الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
23 - الجحود
خير الدين وانلي
يَغذوكَ لكن أنتَ تشكرُ غيرَهُ
…
ويذودُ عنك فتمْدَحُ الأوثانا؟!
أَوَ هَكَذا ردُّ الجميلِ لأهْلهِ
…
أَوَ هكذا تَسْتَقْبِلُ الإحْسَانا؟!
يا من جحدتَ لذي الصَّنيعِ صنيعَهُ
…
أَوَ مَا تهابُ السُّخْطَ والنيرانا؟!
أتخاصمُ الجبَّارَ في عَلْيَائِه؟!
…
يا من بَراكَ من الثرى إنسانا
من نُطفةٍ سوّاك ربي مبصرًا
…
تتبيَّنُ الأشكالَ والأَلْوَانا
بل سخَّر السَّبعَ الطباقَ لخدمةٍ
…
والأرضَ والأنهارَ والخلْجَانا
والفُلكَ تجري والرياحَ لواقحًا
…
والماءَ يُحْيِي الزرعَ والأَفْنَانا
والرعدُ في كبدِ السَّماءِ مُسَبِّحًا
…
والثلجَ يهطِلُ يرفِدُ الغُدْرَانا
والطيرُ يبسُطُ جنحَه كسفينةٍ
…
فوقَ الرياحِ يسبِّحُ الرحْمَانا
في كلِّ شيءٍ للمُهيمنِ آيةٌ
…
تدعُ الجَحُودَ بأمرِه حَيْرَانا
يا من جَحَدْتَ ألم تفكِّرْ لحظةً
…
في ذا الوجودِ وتنظرِ الأكوانا
في قلبِكَ الخفَّاقِ أكبرُ آيةٍ
…
إن لم تجدْ مِنْ حَوْلِك البُرهانا
السمعُ والأبصارُ خلقٌ مُعْجِزٌ
…
يتحديانِ الجَحْدَ والنُّكْرَانا
والسيرُ منتصبًا دليلٌ واضحٌ
…
أن المسيِّرَ ميَّز الإِنْسانا
والنطقُ آيةُ قدرةٍ جبارةٍ
…
والمخُّ يحفظُ كلَّ ما قد كانا
واللمسُ للأشياءِ والشمُّ الذي
…
لا يُخطيءِ الأرياحَ والرَّيحانا
والشَّعرُ يكسُو الجلدَ ثوبًا ناعِمًا
…
متموِّجًا متجدِّدًا أَلْوَانا
كالجلدِ للحِرْباءِ يشبهُ لونُه
…
ما حولَه فتظنُّه أغصَانا
والرأسُ يحْمِي المخَّ في تَجويفِه
…
والصدرُ يَحْمِي القلبَ والشَّريانا
فِلِمَ الجُحُودُ وفَضْلُ ربِّك سابقٌ
…
من قبلِ أن تَسْتَرضِعَ الأَلْبانا؟! (1)
* * *
(1) ديوان النصر للإسلام (ص:123).