضرٍ
…
ومُعْطي مِنَ الأرضِ ما يشْتَهون
ويا مخرجَ الحيِّ من ميتٍ
…
ومن قال للشيءِ كنْ كيْ يكُون
تباركْتَ يا فاطرَ الكائناتِ
…
ومن هُمْ إليه غدًا يَنْسِلون
فزعتُ لبابِك أرجو حِمىً
…
لضَعْفي فأنتَ حِمايَ المصُون
عبادُك يا ربِّ ضَلّوا السبيلَ
…
وحَارَ الدليلُ فما يهتَدون
تَشَامَخَ في أرضِك الأدنياءُ
…
فأيانَ عن غَيِّهم ينتهُون
وجَارتْ بأحكامِها الأقوياءُ
…
فَسِيمَ الضعيفُ عذابًا وهُون
ولم يُعطِ من مالِكَ الأغنياءُ
…
وراحوا على شُحِّهم يَحْرِصُون
ولم يبقَ في الناسِ معنَى الحياءِ
…
فأمسُوا بآثامِهم يفخَرون
وضجَّتْ مواخِيرُهم بالحياةِ
…
وباتَتْ محاريبُهم في سُكون!
عِبَادُك يا ربّ ضَلّوا السبيلَ
…
فأين الدليلُ؟ عَسَى يهتدون
أخافُ عليهم وأرجُو لهم
…
فغفرًا لهم إنهم لا يعُون!
وأنت اللطيفُ الرؤوفُ الرحيمُ
…
وأنت الرفيقُ الشفيقُ الحنون
* * *