الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
56 - إِلا بِبَابِكَ
مصطفى عكرمة
إِلَّا بِبابِك ما أطلتُ وقوفي
…
يا من تُلبّي حاجَة الملهوف
ذلُّ الوُقوفِ ببابِ عِزِّكَ عِزَّةٌ
…
يا ربِّ فاقَبْل ذِلَّتي ووقُوفي
عمَّرتُ بالأحْلامِ قَلْبي .. يا لهُ
…
من خَافقٍ بِضَلالِهِ مشغوفِ!
صرفَتْهُ أهواءُ الحياةِ عن الهُدَى
…
ولكم لها في النَّاسِ من تَصْريفِ!
هي عونُ إبليسٍ وعدَّةُ جُندهِ
…
ولكم يُساقُ المرءُ بالتَّسويفِ!
غالتْ وأغْرَى وصفُها فاسْتَرْسَلَتْ
…
والوصفُ كم يُغريكَ بالموصوفِ!
كم ذا وقفتُ ولم أنلْ من وعْدِها
…
إلَّا بريقَ الوعدِ والتَّرجيف
ومضيتُ لا العِبَرُ الكبارُ تهُزُّني
…
يومًا .. وإن بلَغَتْ أُلوفَ أُلوف
والصَّحْبُ قد عكَفوا على لذّاتِهم
…
ولكم على اللذاتِ طالَ عُكوفي!
ألِفوا الحياةَ كما اشتهَت أهواؤهُم
…
بئسَت حياةُ اللَّهْوِ من مألوف
رباهُ إنّي ما ارتَضَيْتُ سبيلَهُم
…
ولكم عزفتُ وطالَ عنهُ عُزوفي!
لكنَّها الأهواءُ والهفي لما
…
عانيتُ في الأهواءِ من تَلْهيف
رباهُ إن قَطَفوا لَذَائِذَهُم هُنا
…
رباهُ فاجْعَل في الجِنانِ قُطُوفي
هي حقبةٌ عاشَ الفؤادُ بها الأسَى
…
ما بينَ حَالَيْ خائفٍ ومُخيف
واليومَ تابَ وجاءَ تحدُوهُ المُنى
…
من غيرِ إبطاءٍ ولا تزييف
غُفرانَكَ اللهُم إنِّي تائبٌ
…
يدعُو بقلْبٍ خاشعٍ وضعيف
يا ربِّ رُدَّ المُسلمينَ وردَّهُ
…
للدِّينِ يا من أنتَ خيرُ لطيف
وانصُر بحقِّكَ أُمَّتي والطُف بها
…
يا من تُلبّي حاجَةَ المَلهوفِ (1)
* * *
(1) حتى ترضى (ص:32 - 34).