الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
77 - نحن العبيد وأنت الملك
(1)
يا منْ يُغيثُ الورَى من بعدِ ما قَنَطوا
…
ارحَمْ عبادًا أكُفَّ الفقرِ قد بَسَطُوا
عودتهُم بسطَ أرزاقٍ بلا سَبَبٍ
…
سوى جميلِ رجاءٍ نَحْوَهُ انبسَطوا
وعُدْتَ بالفضلِ في وردٍ وفي صَدْرٍ
…
بالجودِ إن أقسَطوا والحلمِ إن قَسَطُوا
عوارفُ ارتبطَتْ شُمُّ الأنوافِ بها
…
وكلُّ صعبٍ بقيدِ الجودِ يرتبطُ
يا من تعرَّفَ بالمعروفِ فاعترفَتْ
…
بجَمِّ إنعامِهِ الأطرافُ والوسَطُ
وعالمًا بخفيَّاتِ الأُمورِ فلا
…
وهمٌ يجوزُ عليه لا ولا غَلَطُ
عبدٌ فقيرٌ ببابِ الجودِ مُنكَسِرٌ
…
من شأنهِ أن يوافي حينَ ينضَغِطُ
مهمَا أتَى ليمدَّ الكفَّ أخجَلهُ
…
قبائحٌ وخطايَا أمرُها فَرَطُ
يا واسعًا ضاقَ خطوُ الخلقِ عن نِعَمٍ
…
منهُ إذا خَطَبُوا في شُكرِها خبطُوا
وناشرًا بيدِ الإجْمالِ رحمتَهُ
…
فليسَ يلحَقُ منهُ مسرفًا قَنَطُ
ارحمْ عبادًا بضنكِ العيشِ ما لهَمُوا
…
غيرُ الدُجنَّةِ لحُفٌ والثَّرى بُسُطُ
لكنَّهم من ذُرَى علياكَ في نَمَطٍ
…
سامٍ رفيعِ الذُرَى ما فوقَه نَمَطُ
ومن يكنْ بالذي يهواهُ مجتمعًا
…
فما يُبالي أقامَ الحيُّ أم شَحَطُوا
نحنُ العبيدُ وأنتَ الملكُ ليسَ سوَى
…
وكلُّ شيءٍ يُرَجَّى بعدَ ذا شَطَطُ
* * *
(1) موارد الظمآن لدروس الزمان (1/ 48).